مقدمة:
كثيرا ما تنبأ العهد القديم بمجيء المسيح الذي سيسود كملك على مملكته. وقد تطلع اليهود عبر التاريخ إلى مجيء هذا المسيح.
يؤمن أتباع العقيدة الألفية بأن المسيح يجب أن يؤسس مملكة دنيوية، مدنية، حرفية، نظير مملكة داود. وبما أن هذه المملكة ليست موجودة الآن، فإنهم يزعمون أن يسوع المسيح لم يؤسس ملكوته في القرن الأول، لكنه سيؤسس هذا الملكوت عند مجيئه الثاني وسيملك على الأرض مدة ألف عام.
بينما يختلف أولئك الذين يؤمنون بهذه العقيدة اختلافا شاسعا في وجهات نظرهم، تدرس هذه التعاليم بشكل أو بآخر من قبل كل الجماعات الأصولية تقريبا بما قي ذلك المعمدانيين، السبتيين، أتباع حركة يوم العنصرة، شهود يهوه، أتباع كنيسة الله العالمية التي أسسها هربرت آرمسترونغ، وبعض "كنائس المسيح".
يوضح الاقتباس التالي الأهمية التي يعلقها البعض على هذه العقيدة:
"ليس من المغالاة القول أن عقيدة العصر الألفي السعيد هي عامل حاسم في تفسير الكتاب المقدس وأنها تضاهي في أهميتها عقيدة الإلهام الشفوي، إلوهية المسيح، الكفارة التعويضية، وقيامة الجسد" ـ المملكة الألفية، صفحة ١٦ (نقلا عن مكگويگان، شريحة رقم ٤).
نحن نؤمن بأنه جاء إلى الأرض لتأسيس مملكته وأنه لا يزال يسود بصفة ملك منذ أن بدأت الكنيسة في يوم العنصرة. القول بأن يسوع لا يسود الآن بصفة ملك هو إنكار أو استخفاف بالعديد من الحقائق الرئيسية في الإنجيل. وهو يستخف على وجه الخصوص بمقام يسوع المسيح الرفيع كملك.
تكشف الاقتباسات التالية عن التناقض الواضح بين هذا الإيمان وبين العقيدة الألفية:
"لابد من عودة الرب يسوع المسيح ابن داود إلى الأرض، جسديا وحرفيا، ليسود على مملكة داود الموعودة. الإدعاء بأن المسيح هو جالس الآن على عرش ألآب وأنه يسود على مملكة روحية هي الكنيسة، لا يفي ببساطة بمواعيد العهد ... لابد من تأسيس مملكة دنيوية حرفية ليملك عليها المسيح العائد" ـ العنصرة، ما سيكون من بعد، صفحة ١١٤، ١١٥ (نقلا عن ميلر، صفحة ٩٨).
"لو كان الناس قد قبلوه، لتمكن من تحقيق النبوءات الملكية في أيامهم بالإضافة إلى تلك المتعلقة بمعاناة المسيح. ولكن عندما رفض الشعب اليهودي المسيح جملة، تأجل تحقيق النبوءات المتعلقة بمنصبه الملكي حتى الذروة النهائية في تاريخ العالم" ـ ليندسي، هناك عالم جديد قادم، صفحة ٣٠ (نقلا عن مكگويگان وجوردان، شريحة رقم ١٨٨).
"...على الرغم من أحقية المسيح في حكم الأرض، فإنه لا يمارس هذا السلطان على الملوك والممالك في هذا الوقت" ـ هال ليندسي، هناك عالم جديد قادم، صفحة ٢٠٦ (نقلا عن مكگويگان وجوردان، شريحة رقم ٢٠٦).
وبما أن هذه المملكة الدنيوية ليست موجودة الآن، يترتب على ذلك وفقا لهذه العقيدة أن يسوع ليس ملكا الآن، على الأقل ليس بالمعنى الموعود في نبوءات العهد القديم. إن هدفنا هو إظهار أنه ملك الآن، تماما كما أراده الله أن يكون دائما. لغرض فهم تعاليم الإنجيل، تأمل ما يلي:
إنجيل لوقا ١:٣١ ـ ٣٣ ـ ـ وعد الملاك مريم أن ابنها يسوع سيرث عرش داود، سيملك على بيت يعقوب أبد الدهر، ولن يكون لملكه انتهاء. من المؤكد أن مريم وعدت بهذا لأن يسوع سيقوم بذلك عند مجيئه إلى الأرض في المرة الأولى حين ولد كابن مريم، وليس عند مجيئه الثاني ثمة ألفي عام لاحقا.
