ما هو الوقت والتواتر المناسب للمشاركة في عشاء الرب (التناول)؟ تمارس بعض الجماعات الدينية التناول في اليوم الأول من الأسبوع (الأحد)، لأنهم يؤمنون بأنه "يوم الرب". بينما يؤمن آخرون أنه ينبغي عليهم التقيد بيوم السبت وذلك بتناول عشاء الرب في اليوم السابع من الأسبوع. يتناول البعض عشاء الرب أسبوعيا، بينما يتناوله البعض الآخر شهريا، فصليا، سنويا، في الأعياد الدينية الخاصة فقط، أو ببساطة كلما رغبوا في ذلك. تمارس جماعات أخرى التناول خلال أيام الأسبوع.
بالتالي، فإن الأسئلة التي يتعين الإجابة عليها في هذا الدرس هي: (١) بأي تواتر وفي أي يوم ينبغي علينا أن نتناول الفطير (الخبز الخالي من الخميرة) وثمر الكرمة؟ (٢) ما مدى أهمية وقت وتواتر مائدة الرب؟ وهل هناك في الواقع أية أهمية لهذه الأمور؟
لا يجوز لنا في خدمتنا لله أن نشارك في أية ممارسة ما لم نجدها في تعاليم البشارة. إذا أوصتنا كلمة الله بعمل شيء ما، فيجب أن نقوم به مثلما يقول تماما دون أي تغيير.
إنجيل متي ١٥: ٩ـ ـ إذا كانت عبادتنا قائمة على المذاهب البشرية، فإنها عبادة باطلة.
رسالة بولس إلى أهل غلاطية ١: ٨، ٩ـ ـ إذا بشرنا بتعاليم أخرى غير تعاليم البشارة، نكون ملعونين.
رسالة يوحنا الثانية ٩ـ ـ كل من لم يثبت في تعليم يسوع، لم يكن الله معه. لكي يكون الله معنا، يجب أن نثبت في تعليم يسوع.
الإنجيل هو دليل كامل وتام لكل ما يريد منا الله القيام به (رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس ٣: ١٦، ١٧؛ إنجيل يوحنا ١٦: ١٣؛ رسالة بطرس الثانية ١: ٣). نحن لسنا في حاجة إلى آيات تحرم على وجه التحديد القيام بعمل ما لكي نعرف أنه خطأ. عندما يخبرنا الله بما يتعين علينا ممارسته، يكون من الخطأ إذن أن نمارس شيئا مختلفا، حتى إذا لم يخبرنا صراحة في أي مكان بعدم القيام بالشيء الآخر. إذا أمرنا بممارسة شيء ما، ومارسنا شيئا آخر، نكون قد اتبعنا مذاهب بشرية وبشارة أخرى، وتكون عبادتنا باطلة، ولا يكون الله معنا.
لماذا لا ينبغي لنا أن نستخدم الحليب ولحم الضأن على مائدة الرب؟ لأن الله أوصانا بتناول الفطير (الخبز الخالي من الخميرة) وثمر الكرمة. لماذا لا ينبغي لنا رش الماء أو سكبه في المعمودية؟ لأن الله يقول أننا ندفن في المعمودية. لماذا لا ينبغي لنا تعميد الأطفال؟ لأن الله يقول أنه يجب على الناس أن يفهموا، أن يؤمنوا، أن يتوبوا، وأن يعترفوا قبل المعمودية. ليست مثل هذه الأعمال وغيرها سوى أخطاء لأنها "لا تستمد سلطتها من الإنجيل"، على الرغم من عدم وجود آيات تحرمها صراحة. إنها تختلف عما أمرنا به الله ولا يمكن العثور على مثل هذه التعاليم في الإنجيل.
بالمثل، إذا وجدنا أن الله قد حدد لنا يوم تناول عشاء الرب، لكننا نمارسه في يوم آخر، فليس تصرفنا هذا سوى إتباع لسلطة البشر وليس لتعاليم يسوع، ومن شأن ذلك أن ينتهك المبدأ الذي نقوم بدراسته الآن.
مبدأ إتباع سلطة الإنجيل هو مبدأ أساسي في فهمنا لهذا الموضوع وغيره من المواضيع.
لكي نثبت في تعليم المسيح، يجب علينا أن نعرف كيفية تحديد إرادته. إنه يعلن عن إرادته بشكل مباشر في بعض الأحيان وذلك من خلال الوصايا والتصريحات المباشرة، إلا أنه يكشف عنها في أحيان أخرى عن طريق الأمثلة والاستنتاجات المنطقية التي تتبع بالضرورة ما جاء فيها.
رسالة بطرس الأولى ٢: ٢١ـ ـ ترك لنا يسوع مثالا لنقتفي آثاره.
رسالة بولس إلى أهل فيلبي ٣: ١٧؛ ٤: ٩ـ ـ قدم لنا بولس مثالا نحتذي به بوصفه قدوة لنا. ينبغي علينا أن نعمل كل ما رأيناه في بولس وكل ما سمعناه منه.
رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١١: ١ـ ـ اقتدوا بي كما اقتدي أنا بالمسيح.
