اليهودية أم المسيحية

شريعة موسى أم بشارة يسوع المسيح؟

اليهودية أم المسيحية: أيهما هي ديانة الله الحقيقية؟ هل ينبغي على اليهود إتباع شريعة موسى أم بشارة يسوع؟ هل حقق يسوع والعهد الجديد نبوءات العهد القديم عن المسيح ومملكته؟ هل أتى يسوع بالمعجزات مثل موسى وسائر الأنبياء؟ كيف ينبغي على المسيحي أن يفاوض أولئك الذين يتمسكون بالدين اليهودي؟

مقدمة:

اليهودية هي إحدى الديانات الكبرى في العالم، كما أن السلالة اليهودية هي معروفة على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم. في عام ١٩٩٠، كان هناك ما يزيد على ١٨ مليون يهودي في العالم، يعيش حوالي خمسة ملايين منهم فقط في دولة إسرائيل، أما البقية فإنهم مشتتون في سائر بلدان العالم.    

الغرض من هذه الدراسة هو فحص الديانة اليهودية.

بماذا يؤمن اليهود اليوم؟ كيف تختلف اليهودية عن المسيحية؟ هل ينبغي علينا إتباع شريعة موسى أم البشارة؟ هل حقق يسوع والعهد الجديد نبوءات العهد القديم عن المسيح ومملكته؟ كيف ينبغي على المسيحي أن يفاوض أولئك الذين يتمسكون بالدين اليهودي؟

يمكن تعريف اليهودية بأنها الديانة التي تؤمن بعبادة إله واحد استنادا إلى تعاليم شريعة موسى كما يفسرها التقليد اليهودي، وعلى الإيمان بأن الله لا يزال يختص نسل يعقوب ببركات خاصة.

هناك اليوم ثلاثة فروع رئيسية:

١) اليهود الأرثوذكس وهم الأكثر صرامة في إتباع العهد القديم والتقليد اليهودي.

٢) اليهود التقدميون (المصلحون) وهم أقل صرامة في تفسير وإتباع العهد القديم.

٣) اليهود المحافظون، ويشكلون الوسط بين اليهود الأرثوذكس واليهود التقدميون.

الصهيونية هي حركة يهودية لإعادة بناء دولة إسرائيل، وتضم يهودا من جميع الفروع.

على الرغم من التغيرات التي طرأت على اليهودية، فإن الفروق الرئيسية بين اليهود والمسيحيين في العصر الحديث أساسيا، هي نفس تلك التي وجدت في القرن الأول.

يمكن للمسيحيين أن يدركوا طبيعة الصلة التي تربط بينهم وبين اليهود من خلال الاقتداء بمثال يسوع وكنيسة القرن الأول.

تأمل تعاليم الدين اليهودي فيما يتعلق المواضيع التالية:


أولا. التعاليم المتعلقة بالعهد الجديد إزاء العهد القديم.


يرفض اليهود وحي العهد الجديد زاعمين أنه لا يزال ينبغي علينا إتباع شريعة موسى. إنهم يؤمنون بأن الله أراد أن يكون العهد القديم ملزما لجميع العصور، دون أن يزيله أو يستبدله بالعهد الجديد مطلقا.

ا. أدلة على الطابع المؤقت للعهد القديم.

أدلة من العهد القديم على أن الله قصد أن يزيله ويستبدله.

نبوءة إرميا ٣١: ٣١ـ ٣٤ـ ـ في العهد القديم نفسه، وعد الله أن يقطع عهدا جديدا يختلف عن العهد الذي قطعه في جبل سيناء. يقتبس كاتب الرسالة إلى العبرانيين ٨: ٧ـ ١٣عن إرميا، قائلا أن هذا تحقق عندما حل عهد يسوع الجديد محل الشريعة التي أعطيت في سيناء (راجع ١٠: ١٥ـ ١٧).

سفر المزامير ١١٠: ٤؛ نبوءة زكريا ٦: ١٢، ١٣ـ ـ تذكر النبوءة أن المسيح هو كاهن على رتبة ملكيصادق. بموجب شريعة موسى، لابد أن يكون الكهنة من سبط لاوي، لكن النبوءة تذكر أيضا أن المسيح سيكون سليل داود من سبط يهوذا (سفر صموئيل الثاني ٧: ١٤؛ راجع إنجيل متي ٢٢: ٤٢).