إنجيل متي ٢: ٢ ـ ـ قال المجوس أن يسوع ولد ملكا على اليهود. لكنه ولد عندما جاء في المرة الأولى، وليس الثانية. كان مجيئه الأول هو الذي سيفضي إلى توليه الملك. [آية ٦]
إنجيل يوحنا ١: ٤٩ ـ ـ في وقت مبكر من خدمة يسوع، قال له نثنائيل، "أنت ملك إسرائيل". لم ينكر يسوع هذا أو يوبخه. [إنجيل يوحنا ٦: ١٥]
يوافق الكثير من أتباع العقيدة الألفية على أن هذه المقاطع تبين أن الله كان قد نوى أن يجعل من يسوع ملكا عند مجيئه الأول، لكنهم يعتقدون أنه عندما رفض اليهود يسوع فيما بعد، اضطر الله إلى تبديل خططه ليجعل من يسوع ملكا عند مجيئه الثاني. يعني هذا أن الله ويسوع قد أخفقا كلاهما في تحقيق تنبؤات واضحة، وأن نبوءاتهما لم تتحقق!
إنجيل متي ٢١: ٥، ٩، ١٥ ـ ـ علاوة على ذلك، وفي وقت متأخر من خدمته، تكلم يسوع كما لو أنه جاء ليصبح ملكا في المرة الأولى، إذ دخل أورشليم راكبا على ظهر حمار وحقق النبوءة عن كيفية مجيء مليكها إليها (آية ٥؛ سفر زكريا ٩: ٩).
دعاه الناس "ابن داود" (آية ٩، ١٥) (الذي يعني وريث عرش داود)، وملك إسرائيل (إنجيل يوحنا ١٢: ١٣؛ إنجيل لوقا ١٩: ٣٨). وعندما طلب منه عظماء الكهنة والكتبة أن ينتهر الجموع لأجل هتافاتهم، رفض يسوع أن يفعل ذلك بل ودافع عنهم (إنجيل لوقا ١٩: ٣٨ـ٤٠؛ إنجيل متي ٢١: ١٥، ١٦).
إنجيل متي ٢٧: ١١؛ إنجيل يوحنا ١٨: ٣٧ ـ ـ حتى عند محاكمته أمام بيلاطس، اعترف يسوع أنه قد جاء ليكون ملكا. ("أنت قلت"، تعني "أن الأمر هو كما تقول" ـ طبعة الملك جيمس الجديدة. قارن إنجيل لوقا ٢٢: ٧٠، ٧١؛ إنجيل مرقس ١٥: ٢؛ إنجيل لوقا ٢٣: ٣. راجع ثاير)
إنجيل متي ٢٨: ١٨ـ٢٠ ـ ـ قال يسوع أنه قد أولي كل سلطان في السماء وعلى الأرض، لذلك يجب على جميع الأمم أن يحفظوا وصاياه.
بحكم التعريف، "ملك" تعني "عاهل أو سلطان؛ رجل يتمتع بأعلى سلطة في الدولة والشعب ... شخص أو شيء بارز في فئته"
إذا كان يسوع قد أولي كل سلطان، فإنه ملك بحكم التعريف! كيف يمكنه أن يتمتع في المستقبل بسلطان على الأرض يفوق ما يتمتع به الآن؟ التأكيد على أنه سيحتل يوما ما منصبا دنيويا أعظم شأنا هو استخفاف بسلطانه الحالي!
علاوة على ذلك، فإن المأمورية العظمى (اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم)، التي حصلنا من خلالها على الخلاص من الخطيئة، تقوم على السلطان الذي يتمتع به يسوع في الوقت الحاضر. إن التقليل من شأن منصبه الحالي هو تقويض لشرعية أساس خلاصنا!
سفر صموئيل الثاني ٧: ١٢، ١٣ ـ ـ وعد الله داود أنه بعد أن يضطجع مع آبائه، سيقيم له الرب من صلبه من يخلفه، ويثبت عرشه وملكه. تحققت بعض هذه الوعود في سليمان، لكن يتفق الجميع (ويؤكد العهد الجديد)، أن بعضها الآخر يشير إلى المسيح.