الرسالة إلى العبرانيين ٥: ١٤ـ ـ ليست كل الدروس التي يمكن استخلاصها من الكتاب المقدس بسيطة وواضحة. يجب علينا تدريب بصائرنا في دراسة الإنجيل، لكي نتمكن من تمييز الاستنتاجات الصحيحة.
كتاب أعمال الرسل ١٧: ١ـ ٣ـ ـ خاطب بولس الناس مستندا إلى الكتب للتوصل إلى الاستنتاجات المنطقية بالحجج، وإن لم تكن قد ذكرت بشكل مباشر في تلك الكتب. يمكننا أن نجد هذا في الكثير من مقاطع الكتاب المقدس (طالع إنجيل متي ٢٢: ٢٣ـ ٣٢؛ الرسالة إلى العبرانيين ٧: ١١ـ ٢٥؛ إنجيل متي ١٩: ٣ـ ٩؛ إلى آخره).
ومن ثم، قد يتم الكشف عن إرادة الله في مسألة معينة عن طريق الأمثلة أو الاستنتاجات التي تتبع بالضرورة ما جاء فيها، على الرغم من أن الاستنتاج في حد ذاته ليس مذكورا بشكل مباشر.
كتاب أعمال الرسل ٣: ٢٢، ٢٣ـ ـ يجب علينا أن نصغي إلى يسوع في جميع ما يقوله لنا.
إنجيل متي ٤: ٤، ٧ـ ـ يجب على الإنسان أن يحيا بكل كلمة تخرج من فم الله. عندما اقتبس إبليس أحد المقاطع، استشهد يسوع بمقطع آخر ليظهر أن إبليس قد أساء استخدام المقطع الأول.
على سبيل المثال، لنفترض أننا قد وجدنا مقطعا يبين أن الله يقر ممارسة شعبه لعمل ما بطريقة معينة، ثم وجدنا مقطعا آخر يبين أنه قد أقر ممارستهم لذلك العمل بطريقة أخرى. ينبغي علينا عندئذ أن نستنتج أن طريقة القيام بذلك العمل ليست مسألة هامة. لكن إذا أخذنا كل المعلومات التي لدينا عن الموضوع بنظر الاعتبار، أضفناها إلى بعضها البعض، ووجدنا أن الوحي قد كشف عن طريقة واحدة فقط للقيام بذلك العمل، وجب علينا عندئذ إتباع ذلك النموذج.
العشاء الرباني هو عيد تذكاري، إذ أننا نشارك في ذكرى موت يسوع (إنجيل متي ٢٦: ٢٦؛ رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١١: ٢٣؛ إلى آخره). أقام الله في العهد القديم العديد من التذكارات والأعياد الأخرى. ليست هذه المناسبات نافذة المفعول اليوم (الرسالة إلى العبرانيين ١٠: ٩، ١٠؛ رسالة بولس إلى أهل غلاطية ٣: ٢٣، ٢٤؛ ٥: ١ـ ٤؛ رسالة بولس إلى أهل كولوسي ٢: ١٤، ١٦؛ إلى آخره). لكننا نستطيع أن نتعلم بعض الدروس المفيدة من مدونة العهد القديم (رسالة بولس إلى أهل رومية ١٥: ٤؛ رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٠: ١ـ ١٢).
عندما كان الأمر من الأهمية بالنسبة إلى الله بما يكفي لإقامة عيد تذكاري، كان من الأهمية لديه بما يكفي أيضا أن يحدد وقت الاحتفال فيه. لا توجد لهذه القاعدة أية استثناءات في الكتاب المقدس. تأمل الأمثلة التالية:
التذكار / العيد |
الآيات |
الوقت |
التواتر |
عيد الفصح |
سفر الخروج ١٢: ٦، ١٤، ٢٤ |
اليوم الرابع عشر من الشهر الأول |
سنويا |
عيد الأبواق |
سفر الأحبار ٢٣: ٢٤ |
اليوم الأول من الشهر السابع |
سنويا |
التكفير |
سفر الأحبار ٢٣: ٢٧ |
اليوم العاشر من الشهر السابع |
سنويا |
عيد الخيام |
سفر الأحبار ٢٣: ٣٩ـ ٤٤ |
اليوم الخامس عشر من الشهر السابع |
سنويا |
السبت |
سفر الخروج ٢٠: ٨ ـ ١١ |
اليوم السابع من الأسبوع |
أسبوعيا |
عشاء الرب |
كتاب أعمال الرسل ٢٠: ٧ |
اليوم الأول من الأسبوع |
أسبوعيا |
إذا لم يكن هناك وقت وتواتر محدد للمشاركة في عشاء الرب، يكون عندئذ العيد أو التذكار الوحيد المعين من قبل الله الذي يفتقر إلى ذلك في حين أنه ذكرى أهم حدث في التاريخ! لماذا تجشم عناء إقامة هذه الذكرى ووصف كيفية القيام بها بالتفصيل، دون أن يعطي أية إرشادات بشأن وقت القيام بها؟ بوسعنا أن نتوقع دون أدنى شك أن يخبرنا العهد الجديد عن وقت الاحتفال بعشاء الرب.
