مقدمة:
يقول تعبير شائع أنه ينبغي علينا أن "نكره الخطيئة، لكن أن نحب الخاطئ". الغرض من هذه الدراسة هو فحص ما يقوله الإنجيل عن هذا المفهوم.
سفر الجامعة ٣: ٨ ـ ـ هناك "وقت للحب ووقت للبغض". يعتقد الكثير من الناس أن الإنجيل يدعو إلى محبة كل شيء، وعدم كره أي شيء على الإطلاق. إذا وبخ المسيحيون ضد أي شكل من أشكال الخطيئة، رأى بعض الناس في ذلك انتهاكا لتعاليم الإنجيل عن المحبة:
"إن الله يحبنا بحيث أنه لن يرسل أحدا إلى الجحيم".
"لو كان عندك مزيدا من المحبة، لما تكلمت ضد (يمكنك أن تدرج هنا إحدى الخطايا)، أو ضد أعضاء (يمكنك أن تدرج هنا اسم الجماعة الدينية)".
"يقول الإنجيل، 'لا تدينوا!'"
"مثل هذا الوعظ سوف يدفع الناس بعيدا. ما أنت بحاجة إليه هو المزيد من حب المسيح".
"ينبغي عليك أن تكون أكثر إيجابية بدلا من هذه السلبية".
لكن الإنجيل يعلم أن هناك "وقت للبغض". لا يتناقض البغض دائما مع الإنجيل. في الواقع، هناك أمور أوصانا الله أن نبغضها، وهناك أمور أخرى من الخطأ أن نحبها ـ طالع رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس ٦: ١٠. هل ينبغي علينا أن نحب أم أن نكره، هي مسألة تتوقف على الشيء موضع الحب/الكره. ما الذي ينبغي علينا أن نحبه وما الذي ينبغي علينا أن نكرهه؟
على وجه التحديد، نحن بصدد دراسة مفهوم "كره الخطيئة، وحب الخاطئ". هل يدعو الإنجيل إلى مثل هذا التمييز؟ هل ينبغي على المسيحي أن يعارض الخطيئة والأخطاء الدينية؟ هل ينبغي علينا أن نجاهر برأينا وأن نؤنب ونوبخ أولئك الذين يتمردون على كلمة الله، حتى إذا كانوا يفعلون ذلك باسم الدين؟
تشير لفظة "المحبة" هنا إلى الاهتمام بصالح الآخرين. لا ينبغي لنا أن نرغب في إلحاق الضرر بالآخرين أو تشويه سمعتهم، بل أن نسعى إلى ما فيه منفعتهم [قارن رسالة بولس إلى أهل رومية ١٣: ٨ ـ ١٠؛ سفر المزامير ٤١: ٧؛ رسالة يوحنا الأولى ٣: ١٥ـ ١٨؛ إنجيل لوقا ١٠: ٢٩ـ ٣٧؛ رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٠: ٢٤؛ رسالة بولس إلى أهل فيليبي ٢: ١ـ ٥]
رسالة بولس إلى أهل أفسس ٥: ٢٥ـ ٢٩ـ ـ يجب على الأزواج أن يحبوا زوجاتهم كما أحب يسوع الكنيسة.
رسالة بولس إلى تيطس ٢: ٤ ـ ـ يجب تعليم الزوجات الشابات حب أزواجهن وأولادهن.
رسالة يوحنا الأولى ٣: ١١، ١٢ـ ـ مع هذا، افتقرت العلاقة في العائلة الأولى، وبين الشقيقين الأولين إلى المحبة، نتيجة لذلك غضب قابيل وقتل أخوه هابيل.
نحن نعلم أنه ينبغي أن تكون هناك محبة في عائلاتنا، لكن هذا هو المكان الذي تحدث فيه أشد الأحقاد والعداوات في بعض الأحيان.
إنجيل يوحنا ١٣: ٣٤، ٣٥ ـ ـ ينبغي أن نحب بعضنا بعضا كما أحبنا يسوع، فبهذا يعرف الناس أننا تلاميذه.
