مقدمة:
"لابد من عودة الرب يسوع المسيح، ابن داود، إلى الأرض، جسديا وحرفيا، لكي يملك على مملكة داود الموعودة. الإدعاء بأن المسيح قد جلس على عرش ألآب وأنه يملك الآن على مملكة روحية هي الكنيسة، لا يفي ببساطة بمواعيد العهد ... لابد من تأسيس مملكة دنيوية حرفية ليملك عليها المسيح العائد" العنصرة، ما سيكون من بعد، صفحة ١١٤، ١١٥ (نقلا عن ميلر، صفحة ٩٨).
"... إن الملكوت الذي أعلن على يد يوحنا (ومن قبل الرب يسوع المسيح نفسه فيما بعد، إنجيل متي ٤: ١٧؛ إنجيل مرقس ١: ١٤، ١٥) لا يمكن بأية حال أن يكون غير ذلك الذي جاء في نبوءات العهد القديم ... ذلك الملكوت، على الرغم من إعلان أنه "ههنا الآن"، فإنه لم يظهر بعد ..." ـ روبرت هنري بول، ملكوت الله، صفحة ٣٤ (نقلا عن والاس، كلمة الله النبوية، صفحة ١٧٦).
ينكر أولئك الذين يؤيدون وجهة نظر العقيدة الألفية أن ملكوت المسيح موجود الآن، ويقولون أنه سيقيمه عند مجيئه الثاني. يقول كثيرون أنه كان يعتزم إقامة مملكته عندما جاء إلى الأرض، لكنه لم يستطع بسبب رفض اليهود له، فأرجئ ذلك حتى مجيئه الثاني.
يترتب على هذا التعليم أن يسوع المسيح ليس ملكا الآن. عند مواجهتهم بمقاطع الكتاب المقدس التي تقول أن يسوع هو ملك الآن وأن ملكوته موجود فعلا، يقولون أن هذا الملكوت يختلف في طبيعته عن الملكوت المقصود في نبوءات العهد القديم وأنه مختلف عما قصده يسوع ويوحنا أصلا (راجع الاقتباس أعلاه).
تقول العديد من آيات العهد الجديد أن يسوع هو ملك الآن، كما تنبأ العهد القديم تماما (راجع الدراسة حول يسوع الملك). إذا كان الأمر كذلك، فإن ملكوته لابد وأن يكون موجودا، كما جاء في نبوءات العهد القديم.
سوف نفحص في هذه الدراسة الآيات التي تتحدث بالتحديد عن ملكوت يسوع لإظهار أنه موجود فعلا، وسيكون لهذا تأثير إضافي في إثبات أنه ملك الآن.
هل هناك أهمية للإيمان بوجود الملكوت في هذا العصر؟ ما مدى الأهمية التي ينبغي إعطاؤها للملكوت عند الوعظ بالبشارة؟
إنجيل متي ٣: ٢ ـ ـ كرز يوحنا المعمدان بملكوت السموات.
إنجيل متي ٤: ٢٣ ـ ـ كرز يسوع ببشارة الملكوت [٩: ٣٥؛ إنجيل لوقا ٤: ٤٣؛ ٨: ١؛ ٩: ١١؛ إنجيل مرقس ١: ١٤، ١٥]
إنجيل متي ١٣: ١٩ ـ ـ كانت الرسالة التي بشرت هي كلمة الملكوت.
إنجيل لوقا ٩: ٢، ٦٠ ـ ـ أرسل يسوع التلاميذ ليبشروا بملكوت الله [١٠: ٩، ١١؛ إنجيل متي ١٠: ٧].
بالإضافة إلى ذلك، تكلم يسوع في العديد من الأمثال عن الملكوت.
[إنجيل متي ٦: ١٠، ٣٣؛ إنجيل لوقا ١٦: ١٦؛ إنجيل يوحنا ٣: ٣، ٥؛ لاحظ أن ملكوت الله وملكوت المسيح هما نفس الشيء ـ رسالة بولس إلى أهل أفسس ٥: ٥]
كتاب أعمال الرسل ٨: ١٢ ـ ـ كرز فيلبس ببشارة الملكوت.
