مقدمة
تعلم العديد من الجماعات الدينية، كعقيدة أساسية، أن بطرس كان الرئيس الدنيوي الأول وراعي الرعاة في الكنيسة، وأن قادة الكنيسة العصريون هم خلفائه. بينما يدعي آخرون أن البابوية هي أساس الكنيسة. تأمل هذا الاقتباس:
الغرض من هذه الدراسة هو معرفة ما يقوله الإنجيل عن هذه العقيدة. إذا كانت صحيحة، وعلى هذا القدر من الأهمية، فمن المؤكد أن بإمكاننا العثور عليها في الإنجيل.
نحن لا نضمر ضغينة شخصية تجاه أي كان، كما أننا لا نود إساءة تمثيل أية جهة، لكننا نحث الناس على البحث عن الحقيقة بذهن متفتح. "حاسبوا أنفسكم وانظروا هل أنتم على الإيمان. اختبروا أنفسكم" (رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ١٣: ٥). لذلك يجب عليك أن "تدرس الكتب يوميا لتتبين هل تلك الأمور كذلك" (كتاب أعمال الرسل ١٧: ١١). لا ينبغي لأي شخص أن يخشى فحص معتقداته مقارنة بالإنجيل.
(ملاحظة: ستكون جميع الاقتباسات الكتابية من طبعة القديس يوسف الكاثوليكية الجديدة للكتاب المقدس ـ طبعة الجمعية الدينية. جميع الاقتباسات الأخرى هي من مصادر معترف بها رسميا من قبل الروم الكاثوليك)
من الواضح أن بطرس لا يمكنه أن يكون البابا ما لم يأذن يسوع بوجود هذا المنصب. لذا دعونا نتأمل ما تقوله كلمة يسوع.
يشير الإنجيل بشكل دقيق إلى عدة مناصب في الكنيسة، ويصف مهام ومؤهلات أولئك الذين يشغلون تلك المناصب.
المنصب | الآيات التي تشير إليه بالاسم | المؤهلات | المهام |
الرسل | رسالة بولس إلى أهل أفسس ٤: ١١؛ إنجيل متي ١٠: ٢ـ ٤؛ إنجيل لوقا ٦: ١٣ـ ١٦ | كتاب أعمال الرسل ١: ٢١ـ ٢٦؛ رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ١٢: ١١، ١٢ | رسالة بولس إلى أهل أفسس ٣: ٣ـ ٥؛ كتاب أعمال الرسل ١٠: ٣٩ـ ٤١ |
الشيوخ أو الأساقفة | رسالة بولس إلى أهل فيلبي ١: ١؛ كتاب أعمال الرسل ١٤: ٢٣؛ رسالة بولس إلى أهل أفسس ٤: ١١ | رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس ٣: ١ـ ٧؛ رسالة بولس إلى تيطس ١: ٥ ـ ٩ | كتاب أعمال الرسل ٢٠: ٢٨؛ رسالة بطرس الأولى ٥ : ١ـ ٣ |
الشمامسة | رسالة بولس إلى أهل فيلبي ١: ١ | رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس ٣: ٨ ـ ١٣ | كتاب أعمال الرسل ٦: ١ـ ٦ |
يحتوي الإنجيل على العديد من المقاطع، والتي يلزم منطقيا أن يكون منصب البابا مذكورا فيها، إذا كان له وجود. تعدد رسالة بولس إلى أهل أفسس ٤: ١١، ١٢ ورسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٢: ٢٨ مختلف المناصب والعاملين في الكنيسة، لكنهما لا تذكران منصب البابا. لم لا؟
كتب بولس عدة رسائل من وإلى روما، ذاكرا أسماء العديد من الناس هناك (رسالة بولس إلى أهل رومية ١٦؛ رسالة بولس إلى أهل كولوسي ٤: ٧ـ ١٤؛ رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس ٤: ٩ـ ٢٢؛ رسالة بولس إلى فيلمون ٢٣، ٢٤). إذا كان بطرس يشغل منصب البابا في روما، لكان بولس قد ذكره في هذه الرسائل من غير ريب. لكن بولس لا يذكر بطرس أو أي شخص آخر بوصفه البابا.
من يستطيع أن يتصور، أن يقوم شخص ما اليوم بكتابة خطابات رسمية من وإلى الكنيسة في روما، معددا جميع المناصب في الكنيسة الكاثوليكية، مع إعطاء كل المعلومات عن مهام ومؤهلات أقل المناصب، دون ذكر البابا؟ إذا كان يسوع قد أسس منصب البابا، فلماذا أغفل العهد الجديد الإشارة إليه؟
يعتقد البعض أن البابا هو رأس الكنيسة، لكن لاحظ:
رسالة بولس إلى أهل أفسس ١: ٢٢، ٢٣ـ ـ يسوع هو الرأس فوق كل شيء للكنيسة (قارن رسالة بولس إلى أهل كولوسي ١: ١٨). ماذا بقي للبابا ليترأسه؟
رسالة بولس إلى أهل أفسس ٥: ٢٢ـ ٢٤ـ ـ الزوج هو رأس الزوجة كما أن يسوع هو رأس الكنيسة. لكن خضوع الزوجة إلى زوجين يعد زنا (رسالة بولس إلى أهل رومية ٧: ٢، ٣). لذا فإن خضوع الكنيسة إلى رئيسين (يسوع والبابا) من شأنه أن يعد زنا روحيا.
إنجيل متي ٢٨: ١٨ـ ٢٠ـ ـ أولي المسيح كل سلطان في السماء والأرض، وهو المشرع الوحيد (رسالة يعقوب ٤: ١٢). الإدعاء بأن في وسع البابا إصدار القوانين الدينية هو إنكار لسلطان يسوع الفريد من نوعه.