رسالة بولس الأولى إلى أهالي تسالونيكي ٣: ١٢ـ ـ عسى أن يزيد الرب وينمي محبة بعضكم لبعض ولجميع الناس...
رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ١٢: ٢٠ ـ ـ لكن في بعض الأحيان هناك خصام وحسد وسخط ومنازعات، إلى آخره، فيما بين شعب الله.
مرة أخرى، نحن نعرف أنه ينبغي أن تكون هناك محبة بين المسيحيين، لكن كما هو الحال في العائلات، تحل الكراهية الشديدة أحيانا حيث يجب أن يحل الحب الشديد.
إنجيل متي ٢٢: ٣٦ـ ٣٩ ـ ـ ثاني أكبر وصية هي أن نحب قريبنا حبنا لأنفسنا.
إنجيل لوقا ١٠: ٢٥ـ ٣٧ ـ ـ عند سؤاله عمن هو "القريب" الذي يفترض بنا أن نحبه، روى يسوع قصة ألسامري الصالح. فقد رأى شخصا محتاجا وساعده. العبرة في ذلك هي أن جميع الناس هم أقربائنا، فإذا احتاج شخص ما إلى المساعدة، ينبغي علينا أن نحبهم بما يكفي لتقديم كل ما في وسعنا.
تتطلب محبة الآخرين أن نحب جميع الناس، وليس فقط أصدقائنا، أفراد عائلاتنا، أو أولئك الذين يطيعون الحق. على وجه الخصوص، عندما يكون الناس في حاجة إلى مساعدة، ينبغي علينا أن نتعاطف معهم لمساعدتهم في احتياجاتهم.
قد نهتم بالمقربين إلينا فقط في بعض الأحيان، أولئك الذين نشاطرهم الكثير، لكننا نرتاب، لا نبالي، أو حتى نعادي أو نقسو على أولئك الذين ينتمون إلى خلفيات أخرى.
إنجيل يوحنا ٤: ٩ ـ ـ يتردد موضوع الخلاف بين اليهود والوثنيين بكثرة في الإنجيل. كان اليهود في أيام يسوع شديدي التعصب. كان شعبهم قد نال بركات من الله، فتوهموا أنهم أكثر أهمية لدى الله من الشعوب الأخرى، ورفضوا بالتالي التعامل معهم أو إظهار الكياسة تجاههم. بالمثل، اغتاظ الوثنيون من اليهود.
لم يشارك يسوع في هذه الحقد العنصري، بل عني بتعليم كل من لديه الرغبة في معرفة الحق، بغض النظر عن عرقه أو قوميته.
كتاب أعمال الرسل ١٠: ٢٨، ٣٤، ٣٥ ـ ـ برغم الوعظ بالبشارة، كان المسيحيون من أصل يهودي لا يزالون يجهلون محبة الله للوثنيين. كشف الله لبطرس أنه لا ينبغي له أن يدعو أحدا من الناس نجسا أو دنسا، فأدرك أن الله لا يحابي الوجوه، فمن اتقاه من أية أمة كانت وعمل البر كان عنده مرضيا. [١١: ١٧، ١٨]
إنجيل لوقا ١٠: ٢٥ـ ٣٧ ـ ـ أشفق ألسامري الصالح على رجل يهودي محتاج بالرغم من العداء العنصري بين اليهود والسامريين. هذا هو المثال الذي أعطاه يسوع عن محبتنا للقريب.
لا يزال الكثير من الناس اليوم على كراهيتهم لليهود. لكن جميع شخصيات الإنجيل تقريبا كانوا يهودا أو أسلافا لليهود: إبراهيم، موسى، داود، أستير، بولس، مريم، بطرس، بل وحتى يسوع نفسه. أولئك الذين يشاركون في هذا التعصب الأعمى إنما يكرهون ابن الله نفسه.
إنجيل لوقا ٦: ٢٧، ٢٨، ٣١ـ ٣٣ ـ ـ أحبوا أعدائكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا من أجل المفترين عليكم. يحب الأشرار أولئك الذين يحبونهم فقط. ليس في هذا أي فضل. يجب علينا أن نحب حتى أولئك الذين يكرهوننا.