سفر المزامير ١٣٢: ١١؛ ٨٩: ٣، ٤ ـ ـ ردد داود تكرارا أن الله قد أقسم له، "من ثمرة بطنك أجلس على العرش الذي لك". كما جاء أعلاه، ينكر أتباع العقيدة الألفية صراحة أن هذا قد حدث.
سفر المزامير ١١٠: ١ـ ٤ ـ ـ مزمور لداود، والذي يتفق الجميع على أنه يشير إلى المسيح [قارن إنجيل متي ٢٢: ٤١ ـ ٤٦]. سوف يجلس عن يمين الله ويتسلط في وسط أعدائه. تدل عبارة "عن يمين" على مكانة السلطة والشرف (إنجيل متي ٢٦: ٦٤؛ إنجيل مرقس ١٤: ٦٢؛ إنجيل لوقا ٢٢: ٦٩).
ومن ثم، قالت النبوءات أن المسيح سيكون من نسل داود، سيحكم كملك على عرش داود، من عن يمين الله. إذا عرفنا متى جلس يسوع عن يمين الله، فسنعرف متى أصبح ملكا!
في عظته الأولى، كلم بطرس الشعب عن يسوع مستشهدا بنبوءة عن لسان داود، إلا أنها لم تتحقق في داود (آية ٢٧ ـ ٢٩؛ سفر المزامير ١٦: ٨ ـ ١١).
آية ٣٠ ـ ـ كان داود عالما بأن الله أقسم له يمينا أن يقيم ثمرا من صلبه ليجلس على عرش داود.
آية ٣١ ـ ـ مدركا ماذا سيحدث، تكلم داود عن قيامة يسوع المسيح. إن نبوءة جلوس المسيح على عرش داود تحققت في قيامة يسوع، وليس فيما بعد عندما يجيء ثانية!
آية ٣٣، ٣٤ ـ ـ استشهد بطرس بسفر المزامير ١١٠: ١ وقال أن يسوع قد رفع إلى يمين الله (مكانة السلطة). لكن الله رفعه لكي يحكم من عن يمينه. أي أنه يملك الآن من عن يمين الله، تماما كما تنبأ مزمور ١١٠: ١، ٢.
آية ٣٦ ـ ـ الخلاصة هي أن الله قد جعل يسوع ربا ومسيحا. "ربا" تعني سيدا، شخص يتمتع بنفوذ. "مسيحا" تعني "الممسوح". ومن ثم، قال بطرس أن يسوع قد مسح ليكون ملكا. والدليل على هذا أن نبوءات داود تحققت في يسوع، بما في ذلك نبوءة الملك من عن يمين الله.
إنكار أن يسوع يسود الآن بصفة ملك مثلما يفعل أتباع العقيدة الألفية، هو عن غير قصد، إنكار أن يسوع هو رب ومسيح!
كما هو الحال في مزمور ١١٠، يجب أن يملك يسوع من عن يمين الله حتى يتم وضع جميع أعدائه تحت قدميه، ثم يكون المنتهى عندما يوضع آخر عدو تحت قدميه، وسيحدث ذلك عندما يهزم الموت بالقيامة. لذلك يتعين بالضرورة أن يملك يسوع قبل مجيئه الثاني، وليس مع بداية مجيئه الثاني!
أقام الله يسوع من بين الأموات وأجلسه إلى يمينه في السموات (آية ٢٠). يؤكد هذا كتاب أعمال الرسل ٢: ٣٠ ـ ٣٦. جلس يسوع عن يمين الله عندما قام من الموت، أي أنه تولى الملك حينذاك (سفر المزامير ١١٠: ١، ٢).
ما هو المركز الذي يشغله من عن يمين الله؟ فوق كل صاحب رئاسة وسلطان وقوة وسيادة، وفوق كل اسم يسمى به مخلوق في هذا الدهر، أو في الدهر الآتي. كل الأشياء تخضع له وهو رأس كل شيء في الكنيسة.
