شريعة العهد القديم:

 هل يجب علينا اليوم التقيد بشريعة موسى ويوم السبت؟

هل ينبغي على المسيحيين اليوم التقيد بقوانين العهد القديم، مثل اليوم السابع ـ السبت، الختان، تقديم الذبائح، والأيام????? ????? 
??????: ?? ??? ????? ????? 
?????? ?????? ???? ???? ?????? المقدسة، أم أن يسوع قد أزال أو ألغى تلك الشريعة بحيث أنه ينبغي علينا أن نطيع وصايا العهد الجديد فقط؟ ما هو الفرق بين الشرائع الأخلاقية والطقسية، شريعة موسى وشريعة الله؟ ما هو يوم "السبت المسيحي" وفقا لبشارة المسيح؟ هل ألغيت شريعة موسى والوصايا العشرة أم أنها لا تزال نافذة المفعول؟ ما هي الشريعة التي ينبغي علينا اليوم التقيد بها؟ هل ينبغي علينا اليوم "أن نتذكر يوم السبت ونقدسه"؟

مقدمة:

ينطوي العهد القديم على كثير من الأوامر التي لا توجد في العهد الجديد، مثل السبت (اليوم السابع)، تقديم الذبائح، الكهنوت اللاوي، الختان، الأيام المقدسة، حرق البخور، دفع العشر، موسيقى الآلات، والرقص في العبادة. يتساءل عدد كبير من الناس عما إذا كان ينبغي علينا اليوم الالتزام بهذه الأوامر.

تحاول قلة من الناس أن تلتزم بجميع شرائع العهد القديم. يلتزم آخرون بشرائع العهد الجديد فقط، بينما يحاول البعض الآخر التقيد بالوصايا العشرة، اليوم السابع ـ السبت، أو أجزاء من شريعة موسى، لكنهم يتجاهلون القوانين الأخرى. لكي نرضي الله، ولكي نكون متحدين دينيا، يجب علينا أن نحدد شرائع العهد القديم التي تنطبق علينا اليوم ـ إن وجدت مثل هذه الشرائع. الغرض من هذه الدراسة هو معالجة هذه القضايا.

تأمل بعض الأسئلة التمهيدية:

ا. هل يريد الله من الناس اليوم أن يطيعوا كل الأوامر التي أعطاها في أيما وقت مضى؟

يتكلم البعض أحيانا كما لو أنهم يؤمنون بأن علينا أن نتقيد اليوم بكل الأوامر التي أعطاها الله في أيما وقت مضى، وأن نبقي "مقدسا" كل شيء قال للبشر في أيما وقت مضى أن يقدسوه. لكن تأمل بعض أمثلة الكتاب المقدس:

فلك نوح (سفر التكوين ٦: ١٣ـ ٧: ٥) ـ ـ أقام الله عهدا مع نوح (٦: ١٨) والذي انطوى على أوامر تعين على نوح إطاعتها (٦: ٢٢؛ ٧: ٥). بعد الطوفان، وعد الله ألا يكون هناك طوفان بعد اليوم يهلك كل ذي جسد (٩: ١١ـ ١٧). هل يجب علينا اليوم أن نواصل بناء الأفلاك؟ (قارن سفر التكوين ٢٢: ١ـ ١٩)

الختان (سفر التكوين ١٧: ٩ـ ١٤) ـ ـ كان الختان عهدا وأمرا معا، أعطاه الله لإبراهيم وذريته (قارن ٢١: ١ـ ٤؛ سفر الأحبار ١٢: ٣). يقول الله الآن أن هذا الأمر لم يعد ينطبق علينا (رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ٧: ١٨ـ ٢٠؛ رسالة بولس إلى أهل غلاطية ٥: ١ـ ٨؛ ٦: ١٢ـ ١٦؛ كتاب أعمال الرسل ١٥: ١ـ ٢٩).

الكهنوت اللاوي (سفر الخروج ٤٠: ١٢ـ ١٦؛ ٢٩: ١ـ ٩) ـ ـ بموجب العهد الذي عقد في جبل سيناء، يسمح لهارون وذريته فقط بالخدمة بمثابة كهنة (سفر العدد ٣: ١٠؛ ١٨: ١ـ ٧؛ ١٦: ٤٠). لكن يسوع هو عظيم الكهنة اليوم، مع أنه ليس من سلالة هارون. يثبت هذا أن الشريعة قد تغيرت (الرسالة إلى العبرانيين ٧: ١١ـ ١٨؛ رسالة بطرس الأولى ٢: ٥، ٩).

تقديم الذبائح (سفر العدد ١٥: ١ـ ٦) ـ ـ طوال العهد القديم، أوصى الله البشر بتقديم ذبائح الحيوان (قارن سفر التكوين ٤: ١ـ ٥؛ سفر الأحبار الفصول ١ـ ٧). لكن التضحية بالحيوانات قد توقفت اليوم لأن لنا ذبيحة كاملة في شخص يسوع (الرسالة إلى العبرانيين ١٠: ١ـ ٨).

الأيام المقدسة (سفر الخروج ١٢: ١ـ ٢٨؛ ١٣: ٣ـ ١٠؛ سفر الأحبار ٢٣) ـ ـ أمر الله إسرائيل بالاحتفال بمختلف الأيام المقدسة، لكننا اليوم لسنا مطالبين بالالتزام بها (رسالة بولس إلى أهل كولوسي ٢: ١٤ـ ١٧؛ رسالة بولس إلى أهل غلاطية ٤: ١٠، ١١). لاحظ أنه، عندما يأمر الله بمراعاة يوم معين ليكون يوما مقدسا للراحة، يمكنه أن يغير ذلك فيما بعد، فلا يعود يطالب الإنسان بمراعاته.  

لا يمكن إنكار أن الله قد أعطى مختلف الأوامر إلى مختلف الناس في أوقات مختلفة. الله هو نفسه أمس، واليوم، وإلى الأبد (الرسالة إلى العبرانيين ١٣: ٨)، لكن هذا يشير إلى صفات الله وطبيعته، وليس إلى الشرائع التي أعطاها للبشر. تثبت مقاطع الكتاب المقدس المذكورة أعلاه بوضوح أن الله نفسه قد أجرى تغييرات في الشرائع التي أمر الناس بالعمل بأحكامها.    

ب. لماذا لم تعد هذه الأوامر ملزمة؟

هناك على الأقل سببين محتملين لكوننا غير مطالبين بإطاعة أحد أوامر الله: 

١. أعطى الله بعض الأوامر إلى أشخاص معينين، لم يقصد منها أبدا أن تطبق على جميع الناس في كل مكان. من الأمثلة الواضحة على ذلك أوامره إلى نوح ببناء الفلك وختان جميع الذكور من نسل إبراهيم. إذا قصد الله أن تقتصر بعض الأوامر على بعض الناس، لكننا نعلم أناسا آخرين أنه يجب عليهم إطاعة تلك الأوامر، فإننا لا نظهر بذلك إخلاصنا لله، لكننا في الواقع، نحرف إرادته. (قارن رسالة بولس إلى أهل رومية ٣: ١٩).

٢. قصد الله لبعض الأوامر أن تكون مؤقتة. عندما أنجزت الغرض منها ولم يعد هناك حاجة إليها، أزالها الله. يصدق هذا القول على جميع الأمثلة الواردة أعلاه.

يرجى ملاحظة أن الإنسان لا يحق له إلغاء شريعة الله بسلطته الخاصة. الله وحده يستطيع أن يقرر هذا. إذا قصد الله لشريعة ما أن تنطبق علينا، نكون غير مخلصين في عدم إطاعتنا لها. ونكون غير مخلصين على حد سواء، إذا كنا ندين من لا يتبعون شريعة ما، إذا كان الله نفسه لا يطالب هؤلاء بإتباع تلك الشريعة.

إذن، فالسؤال المطروح علينا هو، ما هو قصد الله فيما يتعلق بأوامر العهد القديم عموما.


هل قصد الله لشريعة العهد القديم أن تكون ملزمة اليوم؟


مما لاشك فيه أن القوانين التي كشف عنها العهد القديم كانت قد صدرت عن الله نفسه. هو الوحيد الذي يمتلك حق تحديد أولئك الذين يتعين عليهم إتباع تلك الشرائع وما هي مدة نفاذها. ماذا كانت نيته فيما يتعلق بقوانين العهد القديم هذه؟

ا. قصد الله أن تكون الشرائع التي أعطيت عن طريق موسى ملزمة للشعب الإسرائيلي فقط.