رسالة بولس إلى أهل رومية ٥: ٦ـ ٩ ـ ـ من فرط محبته لنا، أرسل الله يسوع ليموت من أجل الخطاة. لاحظ أن الله يحب الخطاة والآثمين، لكن محبته لا تعني أنه يستحسن أو حتى يغض النظر عن آثامهم. إنه يعتبرهم خطاة آثمين، لكنه يهتم بصالحهم في أنه يريد لهم أن يخلصوا. هذه هي محبة الله للخطاة التي يكشف عنها الكتاب المقدس. [إنجيل يوحنا ٣: ١٦]
إنجيل لوقا ٢٣: ٣٤ ـ ـ صلى يسوع عند موته من أجل قاتليه بالذات لكي ينالوا المغفرة. نرى في كتاب أعمال الرسل ٢: ١٤ـ ٤١ أن بطرس قال لنفس هؤلاء الناس أنهم خطاة وأنه يجب عليهم أن يتوبوا وأن يطيعوا بشارة يسوع في العمودية لكي ينالوا المغفرة.
هذه هي المحبة اللائقة تجاه الخطاة. لاحظ مرة أخرى أن بطرس لم يتجاهل حقيقة أنهم خطاة، بل على العكس، بين لهم خطيئتهم صراحة لكي يتوبوا عنها وينالوا المغفرة. [قارن كتاب أعمال الرسل ٧: ٥٤ ـ ٦٠؛ رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس ١: ١٢ـ ١٦]
"حب الخاطئ" هو بالتالي مبدأ إنجيلي صحيح، لكنه لا يعني كما يعتقد البعض، أننا يجب أن نوافق على سلوكهم الخاطئ. إنه يعني عدم الرغبة في تشويه سمعتهم أو إلحاق الأذى بهم، بل أن نتمنى لهم النصيب الأفضل. على وجه الخصوص، نحن نريد لهم أن يتوبوا ويخلصوا.
نحن لا نسعى إلى هلاك الخاطئ، لكننا نسعى إلى إبادة وإزالة كل الخطايا.
سفر الأمثال ٦: ١٦ـ ١٩ ـ ـ يبغض الله ستة أشياء؛ والسابعة قبيحة عنده (شيء يمقته بشدة). تدرج مقاطع أخرى عشرات من الأمور الأخرى التي يبغضها الله (يمقتها).
سفر الأمثال ١١: ٢٠ ـ ـ المعوجون في القلب قبيحة عند الرب، والكاملون في الطريق هم رضاه.
سفر الأمثال ١٥: ٩ ـ ـ طريق الشرير قبيحة عند الرب، أما الساعي إلى البر فهو يحبه.
الرسالة إلى العبرانيين ١: ٩ ـ ـ أحببت البر وأبغضت الإثم. كانت هذه نبوءة عن يسوع مقتبسة عن سفر المزامير ٤٥: ٧.
فكرة أن الله يحب كل شيء، لذلك يجب علينا نحن أيضا أن نحب كل شيء، هي ببساطة فكرة غير صحيحة، وهي في غاية الخطورة لأنها تؤدي بالناس إلى الاعتقاد بأن الله سوف يتغاضى عن الخطيئة، وبالتالي يستطيع الإنسان الاستمرار في الخطيئة دون أن يعاني العواقب الأبدية. إذا كان هذا صحيحا، فإن الجميع سوف يخلصون، لأن الله يحب الجميع. لكن الحقيقة هي أن معظم الناس سوف يهلكون إلى الأبد (إنجيل متي ٧: ١٣، ١٤).
فكرة أن الله يحب كل شيء هي فكرة زائفة أساسا، لأنه على الرغم من أن الله يحب جميع الناس، فهو لا يزال يكره السلوك الشرير إلى درجة أنه سوف يعاقب أولئك الذين يخطئون ولا يتوبون. إنه يحبنا إلى درجة أنه أرسل ابنه ليموت لكي نستطيع أن ننال المغفرة. لكن إذا رفضنا استيفاء شروط المغفرة، فسوف نهلك إلى الأبد.