كتاب أعمال الرسل ٢٠: ٢٥؛ ٢٨: ٢٣، ٣١ ـ ـ بشر بولس وشهد في أمر ملكوت الله [١٩: ٨]
هل بشر هؤلاء الرجال بملكوت مختلف عن الملكوت الذي بشر به يسوع والتلاميذ قبل يوم الخمسين، أم كانوا يبشرون بنفس الملكوت؟
إن التبشير بالملكوت هو جزء أساسي من التبشير بالإنجيل، حتى بالنسبة إلى أولئك الذين ليسوا بتلاميذ بعد [كتاب أعمال الرسل ٢: ٣٠ ـ ٣٦]. كل من بشر ببشارة مختلفة هو ملعون (رسالة بولس إلى أهل غلاطية ١: ٨، ٩). إذا بشر الرسل أن الملكوت هو في حيز الوجود، وبشر بعض الناس اليوم أنه ليس في الوجود، ما هي حالتهم؟
رأى نبوخذنصر ملك بابل حلما في المنام لكنه نسي ما دار حوله، فطلب من حكماء المملكة أن يبينوا له الحلم، وبذلك يعلم أنهم يستطيعون تفسيره. إلا أن دانيال وحده استطاع تفسير الحلم.
الحلم وتفسيره
رأى الملك تمثالا يرمز إلى أربعة ممالك:
* رأس من الذهب = مملكة نبوخذنصر، بابل (آية ٣٧).
* صدر وذراعان من الفضة = مملكة أصغر من بابل (آية ٣٩). فارس.
* بطن وفخذان من النحاس = مملكة ثالثة تتسلط على الأرض كلها (آية ٣٩). اليونان.
* ساقان وقدمان من حديد مختلط بخزف = مملكة رابعة، صلبة كالحديد، لكنها منقسمة (آية ٤٠، ٤١). روما.
وبينما الملك ينظر، انفصل حجر لا بقوة اليدين، فضرب التمثال على قدميه وسحقهما. وصار ذلك الحجر جبلا كبيرا وملأ الأرض كلها. يعني هذا أنه في أيام أولئك الملوك (الرومان)، سيقيم الله مملكة تسحق وتفني جميع تلك الممالك، إلا أن هذه المملكة نفسها سوف تثبت إلى الأبد (آية ٤٤).
الاستنتاجات
يجب أن يتم تأسيس ملكوت المسيح في عهد الإمبراطورية الرومانية. يوافق أتباع العقيدة الألفية على أن هذا هو معنى الحلم. وبما أن الإمبراطورية الرومانية قد جاءت وذهبت، نستنتج من ذلك أن ملكوت يسوع المسيح قد تم تأسيسه بالفعل.
ولكن نظرا لعدم تشكيل مملكة دنيوية، يقول أتباع العقيدة الألفية أنه لابد من إعادة تأسيس الإمبراطورية الرومانية قبل مجيء يسوع المسيح الثاني. حجتهم هي أن الأصابع العشرة في قدمي الحديد والخزف تمثل عشرة ممالك، والتي سوف تتحد لتشكيل وإعادة إحياء الإمبراطورية الرومانية. يرى البعض أن الإتحاد بين الدول الأوربية مؤخرا هو بداية تشكيل هذه الإمبراطورية الجديدة.
لكن والاس يشير إلى أن التمثال بكامله يمثل فترة تقدر بحوالي ٦٠٠ عام. مع ذلك، ووفقا لنظرية العصر الألفي، فإن أصابع القدم وحدها لا زالت تنتظر التشكيل منذ أكثر من ٢٠٠٠ عام! بالإضافة إلى ذلك، لم تعد الإمبراطورية الرومانية موجودة منذ قرون، أي أن هناك ما يقرب من ٢٠٠٠ عام تفصل بين الأصابع وبين بقية الجسد! هل يوجد في الحلم أو التمثال ما يمثل هذه الفترة الزمنية؟
علاوة على ذلك، لا يذكر الإصحاح الثاني من نبوءة دانيال شيئا عن الممالك العشرة، أو أن الأصابع العشرة تمثل عشرة ممالك، وليس هناك نهائيا حتى ذكر لرقم ١٠ ناهيك عن إعطائه أية أهمية. يعدد المقطع الممالك المعنية وهناك أربعة بالضبط، لا أكثر (آية ٣٧ ـ ٤٠).