يعلن الإنجيل بوضوح أن يسوع هو رأس الكنيسة. هو السيد الوحيد في الجسد الواحد (الكنيسة). لا يمكن أن يكون هناك سيدين بأكثر مما يمكن أن يكون هناك إلهين (رسالة بولس إلى أهل أفسس ٤: ٤ـ ٦). حظر على الأساقفة (حتى أولئك الذين هم في روما) أن يتسلطوا على القطيع (رسالة بطرس الأولى ٥: ١ـ ٣).
"كانت سلطة القديس بطرس العليا ... جزءا أساسيا من كنيسة المسيح، الصخرة التي بنيت عليها ... سوف يحتاج بيت الله إلى أساسه دائما" (صندوق الأسئلة، برتراند كونواي، طبعة سنة ١٩٢٩، صفحة ١٥٣، ١٥٤).
وبالتالي، يقول البعض أن سلطة الباباوات هي أساس الكنيسة الكاثوليكية. لكن الإنجيل يقول:
رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ٣: ١١ـ ـ لا يمكن أن يكون هناك أساس آخر غير يسوع.
رسالة بطرس الأولى ٢: ٣ـ ٨ ـ ـ وعظ بطرس نفسه أن يسوع هو حجر الزاوية الرئيسي الذي بنيت عليه الكنيسة. [راجع كتاب أعمال الرسل ٤: ١٠ـ ١٢]
إنجيل متي ١٦: ١٣ـ ١٨ـ ـ كثيرا ما يستخدم هذا المقطع في محاولة لإثبات أن بطرس هو أساس الكنيسة (خلاصة العقيدة، صفحة ٥٦؛ صندوق الأسئلة، صفحة ١٤٦). لكن المقاطع التي سبق دراستها تثبت أن يسوع، وليس بطرس أو البابا، هو أساس الكنيسة. في الواقع، يؤكد إنجيل متي ١٦هذه الحقيقة.
لا يناقش السياق (آية ١٣، ١٥، ١٦) من هو بطرس أو ما هي مكانته، بل من هو يسوع وما هي مكانته. لا يمجد هذا المقطع بطرس؛ بل يسوع. لا يعترف يسوع ببطرس؛ لكن بطرس هو الذي يعترف بيسوع.
لا تقول الآية أن بطرس هو الصخرة التي بنيت عليها الكنيسة، لكنها بالأحرى تباين أسم بطرس (الكلمة اليونانية بتروس، مذكر ـ قطعة من الصخر) مع الصخرة التي سوى تبنى عليها الكنيسة (الكلمة اليونانية بترا، مؤنث ـ إفريز من الصخر الصلب).
قارن يسوع نفسه في الكثير من الأحيان بالجماد ـ الهيكل (إنجيل يوحنا ٢: ١٨ـ ٢٢)، الباب (إنجيل يوحنا ١٠: ٧)، الكرمة (إنجيل يوحنا ١٥: ١ـ ١١). وهو هنا يقارن نفسه بالصخرة، وهو اسم كثيرا ما استخدم في العهد القديم للإشارة إلى الله (سفر المزامير ٣١: ٣؛ ٧١: ٣؛ ٨٩: ٢٦؛ ١٨: ٢، ٣٢).
ليس بطرس هو أساس الكنيسة، بل الحقيقة التي اعترف بها بطرس لتوه ـ من أن يسوع هو المسيح ابن الله (آية ١٦). هذا هو ما يؤكده السياق وغيره من مقاطع الكتاب المقدس. قولنا أن بطرس هو الأساس من شأنه أن يضع الإنسان في مقام الله!
تأمل بعض الخطايا الكبيرة في حياة بطرس.
* بعد الحديث عن أساس الكنيسة مباشرة، وبخ يسوع بطرس قائلا: "انسحب ورائي يا شيطان، فأنت لي حجر عثرة؛ لأن أفكارك ليست أفكار الله، بل أفكار البشر" (إنجيل متي ١٦: ٢١ـ ٢٣).
* أنكر بطرس يسوع ثلاث مرات، حتى أنه أخذ يلعن ويحلف (إنجيل متي ٢٦: ٦٩ـ ٧٥).
* وبخ يسوع بطرس على قلة إيمانه (إنجيل متي ١٤: ٢٢ـ ٣١).
* تصرف بطرس برياء وليس وفقا لما تقتضيه البشارة (رسالة بولس إلى أهل غلاطية ٢: ١١).
ثم تأمل الخطايا في حياة الباباوات الكاثوليك.
تم استقاء الحقائق التالية من المعجم الكاثوليكي والموسوعة الكاثوليكية في www.newadvent.org/cathen
* من المعترف به أن أربعة من الباباوات على الأقل كان لديهم أبناء غير شرعيين.
* ما لا يقل عن خمسة من الباباوات كانوا أبناء قساوسة. بما في ذلك أحد الباباوات على الأقل (ربما اثنين) كانا أبناء باباوات آخرين! (ربما كان بعض هؤلاء القساوسة قد تزوجوا لكنهم تركوا عائلاتهم ليصبحوا كهنة).
* حرم كنسيا أو أدين بالهرطقة ما لا يقل عن ستة من الباباوات، بما في ذلك أحد الباباوات الذي حرم كنسيا مرتين، وأثنين من الباباوات الذين حرم أحدهما الآخر!
"في القرون الاثنتي عشرة الأولى من وجودها، عانت الكنيسة من الاضطرابات نحو خمس وعشرين مرة بسبب التنافس على البابوية. تسبب نشوء هذا الصراع في العديد من الفضائح، وفي العنف وسفك الدماء في بعض الأحيان ... على مدى أربعين عاما (في القرن الرابع عشر) طالب اثنين أو حتى ثلاثة من الذين يدعون لأنفسهم حق البابوية بولاء الكاثوليك، مما أدى إلى انحياز بلدان بكاملها، الرجال المثقفين، والقديسين المطوبين، إلى جانب مختلف الأطراف، وحتى الآن، ليس محددا على نحو جازم، من كان البابا آنذاك ..." (المعجم الكاثوليكي، أديس وآرنولد، صفحة ٨٦٩).