أعطيت الوصايا العشرة لبني إسرائيل فقط.

سفر تثنية الاشتراع ٤: ١، ٤٤، ٤٥ ـ ـ أعطيت الوصايا العشرة لبني إسرائيل بعد خروجهم من مصر.

سفر تثنية الاشتراع ٥: ١، ٦ ـ ـ كلم موسى بني إسرائيل وأعطاهم الوصايا العشرة للعمل بها. أخرجهم الله من أرض مصر.

سفر الخروج ٣٤: ٢٧، ٢٨ ـ ـ قطع الله عهدا مع إسرائيل وكتب لهم على لوحين كلمات ذلك العهد، الوصايا العشرة.

سفر الملوك الأول ٨: ٩، ٢١ ـ ـ تضمن لوحي الحجر العهد الذي قطعه الله مع بني إسرائيل، عندما خرجوا من أرض مصر.

سفر تثنية الاشتراع ٤: ٧ـ ١٣ ـ ـ لم يكن لأي أمة أخرى شريعة عظيمة مثل الوصايا العشرة.

طلب من بني إسرائيل فقط مراعاة يوم السبت.

سفر تثنية الاشتراع ٥: ١٥ ـ ـ كان بنو إسرائيل (آية ١) عبيدا في أرض مصر، أخرجهم الله منها وأوصاهم بحفظ يوم السبت.  

سفر الخروج ٣١: ١٣، ١٦، ١٧ ـ ـ كان السبت علامة بين الله وبني إسرائيل مثله مثل الختان (سفر التكوين ١٧؛ رسالة بولس إلى أهل رومية ٤: ١١). كيف يمكن له أن يكون علامة بين الله وبني إسرائيل إذا كان قد أعطى نفس الشريعة إلى أمم أخرى كذلك؟ هل يكون الخاتم علامة على علاقة الرجل الخاصة بزوجته، إذا أعطى خواتم مماثلة لنساء أخريات؟  

لا يحتاج الناس اليوم إلى التقيد بالوصايا التي كشفت عن طريق موسى، بما في ذلك الوصايا العشرة واليوم السابع. لنفس السبب، نحن لسنا في حاجة إلى بناء الأفلاك مثل نوح أو التضحية بأبنائنا مثل إبراهيم، إذ أن الله لم يوجه هذه الأوامر إلينا.

ب. أزال الله قوانين العهد القديم لأنها أنجزت الغرض منها.

كانت هذه القوانين سارية المفعول مدى أجيال إسرائيل

أبلغ الله إسرائيل مرارا وتكرارا أن مختلف أحكام القانون سوف تبقى سارية المفعول "طوال أجيالهم". قال هذا فيما يتعلق:

سفر التكوين ١٧: ٩، ١٠ ـ ـ الختان
سفر الخروج ١٢: ١٤؛ سفر الأحبار ٢٣: ٢١، ٣١، ٤١ ـ ـ أيام الأعياد المقدسة
سفر الخروج ٢٩: ٤٢؛ ٣٠: ١٠ ـ ـ تقديم الذبائح
سفر الخروج ٣٠: ٨ ـ ـ البخور
سفر الخروج ٣٠: ٣١ ـ ـ زيت المسحة المقدسة
سفر الخروج ٣١: ١٣ـ ١٧ـ ـ مراعاة السبت  
سفر الخروج ٤٠: ١٥؛ سفر العدد ١٨: ٢٣ ـ ـ الكهنة اللاويين في خيمة الموعد.

[قارن سفر العدد ١٥: ٣٨؛ سفر الخروج ٣٠: ٢١؛ سفر الأحبار ٧: ٣٦؛ سفر العدد ١٠: ٨، ٣٥: ٢٩]

أعطيت كل هذه الممارسات لكي تدوم لنفس المدة الزمنية ـ مدى أجيال إسرائيل. إذا كانت أي منها قد توقفت، فلابد من أن تكون كلها قد توقفت، طالما أنها جميعا يجب أن تدوم لنفس الفترة الزمنية. لكننا أثبتنا سابقا أن الكثير منها قد توقفت، لذا فلابد من أن تكون جميعها قد توقفت.

استمرت جميع هذه الممارسات طوال مدة علاقة إسرائيل الخاصة مع الله، وانتهت جميعا عندما انتهت تلك العلاقة. انتهت تلك العلاقة الخاصة عندما أصبحت البشارة نافذة المفعول. لم يعد هناك يهود أو وثنيين في خطة الله (رسالة بولس إلى أهل غلاطية ٣: ٢٨). [قارن رسالة بولس إلى أهل أفسس ٢: ١١ـ ١٨؛ كتاب أعمال الرسل ١٠: ٣٤، ٣٥؛ ١٥: ٧ـ ١١؛ رسالة بولس إلى أهل رومية ١٠: ١٢؛ رسالة بولس إلى أهل كولوسي ٣: ١١]  

الرسالة إلى العبرانيين الفصول ٧ـ ١٠

٧: ١١ـ ١٤، ١٨ ـ ـ سمحت الشريعة لسبط لاوي فقط بالخدمة بمثابة كهنة، لكنها تنبأت بوقت يكون فيه المسيح كاهنا من سبط يهوذا، مما يعني أن الشريعة سوف تتغير (آية ١٢)، سوف تلغى (آية ١٨).

٨: ٦ـ ١٣ ـ ـ هذه آيات مقتبسة عن إرميا ٣١: ٣١ـ ٣٤، الذي تنبأ أن الله سوف يقيم عهدا جديدا مختلفا عن العهد الذي صنعه مع بني إسرائيل حين أخرجهم من مصر. لقد سن المسيح الآن هذا العهد الجديد، وبذلك جعل العهد الأول قديما وقريبا من الزوال (آية ١٣). مرة أخرى، يحقق هذا كلمة الله في العهد القديم.

١٠: ١ـ ١٨ ـ ـ كانت الذبائح التي قدمت بموجب العهد الأول عاجزة عن إزالة الخطايا كليا. موت يسوع هو ذبيحة العهد الجديد التي تمنح الغفران الكامل. فالمسيح أخذ الوصية (العهد) الأولى وأسس الثانية. تم هذا بالانسجام مع إرادة الله، وليس خلافا لها (الآيتان ٩، ١٠).

كانت الشريعة "ضعيفة وقليلة النفع" في أنها بينت للناس أنهم خطاة لكنها عجزت عن منحهم الغفران (٧: ١١، ١٨؛ ٨: ٦، ٧). لا يعني هذا أن الله أخطأ في إعطاء الشريعة، فلقد كان لها غرض، لكنه غرض مؤقت. عندما جاءت الشريعة الجديدة، كانت القديمة قد حققت الغرض منها، ولذلك أزيلت.  

رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ٣: ٦ـ ١١

كما في الرسالة إلى العبرانيين، فإن العهد القديم (آية ١٤) يتباين مع الجديد (آية ٦). وصف بولس العهد القديم بخدمة الموت لأنه أثبت أن الإنسان يستحق الموت، مع أنه جاء بمجد. العهد الجديد هو خدمة البر وهو أكثر مجدا (آية ٩).

لاحظ آية ١١ ـ ـ ذلك الذي كان مجيدا (العهد القديم ـ آية ٧) قد أزيل لكي يبقى الأكثر مجدا (العهد الجديد). ليس المجد فقط هو الذي أزيل، لكن ذلك الذي كان مجيدا ـ العهد القديم نفسه ـ قد أزيل.

رسالة بولس إلى أهل غلاطية الفصول ٣ـ ٥

كما في الرسالة إلى العبرانيين، أفضت الشريعة بالإنسان أن يكون في حكم اللعنة لأنها بينت للإنسان ذنوبه، لكنها عجزت عن إزالة الذنوب كليا (٣: ١٠؛ ٢: ١٦). يتباين هذا مع الخلاص عن طريق الإيمان في المسيح بموجب البشارة (١: ١١، ١٢؛ ٣: ٢٦ـ ٢٨).

٣: ٢٤، ٢٥ ـ ـ كانت الشريعة حارسا يقودنا إلى المسيح. فلما جاء الإيمان لم نبق في حكم الحارس.