بما أن المملكة الرابعة كانت الإمبراطورية الرومانية، وبما أن يسوع جاء خلال فترة حكم تلك الإمبراطورية، فإما أن يكون الملكوت قد بدء نتيجة لمجيء يسوع الأول، وإلا فإن دانيال هو نبي كذاب! تقوض مفاهيم العقيدة الألفية وحي الكتاب المقدس.
هذا حلم آخر عن الممالك الأربعة نفسها ممثلة بأربعة وحوش (آية ٣ ـ ٧): الأسد (بابل)، الدب (فارس)، النمر (اليونان)، ووحش رابع مختلف عن الآخرين (روما). مرة أخرى، يتفق الجميع حول مدلول هذه الوحوش (آية ١٥ـ ٢٣).
آية ١٣، ١٤ ـ ـ فأتى على الغمام شخص مثل ابن الإنسان إلى قديم الأيام وأولي سلطانا ومجدا وملكا، سلطانا أبديا وملكا لا ينقرض. يشبه هذا إلى حد كبير الحلم في الإصحاح الثاني من نبوءة دانيال.
لاحظ أن الملك قد أعطي عندما أتى ابن الإنسان إلى الله، وليس عندما ترك الله ليعود إلى الأرض!
[لاحظ أن القرون العشرة هي جزء من الوحش الرابع (آية ٨). إنهم عشرة ملوك في المملكة الرابعة (آية ٢٣، ٢٤)، وليسوا عشرة ممالك تقوم لاحقا كما يزعم أتباع العقيدة الألفية. إنهم الملوك الذين حكموا بينما كانت الإمبراطورية الرومانية لا تزال قائمة، وليس بعد ألفي عام من تدميرها]
إنجيل متي ٣: ٢ ـ ـ بشر يوحنا المعمدان أن ملكوت السموات "قد اقترب". لاحظ أن يوحنا بشر في عهد القيصر طيباريوس ـ الإمبراطورية الرومانية (إنجيل لوقا ٣: ١). [تعني عبارة "قد اقترب" "شيء وشيك الحدوث أو على الأبواب" ـ نقلا عن ثاير]
إنجيل مرقس ١: ١٤، ١٥ ـ ـ بشر يسوع قائلا "حان الوقت واقترب ملكوت الله، ...". يبين هذا أن "أقترب" هنا تعني أن الوقت قد حان.
يوافق أتباع العقيدة الألفية على أن هذا يعني بأن يسوع ويوحنا توقعا أن يبدأ الملكوت المتنبأ به عند مجيء يسوع الأول، لكنهم يقولون أن هذا لم يحدث لأن اليهود رفضوا يسوع (راجع الاقتباسات في الافتتاحية). ومن ثم، فإن يسوع ويوحنا هما نبيين كذابين!
إنجيل متي ١٠: ٧ ـ ـ أرسل يسوع تلاميذه الاثني عشر ليعلنوا "أن قد اقترب ملكوت السموات"
إنجيل متي ١٦: ١٩ ـ ـ وعد يسوع بطرس أن يعطيه مفاتيح الملكوت. لكن بطرس مات منذ وقت طويل. لماذا أعطى يسوع بطرس المفاتيح إذا كان باب الملكوت لن يفتح قبل مرور أكثر من ١٩٠٠ عام على موته؟
إنجيل لوقا ١٠: ٩، ١١ ـ ـ أرسل يسوع سبعين آخرين ليبشروا "قد اقترب منكم ملكوت الله". وعليه، إذا كان الملكوت لم يبدأ حتى ٢٠٠٠ سنة لاحقا، فإن الرسل والتلاميذ كانوا هم أيضا أنبياء كذابين! [إنجيل متي ١٢: ٢٥ـ ٢٨؛ إنجيل لوقا ١١: ١٧ـ ٢٠]
إنجيل مرقس ٩: ١ ـ ـ سوف يأتي الملكوت بقوة. قال يسوع أن في جملة الحاضرين أمامه من لا يذوقون الموت حتى يشاهدوا الملكوت آتيا. إذا كان الملكوت لم يأتي، بعد ثمة ألفي عام، فلابد أن يكون بيننا أناس مسنون جدا! [إنجيل متي ١٦: ٢٨؛ إنجيل لوقا ٩: ٢٧]
إنجيل لوقا ٢٢: ١٨، ٢٩، ٣٠ ـ ـ لن يشرب يسوع من عصير الكرمة حتى يأتي ملكوت الله، وسيأكل التلاميذ ويشربون على مائدته في ملكوته.