ومن ثم، إذا كان المسيح كاهنا، ولكن من سبط يهوذا، فلابد من أن الله كان قد نوى منذ البدء أن يغير شريعة موسى. تناقش الرسالة إلى العبرانيين ٧: ١١ـ ١٨ هذه النقطة. (ملاحظة: إذا كان الكهنوت اللاوي كافيا لتلبية احتياجات الإنسان، فلماذا وعد الله بإقامة كاهن مختلف؟) [قارن سفر حجاي ٢: ٦ بالرسالة إلى العبرانيين ١٢: ٢٦ـ ٢٨]

تدل مقاطع العهد القديم هذه على أن الله لم يقصد لشريعة موسى أن تكون دائمة، فقد قال منذ البدء أنها ستستبدل في يوم ما بنظام مختلف.

بيانات من العهد الجديد حول استبدال العهد القديم.

طالما أن اليهود لا يعترفون بسلطة تعاليم العهد الجديد، فسوف نستعرض أولا ما يدعيه العهد الجديد، وسنقدم بعد ذلك أدلة لإثبات صحة هذه الإدعاءات.

الرسالة إلى العبرانيين ١٠: ٩ـ ١٠ـ ـ تقدم الرسالة إلى العبرانيين مقارنة تفصيلية بين العهد القديم ("المشيئة الأولى") والعهد الجديد ("المشيئة الثانية"). وتقول أن الله أرسل يسوع لكي "يزيل" الأولى "ويقيم" الثانية. ثم تبين مزايا العهد الجديد ولماذا ينبغي علينا أن نقبله كبديل للقديم.

رسالة بولس إلى أهل رومية ٣: ٢٠ـ ـ لماذا إذن أعطى الله العهد القديم؟ لقد أعطي، ليس لتبرير الإنسان، ولكن كسبيل إلى معرفة الخطيئة، فقد أظهر أن "الجميع قد خطئوا" (آية ٢٣). وهذا مثبت وفقا للعديد من الاقتباسات عن القانون القديم نفسه (آية ٩ـ ١٨).

رسالة بولس إلى أهل غلاطية ٣: ٢٢ـ ٢٩ـ ـ ضمت الشريعة أنظمة تبين للإنسان خطأه، لكنها كانت عاجزة عن إزالة الخطايا بشكل دائم (الرسالة إلى العبرانيين ١٠: ٣، ٤). لقد أثبتت أن الجميع قد خطئوا، وأنهم مقيدون تحت وطأة الشعور بالذنب من جراء الخطيئة، لذا فإن الجميع بحاجة إلى الغفران. ينبغي أن يؤدي هذا إلى قبول الناس بنظام يمنح غفرانا حقيقيا عندما يجيء مثل هذا النظام. وبالتالي، كانت الشريعة حارسا يقودنا إلى المسيح.  

أتاح موت يسوع على الصليب هذا الغفران من خلال تعاليم البشارة (العهد الجديد). طالما أن نظام الإيمان هذا قد جاء الآن، فنحن لم نعد في حكم الحارس (العهد القديم). بقبولهم للعهد الجديد، يرث اليهود البركات التي وعد الله بها ذرية إبراهيم.

هذه هي إدعاءات العهد الجديد، تأمل الآن:

[راجع رسالة بولس إلى أهل رومية ٧: ١ـ ٧؛ رسالة بولس إلى أهل أفسس ٢: ١١ـ ١٩؛ رسالة بولس إلى أهل كولوسي ٢: ١٤ـ ١٧؛ رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ٣: ٧ـ ١١]

ب. أدلة على أن الله أوحى بالعهد الجديد.

لابد أولا من تحدي اليهود للنظر في الأسس التي يسندون إليها استنتاجهم من أن الشريعة والأنبياء هما من وحي الله. عندما يدركون أسباب قبولهم للعهد القديم باعتباره وحيا شرعيا من الله، يمكننا عندئذ أن نبين وجود أدلة مطابقة، لإثبات أن العهد الجديد هو الآخر وحي شرعي من عند الله.

الدقة التاريخية

العهد القديم هو مدونة تاريخية موثوقة. وينطبق الشيء ذاته على العهد الجديد.

يؤكد المؤرخ اليهودي جوزيفوس، بالإضافة إلى سائر المؤرخين العلمانيين، دقة العهد الجديد في أكثر من أربعين نقطة مختلفة (الأدلة المسيحية، لمؤلفه ويليام ﭘيلي، صفحة ٢٧١ـ ٢٨٧).