سفر المزامير ٩٧: ١٠ ـ ـ يا محبي الرب كونوا للشر مبغضين!
سفر الأمثال ٨: ١٣ ـ ـ مخافة الرب بغض الشر، الكبرياء والزهو وطريق السوء وفم المكر قد أبغضتها.
سفر تثنية الاشتراع ـ ٧: ٢٥ـ ٢٧ ـ ـ كانت التماثيل المنحوتة قبيحة عند الرب، لذلك أوصى الناس ببغضها ومقتها بشدة. يجب أن نبغض ما يبغضه الله لأننا نحبه ونخافه.
رسالة يوحنا الأولى ٢: ١٥ـ ١٧ ـ ـ لا تحبوا العالم وما في العالم، بما فيه شهوة الجسد وشهوة العين وكبرياء الغنى. إذا أحببنا هذه الأشياء، فإن محبة ألآب ليست فينا! مرة أخرى، إذا أحببنا الله، حرمت علينا محبة الأمور التي تتعارض معه. في الواقع، فإن من المستحيل حب الاثنين معا، الله والإثم.
إنجيل متي ٦: ٢٤ ـ ـ ما من أحد يستطيع أن يعمل لسيدين. لأنه سيحب أحدهما ويبغض الآخر.
ليست المسألة أينبغي علينا أن نحب أم أن نكره، لكن ماذا ينبغي علينا أن نحب وماذا ينبغي علينا أن نكره. بسبب الأمور التي نحبها، هناك أمور لابد من أن نبغضها. من المستحيل أن نحب كل شيء، لأن بعض الأمور تتناقض مع بعضها البعض على نحو مباشر. إذا أحببت أمرا، أبغضت نقيضه. كلما ازدادت محبتك له، ازداد بغضك لنقيضه.
كلما ازدادت محبتك لله، ازداد بغضك للإثم، لأن الله والإثم متضادان. كلما تضاءل بغضك للإثم، تضاءلت محبتك لله. إذا كانت كراهيتك ومعارضتك للإثم قد بدأتا تضعفان بالتدريج، يجب عليك أن تدرك أن سبب هذا هو أن محبتك لله قد بدأت تضعف بالتدريج!
سفر المزامير ١١٩: ١٠٤ ـ ـ بأوامرك صرت فطنا، لذلك أبغضت كل طريق باطل.
سفر المزامير ١١٩: ١٢٧، ١٢٨ ـ ـ لذلك أحببت وصاياك أكثر من الذهب، نعم، الذهب الخالص! ولذلك استصوبت جميع أوامرك وأبغضت كل طريق باطل.
سفر المزامير ١١٩: ١٦٣ ـ ـ أبغضت الكذب واستقبحته، وما أحببت إلا شريعتك.
رسالة بولس إلى أهل رومية ١٢: ٩ ـ ـ لتكن المحبة بلا رياء. اكرهوا الشر وتمسكوا بالخير.لاحظ أن المحبة الصحيحة تتطلب منا أن نبغض الشر. [سفر عاموس ٥: ١٥]
سفر المزامير ٣٦: ١ـ ٤ ـ ـ أحدى السمات التي يوبخ الله الأشرار بسببها، هو فشلهم في مقت الشر، بدلا من ذلك، فإنهم يتملقون الشر ويحسبون بأن شرهم لن يكتشف ويبغض. لسنا على خطأ في كراهيتنا للشر. الذين هم على خطأ، هم أولئك الذين لا يبغضون الشر وينتقدوننا بسبب بغضنا له!
لاحظ أيضا: لا يريد الناس في كثير من الأحيان أن يعارض الله ومتقوه الإثم، لأن هؤلاء الناس أنفسهم يمارسون الإثم (آية ٢). إنهم لا يستطيعون أن يثبتوا عن طريق الكتاب المقدس أن من الخطأ التوبيخ جهارا ضد الإثم؛ بدلا من ذلك، فإن المشكلة الحقيقية هي أنهم هم أنفسهم يمارسون الإثم ولا يريدون لأعمالهم الشريرة أن توبخ، بل أن يستمروا في ممارستها بحرية! (طالع إنجيل يوحنا ٣: ١٩ـ ٢١).