كتاب أعمال الرسل ١: ٣ ـ ٨ ـ ـ بعد قيامته ولكن قبل صعوده (آية ٩ ـ ١١)، كان يسوع لا يزال يتكلم عن الملكوت، تماما كما كان في بداية رسالته (آية ٣). أين هو الدليل على أن ما يعنيه قد تغير، وأنه يتكلم هنا عن ملكوت مختلف؟
لم يكن الملكوت قد أتى بعد، ولم يقل يسوع متى سيأتي بالضبط (آية ٦، ٧). لكن القوة (والملكوت، إنجيل مرقس ٩: ١) سوف تأتي عندما يحل عليهم الروح القدس ويصبح الرسل شهودا له. سوف يحدث هذا في أورشليم، بعد أيام غير كثيرة (آية ٨، ٤، ٥).
[إنجيل لوقا ١: ٣٢، ٣٣؛ إنجيل متي ١٦: ١٩؛ إنجيل مرقس ١١: ١٠؛ إنجيل لوقا ١٩: ١١ـ ٢٧؛ إنجيل متي ٢٠: ٢٠، ٢١؛ إنجيل مرقس ١٠: ٣٧؛ سفر زكريا ٦: ١٢، ١٣؛ إنجيل متي ٢٣: ١٣؛ ٤: ١٧، ٢٣؛ إنجيل لوقا ١٦: ١٦؛ ١٢: ٣١، ٣٢؛ ٢١: ٢٩ ـ ٣٣؛ إنجيل مرقس ١٥: ٤٣؛ رسالة بولس الأولى إلى أهالي تسالونيكي ٢: ١٢]
لاحظ الأحداث الواردة في الإصحاح الثاني من كتاب أعمال الرسل التي جرت في يوم الخمسين، وكيف تحقق هذه الأحداث جميع النبوءات المتعلقة بالملكوت.
كتاب أعمال الرسل ١: ٩ـ ١١ ـ ـ ولما قال ذلك رفع بمرأى منهم ثم حجبه غمام عن أبصارهم.
٢: ٣٣ ـ ٣٥ ـ ـ وهو الآن جالس عن يمين ألآب.
كان هذا في عهد الإمبراطورية الرومانية (إنجيل متي ٢٢: ١٧، ٢١؛ كتاب أعمال الرسل ٢٥: ١١). [إنجيل يوحنا ١١: ٤٨]
كان ذلك بعد نحو ثلاث سنوات من الوقت الذي قال فيه يسوع أن الملكوت "قد اقترب".
كان بعد "أيام غير كثيرة" من وعد يسوع (يحتفل بعيد العنصرة بعد خمسين يوما من عيد الفصح وهو الوقت الذي مات فيه يسوع).
ومن ثم، كان بعض الذين تحدث معهم يسوع لا يزالون أحياء. في الواقع، كان في الحشد العديد من الأشخاص الذين شهدوا المعجزات التي قام بها يسوع (آية ٢٢)
وهب الروح القدس الاثني عشر القدرة على التكلم بلغات مختلفة (آية ٤ـ ١٣).
كان الرسل شهودا على قيامة يسوع (آية ٣٢).
أثبت مجيء الروح القدس أن يسوع كان جالسا عن يمين الله (آية ٣٣).