من يستطيع أن يصدق أن كنيسة المسيح قد تأسست على منصب يشغله أمثال هؤلاء الرجال؟ تخيل أن كنيسة يسوع قد مرت بفترات طويلة من الزمن دون أن يكون في وسع أي شخص أن بعرف من هو الرئيس الحقيقي للكنيسة! أليس من الأفضل بكثير القبول بتعليم الإنجيل الواضح من أن الكنيسة قد تأسست على ابن الله السماوي البريء من أية خطيئة!
"يحدد مجلس الفاتيكان ما يلي بوصفه أحد شروط الإيمان ... وهو أن المسيح قد أنعم على بطرس وحده بسلطة راعي الرعاة والحاكم على كل الرعية" (صندوق الأسئلة، صفحة ١٤٧).
إنجيل يوحنا ١٠: ١١، ١٤ـ ـ يسوع هو الراعي الصالح. لا ينبغي لنا أن نتبع الغرباء (آية ١، ٥، ٨ ـ ١٣؛ راجع نبوءة حزقيال ٣٤: ٢٣؛ ٣٧: ٢٤؛ سفر المزامير ٢٣).
رسالة بطرس الأولى ٥: ٤ـ ـ تكلم بطرس نفسه عن راعي الرعاة (تقول الحاشية في الإنجيل الكاثوليكي، "أن النص اليوناني هو رئيس الرعاة"). سوف يأتي هذا الراعي ليكافئ المؤمنين، هذه إشارة واضحة إلى مجيء يسوع الثاني (رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس ٤: ٨؛ رؤيا يوحنا ٢:١٠؛ ٢٢: ١٢؛ إنجيل متي ٢٥: ٣١ـ ٤٦؛ إلى آخره).
الرسالة إلى العبرانيين ١٣: ٢٠ـ ـ يسوع هو الراعي العظيم.
ينص الإنجيل الكاثوليكي على أن يسوع هو راعي الرعاة أو الراعي العظيم، لكن المجلس الكاثوليكي قد أعلن، بوصفه شرط من شروط الإيمان، أن هذا المنصب يخص "بطرس وحده"!
يقول البعض أن هذا يثبت بأن بطرس هو رئيس الرعاة (صندوق الأسئلة، صفحة ١٤٧، ١٤٨؛ كتاب العقيدة للبالغين، صفحة ٥٦).
لكن هذا قيل لجميع الرسل، وهو أن يرعوا الخراف بمعنى تعليمهم (إنجيل متي ٢٨: ١٨ـ ٢٠؛ إنجيل مرقس ١٦: ١٥، ١٦) والاهتمام بهم (رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ١١: ٢٨). كما قيل للأساقفة أيضا أن يرعوا القطيع (رسالة بطرس الأولى ٥: ١ـ ٣؛ كتاب أعمال الرسل ٢٠: ٢٨). هل جميع هؤلاء هم باباوات أيضا؟
لم يكن الغرض من عبارة يسوع إعلاء مقام بطرس ليكون رئيسا على غيره من الرسل، ولكن ببساطة لإعادته إلى الخدمة الرسولية التي انحرف عنها. كان بطرس قد أنكر يسوع ثلاث مرات (إنجيل يوحنا ١٨: ١٥ـ ١٨، ٢٥ـ ٢٧). فحمله يسوع على الاعتراف بمحبته ثلاث مرات، ثم أعاده إلى المسؤولية التي سوف يسهم فيها جميع الرسل.
لا يوجد أي مقطع سواء هنا أو في أي موضع آخر يدعو بطرس براعي الرعاة أو ينص على أنه يتمتع بسلطة أعلى من سائر الرسل.
إن الخطأ الأساسي لعقيدة السلطة البابوية هو أنها ترفع الإنسان إلى مقام الله. قال الله أن ابنه السماوي هو الرأس، الأساس، وراعي رعاة الكنيسة. لم يحدث قط أن حظي رجل عادي بهذه المكانة. ليس رفع الإنسان إلى هذه المكانة سوى تجديف.
طالما أنه لا يوجد أي دليل على أن منصب البابا كان له وجود في الكنيسة الأولى، فمن الواضح أنه لم يكن في وسع بطرس أو أي شخص آخر أن يشغل هذا المنصب. لكن دعونا نؤكد استنتاجنا من خلال النظر في تعاليم الإنجيل بشأن بطرس على وجه التحديد، لنرى ما إذا كان قد تصرف مثل الباباوات.
لكن لاحظ ما يقوله الله:
لماذا احتاج الرسل إلى توجيهات من البابا إذا كانوا قد تلقوا توجيها مباشرا من الروح القدس؟ أعلن بولس صراحة أنه لم يأخذ تعليمه عن أي إنسان بل بوحي من يسوع ـ رسالة بولس إلى أهل غلاطية ١: ١١، ١٢، ١٦، ١٧؛ ٢: ٦ـ ٩، ١١ـ ١٤.
يزعم البعض أن يسوع منح بطرس على وجه الحصر سلطان الحل والربط في إنجيل متي ١٦: ١٩، لكن إنجيل متي ١٨: ١٨ يبين أن الرسل الآخرين تمتعوا بنفس السلطان.
إنجيل يوحنا ٢٠: ٢٢، ٢٣ـ ـ تمتع جميع الرسل بسلطان مغفرة أو إمساك الخطايا، ولكن فقط وفقا لتوجيه الروح القدس. لا يحق لأي رسول إصدار القوانين، لكن بإمكانه فقط أن يكشف عن القوانين التي وضعها الله. وقد قاموا بذلك عن طريق الوعظ والكشف عن البشارة. إذا أطاع المرء، غفرت خطاياه؛ وإن لم يطع، أمسكت خطاياه ـ رسالة بولس إلى أهل رومية ١: ١٦؛ إنجيل مرقس ١٦: ١٥، ١٦؛ كتاب أعمال الرسل ٢: ٣٦ـ ٤١؛ إلى آخره.