كتب تشارلس فايفر: "بطبيعة الحال، لا تتوفر أدلة أثرية لدعم كل حدث توراتي. مع ذلك يمكننا أن نقول بثقة، أنها قد عززت المتانة التاريخية للسجل التوراتي من عصر آباء الجنس البشري إلى عصر الرسل" (العالم التوراتي، صفحة ٦٥).

أكد السير ويليام رامسي بشكل خاص على دقة كتاب أعمال الرسل. فقد سعى بوصفه متشككا إلى دحض الدقة التاريخية لهذا الكتاب، حتى أقنعته جهوده بدقة الكتاب بشكل تام، بحيث أصبح مؤمنا به (علم الآثار وتاريخ الكتاب المقدس، فري، صفحة ٣١٧).

يجب علينا أن نسلم بالدقة التاريخية للعهد الجديد بنفس اليقين الذي نعامل به العهد القديم. لذا، يحق لنا أن نستشهد بالعهد الجديد باعتباره حقيقة تاريخية.

دليل المعجزات

الغرض من المعجزات

سفر الخروج ٤: ١ـ ٨؛ ١٤: ٣١؛ سفر الملوك الأول ١٨: ٣٦ـ ٣٩ـ ـ أثبت موسى، يشوع، إيليا، دانيال، وغيرهم من أنبياء العهد القديم، أنهم ناطقون حقيقيون بلسان الله عن طريق إتيانهم بمعجزات عظيمة. كانت المعجزات أعمالا خارقة للطبيعة والتي لم يكن بوسعهم إنجازها ما لم يعمل الله من خلالهم. كان هذا سببا وجيها لقبول تعاليمهم باعتبارها وحي من الله. 

لكن نفس النوع من الأدلة، يبرهن بنفس القوة، على أن يسوع ورسل وأنبياء العهد الجديد كانوا ملهمين من قبل الله.

تأمل بعض الأمثلة عن معجزاتهم:

إنجيل يوحنا ٨: ١٧، ١٨؛ سفر تثنية الاشتراع ١٩: ١٥؛ ١٧: ٦ـ ـ يعلم كلا العهدين، القديم والجديد على حد سواء، أن الاعتراف بالأحداث كحقيقة تاريخية يقوم على أساس شهادة الشهود. تأمل شهادة الشهود بشأن المعجزات التي صنعها يسوع ورسله:

* إحياء الموتى ـ إنجيل يوحنا ١١: ١٧ـ ٤٤؛ إنجيل متي ٩: ١٨ـ ٢٦؛ كتاب أعمال الرسل ٩: ٣٦ـ ٤٢؛ ٢٠: ٩ـ ١٢.

* طرد الشياطين ـ إنجيل متي ٩: ٣٢ـ ٣٤؛ ١٧: ١٤ـ ١٨؛ كتاب أعمال الرسل ١٦: ١٦ـ ١٨.

* السير على الماء وتهدئة العاصفة ـ إنجيل متي ١٤: ٢٢ـ ٣٣؛ ٨: ٢٣ـ ٢٧.

* إطعام آلاف الناس بقليل من الخبز وبعض السمك. وبعد أن أكل الجميع، كان الفائض من الطعام في النهاية أكثر مما كان متوفرا في البداية ـ إنجيل متي ١٤: ١٣ـ ٢١؛ ١٥: ٣٢ـ ٣٩. 

* الشفاء الفوري والتام لكل أنواع الأمراض، بما في ذلك الأمراض المستعصية مثل الجذام، الكساح، العمى، الصمم، وفقدان الأطراف ـ إنجيل يوحنا ٤: ٤٦ـ ٥٤؛ ٥: ١ـ ٩؛ ٩: ١ـ ١١؛ كتاب أعمال الرسل ١٩: ١١؛ ٣: ١ـ ١٢؛ ١٤: ٨ ـ ١٠.

تذكر أنه يمكننا الوثوق بالدقة التاريخية لكتابات العهد الجديد، مثلما نثق بكتابات العهد القديم تماما. كما أن شهادة شهود العيان تمنح العهد الجديد سلطة شرعية، مثلما يقتضى العهد القديم.

لم يتمكن حتى اليهود في القرن الأول من إثبات أن هذه المعجزات هي مجرد خدع.