سيأتي الملكوت عندما تأتي القوة، وستأتي القوة عندما يمكن الروح القدس الرسل من أن كونوا شهودا. بدء هذا في يوم الخمسين، ومن ثم فإن الملكوت كان في الوجود آنذاك.
كانوا يواظبون على كسر الخبز، وهو ما يسمى بمائدة الرب (رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٠: ١٦، ٢١).
قال يسوع أنهم سيأكلون ويشربون على مائدته في ملكوته. وقد بدء ذلك في عيد العنصرة، فلابد أنهم قد دخلوا الملكوت في عيد العنصرة.
رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١١: ٢٦ ـ ـ لن يكون هناك عشاء رباني (مائدة) بعد عودة يسوع المسيح. ومن ثم لابد أن يكون الملكوت الذي تنبأ فيه يسوع موجود الآن؛ لا يمكن أن يأتي بعد عودته.
يملك يسوع الآن كرب ومسيح على عرش داود من عن يمين الله. ومن ثم، فإنه ملك (طالع المقال حول يسوع الملك). لقد تحققت جميع النبوءات المتعلقة بملكوت يسوع المسيح في يوم الخمسين. لذلك، فلابد أن يكون ملكوته موجود الآن وقد بدء الناس بدخوله في يوم الخمسين.
تقول العقيدة الألفية أن الملكوت ليس موجودا الآن لكنه سيبدأ عند مجيء يسوع الثاني. لا يتوافق هذا مع أي من هذه النبوءات، بل يناقض كل واحدة منها! (راجع النبوات المدرجة أعلاه إذا لزم الأمر لفهم هذه النقطة).
[دخل يسوع عندئذ في مجده. قارن إنجيل متي ٢٠: ٢٠، ٢١ وإنجيل مرقس ١٠: ٣٧ وسفر زكريا ٦: ١٢، ١٣ بكتاب أعمال الرسل ٢: ٣٣ـ ٣٥؛ إنجيل لوقا ٢٤: ٢٦؛ رسالة بطرس الأولى ١: ٢١؛ إنجيل يوحنا ١٧: ٥]
تؤكد العديد من المقاطع أن الملكوت كان موجودا بعد يوم الخمسين.
كان بولس ومسيحيو كولوسي في الملكوت. وهذا غير ممكن ما لم يكن الملكوت موجودا.
عندما ينال المرء الفداء والمغفرة (آية ١٤)، فإنه ينجو من سلطان الظلمات وينتقل إلى ملكوت الابن (آية ١٣). وطالما أن الفداء والغفران هما في متناول الجميع، فإن بوسع الجميع الآن أن يكونوا في الملكوت.
إما أن يكون المرء في الملكوت أو تحت سلطان الظلمات. إذا اعترف البعض أنهم ليسوا في الملكوت (لأنه غير موجود)، فأين يتركهم ذلك؟!
تزعزعت الأرض من صوت الله (آية ٢٦) عندما أعطى الشريعة في جبل سيناء (آية ١٨ـ ٢٠).
في سفر حجاي ٢: ٦ وعد الله أن يزلزل الأرض مرة أخرى (آية ٢٦)، مشيرا إلى إزالة العهد القديم واستبداله بالعهد الجديد الذي سيبقى (آية ٢٧، ٢٤). وقد حدث هذا عند موت يسوع.
وبالتالي فقد حصل الناس في القرن الأول على الملكوت (آية ٢٨). لذلك، فلابد أنه كان موجودا في ذلك الوقت.
وهذا ملكوت لا يتزعزع (آية ٢٨) ـ لا يمكن إزالته أو استبداله كالعهد القديم. استبداله بملكوت آخر على الأرض، يعني أن الأرض ستتزعزع مرة أخرى!
إذا رفضنا هذا الملكوت، فلن نفلت من العقاب (آية ٢٥)؛ لكن هذا هو بالضبط ما يفعله أتباع العقيدة الألفية!