إذا كان هذا لا يصف ملكا، فكيف يمكن وصف الملوك؟ يقول أتباع العقيدة الألفية أنه ليس ملكا الآن لكنه سيكون ملكا في "الدهر الآتي". لكن الإنجيل يقول أن اسمه هو الآن بالفعل أعظم من أي اسم في الدهر الآتي. إذا لم يكن ملكا الآن، فلن يكون ملكا في أيما وقت!
بدفاعهم عن مستقبل يسوع المجيد في الدهر الآتي، يستخف أتباع العقيدة الألفية بمنصبه الحالي.
[راجع رسالة بولس إلى أهل كولوسي ١: ١٣ـ ١٨؛ ٢: ١٠؛ رسالة بطرس الأولى ٣: ٢١، ٢٢]
آية ٣، ٤ ـ ـ جلس يسوع عن يمين الله بعد أن صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا ـ أي بعد أن مات على الصليب، تماما كما جاء في الإصحاح الثاني من كتاب أعمال الرسل والإصحاح الأول من رسالة بولس إلى أهل أفسس. ما الذي ينطوي عليه هذا المنصب؟
آية ٨، ٩ ـ ـ لقد اعتلى العرش ونال صولجان مملكته. لقد "مسح" دون أصحابه. إذا كان هذا لا يصف ملكا، فكيف يمكن وصف الملوك؟
ثم تقتبس آية ١٣ عن سفر المزامير ١١٠: ١، "أجلس عن يميني". إن الغرض من ذكر الجلوس عن يمين الله في آية ١٣ هو الإشارة إلى تحقق سفر المزامير ١١٠. متى تحقق ذلك؟ بعد أن طهر يسوع خطايانا بذبيحة نفسه، وليس عند مجيئه الثاني.
يسوع هو الآن سيد ملوك الأرض (ومن ثم، "ملك الملوك"). كيف يمكنه أن يكون ملكا أعظم في مملكة مقبلة؟ [راجع ١٧: ١٤؛ ١٩: ١٦؛ رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس ٦: ١٥]
بإنكارهم أن يسوع هو ملك الآن، ينكر أتباع العقيدة الألفية منصب يسوع الرفيع.
[رسالة بولس إلى أهل رومية ١٥: ١٢ ونبوءة أشعيا ١١: ١ ـ ١٠؛ رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس ١: ١٧؛ رؤيا يوحنا ٣: ٢١ وسفر الملوك الأول ٢: ١٢؛ سفر أخبار الأيام الأول ٢٩: ٢٣]
من النتائج المنطقية الأخرى التي تترتب على تعاليم العقيدة الألفية (على الرغم من أن معظمهم لا يدركون ذلك)، هو أن يسوع ليس الآن، ولن يكون أبدا عظيم كهنتنا.
تأمل الرسالة إلى العبرانيين:
٢: ١٧ ـ ـ أصبح يسوع عظيم كهنة ليكفر عن خطايا الشعب.
٧: ٢٤، ٢٥ ـ ـ إنه قادر بكهنوته على أن يخلصنا خلاصا تاما لأنه حي دائما يتشفع لنا.
٩: ١١، ١٢ ـ ـ وبوصفه عظيم الكهنة، دخل قدس الأقداس ليحصل لنا على فداء أبدي من خلال تقريب دمه قربانا لخطايانا (٩: ٢٤ـ ٢٨)
ما من مغفرة دون إراقة دم (٩: ٢٢). ليس بوسع دم الثيران والتيوس أن يمحو الخطايا (١٠: ٣، ٤). لو لم يكن يسوع قد أصبح عظيم كهنة ليقدم نفسه قربانا، لما كان هناك مغفرة خطايا!
[٤: ١٤ ـ ١٦؛ ١٠: ١٩ـ ٢٢]
سفر المزامير ١١٠: ١ـ ٤ ـ ـ سيجلس يسوع عن يمين الله (آية ١). ويتسلط في وسط أعدائه (آية ٢). سيكون كاهنا على رتبة ملكيصادق (آية ٤). كان ملكيصادق ملك شليم وكاهنا لله العلي (سفر التكوين ١٤: ١٨). وعليه، سيكون المسيح ملكا وكاهنا في نفس الوقت!