كانت البشارة هي "المفاتيح" أو السلطة التي فتح الرسل بواسطتها الباب ليدخل الناس إلى الكنيسة. كان بطرس أول من وعظ لليهود (كتاب أعمال الرسل ٢) والوثنيين (كتاب أعمال الرسل ١٠)، لكن جميع الرسل كانوا مخولين بوعظ البشارة. لا ينص أي مقطع على أن بقية الرسل خضعوا لسلطة بطرس.
كان جميع الرسل سفراء في سبيل المسيح (رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ٥ :٢٠). إذا كان بطرس يتمتع بسلطة أعلى من سائر الرسل، لأصبح بولس أقل شأنا منه، لكن بولس ينفي هذا.
لا يوجد أي دليل على أن بطرس تمتع بسلطة تفوق سلطة سائر الرسل، لكن هناك الكثير من الأدلة التي تبين أن الرسل الآخرين تمتعوا بكل ما تمتع به بطرس.
إنجيل متي ٨: ١٤ـ ـ شفى يسوع حماة بطرس.
رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ٩: ٥ ـ ـ كان بطرس (صخر) لا يزال مرتبطا بزوجة (امرأة) بعد أن بدأت الكنيسة. تضيف الحاشية في الطبعة الكاثوليكية الحديثة من إنجيل القديس يوسف، "ليس هناك أي شك في حق الزواج. كان للرسل الحق ..." شمل هذا بطرس صراحة.
رسالة بطرس الأولى ٥: ١ـ ٣ـ ـ كان بطرس شيخا أو أسقفا، وكان الأساقفة متزوجين (رسالة بولس إلى تيطس ١: ٥، ٦؛ رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس ٣: ٢). تقول الحاشية في الطبعة الكاثوليكية الحديثة من إنجيل القديس يوسف عن رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس ٣: ٢: "... تبتل الكهنة بوصفه قانونا هو عرف كنسي حديث". بعبارة أخرى، كان من حق بطرس وجميع الأساقفة في القرن الأول أن يكونوا متزوجين. أصدرت الكنيسة الكاثوليكية قانونا ضد مثل هذا الزواج بعد أن اكتمل الإنجيل.
الرسالة إلى العبرانيين ١٣: ٤؛ رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس ٤: ١ـ ٣ـ ـ ليكن الزواج مكرما عند جميع الناس. يشمل هذا الرسل وجميع المسؤولين في الكنيسة. منع جماعة معينة من الناس من الزواج ليس سوى ارتداد عن العقيدة.
من شأن عقيدة التبتل الكاثوليكية أن تقصي من خدمة البابوية نفس الرجل الذي يقولون أنه كان البابا الأول! ينص الكتاب المقدس بوضوح على أن مذهب التبتل هو بدعة.
كتاب أعمال الرسل ١٠: ٢٥، ٢٦ـ ـ منع بطرس قرنيليوس من تبجيله أو الانحناء أمامه. قال له بطرس أنه نفسه أيضا بشر. أليس الباباوات العصريين بشر أيضا؟ لماذا يقبل الباباوات العصريون ما رفضه بطرس؟
لا يسمح الإنجيل قط بالانحناء لأي إنسان كعمل من أعمال التكريم بسبب منصبه الديني (إنجيل متي ٤: ١٠؛ رؤيا يوحنا ٢٢: ٨، ٩). على الرغم من ذلك يسمح الباباوات العصريون بهذا ويتوقعونه.
لم يحدث قط أن أطلق على بطرس لقب "بابا"، "راعي الرعاة"، "أمير الرسل"، "رئيس الكنيسة"، "حاكم الكنيسة"، "الحبر الأعظم"، وما إلى ذلك. كان يدعى ببساطة رسولا وعبدا (رسالة بطرس الأولى ١: ١؛ رسالة بطرس الثانية ١: ١؛ وأحد الشيوخ (رسالة بطرس الأولى ٥: ١).
هناك ثمة من يجادل بأن بطرس تجنب هذه الألقاب لأنه كان خجولا ومتواضعا. لكن إذا كان هو البابا الأول، فلماذا لا يحتذي الباباوات العصريون بحيائه وتواضعه؟! الحقيقة هي أن بطرس رفض مثل هذه الألقاب لأن يسوع نهى عنها.
يحظر إنجيل متي ٢٣: ٩ صراحة من دعوة أي رجل "بابا" بوصفه لقبا من ألقاب التكريم الديني. مع ذلك فإن كلمة "بابا" تعني في الأصل "أب" (المعجم الكاثوليكي، صفحة ٦٦٧). يتحلى الباباوات والقساوسة العصريون بذات الألقاب التي نهى عنها يسوع!
من الواضح أنه، لو كان الرسول بطرس حيا اليوم، لما كان في وسعه أن يحظى بالقبول بصفته البابا. مع ذلك يزعم الكاثوليك أنه كان "أباهم" الأول!
تقع على عاتق أولئك الذين يزعمون أن بطرس كان البابا، مسؤولية إثبات شرعية مزاعمهم. لقد فحصنا سابقا استخدامهم لإنجيل متي ١٦: ١٨ وإنجيل يوحنا ٢١: ١٥. تأمل الآن بعض المقاطع الأخرى التي يستشهدون بها:
ثمة من يدعي بأن هذا يثبت فعلا أن بطرس كان البابا (صندوق الأسئلة، صفحة ١٤٧). لكن هناك أشخاصا آخرين بالإضافة إلى بطرس ممن عززوا وشددوا عزائم الأخوة (كتاب أعمال الرسل ١٨: ٢٣؛ ١٤: ٢١؛ ١٥: ٣٢، ٤١). هل كان هؤلاء جميعا باباوات أيضا؟
صلى يسوع من أجل رسل وتلاميذ آخرين إلى جانب بطرس (إنجيل يوحنا ١٧: ٩، ١١، ١٥، ٢٠). هل صيرهم هذا باباوات؟
تبين الآيات اللاحقة في إنجيل لوقا ٢٢ (آية ٣٣، ٣٤)، أن يسوع لم يصلي من أجل بطرس لكي يرفع مقامه بصفته البابا، بل من أجل العكس تماما؛ فقد عرف يسوع أن بطرس كان على وشك أن ينكره!