أن نكون "في" حكم الشريعة يعني أن نخضع لها أو أن نتعهد بإطاعتها ـ لاحظ ٤: ٤، ٢١ (قارن رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ٩: ٢٠، ٢١؛ إنجيل متي ٨: ٩؛ رسالة بولس إلى أهل رومية ٣: ١٩.) نحن لم نتحرر من حكم الشريعة فحسب، بل تحررنا من الشريعة ذاتها، التي كانت حارسا لنا. [قارن ٣: ١٦، ١٩]  

٥: ١ـ ٦ ـ ـ طالما أننا لم نعد في حكم الشريعة (٥: ١٨)، فإن الختان لم يعد له أية قيمة. أولئك الذين يتبعون الشريعة القديمة، لا يزالون واقعين تحت نير العبودية. لم يفدهم المسيح شيئا ولم يؤثر فيهم. لقد سقطوا عن النعمة.

رسالة بولس إلى أهل رومية ٧: ١ـ ٦

مرة أخرى، تتباين البشارة مع العهد القديم ("الشريعة"). كانت الشريعة سبيلا إلى معرفة الخطيئة (٣: ٢٠، ٢٣). جلب هذا الإدانة بالموت (٥: ١٢؛ ٦: ٢٣)، لكن الشريعة لم تستطع أن تمحو الذنوب بشكل دائم. (لا يثبت هذا أن الشريعة على خطأ، إنه يثبت فقط أن البشر خطاة ـ ٧: ٧ـ ٢٤؛ ٧: ٥). مع ذلك، فإن الله لم يشأ أن يهلك البشر، فأرسل لهم البشارة (١: ١٦).  

٧: ٢، ٣ ـ ـ توضيح: ترتبط المرأة بزوجها طالما أنه على قيد الحياة. إذا تزوجت بآخر عدت زانية. لا يحق لها أن تتزوج ثانية إلا بعد موت زوجها.

٧: ٤ـ ٦ ـ ـ بطريقة مماثلة، قد أمتنا عن الشريعة وصرنا لآخر، كالمرأة التي حلت من الشريعة التي تربطها بزوجها الأول (آية ٢). لاحظ أننا لم نتحرر من حكم الشريعة أو الأعراف المتعلقة بها فقط، لكننا تحررنا من الشريعة نفسها. [قارن ٦: ١٤]

مثلما أمكن للمرأة أن تصير لرجل آخر، كذلك صرنا نحن الآن للمسيح. لا ينبغي لنا أن نتبع العهد القديم وبشارة المسيح في نفس الوقت، لأن هذا يعد زنا روحيا كالمرأة المرتبطة بزوجين في نفس الوقت! لدينا الآن شريعة مختلفة، مثلما أن للمرأة "رجل آخر".   

رسالة بولس إلى أهل أفسس ٢: ١٢ـ ١٦

لم يكن الوثنيون مشمولون سابقا بعهود الموعد التي تمتع بها الإسرائيليون. بواسطة موته، أحل المسيح السلام بين اليهود والوثنيين. لتحقيق ذلك، تعين عليه هدم شريعة الوصايا التي كانت حاجزا بين اليهود والوثنيين. كان العهد قد أعطي لليهود فقط مما دل على مكانتهم المتميزة. لكي يمنح الله هذا التمييز لجميع الأمم، كان لابد له من أن يزيل تلك الشريعة (قارن رسالة بولس إلى أهل غلاطية ٣: ٢٨؛ كتاب أعمال الرسل ١٠: ٣٤، ٣٥؛ إنجيل متي ٢٨: ١٩؛ إلى آخره).    

إذا التزمنا بالعهد القديم اليوم، فإننا نعيد بناء الحائط الفاصل الذي مات يسوع لكي يهدمه. وكأن موت يسوع قد ذهب سدى!     

رسالة بولس إلى أهل كولوسي ٢: ١٣ـ ١٧

هذا نظير للفصل الثاني من الرسالة إلى أفسس. محا المسيح ما كان علينا من صك وما فيه من أحكام وأزال هذا الحاجز مسمرا إياه على الصليب. لا ينبغي لنا بالتالي أن نسمح لأحد بإدانتنا لعدم التقيد بأحكام الشريعة القديمة (آية ١٦). (مرة أخرى كانت الشريعة "ضد" الإنسان بمعنى أنها كانت السبيل الذي تعرف به البشر على خطاياهم لكنها لم تستطع أن تغفرها لهم).  

إنجيل متي ٥: ١٧، ١٨

يقول البعض أن هذه الآيات تثبت أن الشريعة القديمة لا تزال ملزمة من حيث أن يسوع لم يأت لكي يبطلها، وأنها سوف تبقى حتى تزول السماء والأرض. إذا كان الأمر كذلك، فإن الشريعة بكاملها لابد أن تبقى طالما أن حرفا واحدا أو نقطة منها لن تزول. يشمل هذا الشريعة والأنبياء (آية ١٧)، حتى أصغر الوصايا (آية ١٩) (الذبائح، الختان، إلى آخره). لكننا أثبتنا سابقا أن هذه الأشياء قد أزيلت. لهذا السبب لا تثبت هذه الآيات أن الشريعة القديمة لا تزال نافذة المفعول.  

تبين الآيات المماثلة في إنجيل لوقا ١٦: ١٧ أن عبارة "أو تزول السماء والأرض" تعني "أنه من الأسهل أن تزول السماء والأرض". أي أنه سيكون من الأسهل للسماء والأرض أن تزولان من أن تزول الشريعة "حتى يتم كل شيء" (آية ١٨). لكن يسوع جاء ليتممها! لذلك أنقضى زمن الشريعة عندما أتمها يسوع (إنجيل متي ٢٤: ٣٤).

يمكن إلغاء المعاهدات بواحدة من الطريقتين: بصورة غير قانونية ـ بإتلافها (عن طريق تمزيقها مثلا)، أو قانونيا باستيفاء بنودها. على سبيل المثال، إذا أبرمت معك عقدا لبناء منزل لك لقاء أجر، يكون إتلاف العقد عملا غير قانوني بالنسبة لأي منا. لكن إذا أتم كلانا بنود العقد (أنا ببنائي للمنزل وأنت بدفعك للأجرة)، فإنه لا يعود ملزما لأي منا.

بالمثل، لم يأت يسوع لكي يبطل الشريعة (بإزالتها خلافا لأحكامها). لكنه أتى ليكملها ويستبدلها بأخرى، بما ينسجم تماما مع أحكام الشريعة نفسها. فهو قد أكمل الشريعة (إنجيل لوقا ٢٤: ٤٤ـ ٤٧؛ كتاب أعمال الرسل ١٣: ٢٩). لذلك، أنقضى زمنها!

أنقضى زمن جميع قوانين العهد القديم بأكملها لنفس السبب الذي من أجله توقف تقديم الذبائح، الختان، إلى آخره. كان الله قد أمر بهذه الشرائع لإنجاز غرض معين في شعب إسرائيل. وحينما أنجزت الغرض منها، أزالها الله.


الجزء الثاني: هل هناك أي جزء من شريعة العهد القديم ملزم لنا اليوم؟


يوافق البعض على أن الكثير من قوانين العهد القديم لم يعد لها تأثير اليوم، لكنهم ما زالوا يلتزمون ببعض هذه القوانين مثل اليوم السابع، دفع العشر، أو موسيقى الآلات. دعونا نتأمل هذا النهج.

ا. تأمل بعض القواعد المحتملة للتمييز بين ما هو ملزم وما هو غير ملزم.

سبق ودرسنا أن العهد القديم لم يعد ملزما. ينبغي أن يشمل ذلك جميع ممارسات العهد القديم ما لم يبين الكتاب المقدس أن الله قصد لبعض القوانين أن تستمر. لذلك، وعن طريق تطبيق عدد من القواعد، يحاول البعض إثبات أن بعض القوانين لا تزال سارية المفعول لكن البعض الآخر ليس كذلك. دعونا نتأمل هذه القواعد.

"شريعة الله" إزاء "شريعة موسى"؛ "شريعة الأخلاق" إزاء "شريعة الطقوس" 

يقول البعض أن الوصايا العشرة (بما فيها السبت) هي "شريعة الله"، "شريعة الأخلاق" أو ("الشريعة الروحية")، وأنها لا تزال ملزمة. لكن وصايا العهد القديم الأخرى هي "شريعة موسى" أو "شريعة الطقوس"، وأن هذه قد أزيلت.  