تأمل أمثلة العهد القديم المدرجة أعلاه، في معظم الحالات، حدد الله ببساطة يوم الاحتفال بها، لكن كان متوقعا من الشعب أن يفهم من ذلك تواتر الاحتفال بها. حيث يفترض بهم أن يحتفلوا بها في كل مرة يحل فيها ذلك اليوم المحدد!
إذا وقع العيد في يوم معين من شهر معين من السنة، فمن شأن الناس أن يحتفلوا به كلما حل ذلك اليوم؛ ومن ثم، عيد سنوي. إذا قيل أنه في يوم معين من الشهر، احتفل به الناس بعدد مرات حلول هذا اليوم في الشهر؛ ومن ثم، عيد شهري. (نبوءة حزقيال ٤٦: ١، ٦، ٧). إذا وقع في يوم معين من الأسبوع، كان من شأنهم الاحتفال به كلما حل ذلك اليوم من الأسبوع؛ ومن ثم، عيد أسبوعي (مثل السبت).
عندما حدد الله يوما تذكاريا، فإن ذلك حسم أيضا مسألة تواتره. لم يكن مضطرا إلى الإعلان صراحة أنه ينبغي عليهم الاحتفال به كلما حل ذلك اليوم. كان هذا أمرا مفهوما ("استدلالا ضروريا"). إذا احتفل الشعب بالذكرى في أيام أخرى غير تلك التي حددها الله، هل يكونون بفعلهم هذا مطيعين له؟ إذا حل اليوم وكان في وسع الشعب الاحتفال به لكنهم أهملوا ذلك، هل يكون فعلهم هذا مرضيا لله؟
هذا هو المقطع الذي يخبرنا بالكثير عن وقت احتفال كنيسة العهد الجديد بعشاء الرب.
بعد أيام الفطير (عيد الفصح ـ آية ٦)، أبحر بولس ورفاقه في السفر من فيلبي إلى مقدونية في رحلة إلى أورشليم. استغرقت الرحلة من فيلبي إلى طرواس خمسة أيام، ثم مكثوا فيها سبعة أيام.
اجتمع التلاميذ معا في اليوم الأول من الأسبوع لكسر الخبز. في ذلك الوقت، أخذ بولس يخاطبهم وأطال الكلام حتى منتصف الليل على الرغم من أنه كان قد قرر السفر في صباح اليوم التالي.
لابد من أن يشير تعبير "كسر الخبز" هنا إلى عشاء الرب كما هو الحال في إنجيل متي ٢٦: ٢٦؛ إنجيل مرقس ١٤: ٢٢؛ إنجيل لوقا ٢٢: ١٩؛ كتاب أعمال الرسل ٢: ٤٢؛ رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٠: ١٦؛ ورسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١١: ٢٣، ٢٤. قد يشير هذا التعبير في بعض السياقات إلى وجبة الطعام الاعتيادية (طالع كتاب أعمال الرسل ٢: ٤٦)، لكن هذا لا يمكن أن يصح هنا. يشير هذا السياق بوضوح إلى اجتماع الكنيسة للعبادة، كما سبق لبولس أن وعظ في رسالته الأولى إلى أهل كورينثوس ١١: ١٧ـ ٢٢، ٣٤ من أنه يجب على المسيحيين أن يتناولوا وجبات طعامهم الاعتيادية في بيوتهم وليس في اجتماعات العبادة. لو كانت هذه وجبة طعام اعتيادية، لكان بولس قد انتهك هنا تعليمه الخاص في رسالته الأولى إلى أهل كورينثوس ١١.
خلال خطاب بولس الطويل، استغرق افطيخس في النوم وسقط من النافذة فمات. لكن بولس أقامه من الموت.
كما كان مخططا، غادر بولس عند الفجر (آية ١٣). كان في نيته السفر عن طريق البر واللحاق بالسفينة التي كانت قد أقلعت في وقت سابق (آية ١٣، ١٤)، فقد كانوا في عجلة من أمرهم لعلهم يصلون إلى أورشليم قبل يوم العنصرة (آية ١٦ـ لم يترك لهم هذا سوى خمسون يوما لإتمام هذه الرحلة ـ سفر الأحبار ٢٣: ١٥، ١٦).
نحن نتوقع من الله أن يحدد لنا وقت القيام بهذا العمل. نحن نعلم أن الله يعلم من خلال الأمثلة بالإضافة إلى الأوامر. يدل المثال في كتاب أعمال الرسل ٢٠: ٧ على أن يوم تناول عشاء الرب هو اليوم الأول من أيام الأسبوع.
كما هو الحال في احتفالات العهد القديم، عندما يحدد الله يوما للقيام بعمل ما، ينبغي علينا أن نمارسه بعدد مرات حلول ذلك اليوم (طالع الجدول). اليوم الأول من الأسبوع هو يوم الاحتفال بعشاء الرب. لكن كل أسبوع يحتوي على يوم أول. كلما حل اليوم الأول من الأسبوع، تعين على التلاميذ أن يجتمعوا معا لكسر الخبز.
لاحظ التناظر بينه وبين يوم السبت:
سفر الخروج ٢٠: ٨، ١٠ـ ـ اذكر يوم السبت (اليوم السابع) لتقدسه.
كتاب أعمال الرسل ٢٠: ٧ـ ـ اجتمع التلاميذ معا في اليوم الأول من الأسبوع لكسر الخبز.