اعترف حتى أولئك الذين لا يؤمنون بالبشارة بصحة معجزات يسوع ورسله.

إنجيل يوحنا ١١: ٤٧، ٤٨ـ ـ اعترف قادة اليهود فيما يتعلق بيسوع، "أن هذا الرجل يأتي بآيات كثيرة".

كتاب أعمال الرسل ٤: ١٦ـ ـ واعترفوا كذلك، فيما يتعلق بشفاء بطرس ويوحنا للرجل الكسيح، "أنه قد جرت عن أيديهما آية مبينة أمرها واضح لسكان أورشليم أجمعين، فلا نستطيع الإنكار".

حققت العديد من معجزات العهد الجديد فعليا نبوءات العهد القديم (راجع سفر يوئيل ٢: ٢٨ـ ٣٢ بكتاب أعمال الرسل ٢: ١٧ـ ٢١).

هناك قدر من الأدلة للإيمان بصحة معجزات العهد الجديد، يضاهي ما هو موجود لمعجزات العهد القديم على أقل تقدير. إذا كان اليهود يقبلون بأنبياء العهد القديم على أساس المعجزات، فيجب عليهم أيضا أن يقبلوا بيسوع وأنبياء العهد الجديد بوصفهم من عند الله.

دليل تحقيق النبوءات

تنبأت كتب العهد القديم بالمستقبل في عدة مناسبات، وتحققت تلك النبوءات. هذا هو واحد من أقوى الأدلة على صحة العهد القديم. حيث يثبت أن الله كان يعمل من خلال هؤلاء الرجال، وإلا لما كان في وسعهم قط معرفة أحداث المستقبل.

لكن، لكي نستوثق من تحقق هذه النبوءات، يجب علينا في كثير من الأحيان أن نلجأ إلى العهد الجديد. على وجه التحديد، وكما سندرس بالتفصيل فيما بعد، حقق يسوع جميع النبوءات المتعلقة بالمسيح.

بطريقة مماثلة، كثيرا ما تنبأ يسوع ورسله وأنبيائه بأحداث المستقبل التي تحققت فيما بعد، على غرار أنبياء العهد القديم تماما.  

ومن ثم، وبكل يقين، يدعم دليل تحقيق النبوءات وحي العهد الجديد مثلما يدعم العهد القديم. في الواقع، فإن من شأن أية محاولة يقوم بها اليهود لدحض أن وحي العهد الجديد هو من الله، أن تدحض عهدهم القديم بنفس القوة.

يسير وحي العهد القديم جنبا إلى جنب مع وحي العهد الجديد في الثبات أو السقوط. تصلح الأدلة المستخدمة في إثبات صحة أحدهما لإثبات صحة الآخر. لا تستطيع أن تواصل قبول وحي أحدهما وليس الآخر.  


ثانيا. التعاليم بشأن الأعراف الشفوية.


بالإضافة إلى العهد القديم، يقبل اليهود بالأعراف الشفوية باعتبارها سلطة دينية. من المفترض أن تكون هذه الأعراف قد انتقلت شفويا طوال أجيال عديدة من وقت موسى حتى القرن الثالث إلى السادس بعد الميلاد، حيث تمت كتابتها في ذلك الوقت في التلمود، إلى جانب تعليقات الحاخامات. يعطي الحاخامات أيضا تفسيرات رسمية لهذه الأعراف وبوسعهم إدخال التعديلات عليها لتكييفها مع تغيرات الزمن، وينتظر من الشعب قبول هذه التعاليم.

ا. يدين العهد القديم نفسه إتباع الأحكام البشرية بوصفها سلطة دينية.

إنجيل متي ١٥: ١ـ ٩ـ ـ كان أحد الانتقادات الرئيسية التي وجهها يسوع لليهود هو تقيدهم بسنة الشيوخ، وقال أنها تجعل عبادتهم باطلة، لأنها تستند إلى الأحكام البشرية. لكن يسوع استشهد هنا بنبوءة أشعيا ٢٩: ١٣، حيث نص العهد القديم نفسه على أننا نثير استياء الله إذا كانت مخافتنا له قائمة على وصايا البشر.

سفر تثنية الاشتراع ٤: ٢ (١٢: ٣٢) ـ ـ لا تزيدوا كلمة على ما آمركم به ولا تنقصوا منه. يمتلك الله وحده حق تغيير أوامره، وقد رأينا أنه قد فعل ذلك في نهاية المطاف. لكن البشر لا يمتلكون مثل هذا الحق.