لكن، هل هناك دليل كتابي على وجود مثل هذا التمييز بين الشرائع؟ كيف لنا أن نعرف أن ما تم إلغائه يشمل شريعة موسى أو شريعة الطقوس فقط، لكن ليس شريعة الله، إلى آخره؟ كيف لنا أن نعرف ما هي القوانين التي اشتملت عليها شريعة الله (شريعة الأخلاق) وما هي القوانين التي لم تشتمل عليها؟ (علما أن مصطلحي "شريعة الأخلاق" و "شريعة الطقوس" لا يرد ذكرهما في الكتاب المقدس).

يقول البعض أن مراعاة يوم السبت يجب أن تستمر اليوم لأنها إحدى الوصايا العشرة، إحدى "شرائع الله" "الأخلاقية". لكن ذكر السبت يتكرر في أجزاء أخرى من العهد القديم غير الوصايا العشرة (سفر الخروج ٣١: ١٣، إلى آخره)، ويرد ذكره كذلك مع قوانين وأعياد دينية ألغي العمل بها (طالع سفر الأحبار ٢٣: ١ـ ٤٤؛ ١٩: ٣ و ٣٠). لماذا لا يثبت هذا أن الحفاظ على يوم السبت قد ألغي كجزء من "طقوس" "شريعة موسى"؟ كيف يكون السبت أقل "طقسية" من هذه الأعياد الأخرى وراحة يوم السبت؟  

علاوة على ذلك، عادة ما يمارس المحافظون على السبت في العصر الحديث نظام دفع العشر، موسيقى الآلات، وحتى قوانين تحديد الأطعمة. ليست هذه القوانين من ضمن الوصايا العشرة، وهي ليست أكثر "أخلاقية" في طبيعتها من غيرها من القوانين "الطقسية" التي ألغي العمل بها. ومن ثم، يخالف هؤلاء الأشخاص قوانينهم الخاصة ويناقضون أنفسهم.

في الواقع، يبين الإنجيل أن شريعة الله و شريعة موسى هما مجرد مصطلحين مختلفين لنفس القانون. علاوة على ذلك، شملت شريعة الله أمورا من الواضح أنه قد ألغي العمل بها. على سبيل المثال:

يشير الفصل الثامن من سفر نحميا إلى "سفر الشريعة"، ويدعوه بسفر شريعة موسى (الآية الأولى) وسفر شريعة الله (آية ٨، ١٨). أمر الله بها على لسان موسى (آية ١٤). وبالتالي يشير كلا المصطلحين  إلى نفس الشريعة. 

إنجيل لوقا ٢: ٢١ـ ٢٤، ٣٩ ـ ـ سميت شريعة موسى (آية ٢٢) بشريعة الرب (آية ٢٣، ٢٤، ٣٩). اشتملت هذه الشريعة على طقوس التطهير والذبائح. من الواضح أن هذه الأمور قد ألغيت (سفر الأحبار ١٢: ٢ـ ٨). وبالتالي، فإن شريعة الرب هي نفس شريعة موسى، وتنطوي على أمور ألغي العمل بها.

في سفر أخبار الأيام الثاني ٣١: ٢ـ ٤ شملت شريعة الله التضحية بالحيوانات، رؤوس الشهور، الأعياد، والتي نعرف أنها قد ألغيت.

لا يوجد فرق بين شريعة الله وشريعة موسى. فكل منهما هي شريعة الله، لأنه هو الذي وضعها، وشريعة موسى، لأنه هو الذي كشف عنها (سفر نحميا ١٠: ٢٩). هذا التمييز بكامله ليس سوى أحكام من صنع الإنسان لا تحمل أي إقرار إلهي (إنجيل متي ١٥: ٩؛ رسالة يوحنا الثانية ٩ـ ١١).

القوانين التي أعطيت قبل سيناء إزاء القوانين التي أعطيت في سيناء

يقول البعض أن يسوع ألغى القوانين التي أعطيت في سيناء، لكنه لم يلغي أبدا القوانين التي أعطيت قبل سيناء (من ضمنها السبت، الذي يقولون أنه أعطي عند الخلق ـ سفر التكوين ٢: ٢، ٣).

مرة أخرى، أين يذكر الإنجيل أن القوانين التي أعطيت قبل سيناء لا تزال ملزمة؟ هناك العديد من القوانين التي أعطيت لأول مرة قبل سيناء لكنها ليست ملزمة اليوم. يشمل هذا الذبائح (سفر التكوين ٤: ٤؛ ٨: ٢٠؛ إلى آخره)، الختان (سفر التكوين ١٧: ٩ـ ١٤)، عيد الفطير (سفر الخروج ١٢)، البهائم غير الطاهرة (سفر التكوين ٧: ٢).

بالإضافة إلى ذلك، ليس هناك دليل على أن الله قد ألزم الإنسان بمراعاة يوم السبت منذ الخلق. لا يذكر أي مقطع في الكتاب المقدس أن نوح، إبراهيم، يعقوب، أو أي من الآباء قد تقيد بالسبت. تورد نبوءة حزقيال ٢٠: ١٠ـ ١٢ أن الرب أعطى السبت إلى إسرائيل كعلامة بينه وبينهم حين أخرجهم من مصر، ويذكر سفر تثنية الاشتراع ٥: ١٥ أن السبت هو ذكرى لهذا الحدث (سفر نحميا ٩: ١٣، ١٤؛ سفر الخروج ٣١: ١٣ـ ١٧). كيف يمكن أن يكون السبت علامة بينه وبين أمة واحدة إذا كان قد أعطى الجميع منذ الخلق نفس العلامة؟ كيف يمكن أن يكون السبت ذكرى لحدث معين قبل وقوع ذلك الحدث؟

لا يذكر سفر التكوين ٢: ٣ سوى أن الله نفسه استراح في اليوم السابع، ثم يذكر أنه لهذا السبب بارك الله السبت وقدسه. ليس هناك أي ذكر للوقت الذي بدأ فيه بمطالبة البشر بمراعاته، أو من هم المطالبون بمراعاته. تذكر أن موسى كتب هذا بعد سنوات عديدة من خروج إسرائيل من مصر وإعطائهم السبت ليحفظوه. إنه يذكر السبت بالارتباط مع التكوين لكي يبين للإنسان الغرض منه، وليس للإشارة إلى الوقت الذي بدأ الناس فيه بمراعاته. يمكننا أن نجد استعمال نفس اللغة في سفر التكوين ٣: ٢٠ وإنجيل متي ١٠: ٤.  

الشرائع الأبدية إزاء الشرائع الأخرى.

يقول البعض أن قانون الحفاظ على السبت لا يزال نافذ المفعول بسبب أن سفر الخروج ٣١: ١٦، ١٧ نص على وجوب الحفاظ عليه "إلى الأبد"، "أبدي"، "دائم".

لكن هذا المقطع يذكر أيضا أن السبت كان علامة بين الله وإسرائيل فقط، فلماذا نلزمه اليوم على شعوب أخرى؟ كذلك تطلبت هذه الشريعة "الأبدية" أن يقتل كل من خالفها. إذا كانت هذه الشريعة لا تزال سارية المفعول اليوم، فإن العقوبة يجب أن تكون سارية المفعول أيضا. العجز عن التقيد بأي جزء من الشريعة هو إقرار بأن الشريعة ليست ملزمة.

لا يعني المصطلح العبري "إلى الأبد"، "أبدي"، إلى آخره، بالضرورة شيئا لا نهاية له. ينطبق هذا على العديد من الممارسات الأخرى التي قال الله أنها "أبدية" لكن من المؤكد أنها قد توقفت.