يشمل هذا اختيار متيا (كتاب أعمال الرسل ١: ١٥ـ ٢٦)، الوعظ في عيد العنصرة (كتاب أعمال الرسل ٢)، شفاء الكسيح (كتاب أعمال الرسل ٣، ٤)، موت حننيا وسفيرة (كتاب أعمال الرسل ٥)، تبشير الوثنيين لأول مرة (كتاب أعمال الرسل ١٠)، وغير ذلك. يزعم البعض أن هذا يثبت أنه كان البابا (صندوق الأسئلة، صفحة ١٤٨).
لكن بولس كان مهيمنا في كتاب أعمال الرسل ١٣ـ ٢٨ مثلما كان بطرس تماما في كتاب أعمال الرسل ١ـ ١٢. هل كان بولس البابا أيضا؟
كان بطرس رجلا مهما بحق، مثلما كان بولس تماما. في كل مجموعة، هناك من يتكلمون بجرأة أكثر من غيرهم، وكانت هذه هي بالتأكيد حالة بطرس. لكن أيا من هذه المقاطع لا يذكر أو ينوه أنه كان البابا أو رئيس الكنيسة. حقيقة كون المرء متحدثا بارعا لا تثبت تمتعه بسلطة تفوق سلطة الآخرين.
هناك ثمة إدعاء بأنه تكلم أولا وبأنه حسم المسألة (صندوق الأسئلة، صفحة ١٤٨، ١٥٢).
ولكن، كان بولس وبرنابا قد أرسلا إلى الاجتماع للتحدث إلى الرسل والشيوخ (آية ٢) ـ لم تكن هناك امتيازات بين الرسل. إذا كان بطرس هو الرئيس، لماذا لا يذكر المقطع أنهم قد ذهبوا للتشاور مع "البابا، الرسل، والشيوخ"؟
لم يتحدث بطرس أولا، فقد تكلم بعد جدال طويل (آية ٧). ولم يؤدي كلامه إلى تسوية القضية. لزمت الجماعة الصمت بعدما تحدث لكي يتمكنوا من الاستماع إلى متحدثين آخرين (آية ١٢)! تم اقتراح خطة العمل النهائية من قبل يعقوب (آية ١٣، ١٩). وكان الإجراء بكامله موجها من قبل الروح القدس (آية ٢٨)، والذي وجه جميع الرسل كما سبق وأن أظهرنا.
لكن اسمه لم يدرج أولا في القوائم التالية: رسالة بولس إلى أهل غلاطية ٢: ٩؛ رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١: ١٢؛ ٣: ٢٢؛ إنجيل يوحنا ١: ٤٤. هل يثبت هذا أن الأشخاص الذين ذكرت أسمائهم قبل بطرس قد تمتعوا بسلطة أعلى من سلطته؟ كون المرء الأول في القائمة، ليس دليلا على أنه البابا.
تعلن القوائم التي أدرج فيها اسم بطرس أولا، المنصب الذي عين فيه بوضوح ـ شأنه في ذلك شأن غيره من الرجال، فقد اختير ليكون رسولا (إنجيل لوقا ٦: ١٣ـ ١٦؛ إنجيل متي ١٠: ٢). إذا كان بطرس قد اختير ليشغل منصب البابا، فلماذا لم يذكر هذا في أي مكان؟
لكن يسوع أعطى أسماء خاصة ليعقوب ويوحنا (إنجيل مرقس ٣: ١٦، ١٧)، وأعطى الله أسماء خاصة لإبراهيم وسارة (سفر التكوين ١٧: ٥، ١٥)، يعقوب (سفر التكوين ٣٢: ٢٨)، وغيرهم. فهل كان هؤلاء جميعا باباوات؟
كن أمينا الآن، هل يمكن أن تستند هذه العقيدة الكبرى على مثل هذه الأدلة الضعيفة والواهية؟ يحدد الإنجيل بوضوح مهام ومنزلة يسوع، الرسل، الشيوخ، إلى آخره، في الكنيسة. إذا كان منصب البابا هو بالفعل أساس الكنيسة، فلماذا لا يوجد دليل كتابي واضح بشأنه؟
ننكر نحن والكاثوليك على حد سواء أن بولس كان البابا في أي وقت، ولكن إذا استخدمنا نوع المنطق الذي يستخدم في "إثبات" أن بطرس هو البابا، فإن بوسعنا تقديم حجج أفضل لإثبات أن بولس كان البابا.
* لم يكن بولس متزوجا (رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ٧).
* يتحدث كتاب أعمال الرسل عن بولس أكثر مما يتحدث عن بطرس.
* وبخ بولس بطرس (رسالة بولس إلى أهل غلاطية ٢: ١١ـ ١٤)؛ لم يوبخ بطرس بولس في أي مكان في الكتاب المقدس.
* أهتم بولس بجميع الكنائس (رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ١١: ٢٨).
* لم يكن بولس أقل شأنا من أي رسول آخر (رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ١١: ٥؛ ١٢: ١١). لم يزعم بطرس هذا لنفسه قط.
* كتب بولس ثلاثة أرباع العهد الجديد، بينما كتب بطرس رسالتين صغيرتين فقط.
* أشاد بطرس برسائل بولس باعتبارها سلطة دينية (رسالة بطرس الثانية ٣: ١٥، ١٦)، لكن بولس لم يشيد برسائل بطرس باعتبارها سلطة دينية.
* يخبرنا الكتاب المقدس صراحة أن بولس كان في روما، لكنه لا يذكر قط أن بطرس كان هناك.