سفر زكريا ٦: ١٢، ١٣ ـ ـ الرجل المسمى "الفرع" كان هو المسيح (٣: ٨؛ نبوءة أشعيا ٥٣: ٢؛ ١١: ١؛ نبوءة إرميا ٢٣: ٥؛ ٣٣: ١٥؛ رسالة بولس إلى أهل رومية ١٥: ١٢). سيملك على عرشه، وسيكون كاهنا على عرشه. مرة أخرى، ملكا وكاهنا في نفس الوقت.
تنكر العقيدة الألفية أن يسوع هو الآن ملك على عرشه. يترتب على ذلك أن يسوع ليس كاهنا الآن. يعني ذلك أنه لم يقرب قربانا عن خطايانا، ونحن لا نزال بالتالي هالكين في خطايانا! ينكر أتباع العقيدة الألفية عن غير قصد أساس خلاصنا!
من ناحية أخرى، إذا استطعنا إثبات أن يسوع هو كاهن الآن، لأثبتنا بذلك أنه ملك أيضا، وهذا يدحض تعاليم العقيدة الألفية.
سبق واستشهدنا بمقاطع من الرسالة إلى العبرانيين والتي تبين أن يسوع قرب نفسه قربانا عن خطايانا، ولكن للقيام بهذا كان لابد له أن يكون عظيم كهنة. بالإضافة إلى ذلك:
الرسالة إلى العبرانيين ٦:٢٠؛ ٧:١ ـ ـ صار يسوع عظيم كهنة على رتبة ملكيصادق (ملك وكاهن على حد سواء). [٥: ٦ـ ١٠؛ ٧: ١٧]
الرسالة إلى العبرانيين ٨: ١ ـ ـ النقطة الرئيسية في المقطع هي أن لنا عظيم كهنة جلس عن يمين عرش الجلال في السموات. وهذا هو ما تنبأ به سفر المزامير ١١٠ بالضبط: كاهن يسود كملك من عن يمين الله. [٤: ١٤]
الرسالة إلى العبرانيين ١٠: ١٢، ١٣ ـ ـ متى جلس يسوع عن يمين الله؟ بعد أن قرب ذبيحة كفارة للخطايا، تماما كما جاء في الإصحاح الثاني من كتاب أعمال الرسل والإصحاح الأول من رسالة بولس إلى أهل أفسس. إنه ينتظر الآن حتى يصبح جميع أعدائه موطئا لقدميه، كم جاء في سفر المزامير ١١٠: ١!
لم يكن بوسع يسوع أن يصبح عظيم كهنة دون تقريب ذبيحة، لكنه سيصير ملكا عن يمين الله عندما يصبح عظيم كهنة. حدث هذا بعد موته. يسوع هو الآن عظيم كهنة. لذلك، فهو ملك. وعليه فإن العقيدة الألفية على خطأ.
النتائج المنطقية المترتبة على الإيمان بالعقيدة الألفية، على الرغم من أن المؤمنين بها لا يعترفون بذلك:
يقول أتباع العقيدة الألفية أن يسوع جاء ليكون ملكا، لكنه لم يتمكن من تحقيق ذلك لأن اليهود رفضوه وقتلوه. لذلك، فإن يسوع ليس ملكا الآن.
لكننا سبق ورأينا أن يسوع سيكون ملكا وكاهنا في نفس الوقت. تقول العقيدة الألفية أنه ليس ملكا الآن، وبالتالي فهو ليس كاهنا الآن ونحن لا نزال في خطايانا.
الرسالة إلى العبرانيين ٨: ٣ ـ ـ يجب أن يكون لدى كل كاهن شيء يقربه، وبالتالي كان من الضروري أن يكون لدى يسوع ما يقربه. لكن الضحية التي قربها كانت دمه نفسه (أنظر أعلاه). لو كان اليهود قد قبلوا يسوع ولم يقتلوه، كما كان الله قد توقع على حد قول أتباع العقيدة الألفية، لما كان لدى يسوع ذبيحة ليقدمها. بناء على ذلك، لو كان اليهود قد قبلوه، لما كان بوسعه أن يصبح ذبيحة عنا أو عظيم كهنتنا!
الرسالة إلى العبرانيين ٨: ٤؛ ٧: ١٢ـ ١٤ ـ ـ لم يكن بوسع يسوع أن يصبح عظيم كهنة بموجب الشريعة القديمة لأنه لم يكن من سبط لاوي. السبيل الوحيد الذي يمكنه من خلاله أن يصبح كاهنا هو تبدل الشريعة.