مثلما يفيد سفر الخروج ٢٠: ٨، ١٠ معنى أن نتذكر كل سابع يوم ونقدسه، كذلك يفيد كتاب أعمال الرسل ٢٠: ٧ أن نجتمع معا في اليوم الأول من كل أسبوع لكسر الخبز.
لنفترض أن الناس يريدون تناول عشاء الرب مرة واحدة في السنة، أو مرة واحدة في الشهر، أو خلال أيام الأسبوع، وما إلى ذلك. أين هي سلطة الكتاب المقدس التي يستندون إليها؟ إذا كنا نحترم أمثلة الإنجيل، وإذا كان لابد لنا من العثور على ترخيص لممارساتنا في البشارة، فلا يمكن لنا أن نتناول عشاء الرب في أوقات أخرى بأكثر مما يمكننا تعميد الأطفال أو أكل لحم الضأن في عشاء الرب.
يتساءل البعض أحيانا، إذا كان لابد لنا من إطاعة أمثلة العهد الجديد كما هو الحال في كتاب أعمال الرسل ٢٠: ٧، "هل يعني هذا أنه يجب على الواعظ أن يخطب حتى منتصف الليل، وأن يستغرق شخص ما في النوم، وأن يسقط من النافذة ويموت"؟
مع ذلك، يشير السياق في حد ذاته في هذا المثال بوضوح إلى أن هذه الظروف كانت ظروفا استثنائية. لم تكن هذه الظروف متوقعة في العادة أو مطلوبة حتى من التلاميذ في طرواس. إذا كان الأمر كذلك، فمن المؤكد أنها ليست مطلوبة منا.
قد يعتقد البعض أن اجتماع التلاميذ للتناول في اليوم الأول ربما كان ظرفا استثنائيا. كما هو الحال في هذه الأمور الأخرى، ربما كانت هذه أيضا ممارسة غير مألوفة، وبالتالي نحن لسنا ملزمين بمحاكاتها. ربما كانوا قد التقوا معا في ذلك اليوم بسبب زيارة بولس فقط.
هل هناك في السياق ما من شأنه أن يشير إلى أن اجتماع الكنيسة في اليوم الأول من الأسبوع لم يكن أمرا مألوفا؟ على العكس، يبين المقطع بوضوح أن هذا لم يكن شيئا غير مألوف. يقول المقطع أنهم "اجتمعوا معا لكسر الخبز"، وليس بسبب زيارة الرسول لهم (آية ٧). المعنى المتضمن هو أن هذا كان الوقت الاعتيادي الذي اجتمعت فيه الكنيسة لتناول عشاء الرب، وأن بولس قد استخدم وقت اجتماعهم الطبيعي كفرصة للتدريس لا غير.
اضطر بولس إلى الانتظار مدة سبعة أيام بعد وصوله إلى المدينة حتى اجتمعت الكنيسة، لكنه كان في عجلة من أمره للوصول إلى القدس بحيث أنه غادر في صباح اليوم التالي بعد بقائه مستيقظا طوال الليل. كانت سفينته قد غادرت في ذلك الحين، واضطر إلى السفر عن طريق البر ليلحق بها (آية ٨ ـ ١٦). إذا كان بإمكان الكنيسة أن تجتمع لتناول عشاء الرب في أي يوم، لماذا اضطر بولس إذن إلى الانتظار طوال هذا الوقت ليجتمع بهم؟
كان لدى أهالي طرواس إشعار مسبق بقدوم بولس إليهم. كان رفاقه في السفر قد صلوا إليها في وقت سابق (آية ٥). رغم درايتهم بقدوم بولس، ودرايتهم بعدئذ بأنه في عجلة من أمره، ما الذي جعل الكنيسة تنتظر حتى آخر يوم ممكن للاجتماع معه، مما اضطره إلى السهر طول الليل والسفر عن طريق البر بدلا من سفينته؟ لماذا لم يجتمعوا معه في اليومين أو الثلاثة السابقة؟ من الواضح أن اليوم الأول من الأسبوع هو مسألة ذات أهمية.
علاوة على ذلك، لماذا تجشم كاتب الرواية عناء إخبارنا أنهم انتظروا مدة طويلة بعد وصولهم، أو حتى عناء ذكر اليوم الذي اجتمعوا فيه؟ تذكر العديد من المقاطع الأخرى انعقاد اجتماعات مسيحية خاصة لأغراض خاصة؛ لكننا لا نعرف اليوم الذي عقدت فيه تلك الاجتماعات. اليوم الوحيد من أيام الأسبوع الذي حظي بإشارة خاصة فيما يتعلق بعبادة المسيحيين في أيما وقت هو اليوم الأول من الأسبوع. اجتمع المسيحيون في أيام أخرى، لكن اليوم الوحيد الذي تم ذكره بصورة خاصة، والبوم الوحيد الذي قيل لنا أنهم تناولوا فيه العشاء الرباني، هو اليوم الأول من الأسبوع. إذا لم تكن هناك أية أهمية لهذا اليوم، لماذا تم ذكره، ولماذا لم يتم ذكر الأيام الأخرى؟
يبين النص بوضوح أن التلاميذ اجتمعوا معا في اليوم الأول من الأسبوع لكسر الخبز. ليس هناك أي دليل على أن الكنيسة اجتمعت في ذلك اليوم بصورة استثنائية لهذا الغرض. بل على العكس تشير الأدلة إلى أن اليوم الأول من الأسبوع كانت له أهمية خاصة. فقد اجتمعت الكنيسة في ذلك اليوم لأنه كان اليوم المعتاد للاجتماع. سوف نرى لاحقا أن هناك أدلة أخرى على هذا في رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس.