* فاقت جهود بولس أعمال غيره من الرسل (رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ١١: ٢٣).
والآن، إذا استنتجنا على النحو الصحيح، وعلى الرغم من جميع هذه الحقائق، أن بولس لم يكن البابا، فمن المؤكد أن بوسعنا أن نرى أن الحجج المقدمة لإثبات أن بطرس كان البابا ليست مقنعة هي الأخرى.
تحاول الكنيسة الكاثوليكية أن تثبت أنها الكنيسة الحقيقية من خلال تعقب سلسلة متوالية من الباباوات حتى بطرس. كما تدعي أن بطرس كان رئيس الرسل وأن الباباوات هم خلفائه بصفتهم رؤساء الكنيسة. لكننا أظهرنا سابقا أن كنيسة يسوع لا تشتمل على منصب البابا، وأن بطرس لم يقم بمهام منصب البابا. علاوة على ذلك، فقد استشهدنا بكتب كاثوليكية تعترف أنه كانت هناك فترات من الزمن لم يعرف فيها من هو البابا، فكيف تمكنوا إذن من معرفة تعاقب البابوية؟ لا يمكن أن تكون هناك خلافة صحيحة من الباباوات.
لكن دعونا نؤكد هذا الاستنتاج من خلال النظر في تعاليم الإنجيل الأخرى، وفيما يتعلق بمسألة الخلافة على وجه التحديد. علما أن الله يحذر من الرسل الكذابين (رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ١١: ١٣ـ ١٥؛ رؤيا يوحنا ٢: ٢). هل الباباوات العصريين هم رسل حقيقيين أم كذابين؟
من المؤكد أن مثل هذه العقيدة الرئيسية لابد وأن تدرس في الإنجيل، ولكن أين هي؟ يجب على هؤلاء الذين يؤمنون بها أن يثبتوا ذلك، لكنهم لا يستطيعون.
يدافع كتاب صندوق الأسئلة عن هذه العقيدة على الصفحات ١٥٣ـ ١٥٦. لكن الدليل الوحيد الذي يقدمه هو بيان صادر عن مجلس الفاتيكان، تليه ثلاث صفحات من الاقتباسات عن كتابات رجال غير ملهمين. ليست هناك ولا حتى إشارة واحدة إلى أي مقطع من الإنجيل! لم لا؟ لأن هذه العقيدة ليست في الإنجيل.
يجب أن يكون الرسول شاهدا على قيامة المسيح.
كان بطرس وجميع الرسل شهود عيان (كتاب أعمال الرسل ٢: ٣٢؛ ٣: ١٥؛ ٤: ٣٣؛ ٥: ٣٢؛ ١٠: ٣٩ـ ٤١؛ رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٥: ٤ـ ٨).
كتاب أعمال الرسل ١: ٢١، ٢٢ـ ـ كان اختيار بديل ليحل محل يهوذا هو الحالة الوحيدة التي استبدل فيها أحد الرسل. وكان لابد للبديل من أن يكون هو الآخر، شاهد عيان.
كان بولس شاهد عيان (رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ٩: ١؛ ١٥: ٨؛ كتاب أعمال الرسل ٢٢: ١٤، ١٥؛ ٢٦: ١٦). كان شاهدا "آخر الأمر" و "كمن ولد في غير أوانه" (تراءى له يسوع في وقت متأخر بصورة استثنائية).
كانت خدمة الرسول بوصفه شاهد عيان جزءا من دعوته الرسولية. هل رأى جميع الباباوات المسيح؟ إذا كانوا قد رأوه، فإن بولس لم يكن إذن آخر من رآه ولم تكن رؤيته له استثنائية. لكن إذا لم يكن الباباوات قد رأوا المسيح، فإنهم لا يمتلكون إذن المؤهلات المطلوبة لخلافة الرسل!
صنع الرسل المعجزات تأكيدا لرسوليتهم.
أحيا بطرس وغيره من الرسل الموتى، وشفوا تماما وعلى الفور كل أنواع الأمراض (كتاب أعمال الرسل ٣: ١ـ ١٠؛ ٩: ٣٢ـ ٤٢؛ ٥: ١٢ـ ١٦؛ ١٣: ٦ـ ١٢).
رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ١٢: ١٢ـ ـ هذه هي "العلامات المميزة للرسول". أثبتت معجزاتهم أنهم كانوا من عند الله (إنجيل مرقس ١٦: ٢٠؛ كتاب أعمال الرسل ١٤: ٣؛ الرسالة إلى العبرانيين ٢: ٣، ٤؛ إنجيل يوحنا ٤: ٤٨؛ إلى آخره). هل يتميز الباباوات العصريون بهذه العلامات؟ إذا كان الجواب لا، لماذا ينبغي قبولهم كخلفاء لبطرس؟
كان بوسع الرسل نقل قدراتهم الخارقة إلى الآخرين.
كتاب أعمال الرسل ٨: ١٤ـ ١٩؛ ١٩: ١ـ ٧؛ رسالة بولس إلى أهل رومية ١: ٨ ـ ١١ـ ـ منح بطرس وغيره من الرسل المواهب الخارقة بوضع أيديهم على الآخرين. بهذا المعنى فقط، نقل الرسل السلطة إلى الآخرين. لكن أولئك الذين تلقوا المواهب بهذه الطريقة (مثل فيلبس) لم يصبحوا رسلا، ولم يكن في وسعهم بدورهم أن ينقلوا هذه القدرات إلى غيرهم. لم يتمتع بهذه القدرة سوى بولس والرسل الأصليين (كتاب أعمال الرسل ٨: ٥ ـ ١٨).
ومن ثم، كان في وسع الرسل أن ينقلوا المواهب الروحية، لكن لم يكن لديهم خلفاء بوسعهم القيام بالمثل، ولم ينقلوا إلى الآخرين أي شيء آخر يتعلق بمكانتهم. عاش الرسل على الأرض مدة جيل واحد فقط!