من الأمثلة على ذلك: عيد الفطير (سفر الخروج ١٢: ١٤)؛ البخور (سفر الخروج ٣٠: ٨)؛ الأعياد (سفر الأحبار ٢٣: ١٤، ٢١، ٣١، ٤١)؛ الذبائح (سفر الأحبار ١٦: ٢٩ـ ٣٤؛ ٦: ١٩ـ ٢٣؛ سفر أخبار الأيام الثاني ٢: ٤)؛ الكهنوت اللاوي (سفر الخروج ٤٠: ١٥؛ ٢٩: ٩، ٢٦ـ ٢٨؛ ٢٨: ٤٠ـ ٤٣؛ سفر العدد ٢٥: ١٣؛ سفر تثنية الاشتراع ١٨: ٥)؛ العبادة في خيمة الموعد (سفر الخروج ٢٧: ٢١؛ ٣٠: ٨، ١٧ـ ٢١؛ سفر الأحبار ٢٤: ٥ ـ ٩)؛ الختان (سفر التكوين ١٧: ٩ـ ١٤)؛ جميع وصايا الله (سفر المزامير ١١١: ٧؛ ١١٩: ١٥١، ١٥٢، ١٦٠). إذا أمكن لهذه الممارسات أن تتوقف على الرغم من أنها كانت "أبدية"، فلماذا لا يمكن للحفاظ على يوم السبت أن يتوقف؟

تشير عبارة "إلى الأبد" في هذه المقاطع إلى فترة غير محددة ـ "مدى أجيالكم". يظهر سياق الكلام في سفر الخروج ٣١: ١٣، ١٦بوضوح أن هذا يعني "مدى أجيال إسرائيل". يثبت هذا التعبير أن هذه الممارسات، بما فيها السبت، قد توقفت جميعا لأن أجيال إسرائيل قد توقفت عن كونها شعب الله المختار (طالع الملاحظات أعلاه).

جميع المحاولات الرامية إلى إلزام أجزاء من العهد القديم اليوم محكوم عليها بالفشل. سوف نؤكد هذا الاستنتاج كلما تقدمنا في الدراسة.

ب. تثبت الآيات التي قمنا بدراستها أن كل الشريعة قد أزيلت بما في ذلك الوصايا العشرة.

دعونا نستعرض المقاطع التي أشرنا إليها سابقا لإظهار أن العهد القديم قد أزيل. سنبين كيف يثبت كل منها أن الوصايا العشرة ويوم السبت قد أزيلوا.

الرسالة إلى العبرانيين الفصول ٧ـ ١٠

أزال يسوع العهد الذي صنعه الله مع إسرائيل يوم أخرجهم من مصر (٨: ٩؛ ١٠: ٩، ١٠). ينظر إلى هذا العهد على أنه عهد واحد، العهد الأول (٨: ٧، ١٣؛ ٩: ١، ١٥، ١٨؛ ١٠: ٩). لم يكن هناك عهدين، أزيل أحدهما وبقي الآخر. ماذا شمل العهد الأول؟ 

الرسالة إلى العبرانيين ٩: ١٨ـ ٢٠ ـ ـ أبرم العهد الأول بالدم وشمل كل وصية تكلم بها موسى. يفسر سفر الخروج ٢٤: ٣ـ ٨ هذا على نحو أكمل ويبين أنه يشمل كل الكلمات التي تكلم بها الرب (آية ٣، ٤، ٧)، بما في ذلك الوصايا العشرة ٢٠: ٣ـ ١٧.

الرسالة إلى العبرانيين ٩: ١ـ ٤ ـ ـ تضمن العهد الذي أزيل، لوحي العهد داخل تابوت العهد. يشير هذا بوضوح إلى الوصايا العشرة ـ سفر الخروج ٣٤: ٢٧، ٢٨؛ سفر تثنية الاشتراع ٤: ١٣؛ ٥: ٢، ٢٢؛ ٩: ٩، ١١.

رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ٣: ٦ـ ١١

من شأن العهد القديم أن "يزول" على العكس من العهد الجديد الذي من شأنه أن "يبقى". كتب العهد الذي من شأنه أن يزول ونقش على الحجر (آية ٧). لكن هذا يعني الوصايا العشرة، كما هو مبين في الآيات أعلاه.

علاوة على ذلك، أضاء وجه موسى حتى أنه أضطر إلى ستر وجهه بحجاب عند تسليمه لهذه الشريعة (آية ٧، ١٣). لكن سفر الخروج ٣٤: ٢٧ـ ٣٥ يبين أن هذا حدث عند تسليمه الوصايا العشرة. وبالتالي فإن العهد القديم الزائل أشتمل على الوصايا العشرة.

رسالة بولس إلى أهل غلاطية الفصول ٣ـ ٥

قادت الشريعة البشر إلى المسيح، لكننا لم نعد في حكم تلك الشريعة (٣: ٢٤، ٢٥؛ ٥: ٤). أية شريعة؟ تلك التي أعطيت بعد ٤٣٠ عام من الوعد لإبراهيم (٣: ١٧). يبين سفر الخروج ١٢: ٤١ أن هذا كان عند خروج إسرائيل من مصر. ومن ثم، هذا هو العهد الذي أعطي في جبل سيناء (رسالة بولس إلى أهل غلاطية ٤: ٢٤)، الذي ثبت لدينا بالفعل أنه يضم الوصايا العشرة.

اشتملت الشريعة التي أزيلت على "كل ما كتب في سفر الشريعة" (٣: ١٠). لكن الرسالة إلى العبرانيين ٩: ١٨ـ ٢٠ وسفر الخروج ٢٤: ٣ـ ٨ تبينان أن هذا يشمل الوصايا العشرة.

إذا التزمنا بجزء من الشريعة، تعين علينا أن نعمل بها جمعاء (٥: ٣). الشريعة هي وحدة كاملة. لا يمكنك أن تلتزم بجزء منها وتترك الآخر. فإما أن تعمل بها جمعاء أو لا شيء البتة. إن خضوعنا لها، هو سقوط عن النعمة (٥: ٢، ٣، ٤).  

رسالة بولس إلى أهل رومية ٧: ١ـ ٧

قد تحررنا من الشريعة كما تتحرر المرأة من زوجها المتوفى. إنه لزنى روحي أن نحاول ممارسة كلتا الشريعتين، الشريعة القديمة وشريعة المسيح. من أية شريعة قد تحررنا؟ من تلك التي تقول "لا تشته" (آية ٧). لكن هذه هي واحدة من الوصايا العشرة. ومن ثم، فقد تحررنا من الوصايا العشرة.

رسالة بولس إلى أهل أفسس ٢: ١١ـ ١٨

أزال يسوع الشريعة التي كانت حاجزا يفصل بين اليهود والوثنيين. سبق وبينا أن هذه الشريعة تضمنت الوصايا العشرة، التي كانت حاجزا بين اليهود والوثنيين لأن الله أعطاها إلى اليهود وليس إلى الوثنيين. بالمثل، كان السبت علامة على علاقة الله الخاصة مع إسرائيل (سفر الخروج ٣١: ١٣ـ ١٧).

لو كان يسوع قد ترك السبت أو الوصايا العشرة سارية المفعول، لكان قد ترك حاجزا بين اليهود والوثنيين. لإنجاز هدفه، كان لابد له من إزالة السبت والوصايا العشرة.

رسالة بولس إلى أهل كولوسي ٢: ١٣ـ ١٧

أزال يسوع الأحكام، لذلك لسنا في حاجة إلى التقيد بالقوانين المتعلقة بالمأكولات، الأعياد، أو يوم السبت (٢: ١٦). لكن الحفاظ على السبت كان واحدا من الوصايا العشرة. وعليه فقد أزيلت كل شرائع العهد القديم، بما في ذلك الوصايا العشرة ويوم السبت.

يزعم البعض أن "السبت" يشير هنا إلى أيام الأعياد السنوية فقط لأن الكلمة اليونانية المرادفة هي بصيغة الجمع. لكن كلمة "السبوت" بصيغة الجمع كثيرا ما تشير إلى اليوم السابع: سفر الخروج ٣١: ١٣؛ إنجيل لوقا ٤: ١٦؛ ٢٣: ٥٤؛ كتاب أعمال الرسل ١٣: ١٤؛ ١٦: ١٣؛ إنجيل متي ٢٤: ٢٠؛ إلى آخره. وقد استخدمت صيغتا الجمع والمفرد بالتبادل في إنجيل متي ١٢: ١ـ ١٤ وإنجيل لوقا ١٣: ١٠ـ ١٧ للإشارة إلى اليوم السابع. تستخدم الترجمة اليونانية للتوراة صيغة الجمع للإشارة إلى السبت في الوصايا العشرة في سفر الخروج ٢٠: ٨ وسفر تثنية الاشتراع ٥: ١٢ كما في رسالة بولس إلى أهل كولوسي ٢: ١٦. 