إذا كنا نحترم أمثلة الإنجيل، فسوف نجتمع معا لكسر الخبز في كل أول يوم من أيام الأسبوع.
يدفعنا كتاب أعمال الرسل ٢٠: ٧ إلى الاعتقاد بأن علينا أن نتناول عشاء الرب في كل أول يوم من أيام الأسبوع. من ناحية أخرى، لا يغيب عن أذهاننا أنه لابد لنا من أخذ كل ما يقوله الإنجيل عن موضوع ما بنظر الاعتبار.
على سبيل المثال، يتساءل البعض إذا كان لابد لنا من تناول عشاء الرب في العلية (الغرفة العليا) كما هو الحال في كتاب أعمال الرسل ٢٠: ٨، ٩. الجواب هو، عند دراستنا للمقاطع الأخرى، نجد أن مكان الاجتماع ليست له أية أهمية. على سبيل المثال، اجتمعت الكنيسة في أورشليم في رواق الهيكل (كتاب أعمال الرسل ٥: ١١ـ ١٤).
هل يمكن أن تكون هناك بالمثل، مقاطع أخرى في الإنجيل غير كتاب أعمال الرسل ٢٠: ٧، تدل على أن الكنيسة ربما تكون قد اجتمعت لتناول عشاء الرب في يوم آخر غير اليوم الأول من الأسبوع؟
"واظبت" الجماعة المسيحية في بدء نشأتها على كسر الخبز بالإضافة إلى تعليم الرسل والصلوات، إلى آخره. (نود أن نشير ثانية إلى أن المفردات الأخرى في هذه الآية تشير إلى أعمال العبادة. لذلك، وبالانسجام مع رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١١، نستنتج أن كسر الخبز في هذا المقطع هو عمل من أعمال العبادة، عشاء الرب، وليس وجبة طعام اعتيادية).
لا تحدد لفظة "يواظبون" تواتر تناول التلاميذ لعشاء الرب، لكنها تخبرنا أنه كان حدثا منتظما اعتادوا على ممارسته وكانوا ملتزمين به. لم يكن حدثا قد يصيب أو يخطئ دون تصميم سابق، كما أنه لم يكن حدثا نادرا.
اجتمعت الكنيسة بانتظام وكان حضور هذه الاجتماعات أمرا متوقعا من الأعضاء. لا يذكر هذا المقطع عشاء الرب ولا يخبرنا شيئا عن تواتر حدوث هذه الاجتماعات.
إلا أنه من ناحية أخرى، يعزز فكرة عقد اجتماعات منتظمة، ويبين أنه ينبغي على الأعضاء الالتزام بهذه الاجتماعات. عندما تجتمع الكنيسة معا، فإن من واجب الأعضاء الحضور.
يريد يسوع من شعبه كله أن يتذكر موته في مائدة الرب (آية ٢٣ـ ٢٦). ليس هذا أمرا اختياريا. ينبغي علينا أن نكون ملتزمين بالمشاركة فيه.
ينبغي تناول عشاء الرب عندما تجتمع الكنيسة معا (قارن آية ٢٠، ٣٣؛ مع آية ١٧، ١٨، ٣٤). يتناقض هذا مع وجبات الطعام الاعتيادية، والتي وبخ بولس الكنيسة بسبب تناولهم إياها في اجتماعاتهم. إذ ينبغي عليهم تناول وجبات الطعام الاعتيادية في بيوتهم (آية ٢٢، ٣٤) ـ أي، بمعزل عن نشاط الكنيسة.
من ناحية أخرى، لا يخبرنا المقطع عن اليوم أو التواتر الذي ينبغي أن يتم فيه ذلك. إنه يقول ببساطة، "كلما" أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس، ينبغي أن يتم ذلك بحسب الأسلوب الموصوف هنا. (تعني لفظة "كلما" ببساطة "متى ما" أو "في كل مرة" ـ طالع الطبعة العالمية الحديثة، الإنجيل الإنجليزي الحديث، إلى آخره. إنه "ظرف نسبي" بحسب ڤاين وثاير. وهو يعني ببساطة أنه كلما حدث هذا الشيء، حدث الشيء الآخر. لكن التعبير في حد ذاته لا يخبرك عن عدد مرات حدوث أي منهما على نحو جازم. على سبيل المثال: سوف نقتطع ضريبة الدخل من مرتبك كلما صرفنا لك مرتبا).