لا يعترض مستقيمو الإيمان الذين يفهمون إرادة الله على كره الخطيئة. يعترض الناس في بعض الأحيان لأنهم ببساطة لا يفهمون إرادة الله. يعترض الناس في أحيان أخرى لأنهم هم أنفسهم يمارسون الشر. أما أولئك الذين يعرفون إرادة الله ويحبون الاستقامة، فإنهم يبغضون الخطيئة والشر.
مرة أخرى، لا يفترض بالمسيحي أن يحب كل شيء. إنها مسألة ماذا ينبغي عليك أن تحب وماذا ينبغي عليك أن تكره. من المستحيل أن تحب شيئين متعاكسين تماما. كلما ازدادت محبتك للحق والبر، ازداد بغضك للكذب والشر. إذا أخذ بغضك للشر بالتناقص، فلابد أن يكون سبب ذلك هو أن حبك للحق والبر قد أخذا بالتناقص.
[قارن الرسالة إلى العبرانيين ١: ٩ مع رسالة بطرس الأولى ٢: ٢١ وإنجيل متي ١٠: ٣٤؛ سفر أيوب ٤٢: ٦؛ سفر المزامير ٢٦: ٥؛ ١٠١: ٣؛ ١١٩: ١١٣؛ سفر الأمثال ١٣: ٥؛ ٨: ٧؛ ٢٩؛ ٢٧؛ سفر ميخا ٣: ٢]
لا ينبغي أن تكون محبتنا للخطاة سببا للسكوت عن الخطيئة. بدلا من ذلك، ينبغي أن تكون السبب الذي يجعلنا نجاهر برأينا ضدها!
سفر الأحبار ١٩: ١٧، ١٨ ـ ـ أحبب قريبك حبك لنفسك، لا تبغضه. لكن هذا لا يعني السكوت عن خطيئته. إنه يعني التوبيخ دون السعي إلى الانتقام الشخصي. نحن لا نسعى إلى إيذاء الشخص، لكن إلى مساعدته. أبغض الخطيئة، وأحبب الخاطئ.
سفر الأمثال ١٧: ١٥ ـ ـ مبرر الإثم ومؤثم البار، كلاهما قبيحة عند الرب. يطالبنا البعض بتبرير الأشرار، لكن إذا فعلنا ذلك، نصبح قبيحة لدى الرب! يجب علينا أن نبغض ما يبغضه الله.
إنجيل مرقس ١٠: ٢١، ٢٢ ـ ـ أخبر يسوع الحاكم الشاب الغني بما كان يفتقر إليه في حياته، والتغيير الذي يجب عليه أن يجريه ليرث الحياة الأبدية (آية ١٧).هذا هو بالضبط ما يقول لنا البعض، إذا كان فينا حب المسيح، ألا نفعله. لكن المسيح قام بذلك، والسبب الذي جعله يقوم بذلك هو حبه للرجل!
رسالة بولس إلى أهل أفسس ٤: ١٥؛ ٥: ١١ ـ ـ ينبغي علينا أن نجاهر بالحق بمحبة، يشمل هذا التوبيخ على الخطيئة. ماذا إذا سكتنا عن الخطيئة؟ نكون قد أخفقنا في قول الحق! بدلا من المشاركة في الخطأ، يجب علينا أن نستنكره.
رؤيا يوحنا ٣: ١٩ ـ ـ قال يسوع، إني من أحببته أوبخه وأؤدبه. فكن حميا وتب. لكن الإنجيل يحثنا على الاقتداء بمثال يسوع (رسالة بطرس الأولى ٢: ٢١، ٢٢).
إنجيل لوقا ١٧: ٣ ـ ـ إذا خطئ أخوك فوبخه (قارن إنجيل متي ١٨: ١٥).
رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس ٢: ٢٤ـ ٢٦ ـ ـ يجب على عبد الله أن يؤدب المخالفين الذين اعتقلهم إبليس.
رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس ٤: ٢ـ ٤ ـ ـ يتطلب منا الوعظ بالكلمة أن "نوبخ وننذر" ـــــ يعني هذا أن نخبر الناس عندما يخطئون.
رسالة بولس إلى تيطس ١: ٩ـ ١٤ ـ ـ يجب على الشيوخ أن يوبخوا بصرامة أولئك الذين يعلمون ما لا يجوز تعليمه.
رسالة يعقوب ٥: ١٩، ٢٠ ـ ـ يجب أن نسعى إلى رد الخطاة الذين ضلوا عن الحق.
سفر الأمثال ٢٨: ٤ ـ ـ الذين يحفظون الشريعة، سوف يجادلون الأشرار (قارن سفر الأمثال ٢٨: ٢٣؛ ٢٤: ٢٤، ٢٥).
نحن نجاهر برأينا ضد الخطيئة، ليس بسبب خبثنا أو كراهيتنا، لكن لأن الله لم يترك لنا خيارا آخرا! إذا سكتنا، شجبنا الله!
إذا كنت تشك في أن يسوع آمن بالتوبيخ على الإثم، فإني أتحداك أن تقرأ الأناجيل حول حياته. أحصي عدد المرات التي قال فيها للناس أنهم على خطأ. ثم أقرأ كتاب أعمال الرسل وأحصي عدد المرات التي قال فيها أتباعه المخلصين للناس أنهم على خطأ. ستجد أنك سرعان ما تعثر على أمثلة تفوق ما ترغب في إحصائه. ولاحظ أن معظم هذه الأمثلة كانت حالات وبخ فيها المتدينون، بما في ذلك الأشخاص الذين تصوروا أنهم خدم مخلصون لله!
في الحقيقة، نحن بحاجة إلى أن نحب مثل يسوع، إذا فعلنا ذلك، فإننا لن نسكت عن الخطيئة، لكننا سنوبخ عليها بمحبة مثلما فعل هو.
[أقرأ أيضا رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس ٥: ٢٠؛ رسالة بولس الأولى إلى أهل تسالونيكي ٥: ١٤؛ رسالة بولس إلى تيطس ٣: ١٠؛ ٢: ١٥؛ رسالة بولس إلى أهل غلاطية ٦: ١؛ سفر الأمثال ١٩: ٢٥؛ ٢٥: ١٢؛ رسالة يهوذا ٣]
يثور مجتمعنا المتحرر ضد جميع أشكال معارضة الشر. إنهم يحاولون اتهام المسيحيين بأنهم على خطأ في استنكارهم للشر. إنهم يدعوننا "بتجار الكراهية" و"عدائيين" و"مثيري الشغب". ليس هذا أمرا جديدا، فلطالما ردد الناس مثل هذه الأقوال.
سفر الملوك الأول ٢٢: ٨ ـ ـ تنبأ النبي ميخا بالشر ضد أحاب، فأبغضه أحاب. هل كان النبي على خطأ؟ لا، لأن الله كان قد أرسله. المشكلة هي أن الملك لم يرغب في أن يقال له أنه على خطأ!
سفر الأمثال ٩: ٨ ـ ـ لا توبخ الساخر لئلا يبغضك؛ وبخ الحكيم فيحبك. التوبيخ بناء على كلمة الله نافع للبشر، لذلك يقدره الرجل الحكيم. الناس الذين لا يقدرونه حق قدره هم هؤلاء الذين لديهم مشكلة في مواقفهم.
سفر عاموس ٥: ١٥، ١٠ ـ ـ مرة أخرى يوصينا الله أن نبغض الشر ونحب الخير. إذا أطعنا فإننا سوف نوبخ ضد الشر، وكثيرا ما سيبغضنا الخطاة. ليست المشكلة الحقيقية أن من الخطأ التوبيخ على الخطأ. المشكلة هي أن الخطاة لا يرغبون في التغير والاعتراف بخطيئتهم، فيتكلمون ضد أولئك الذين يوبخونهم، على أمل أن يجعلوا ما فعلناه يبدو وكأنه خطأ. هذه حالة تقليدية من "إلقاء اللوم على الغير".