يشير العهد الجديد إلى السبت ٥٩ مرة. لا يمكن إثبات استثناء اليوم السابع ـ السبت، في أي من هذه الحالات.

في الواقع، فإن رسالة بولس إلى أهل كولوسي ٢: ١٦ تدرج السبت بشكل مستقل عن رؤوس الشهور وأيام الأعياد بهدف فصل اليوم السابع بالإضافة إلى أيام الأعياد. يشابه هذا بالضبط آيات العهد القديم في سفر أخبار الأيام الأول ٢٣: ٣١؛ سفر أخبار الأيام الثاني ٢: ٤؛ ٨: ١٣؛ ٣١: ٣؛ سفر نحميا ١٠: ٣٣؛ ونبوءة حزقيال ٤٥: ١٧.

تعرف رسالة بولس إلى أهل كولوسي ٢: ١٤ـ ١٦ السبت بصورة خاصة على أنه ممارسة مشطوبة. لا يجوز لأحد اليوم أن يحكم علينا في قوانين الأطعمة، الأيام المقدسة، أو اليوم السابع ـ السبت.

إنجيل متي ٥: ١٧، ١٨

أكمل يسوع الشريعة لكي تزول. ماذا شمل هذا؟ شمل الشريعة والأنبياء وكل حرف أو نقطة. من الواضح أن ذلك اشتمل على الوصايا العشرة واليوم السابع.

ليس هناك أي دليل على أن أي جزء من الشريعة هو ملزم لنا الآن. كانت الشريعة وحدة واحدة ولا يمكن إزالتها جزئيا. كان على يسوع أن يزيلها بالكامل. لا نستطيع الرجوع إلى الشريعة القديمة لترخيص أية ممارسة الآن.


الجزء الثالث: ما هي الشريعة التي ينبغي علينا أن نتبعها الآن؟


يتساءل البعض، "إذا كانت الوصايا العشرة قد أزيلت، هل يعني ذلك أن بإمكاننا أن نسرق، أن نكذب، أن نقتل، إلى آخره؟" تأمل بالتالي ما يقوله الإنجيل عن الشريعة التي ينبغي علينا أن نتبعها اليوم.

ا. يجب علينا اليوم أن نطيع العهد الجديد.

سبب عدم حاجتنا إلى الشريعة القديمة الآن هو أن يسوع قد استبدلها بعهد مختلف، البشارة.

الرسالة إلى العبرانيين ١٠: ٩، ١٠ ـ ـ أبطل يسوع العبادة الأولى ليقيم الأخرى (قارن الرسالة إلى العبرانيين ٨: ٦ـ ٩؛ ٧: ٢٢؛ رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ٣: ٦).

رسالة بولس إلى أهل رومية ٧: ٤ ـ ـ قد حررنا من الشريعة لنصير للمسيح.  

رسالة بولس إلى أهل غلاطية ٣: ٢٤ـ ٢٧ ـ ـ لسنا بعد تحت حكم الحارس (الشريعة القديمة) لأن الإيمان بالبشارة قد جاء الآن (قارن ١: ١١، ١٢).

توضيح: كانت المنطقة التي ندعوها الآن بالولايات المتحدة الأمريكية تحت حكم بريطانيا في وقت من الأوقات، ثم تحت حكم بنود الاتحاد الكونفدرالي، والآن نحن تحت حكم الدستور. بالمثل، زود الله الإنسان أولا بدستور الآباء، ثم بالشريعة في سيناء، والآن بالبشارة أو العهد الجديد. نحن لا نخضع لقوانين العهد القديم أكثر من خضوعنا لحكم الاتحاد الكونفدرالي.

حدث هذا التغيير نتيجة لموت يسوع

رسالة بولس إلى أهل كولوسي ٢: ١٤ ـ ـ سمر يسوع الأحكام الأولى على صليبه.

رسالة بولس إلى أهل أفسس ٢: ١٣ـ ١٦ـ ـ هدم يسوع الشريعة القديمة بدمه.

الرسالة إلى العبرانيين ٩: ١٦، ١٧ ـ ـ كما هو الحال في أي وصية أو معاهدة، كان لابد ليسوع من أن يموت ليجعل عهده نافذ المفعول. كانت الشريعة القديمة نافذة المفعول حتى موت يسوع، ثم استعيض عنها بالبشارة (قارن الرسالة إلى غلاطية ٣: ١٣؛ الرسالة إلى رومية ٧: ٤).

يشتمل هذا العهد الجديد على وصايا يجب علينا أن نطيعها.

إنجيل متي ٢٨: ١٨ـ ٢٠ـ ـ أولي يسوع كل سلطان فيجب علينا أن نحفظ وصاياه.

رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٤: ٣٧ ـ ـ تحتوي البشارة على وصايا الرب.

رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ٩: ٢٠، ٢١ ـ ـ على الرغم من أن بولس ليس في حكم شريعة اليهود، فهو لم يكن بلا شريعة، إذ أنه في حكم شريعة المسيح.

رسالة يعقوب ١: ١٨، ٢٥ ـ ـ البشارة هي شريعة الحرية الكاملة، التي بها سوف ندان (إنجيل يوحنا ١٢: ٤٨؛ قارن رسالة بطرس الأولى ١: ٢٢ـ ٢٥؛ رسالة بولس إلى أهل رومية ٦: ١٧، ١٨؛ كتاب أعمال الرسل ٣: ٢٠ـ ٢٣؛ نبوءة أشعيا ٢: ١ـ ٤).

لم يلغي الله الشريعة القديمة ليتركنا بلا شريعة، ولكن حتى نتمكن من خدمته بموجب أحكام الشريعة الجديدة. هناك وصايا يتعين علينا اليوم أن نطيعها، لكن هذه هي وصايا العهد الجديد، وليست وصايا العهد القديم.

لن يتم أبدا استبدال العهد الجديد بأي شريعة على وجه الأرض.

حتى حينما كان العهد القديم نافذ المفعول، خطط له الله أن يستبدل في نهاية المطاف. هل سيتم استبدال العهد الجديد بدوره بنظام آخر من الوصايا للناس على وجه الأرض؟

رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ٣: ٦ـ ١١ ـ ـ أزيل العهد القديم ليستبدل بالعهد الباقي (الذي لن يزول).

الرسالة إلى العبرانيين ١٢: ٢٧، ٢٨ (قارن ١٨ـ ٢٩) ـ ـ زعزعت الشريعة التي أعطيت في سيناء (أزيلت) لكي تستبدل بأخرى (العهد الجديد)، والتي لن تتزعزع أبدا، بل ستبقى.

السبب الذي من أجله تعين استبدال العهد القديم، هو أن قرابينه لم تمحو الآثام بشكل دائم. للعهد الجديد قربان في شخص يسوع، الذي يستطيع أن يغفر جميع الخطايا فلا يبقى لها ذكر (الرسالة إلى العبرانيين ١٠: ١ـ ١٨؛ ٧: ١١ـ ٢٨؛ ٨: ٦ـ ٩؛ ٩: ١١ـ ٢٨؛ رسالة بولس إلى أهل رومية ١: ١٦؛ إنجيل مرقس ١٦: ١٥، ١٦). فليس هناك أي سبب يدعو الله إلى إزالته.

رسالة يهوذا ٣ ـ ـ سلم الإيمان إلى القديسين مرة واحدة ("مرة واحدة للجميع" ـ طبعة الملك جيمس الجديدة، الطبعة الأمريكية المعتمدة). استخدمت كلمة "مرة" أيضا لمقارنة موت يسوع بالذبائح (الرسالة إلى العبرانيين ١٠: ١٠ـ ١٤؛ ٧: ٢٧؛ ٩: ١٢، ٢٥ـ ٢٨). تعين تقديم الذبائح مرارا وتكرارا لأنها لم تستطع أن تمحو الآثام بشكل دائم. قدم يسوع تضحية كاملة، ليس هناك ما يدعو إلى استبدالها بأي شيء آخر. بالمثل، سلمت البشارة إلى الناس "مرة واحدة". إنها كلمة الله الأخيرة إلى الإنسان. إنها من الكمال، بحيث أن الله لن يغيرها أو يستبدلها بأخرى ما دامت الأرض باقية.  

ب. التشابه والاختلاف بين وصايا العهد الجديد والعهد القديم.

تكررت تسعة من الوصايا العشرة في العهد الجديد.