أوصى بولس كنيسة كورينثوس بجمع الصدقات في اليوم الأول من الأسبوع. كانت الكنائس في غلاطية، آخائية، ومقدونية (وفي كل مكان آخر من دون شك) تمارس الشيء نفسه (انظر المراجع أدناه). يدل هذا بداهة على اجتماعهم في اليوم الأول من الأسبوع. (يوصي المقطع بجمع الصدقات الاعتيادية من قبل الكنيسة، وليس الأموال الخاصة من الأفراد في البيوت. إذ من شأن العطاء الفردي أن يجمع معا عندما يأتي بولس ليحمله إلى أورشليم، وهذا هو بالضبط ما قال أنه لا ينبغي أن يحدث).
لاحظ كذلك أن جمع هذه الصدقات من قبل الكنيسة لم يحدث مجرد مرة واحدة في اليوم الأول من الأسبوع، لكنه عمل مستمر تمت ممارسته في اليوم الأول من كل أسبوع (طالع الإنجيل الأمريكي الحديث المعتمد، الطبعة العالمية الحديثة، الطبعة المنقحة المعتمدة، الإنجيل الإنجليزي الحديث، إلى آخره).
علما أن ما يقوله المقطع عن جمع الأموال في كتاب أعمال الرسل ٢٠: ٧ هو نفس ما يقوله عن عشاء الرب. إذ تم القيام بكل منهما في اليوم الأول من الأسبوع. غالبا ما تمارس الطوائف عشاء الرب مرة واحدة في السنة أو فصليا، لكنهم يجمعون الصدقات في كل مناسبة، غير أن الكتاب المقدس يقول الشيء نفسه عن الاثنين على حد سواء.
لاحظ أيضا أن هناك علاقة بين كتاب أعمال الرسل ٢٠: ٧ ورسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٦: ١، ٢. أوصى بولس الكنائس في رسالته الأولى إلى أهل كورينثوس بجمع الصدقات في اليوم الأول من الأسبوع لإرسالها إلى القديسين المحتاجين في أورشليم. بعد ذلك، مر هو وغيره من الرجال بتلك المدن وجمعوا تلك الصدقات لحملها إلى القدس. (طالع رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٦: ١ـ ٤؛ رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ٨، ٩؛ رسالة بولس إلى أهل رومية ١٥: ٢٥ـ ٢٧؛ كتاب أعمال الرسل ٢٤: ١٧). هذه هي الرحلة التي قام بها الرجال في كتاب أعمال الرسل ٢٠. بينما كانوا مسافرين، توقفوا في طرواس لتناول عشاء الرب مع الكنيسة في اليوم الأول من الأسبوع.
تأمل في هذا الأمر الآن. يثبت هذا بشكل قاطع أنه لم يكن من غير المألوف أو من قبيل الصدفة أن يجتمع المسيحيون في طرواس في اليوم الأول من الأسبوع. لماذا يمكن لأي شخص أن يعتقد خلاف ذلك؟ وبطبيعة الحال، كانوا يجتمعون بانتظام في اليوم الأول: أوصى الله بهذا كما كشف عنه بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورينثوس ١٦! اجتمع بولس في أثناء سفره مع كنيسة طرواس في اليوم الذي حدده الله لجمع الصدقات. لكن المثال في كتاب أعمال الرسل ٢٠: ٧ يبين أن اليوم الذي اجتمعوا فيه لجمع الصدقات كان أيضا اليوم الذي تناولوا فيه عشاء الرب! من المؤكد أن هذه ليست مجرد صدفة!
بوضع كل هذه المعلومات معا، نجد أن التلاميذ واصلوا تناول عشاء الرب وحضور الاجتماعات بثبات، وأنهم تناولوا عشاء الرب في اجتماعاتهم وجمعوا الصدقات في اليوم الأول من الأسبوع.
ثم يضيف كتاب أعمال الرسل ٢٠: ٧ أن التلاميذ اجتمعوا معا في اليوم الأول من الأسبوع لكسر الخبز. اجتمعت الكنائس بانتظام، بما في ذلك اجتماعات اليوم الأول من الأسبوع. وقد تناولوا عشاء الرب وجمعوا الصدقات عندما اجتمعوا في اليوم الأول من الأسبوع. ينسجم هذا كله معا، بحيث يصبح النموذج واضحا.
بالتالي، لم تؤدي دراسة المقاطع الأخرى إلى نتيجة مفادها أن كتاب أعمال الرسل ٢٠: ٧ كان حدثا غير عادي. لا يوجد ما يشير إلى أن المسيحيين قد تناولوا عشاء الرب في أيام أخرى. بدلا من ذلك، يؤكد النموذج أن ما تمت ممارسته في كتاب أعمال الرسل ٢٠: ٧ ينسجم مع الصورة الإجمالية لممارسات الكنائس الأخرى.
هل تحتوي المقاطع الأخرى على ما يشير إلى أن اليوم الأول من الأسبوع له أهمية خاصة أم لا؟ هل هناك ما من شأنه أن يفسر سبب اختيار الله لليوم الأول من الأسبوع لاجتماع الكنيسة لتناول عشاء الرب وجمع الصدقات؟
تعد قيامة يسوع أعظم حدث في تاريخ العالم من مختلف النواحي. كان الصلب من نواح عديدة، بنفس العظمة. لكن كان من شأن الصلب أن يشكل هزيمة لولا القيامة. أورث الصلب التلاميذ الحزن والأسى، بينما كانت القيامة سببا للابتهاج وقمة الانتصار.