كان يوحنا والمسيحيين الذي خاطبهم شركاء في ملكوت يسوع المسيح. لا يمكنهم أن يكونوا شركاء فيه ما لم يكن موجودا. لكن يوحنا ومسيحيو الكنائس السبعة في آسيا (آية ٤) كانوا في الملكوت. [رؤيا يوحنا ١: ٥، ٦؛ ٥: ١٠]
آية ٢٢، ٢٣ ـ ـ يعلم المقطع أن الموتى الصالحين سيقومون أولا عندما يعود يسوع. تقول العقيدة الألفية أن ملكوت يسوع سيبدأ حينئذ. [لاحظ أن الإنجيل يقول أن الصديقين والأشرار سيقامون جميعا في نفس الوقت ـ إنجيل يوحنا ٥: ٢٨، ٢٩]
آية ٢٤ ـ ـ ولكن عندما يقوم الموتى، يكون المنتهى، وليس البداية. سوف يسلم يسوع عندئذ الملكوت إلى ألآب. هذا هو عكس تعاليم العقيدة الألفية. حيث يقولون أن ألآب سيسلم الملك إلى الابن عند مجيئه الثاني!
آية ٢٥، ٢٦ ـ ـ إن يسوع يملك الآن (فقد أخضع له الله ألآب كل شيء ـ آية ٢٨). وسوف يملك حتى يبيد آخر عدو وهو الموت (سفر المزامير ١١٠: ١، ٢). سوف يهزم الموت بالقيامة عندما يعود يسوع.
ملاحظة: سوف يملك يسوع بينما لا يزال الموت عدوا، وليس بعد أن يهزم. إنه عدو الآن، لكنه سيهزم بالقيامة لدى عودة يسوع. لذلك، لابد ليسوع أن يملك الآن حتى يعود. إنه لن يبدأ في الملك عندما يعود.
لذا، لابد أن يكون الملكوت موجودا الآن لأن يسوع هو ملك الآن. إنه لن يبدأ الملك عندما يعود، بل سيملك حتى ذلك الحين، ثم يسلم المملكة إلى ألآب. سنصير عندئذ كائنات روحية وليس جسدية (آية ٤٢ـ ٥٠). ستتم إزالة الخطيئة والضعف البشري.
إن ملكوت المسيح هو في حيز الوجود الآن. إنه يحقق النبوءات المتعلقة بشأنه، لذلك فلابد أن يكون ذات الملكوت الذي تنبأ به العهد القديم وبشر به يسوع خلال فترة حياته. تتناقض تعاليم العقيدة الألفية مع هذه النبوءات.
إن الوعظ بالملكوت هو جزء من الوعظ بالبشارة. إنكار أن الملكوت موجود الآن هو وعظ ببشارة أخرى (رسالة بولس إلى أهل غلاطية ١: ٨، ٩). يجب على كل من يرغب في إتباع بشارة يسوع أن يكرمه كملك وأن يصبح جزءا من ملكوته بإطاعة بشارته.
حقوق الطبع محفوظة
١٩٧٨، ١٩٩٤، ٢٠٠٤ ديڤيد أي. پرات
يسمح للأفراد وكذلك للكنائس المحلية بتوزيع هذا المقال كنسخة مطبوعة أو كبريد الكتروني، بشرط أن يستنسخ بكامله حرفيا وبدون تغيير المحتوى أو تحريف المعنى بأي طريقة كانت، وبشرط أن يظهر اسم المؤلف وعنوان صفحتنا الالكتروني بصورة واضحة (David E. Pratte, https://gospelway.com)، وبشرط عدم فرض أجور مادية من أي نوع كان لهذه المواد. تستطيع الصفحات الالكترونية أن تتبادل الاتصال مع هذه الصفحة ولكن لا يسمح لأي منها أن تعيد إنتاج هذا المقال على صفحات الكترونية أخرى.
اضغط هنا لدراسة الإنجيل باللغة الانجليزية
عد إلى الصفحة الرئيسية من أجل مقالات أخرى لدراسة الإنجيل باللغة العربية.
ترجمة ساهرة فريدريك
Please bookmark our site in your favorites.
We welcome links to us from other sites :
gospelway.com
- The Gospel Way: Free Bible Study Materials & Guides
Scripture quotations are generally from the New King James Version (NKJV), copyright 1982, 1988 by Thomas Nelson, Inc. used by permission. All rights reserved.