١. لا إله إلا الله الحي ـ ـ رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ٨: ٤؛ كتاب أعمال الرسل ١٤: ١٥

٢. لا لعبادة الأصنام ـ ـ رسالة بولس إلى أهل غلاطية ٥: ١٩ـ ٢١؛ رسالة بولس إلى أهل رومية ١: ٢٢، ٢٣؛ رسالة يوحنا الأولى ٥: ٢١

٣. لا تلفظ اسم الله باطلا ـ ـ رسالة يعقوب ٥: ١٢

٤. أذكروا السبت. هذه هي الوصية الوحيدة من بين الوصايا العشرة التي لم تتكرر في أي مكان من العهد الجديد. راحة السبت الوحيدة التي يعد بها العهد الجديد هي الحياة الأبدية (الرسالة إلى العبرانيين ٤: ٩ـ ١١).

٥. أكرم والديك ـ ـ رسالة بولس إلى أهل أفسس ٦: ٢، ٣

٦. لا تقتل ـ ـ رسالة بولس إلى أهل رومية ١٣: ٨ ـ ١٠

٧. لا تزن ـ ـ رسالة بولس إلى أهل رومية ١٣: ٨ ـ ١٠؛ رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ٦: ٩، ١٠

٨. لا تسرق ـ ـ رسالة بولس إلى أهل رومية ١٣: ٨ ـ ١٠؛ رسالة بولس إلى أهل أفسس ٤: ٢٨

٩. لا تشهد بالزور ـ ـ رؤيا يوحنا ٢١: ٨؛ ٢٢: ١٥؛ رسالة بولس إلى أهل كولوسي ٣: ٩

١٠. لا تشته مال غيرك ـ ـ رسالة بولس إلى أهل رومية ١٣: ٨ ـ ١٠؛ رسالة بولس إلى أهل أفسس ٥: ٣

نحن نطيع الوصايا التي تتكرر في العهد الجديد، ليس لأنها كانت في العهد القديم، لكن لأنها في العهد الجديد.

تختلف الكثير من الممارسات في العهد الجديد عن العهد القديم.

العهد الجديد العهد القديم
ذبيحة يسوع (الرسالة إلى العبرانيين ١٠: ٩) ذبيحة الحيوانات
يسوع هو عظيم الكهنة (الرسالة إلى العبرانيين ٩: ١١) عظيم كهنة من البشر
هيكل روحي (رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ٣: ١٦) هيكل مادي
ختان القلب (رسالة بولس إلى أهل رومية ٢: ٢٨) ختان الجسد
رتلوا بأناشيد روحية (رسالة بولس إلى أهل أفسس ٥: ١٩؛ رسالة بولس إلى أهل كولوسي ٣: ١٦) موسيقى الآلات (سفر المزامير ١٥٠)
العطاء بحسب اليسر (رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٦: ١) إعطاء العشر (الرسالة إلى العبرانيين ٧: ٥)
اليوم الأول (كتاب أعمال الرسل ٢٠: ٧؛ رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٦: ١، ٢) السبت والأعياد المقدسة

راجع رسالة بولس إلى أهل رومية ٧: ٢ـ ٦ ـ ـ لا تخضع المرأة لسلطة زوجين في وقت واحد. إذا مات زوجها الأول، فإن توقعات زوجها الثاني قد تختلف في بعض النواحي أو تشبه في نواح أخرى توقعات زوجها الأول. إذا قامت ببعض الأمور المماثلة لما قد اعتادت عليه، فسبب ذلك أن هذا هو ما يريده الزوج الثاني، وليس لأن هذا هو ما أراده الزوج الأول.

بطريقة مماثلة، نحن تحت حكم العهد الجديد، وليس القديم. قد تتشابه الشرائع في بعض النواحي وقد تختلف في نواح أخرى (قارن الرسالة إلى العبرانيين ٨: ٩). لكن ليس لأي من متطلبات العهد الأول صلاحية شرعية الآن. حيثما اختلفت الشريعتان، فإننا نتبع العهد الثاني، وليس الأول. حيثما تشابهت الشريعتان، فإننا نطيع، ليس لأن هذا هو ما نص عليه العهد الأول، لكن لأن هذا هو ما نص عليه العهد الثاني.

ج. على وجه التحديد فإن يوم العبادة الخاص بنا هو اليوم الأول من الأسبوع، وليس اليوم السابع.

وقعت الكثير من أحداث الإنجيل الكبرى في اليوم الأول من الأسبوع:

قيامة يسوع من الموت (إنجيل مرقس ١٦: ٩؛ إنجيل متي ٢٨: ١، ٦؛ إلى آخره).

الظهور الأول ليسوع ليثبت أنه قام من الموت (إنجيل يوحنا ٢٠: ١٩؛ إنجيل مرقس ١٦: ٢، ٩؛ إنجيل متي ٢٨: ١، ٦ـ ١٠؛ إلى آخره).

حل الروح القدس على الرسل، كرز ت البشارة لأول مرة، أطاع الناس للمرة الأولى، وبدأت الكنيسة. وقعت جميع هذه الأحداث في يوم الخمسين، الذي هو اليوم الأول من الأسبوع (كتاب أعمال الرسل الفصل الثاني؛ قارن سفر الأحبار ٢٣: ١٥، ١٦).

وقعت جميع هذه الأحداث الكبرى في اليوم الأول من الأسبوع. ما هي أحداث العهد الجديد المهمة والكبرى التي وقعت في اليوم السابع من الأسبوع؟ لا شيء. لذلك، ينبغي ألا يدهشنا، أن نرى أهمية خاصة لليوم الأول من أيام الأسبوع في كنيسة العهد الجديد. 

في العهد الجديد، جمع المسيحيون الصدقات واجتمعوا لتناول عشاء الرب في اليوم الأول من الأسبوع.

رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٦: ١، ٢ ـ ـ أوصى بولس الكنيسة بجمع الصدقات في اليوم الأول من الأسبوع. أين هي مقاطع الكتاب المقدس التي توصي الكنيسة بجمع التبرعات في اليوم السابع؟

كتاب أعمال الرسل ٢٠: ٧ ـ ـ اجتمعت الكنيسة بانتظام لتناول عشاء الرب (كتاب أعمال الرسل ٢: ٤٢؛ الرسالة إلى العبرانيين ١٠: ٢٥؛ رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١١: ١٧، ١٨، ٢٠). متى جرى هذا؟ في اليوم الأول من الأسبوع. ليست المسألة هنا في أي وقت من اليوم بل في أي يوم من أيام الأسبوع. يذكر المقطع "في اليوم الأول من الأسبوع" ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يعني ذلك "اليوم السابع من الأسبوع".  

يذهب البعض إلى القول أن "كسر الخبز" يمكن أن يشير إلى وجبة طعام اعتيادية. لكن هذه العبارة كثيرا ما تستخدم للتعبير عن عشاء الرب (إنجيل متي ٢٦: ٢٦؛ إنجيل مرقس ١٤: ٢٢؛ إنجيل لوقا ٢٢: ١٩؛ رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٠: ١٦؛ ١١: ٢٣، ٢٤؛ كتاب أعمال الرسل ٢: ٤٢). نحن نعلم أن كتاب أعمال الرسل ٢٠: ٧ يشير إلى العشاء الرباني لأن سياق الكلام يدل بوضوح على أن هذا كان اجتماعا دينيا. كان بولس، الذي كرز في هذه المناسبة، قد علم سابقا أن عشاء الرب، وليس وجبات الطعام الاعتيادية، هو ما يجب تناوله في اجتماعات العبادة (رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١١: ١٧ـ ٣٤).

حقيقة أن بولس انتظر سبعة أيام ليلتقي بالتلاميذ في اليوم الأول من الأسبوع يدل ضمنا على أهمية هذا اليوم (كتاب أعمال الرسل ٢٠: ٦، ٧). مع أنه كان في عجلة من أمره (آية ١٦)، بحيث أنه غادر في صباح اليوم التالي على الرغم من أنه كان قد أمضى الليل كله مع الكنيسة (آية ١١).