علاوة على ذلك، لا يحدد أي مقطع اليوم الذي مات فيه يسوع بشكل مباشر، لكن الأناجيل الأربعة تخبرنا جميعها أن يسوع قام في اليوم الأول من الأسبوع، وجميعها تذكر هذا مرارا وتكرارا. لماذا كل هذا التركيز على اليوم الأول ما لم تكن له أهمية خاصة؟ (إنجيل لوقا ٢٤: ١، ٤، ٢١؛ إنجيل مرقس ١٦: ٢؛ إنجيل متي ٢٦: ١ـ ٧؛ إنجيل لوقا ٢٤: ١ـ ٩؛ إنجيل يوحنا ٢٠: ١ـ ١٠؛ طالع أيضا الآيات المذكورة في إطار النقاط التالية).
تعد ظهورات يسوع هي الأخرى أمورا بالغة الأهمية بالنسبة إلى إيماننا، لأنه اثبت من خلالها أنه ابن الله بالفعل (رسالة بولس إلى أهل رومية ١: ٤؛ رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٥: ١ـ ٨).
ظهر يسوع عدة مرات في ذلك اليوم الأول من الأسبوع بعد قيامته (إنجيل مرقس ١٦: ٢، ٩؛ إنجيل متي ٢٦: ١، ٨ ـ ١٠؛ إنجيل لوقا ٢٤: ١، ١٩ـ ٢١؛ إنجيل يوحنا ٢٠: ١، ١١ـ ١٩). لاحظ أن أحد هذه الظهورات حدث عندما كان التلاميذ مجتمعين. اجتمع التلاميذ في اليوم الأول من الأسبوع، لأن يسوع قام في ذلك اليوم، واختار يسوع نفسه حضور هذا الاجتماع. (راجع إنجيل لوقا ٢٤: ٣٣ـ ٤٠).
يخبرنا الإنجيل مرة أخرى أن التلاميذ اجتمعوا معا. وكان هذا هو اليوم الثامن بعد الظهور الأول. من شأن الطريقة التي تم حساب الأيام بموجبها، أن تجعل منه اليوم الأول من الأسبوع التالي (سفر الأحبار ٢٣: ٣٩).
وهكذا، اجتمع التلاميذ في اليوم الذي قام فيه يسوع؛ ثم اجتمعوا مرة أخرى في اليوم الأول اللاحق. وفي كلتا المناسبتين، كرم يسوع اجتماعهم بحضوره شخصيا. هل كان هذا مجرد صدفة؟
نحن لا تتوقع أن تذكر هذه المقاطع عشاء الرب، طالما أن الكنيسة لم تكن قد بدأت بعد. لكن إذا لم يكن هناك أي مغزى لحقيقة أن هذه الأمور قد حدثت في اليوم الأول من الأسبوع، لماذا إذا، ذكر اليوم الذي وقعت فيه هذه الأحداث بوضوح؟
لاحظ أن الرسل كانوا مجتمعين بالفعل في هذا اليوم، حتى دون أن تكون لديهم أية فكرة عن أن الروح القدس سوف يحل عليهم (راجع ١: ١ـ ١١). لكن الروح القدس أتى إلى اجتماعهم. نتيجة لذلك، اجتمع كثيرون معا، تم التبشير بالإنجيل، واعتمد ثلاث آلاف شخص.
لاحظ الأحداث الكبرى التي وقعت في اليوم الأول من الأسبوع: (١) حل الروح القدس. (٢) أعلنت البشارة للمرة الأولى. (٣) اعتنق الناس المسيحية. (٤) نشأت الكنيسة (راجع آية ٤٧).
حدث هذا كله عندما كان التلاميذ مجتمعين في اليوم الأول من الأسبوع. ومنذ ذلك الحين فصاعدا، كانوا يواظبون، من بين أشياء أخرى، على عشاء الرب (آية ٤٢).
قد تكون هذه هي المرة الوحيدة التي يذكر فيها عشاء الرب بشكل مباشر في اليوم الأول من الأسبوع، لكنها بالتأكيد ليست الآية الوحيدة التي تبين أهمية اليوم الأول من الأسبوع. كما أنها ليست الآية الوحيدة التي تدل على اجتماع التلاميذ معا في اليوم الأول من الأسبوع.
بالإضافة إلى جميع المقاطع الأخرى فيما يتعلق باليوم الأول من الأسبوع وفيما يتعلق باجتماع المسيحيين، يؤكد هذا المقطع أن المسيحيين اجتمعوا وجمعوا الصدقات في ذلك اليوم.
لاحظ الأهمية الهائلة لليوم الأول من الأسبوع بالنسبة إلى المسيحيين.
وقعت الكثير من أعظم الأحداث في تاريخ الكنيسة في ذلك اليوم. تتعلق أربعة من الأحداث التي وقعت في ذلك اليوم باجتماع المسيحيين، ويدل الحدث الخامس دون ريب على الاجتماع معا. في اثنتين من هذه المناسبات، حضر يسوع تلك الاجتماعات شخصيا، وفي مناسبة أخرى، حل الروح القدس. كيف يمكن لأي شخص أن يشك في الأهمية الخاصة لليوم الأول من الأسبوع في خطة الله؟
لكي تتمكن من إدراك هذه الأهمية، تأمل المقاطع أو الأحداث التي تحدد بوضوح أيام الأسبوع الأخرى.