رسالة بولس إلى أهل كولوسي ٢: ١٤؛ الرسالة إلى العبرانيين ٩: ١٦، ١٧ ـ ـ لكن لإزالة الشريعة القديمة، وإحلال الشريعة الجديدة، تعين على يسوع أن يموت. ولكن لو كان اليهود قد قبلوه، كما كان الله قد توقع على حد قول أتباع العقيدة الألفية، لما مات قط ولما أزيلت الشريعة القديمة!
وبالتالي، لو كان اليهود قد قبلوا يسوع، لما استطاع أن يكون عظيم كهنة لأنه ليست لديه ذبيحة ولأن الشريعة القديمة كانت ستستمر نافذة المفعول. إلا أن أتباع العقيدة الألفية يقولون أن ليس ملكا لأن اليهود رفضوه وقتلوه. ولكن إذا لم يكن ملكا فهو ليس كاهنا إذن.
وعليه، سواء قبله اليهود أو رفضوه، فإن النتائج المترتبة على تعاليم العقيدة الألفية هي أنه ليس عظيم كهنة ونحن لا نزال هالكين في خطايانا!
يقول أتباع العقيدة الألفية أنه سيصبح ملكا عندئذ، أي بعد أكثر من ألفي عام من تقديم الذبيحة! وفقا للمقاطع التي قمنا بدراستها، قام يسوع بدور عظيم الكهنة عندما قدم الذبيحة. عندما يأتي مرة أخرى سيكون الأوان قد فات ليصبح عظيم كهنة.
وفقا للعقيدة الألفية، ليس بوسعه أن يكون عظيم كهنة الآن لأنه ليس ملكا حاليا. ولكن عندما يجيء ثانية سيكون الأوان قد فات ليكون بمثابة عظيم كهنة. نتيجة لتعاليم العقيدة الألفية فإن يسوع ليس عظيم كهنتنا الآن، لم يكن عظيم كهنة في السابق، ولن يكون عظيم كهنة في أيما وقت!
العقيدة الألفية هي نظام بغير عظيم كهنة، وبالتالي بغير ذبيحة عن الخطيئة! إنهم يحبون التحدث عن مستقبل رائع للمسيح على الأرض، لكن الثمن الذي يدفعونه لقاء تلك المملكة هو أنه ليست لديهم مغفرة! يا له من ثمن باهظ يدفعونه لقاء مملكة مقبلة!
ليست العقيدة الألفية مجرد تكهنات باطلة حول أحداث مستقبلية. إنها نظام مذهبي يستخف بعظمة يسوع ويقوض من سلطته الأساسية.
السبيل الوحيد للحصول على الحياة الأبدية هو رفض العقيدة الألفية وقبول تعاليم الإنجيل من أن يسوع هو الآن ملكنا وعظيم كهنتنا، وأن الخلاص هو مجاني من خلاله للجميع.
حقوق الطبع محفوظة ٢٠٠٣، ديڤيد أي. پرات
يسمح للأفراد وكذلك للكنائس المحلية بتوزيع هذا المقال كنسخة مطبوعة أو كبريد الكتروني، بشرط أن يستنسخ بكامله حرفيا وبدون تغيير المحتوى أو تحريف المعنى بأي طريقة كانت، وبشرط أن يظهر اسم المؤلف وعنوان صفحتنا الالكتروني بصورة واضحة (David E. Pratte, https://gospelway.com)، وبشرط عدم فرض أجور مادية من أي نوع كان لهذه المواد. تستطيع الصفحات الالكترونية أن تتبادل الاتصال مع هذه الصفحة ولكن لا يسمح لأي منها أن تعيد إنتاج هذا المقال على صفحات الكترونية أخرى.
اضغط هنا لدراسة الإنجيل باللغة الانجليزية
عد إلى الصفحة الرئيسية من أجل مقالات أخرى لدراسة الإنجيل باللغة العربية.
ترجمة ساهرة فريدريك
Please bookmark our site in your favorites.
We welcome links to us from other sites :
gospelway.com
- The Gospel Way: Free Bible Study Materials & Guides
Scripture quotations are generally from the New King James Version (NKJV), copyright 1982, 1988 by Thomas Nelson, Inc. used by permission. All rights reserved.