هل ينقل الباباوات العصريون القدرات الخارقة إلى الغير؟ إذ لم يكن الأمر كذلك، كيف بوسعهم أن يكونوا خلفاء لبطرس أو الرسل، وكيف بوسعهم أن يجعلوا من غيرهم خلفاء لهم؟
علم الرسل بتوجيه مباشر من الروح القدس.
تمتع بطرس وسائر الرسل بهذه القدرة (إنجيل متي ١٠: ١٩، ٢٠؛ إنجيل يوحنا ١٦: ١٣؛ رسالة بولس إلى أهل أفسس ٣: ٣ـ ٥؛ رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٤: ٣٧).
رسالة يهوذا ٣ـ ـ وبموجب هذه السلطة، سلموا الإيمان الحقيقي إلى شعب الله مرة واحدة. ليست هناك حاجة إلى تسليمه مرارا وتكرارا، تماما مثلما ليست هناك حاجة إلى تكرار التضحية بالمسيح (راجع الرسالة إلى العبرانيين ٩: ٢٦، ٢٨؛ ١٠: ١٠؛ ٧: ٢٦، ٢٧؛ رسالة بطرس الأولى ٣: ١٨). تم تسليم الحق كله وتدوينه في الكتاب المقدس في القرن الأول (إنجيل يوحنا ١٦: ١٣؛ رسالة بطرس الثانية ١: ٣؛ كتاب أعمال الرسل ٢٠: ٢٠، ٢٧؛ رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس ٣: ١٦، ١٧).
عندما اكتمل تسليم الحق ("متى جاء الكامل")، بطلت مواهب الوحي المباشر ـ رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٣: ٨ ـ ١٣(راجع رسالة يعقوب ١: ٢٥). لا يوجد اليوم من يتلقى توجيها مباشرا من الروح القدس مثل الرسل، وبالتالي ليس بوسع أي شخص أن يكون خليفة للرسل.
رغم إدعاء الكنيسة الكاثوليكية بأن الباباوات هم خلفاء بطرس والرسل، فإنهم مع ذلك يعترفون صراحة بما يلي:
هناك ثمة من يقول أن هذه القدرات ليست عناصر أساسية لمنصب البابا. لكن بقراءة المقاطع المذكورة أعلاه، نرى أن هذه القدرات كانت عناصر أساسية لمنصب الرسل. كيف يمكن للباباوات أن يكونوا خلفاء للرسل إذا كانوا لا يتمتعون بهذه القدرات؟
لا يستطيع الباباوات العصريون أن يكونوا خلفاء للرسل لأنهم ليسوا شهود عيان للمسيح، لا يتمتعون بالقدرات الخارقة، ليس بوسعهم نقل هذه القدرات إلى غيرهم، ولا يتمتعون بتوجيه مباشر من الروح القدس. إنهم لا يمتلكون أيا من المؤهلات الفريدة التي تمتع بها الرسل!
كيف يصبح المرء إذن البابا في يومنا هذا؟ بأن يتم اختياره من قبل مجموعة من الرجال يطلق عليهم لقب كرادلة. مع ذلك يعترف المعجم الكاثوليكي بما يلي: "لوقت طويل، لم يكن هناك ما يسمى بالمطران الكاردينال ..." ويقول أن هذا اللقب قد أطلق على هؤلاء الرجال لأول مرة في عام ٣٠٤ بعد الميلاد. وأخيرا، أصدر المجلس مرسوما في عام ١٠٥٩ بعد الميلاد يقضي "بأنه ينبغي منذ الآن فصاعدا أن يتم انتخاب البابا بناء على قرار ستة من المطارنة الكاردينالات ..." (صفحة ١١٨).
تدعي الكنيسة الكاثوليكية أن خلافة الباباوات هي سلسلة تربط بين الكنيسة الحديثة وكنيسة القرن الأول. لكن الباباوات لم يكونوا معروفين في الإنجيل، لم يكن بطرس البابا، لا يتحلى الباباوات العصريون بأي من المؤهلات الأساسية التي تحلى بها الرسل الذين يفترض أنهم قد خلفوهم، كما أنهم يعترفون بوجود فترات زمنية لم يعرف فيها من هو البابا. علاوة على ذلك، لم يكن الرجال الذين يختارون البابا معروفين في الإنجيل وفي التاريخ لمدة قرون بعد بدأ الكنيسة. ولم يتم تحديد الأساليب الحديثة لاختيار الباباوات إلا بعد ألف عام من بداية الكنيسة! "السلسلة" مفقودة بكاملها! وهذا هو الدليل الذي يستخدم في إثبات أن الكنيسة الكاثوليكية هي الكنيسة الحقيقية!
أنجزت مهام الرسل من قبل الرسل الأصليين وشمل هذا الإنجاز جميع العصور. ليست هناك حاجة إلى استمرار عمل الرسل على الأرض.
كتب الرسل ما كشفه لهم الروح (رسالة بولس إلى أهل كورينثوس ١٤: ٣٧؛ رسالة بولس إلى أهل أفسس ٣: ٣ـ ٥؛ رسالة بطرس الثانية ٣: ١٥، ١٦؛ إلى آخره).
تكشف هذه الكتابات بشكل كامل عن جميع الأعمال الصالحة، كل ما نحتاج إلى معرفته لإرضاء الله (رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس ٣: ١٦، ١٧؛ رسالة بطرس الثانية ١: ٣؛ إنجيل يوحنا ١٦: ١٣؛ كتاب أعمال الرسل ٢٠: ٢٠، ٢٧).
تؤكد معجزات القرن الأول التي سجلت في الكتاب المقدس على أن الرسالة كانت من عند الله (إنجيل يوحنا ٢٠: ٣٠، ٣١؛ رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٥: ٤ـ ٨؛ لاحظ إنجيل يوحنا ٨: ١٧، ١٨؛ إنجيل متي ١٨: ١٦).