ذكر وقوع جميع هذه الأحداث، الاجتماعات، وأعمال العبادة في اليوم الأول من الأسبوع بشكل واضح، لكن لم يحدث أن ذكر أي يوم آخر من أيام الأسبوع وكأن له أية أهمية بالنسبة إلى المسيحيين. ولا حتى مرة واحدة. ليس هناك أي ذكر على الإطلاق لليوم الثاني من الأسبوع، اليوم الثالث، إلى آخره. تم ذكر اليوم السابع، ولكن فقط في إطار اجتماعات اليهود، وليس في إطار اجتماعات المسيحيين أو في إطار أحداث ذات أهمية خاصة بالنسبة إلى المسيحيين.
ربما تكون بعض الأحداث الهامة قد جرت في أيام أخرى، لكن لم تعلق على تلك الأيام أية أهمية. لم يذكر اليوم من الأسبوع أبدا. لماذا كل هذا التركيز على اليوم الأول ما لم تكن له دلالة وأهمية خاصة؟
لم تكشف دراستنا للمقاطع الأخرى عن أن تناول عشاء الرب في اليوم الأول من الأسبوع في كتاب أعمال الرسل ٢٠: ٧ كان أمرا عشوائيا أو مجرد صدفة. ليس هناك ما يأذن لنا أن نتناوله في يوم آخر من أيام الأسبوع.
في الواقع فإن دراستنا للمقاطع الأخرى إنما تأكد ببساطة على أهمية اليوم الأول من الأسبوع. بأخذ هذه المقاطع الأخرى بنظر الاعتبار، نحن لا نستغرب كسر التلاميذ للخبز في اليوم الأول من الأسبوع. من شأننا أن نستغرب حدوث ذلك في أي يوم آخر من أيام الأسبوع.
اليوم الأول هو اليوم الوحيد من أيام الأسبوع الذي له أهمية خاصة عند المسيحيين، وهذا هو اليوم الوحيد الذي نجد فيه أن المسيحيين يشاركون في عشاء الرب.
تأمل ما تعلمناه في هذه الدراسة:
١) يجب أن يكون لدينا تفويض من الإنجيل بشأن كل ما نمارسه، ويجب علينا أن نرفض القيام بأي شيء لا يقره الإنجيل.
٢) تكشف لنا الأمثلة والاستنتاجات الضرورية وكذلك الأوامر عن سلطة الله.
٣) كشف الله دائما عن وقت وتواتر الاحتفال بتذكاراته وأعياده الخاصة.
٤) واظب التلاميذ بانتظام على تناول عشاء الرب والاجتماع معا.
٥) تناولت الكنيسة عشاء الرب عند الاجتماع معا.
٦) وقعت العديد من الأحداث الكبرى في تاريخ العهد الجديد في اليوم الأول من الأسبوع.
٧) تذكر عدة مقاطع اجتماع المسيحيين في اليوم الأول من الأسبوع.
٨) وجهت الأوامر إلى المسيحيين للتبرع بانتظام في اليوم الأول من الأسبوع.
٩) اجتمع التلاميذ معا في اليوم الأول من الأسبوع.
١٠) لا يعلق العهد الجديد أية أهمية على أي يوم آخر من أيام الأسبوع، كما أنه لا يوجد أي مؤشر على أن تناول عشاء الرب حدث في أي يوم آخر.
وختاما: يجيز لنا الإنجيل أن نتناول عشاء الرب في كل أول يوم من الأسبوع. تناوله في أي يوم آخر هو العمل دون تفويض من الله. لذلك، يجب على المسيحيين أن يرفضوا تناوله في أي يوم آخر.
حقوق الطبع محفوظة ١٩٩٩، ديڤيد أي. ﭘرات
يسمح للأفراد وكذلك للكنائس المحلية بتوزيع هذا المقال كنسخة مطبوعة أو كبريد الكتروني، بشرط أن يستنسخ بكامله حرفيا وبدون تغيير المحتوى أو تحريف المعنى بأي طريقة كانت، وبشرط أن يظهر اسم المؤلف وعنوان صفحتنا الالكتروني بصورة واضحة (David E. Pratte, https://gospelway.com)، وبشرط عدم فرض أجور مادية من أي نوع كان لهذه المواد. تستطيع الصفحات الالكترونية أن تتبادل الاتصال مع هذه الصفحة ولكن لا يسمح لأي منها أن تعيد إنتاج هذا المقال على صفحات الكترونية أخرى.
اضغط هنا لدراسة الإنجيل باللغة الانجليزية
عد إلى الصفحة الرئيسية من أجل مقالات أخرى لدراسة الإنجيل باللغة العربية.
ترجمة ساهرة فريدريك
Please bookmark our site in your favorites.
We welcome links to us from other sites :
gospelway.com
- The Gospel Way: Free Bible Study Materials & Guides
Scripture quotations are generally from the New King James Version (NKJV), copyright 1982, 1988 by Thomas Nelson, Inc. used by permission. All rights reserved.