إنجيل يوحنا ٧: ٧ ـ ـ لا يستطيع العالم أن يبغضكم، وأما أنا فيبغضني لأني أشهد عليه بأن أعماله سيئة..إذا لم نناضل من أجل الحق على غرار أخوة يسوع الذين لم يؤمنوا به (آية ٥)، فلن يبغضنا العالم. إذا شهدنا ضد الشر مثل يسوع، فسيعترض الناس. لكن يسوع قام بذلك. لهذا قتلوه. إذا كنا نشبهه بحق، فلن نسكت عن الخطيئة لكننا سنعارضها.
رسالة بولس إلى أهل غلاطية ٤: ١٦ ـ ـ هل صرت عدوا لكم لأني قلت لكم الحق؟
ليست القضية في الواقع سوى مسألة حب. إذا اتهمنا الناس بالافتقار إلى المحبة، فلا ينبغي لنا أن نتجنب مسألة المحبة، بل ينبغي أن نبين لهم أن القضية الحقيقية هي ما هو الشيء الذي ينبغي علينا أن نحبه وما الذي تنطوي عليه المحبة الصحيحة. عندما نوبخ على الخطيئة لأننا نحب الحق ونحب نفوس أولئك الذين يرتكبون الخطيئة، فإننا نحبهم المحبة الصحيحة، أما أولئك الذين يعترضون فقد وضعوا محبتهم في غير مكانها.
رسالة يهوذا ٢٠ـ ٢٣ ـ ـ ينبغي أن نتصرف على الدوام بدافع من المحبة وفقا لكلمة الله. إذا فشلنا في ذلك، فقد فشلنا في إرضاء الله (رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٣: ١ـ ٣).
لكن إذا كنا نحب الخاطئ ونحب الحق، فسنرأف بالهالكين وسنحاول انتشالهم من النار، مبغضين ما يلطخ الجسد. هذا هو معنى "أن نبغض الخطيئة، وأن نحب الخاطئ". نحن نحب نفس الخاطئ حبا جما بحيث أننا نريده أن يتوب ويعمل الصواب، ولهذا يجب علينا أن نعارض الخطيئة.
عندما نقوم بهذا العمل، سيكون هناك على الدوام من يعترض، لأنهم قد وجدوا دائما. لكن سبب معارضتهم هو إما أنهم قد أساؤوا فهم تعاليم الإنجيل أو أنهم هم أنفسهم خطاة ويرغبون في مواصلة خطاياهم دون الشعور بالإحراج من جراء التأنيب. في كلتا الحالتين، فإنهم هم الذين يجهلون المعنى الصحيح لمفهوم المحبة وفقا للإنجيل.
حقوق الطبع محفوظة ١٩٩٨ ديڤيد أي. پرات
يسمح للأفراد وكذلك للكنائس المحلية بتوزيع هذا المقال كنسخة مطبوعة أو كبريد الكتروني، بشرط أن يستنسخ بكامله حرفيا وبدون تغيير المحتوى أو تحريف المعنى بأي طريقة كانت، وبشرط أن يظهر اسم المؤلف وعنوان صفحتنا الالكتروني بصورة واضحة (David E. Pratte, https://gospelway.com)، وبشرط عدم فرض أجور مادية من أي نوع كان لهذه المواد. تستطيع الصفحات الالكترونية أن تتبادل الاتصال مع هذه الصفحة ولكن لا يسمح لأي منها أن تعيد إنتاج هذا المقال على صفحات الكترونية أخرى.
اضغط هنا لدراسة الإنجيل باللغة الانجليزية
عد إلى الصفحة الرئيسية من أجل مقالات أخرى لدراسة الإنجيل باللغة العربية.
ترجمة ساهرة فريدريك
Please bookmark our site in your favorites.
We welcome links to us from other sites :
gospelway.com
- The Gospel Way: Free Bible Study Materials & Guides
Scripture quotations are generally from the New King James Version (NKJV), copyright 1982, 1988 by Thomas Nelson, Inc. used by permission. All rights reserved.