يمكن فهم الكتاب المقدس من قبل جميع الذين يدرسونه باجتهاد وبذهن متفتح (رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس ٣: ١٦، ١٧؛ إنجيل مرقس ٧: ١٤؛ كتاب أعمال الرسل ١٧: ١١؛ رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٤: ٣٣؛ رسالة بولس إلى أهل أفسس ٣: ٣ـ ٥).
يحفظ الله الكتاب المقدس الآن لجميع الأجيال (رسالة بطرس الأولى ١: ٢٢ـ ٢٥؛ رسالة يوحنا الثانية ٢؛ رسالة بطرس الثانية ١: ١٢ـ ١٥؛ ٣: ١).
يثير الناس استياء الله عندما يتبعون تعاليم تختلف عن البشارة (رسالة بولس إلى أهل غلاطية ١: ٨، ٩؛ رسالة يوحنا الثانية ٩ـ ١١).
اكتمل عمل الرسل على الأرض في القرن الأول ودون في الإنجيل، مثلما دونت أعمال يسوع تماما. نحن لسنا بحاجة إلى خلفاء للرسل يعيشون على الأرض اليوم لنفس أسباب عدم حاجتنا إلى خلفاء ليسوع يعيشون على الأرض اليوم. يتم إنجاز عمل الرسل اليوم من خلال الكتب المقدسة التي كتبوها.
سبق رأينا أن الخلافة الكاثوليكية هي "سلسلة" قد فقدت أساسا جميع حلقاتها. تأمل أيضا النقاط التالية:
رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس ٤: ٢ـ ٤ـ ـ سوف يتحول البعض عن الحق، ويقبلون على الخرافات.
رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس ٤: ١ـ ٣ـ ـ سوف يرتد البعض عن الإيمان ويطالبون الناس بالامتناع عن الزواج وعن تناول بعض الأطعمة. تمارس الكنيسة الكاثوليكية هذه العقائد الباطلة.
كتاب أعمال الرسل ٢٠: ٢٨ـ ٣٠ـ ـ سوف يعلم بعض الأساقفة الأخطاء ويتسببون في تضليل الناس (إنجيل متي ١٥: ١٤؛ ٧: ١٥ـ ٢٣؛ رسالة بولس إلى أهل غلاطية ١: ٦ـ ١٠؛ رسالة يوحنا الثانية ٩ـ ١١).
ملاحظة: إذا اشترك الأساقفة في الإثم، فإن تعقب سلسلة منهم لن يؤدي إلى تحديد الكنيسة الحقيقية! لكننا حددنا في هذه الدراسة عدة نقاط رئيسية والتي تعلم هيئة الكهنوت الكاثوليكي الأخطاء بشأنها.
حفظ الله البشارة باعتبارها البذور التي تتكاثر الكنيسة من خلالها (رسالة بطرس الأولى ١: ٢٢ـ ٢٥؛ إنجيل لوقا ٨: ١١). تنتج هذه البذور اليوم ما أنتجته في القرن الأول بالضبط (رسالة بولس إلى أهل غلاطية ٦: ٧). أولئك الذين يتبعونها يولدون ثانية في عائلة الله الحقيقية، الكنيسة (كتاب أعمال الرسل ٢: ٣٨، ٤٧؛ رسالة بولس إلى أهل غلاطية ٣: ٢٦، ٢٧؛ رسالة بولس إلى أهل رومية ١: ١٦).
لكن عندما يصر الناس على إتباع تعاليم تختلف عن البشارة، فإنهم يشتركون في الردة. لتحديد ما إذا كانت إحدى الجماعات الدينية هي كنيسة المسيح الحقيقية، يجب علينا مقارنة تعاليمها وممارساتها بالعهد الجديد (كتاب أعمال الرسل ١٧: ١١؛ إنجيل متي ٧: ١٥ـ ٢٣؛ رسالة بولس إلى أهل غلاطية ١: ٨، ٩؛ رسالة يوحنا الثانية ٩ـ ١١). إذا كانت قد اشتركت في الردة، فهي ليست كنيسة يسوع.
نحن نسعى إلى مساعدة، وليس الإساءة، إلى كل من يقرأ هذه المادة. نحن نحثك على دراسة الكتاب المقدس بنفسك لكي تتبين حقيقة هذه الأمور (كتاب أعمال الرسل ١٧: ١١). إذا وجدت أنك على خطأ، يرجى الاتصال بالجهة التي قدمت لك هذا الكتيب، وسوف يسرهم أن يساعدوك في العثور على كنيسة يسوع الحقيقية.
حقوق الطبع محفوظة ١٩٩٨، ديڤيد أي. ﭘرات
يسمح للأفراد وكذلك للكنائس المحلية بتوزيع هذا المقال كنسخة مطبوعة أو كبريد الكتروني، بشرط أن يستنسخ بكامله حرفيا وبدون تغيير المحتوى أو تحريف المعنى بأي طريقة كانت، وبشرط أن يظهر اسم المؤلف وعنوان صفحتنا الالكتروني بصورة واضحة (David E. Pratte, https://gospelway.com)، وبشرط عدم فرض أجور مادية من أي نوع كان لهذه المواد. تستطيع الصفحات الالكترونية أن تتبادل الاتصال مع هذه الصفحة ولكن لا يسمح لأي منها أن تعيد إنتاج هذا المقال على صفحات الكترونية أخرى.
اضغط هنا لدراسة الإنجيل باللغة الانجليزية
عد إلى الصفحة الرئيسية من أجل مقالات أخرى لدراسة الإنجيل باللغة العربية.
ترجمة ساهرة فريدريك
Please bookmark our site in your favorites.
We welcome links to us from other sites :
gospelway.com
- The Gospel Way: Free Bible Study Materials & Guides
Scripture quotations are generally from the New King James Version (NKJV), copyright 1982, 1988 by Thomas Nelson, Inc. used by permission. All rights reserved.