إذا كانت الكنيسة قد اجتمعت في اليوم السابع من الأسبوع لكسر الخبز، كان بوسع بولس أن يوفر على نفسه عناء الانتظار وأن يغادر في اليوم السابق. إذا كان اليوم السابع هو اليوم المخصص للعبادة عند المسيحيين، وليست هناك أية أهمية لليوم الأول، لماذا إذا يذكر اليوم الأول ولا يذكر اليوم السابع؟ ولم احتمل بولس مشقة الانتظار ليجتمع بالكنيسة في اليوم الأول؟

اليوم الوحيد المرخص به في كنيسة العهد الجديد لتناول عشاء الرب وجمع الصدقات هو اليوم الأول من أيام الأسبوع. لا توجد أية مقاطع في الإنجيل تأذن للكنيسة بالقيام بهذه الأمور في اليوم السابع.

يزعم البعض أن يسوع وبولس قد حافظا على يوم السبت.

عاش يسوع في ظل شريعة العهد القديم (رسالة بولس إلى أهل غلاطية ٤: ٤)، فمن الطبيعي إذا أن يحافظ على يوم السبت (إنجيل لوقا ٤: ١٦؛ إلى آخره). كما تعلمنا سابقا، لم تبطل تلك الشريعة حتى موته.

كان يسوع قد ختن أيضا (إنجيل لوقا ٢: ٢١)، قدمت من أجله الذبائح (إنجيل لوقا ٢: ٢٢ـ ٢٤)، طلب من الآخرين تقديم الذبائح (إنجيل متي ٨: ٤؛ إنجيل مرقس ١: ٤٤؛ إنجيل لوقا ٢: ٢٢؛ قارن سفر الأحبار ١٤: ١ـ ٣٢)، أحتفل بالأعياد (إنجيل لوقا ٢: ٤١؛ إنجيل متي ٢٦: ١٧)، وأظهر غيرة عظيمة تجاه بيت الرب (إنجيل يوحنا ٢: ١٣ـ ١٧). علم الآخرين أن يطيعوا كل ما كتبه الجالسين في كرسي موسى (إنجيل متي ٢٣: ٢، ٤). هل نحن مطالبون اليوم بالقيام بكل هذه الأمور لأنه قام بها؟

لكن ليس هناك ما يدل على أن بولس أو أي من الرجال الملهمين الآخرين قد حافظوا على السبت لأداء فرض الطاعة للوصية الإلهية بعد موت يسوع. تشير جميع المقاطع التي تستخدم "لإثبات" قيامه بذلك، إلى اجتماعات اليهود الذين لم يعتنقوا المسيحية (كتاب أعمال الرسل ١٣: ١٤، ٤٢، ٤٤؛ ١٥: ٢٠، ٢١؛ ١٦: ١٣؛ ١٧: ١ـ ٣؛ ١٨: ٤). لا يشير أي من هذه المقاطع إلى اجتماعات العبادة للمسيحيين في اليوم الأول من الأسبوع المشار إليها في كتاب أعمال الرسل ٢٠: ٧ ورسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٦: ١، ٢.

تشير المقاطع إلى أن بولس ذهب إلى معابد اليهود لغرض تعليم اليهود المجتمعين فيها (كتاب أعمال الرسل ١٣: ٥، ١٤ـ ١٦، ٤٢، ٤٤؛ ١٤: ١؛ ١٧: ١ـ ٣؛ ١٨: ٤، ٥). حافظ اليهود على يوم السبت، كما اعتادوا أن يفعلوا لأجيال (كتاب أعمال الرسل ١٥: ٢٠، ٢١)، لأنهم لم يؤمنوا بأن الشريعة القديمة قد أزيلت. هيأ اجتماعهم الفرصة إلى بولس لتعليمهم، ليس هناك ذكر في أي من المقاطع على أنه آمن بوجوب حفظه ليوم السبت. سبق واستشهدنا بعدة آيات تبين أن بولس علم أن الشريعة بما في ذلك يوم السبت، لم تعد ملزمة.  

اغتنام الفرص للتعليم ليس دليلا على مراعاة يوم مقدس. علم الرسل في أوقات وأماكن أخرى أيضا (كتاب أعمال الرسل ٥: ٤٢؛ ١٧: ١٧، ٢٢؛ ١٩: ٩؛ ٢٠: ٧، ٣١). هل يعني ذلك أن علينا الالتزام بهذه الأوقات والأماكن دينيا؟ إذا سمح لنا حافظو السبوت، فنحن على استعداد لحضور اجتماعاتهم يوم السبت لتعليمهم، لكن حضورنا لا يدل على مراعاتنا ليوم السبت. (إذا حضروا هم اجتماعنا يوم الأحد لتعليمنا وجهات نظرهم، هل يثبت ذلك على أنهم يحفظون يوم الأحد؟)  

يستخف حافظو السبوت أحيانا بأدلتنا عن اليوم الأول من أيام الأسبوع، لكننا نستطيع أن نرى قوة هذا الدليل عند مقارنته "بالإثبات" الذي يقدمه حافظو اليوم السابع. إذا كان كتاب أعمال الرسل ٢٠: ٧ أو رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٦: ١، ٢ قد ذكروا اليوم السابع بدلا من اليوم الأول، يمكنك أن تكون على يقين من أن المحافظين على السبت سيعتبرونهم آيات مقنعة جدا!

نحن لا نقول أن يوم الأحد هو يوم "السبت المسيحي". السبت هو يوم للراحة. ليس هناك أي مقطع في العهد الجديد يوصينا بالراحة في أي يوم معين. ليس هناك "سبت مسيحي"، لكن اليوم الأول هو يوم خاص نقوم فيه بأعمال العبادة التي لم يؤذن بأدائها في أي يوم آخر.

خاتمة

يعلمنا الإنجيل أن الله أزال شريعة العهد القديم برمتها. ليس أي منها ملزم لنا اليوم كمرجع لأي ممارسة دينية، يشمل ذلك السبت والوصايا العشرة.

نحن نعيش الآن في ظل العهد الجديد. يجب أن تستمد كل ممارسات الكنيسة سلطتها من البشارة. إذا كنا لا نستطيع العثور على الممارسة في البشارة، فينبغي التخلي عنها بغض النظر عما إذا كانت قد مورست في العهد القديم أم لا.

العهد الجديد هو نظام أفضل، مع رجاء أفضل، وهو مبني على مواعيد أفضل (الرسالة إلى العبرانيين ٧: ٢٢؛ ٨: ٦؛ ٩: ٢٣؛ ٧: ١٩). حذار من أن تصبح مقيدا مرة أخرى في شرك عبودية الشريعة القديمة.

حقوق الطبع محفوظة ١٩٩١، ١٩٩٨، ديڤيد أي. ﭘرات

يسمح للأفراد وكذلك للكنائس المحلية بتوزيع هذا المقال كنسخة مطبوعة أو كبريد الكتروني، بشرط أن يستنسخ بكامله حرفيا وبدون تغيير المحتوى أو تحريف المعنى بأي طريقة كانت، وبشرط أن يظهر اسم المؤلف وعنوان صفحتنا الالكتروني بصورة واضحة (David E. Pratte, https://gospelway.com)، وبشرط عدم فرض أجور مادية من أي نوع كان لهذه المواد. تستطيع الصفحات الالكترونية أن تتبادل الاتصال مع هذه الصفحة ولكن لا يسمح لأي منها أن تعيد إنتاج هذا المقال على صفحات الكترونية أخرى. 

اضغط هنا لدراسة الإنجيل باللغة الانجليزية

 

عد إلى الصفحة الرئيسية من أجل مقالات أخرى لدراسة الإنجيل باللغة العربية.

ترجمة ساهرة فريدريك

Please bookmark our site in your favorites.

THE GOSPEL WAY | COURSES / COMMENTARIES, etc. | BIBLE | SALVATION | CHURCH | CHRISTIAN'S LIFE | GOD | MORALITY | MANKIND | INVITATIONS | FAMILY | CREATION | AUDIO | ARTICLES | TOPICS | RELIGIONS | PUBLICATIONS | VIDEO | GOVERNMENT | EMAIL ARTICLES

Subscribe to our free Bible study email lists. E-mail us at the Gospel Way Gospelway icon

We welcome links to us from other sites :
gospelway.com - The Gospel Way: Free Bible Study Materials & Guides

See our Frequently Asked Questions (FAQ) if you have questions about our site.

Scripture quotations are generally from the New King James Version (NKJV), copyright 1982, 1988 by Thomas Nelson, Inc. used by permission. All rights reserved.

Hit-meter: 51282800