سفر الأحبار ١٠: ١ـ ٣ـ ـ يوضح مثال ناداب وأبيهو موقف الله عندما يجرؤ البشر على تعديل تعليماته. فقد قتلا لأنهما أخذا نارا للبخور من مكان غير ذلك الذي أوعز به الله. [قارن سفر الأمثال ٣٠: ٥، ٦]

يجب أن تستند ممارسات خادم الله إلى سلطة إلهية سليمة. مر أكثر من ١٧٠٠عام من الوقت الذي عاش فيه موسى حتى وقت كتابة الأعراف الشفوية. هل هناك ما يثبت أن هذه الأعراف تتمتع حقا بسلطة إلهية؟ وبأي حق يجري القادة الدينيين تغييرات في شريعة الله ثم يجعلوها ملزمة للآخرين؟

ب. تتناقض الأعراف بوضوح أحيانا مع العهد القديم.

أمثلة من القرن الأول

إنجيل متي ١٥: ١ـ ٢٠ـ ـ خلافا للشريعة، برر اليهود أولئك الذين أحجموا عن رعاية والديهم المسنين، شريطة أن يتبرعوا لخدمات الهيكل. [سفر الخروج ٢٠: ١٢؛ سفر تثنية الاشتراع ٥: ١٦؛ سفر الأحبار ٢٠: ٩]

إنجيل متي ١٢: ٩ـ ١٤ـ ـ خلافا للمعنى الحقيقي للشريعة، أدان اليهود يسوع لصنعه الخير نحو الآخرين في يوم السبت. لم يكن يسوع قد خالف الشريعة، ولكن فقط الأعراف البشرية حول الشريعة. [إنجيل يوحنا ٥: ١٦ـ ١٨؛ ٧: ٢٢، ٢٣]

أمثلة من العصر الحديث

منذ تدمير الهيكل في عام ٧٠ بعد الميلاد، لم يقدم اليهود أية قرابين، ولم يحفظوا أيام الأعياد، إلى آخره. على الرغم من أن الشريعة القديمة أمرت بهذه بوضوح كشروط لمغفرة الخطايا. [سفر الأحبار ٤ـ ٦، ١٦، ١٧، ٢٣؛ سفر العدد ١٥: ٢٨]

بموجب الشريعة، كان انتهاك يوم السبت والكثير من الأعمال الأخرى يعد جريمة كبرى، لكن اليهود اليوم لا يقتلون المخالفين لهذه القوانين. [سفر الخروج ٣١: ١٥؛ الفصل الحادي والعشرين؛ إلى آخره]

كما تبين أمثلة أخرى، أن الأعراف اليهودية تشكل أحكاما بشرية أضيفت إلى شريعة الله، أو أنها تتعارض معها بشكل قاطع في بعض الحالات. وهذا صحيح اليوم، كما كان في أيام يسوع.  


ثالثا. التعاليم بشأن شعب إسرائيل.


يؤمن اليهود أنهم سيظلون شعب الله المختار إلى الأبد بموجب العهد الذي قطعه مع إبراهيم. وهم يتطلعون على وجه الخصوص، إلى عهد المسيح على الأرض، والذي سيحظى اليهود خلاله بمنزلة متميزة عن غير اليهود. قد ينعم غير اليهود ببعض فوائد مملكة المسيح، لكن ذلك لا يقارن بما سيحصل عليه اليهود. يجب أن يحظى اليهود دائما بغالبية البركات.

يمكن لغير اليهود أن يحصلوا على المكافأة الأبدية بعد عصر المسيح إذا ما استوفوا شروطا معينة؛ لكن اليهود قد ولدوا لتلقي ذلك النصيب. يرفض اليهود أية تعاليم من شأنها أن تمنح الوثنيين مكانة مساوية لليهود في مملكة المسيح، أو تؤكد أن اليهود والوثنيين سينالون المكافآت الأبدية على أساس نفس الشروط.

تأمل تعاليم الإنجيل حول هذه النقاط.

ا. تنبأ العهد القديم أن الوثنيين سيحصلون على النعم التي يقدمها المسيح.

كعهدنا بمميزات النبوءة، لم يتم التصريح بهذه الحقائق بوضوح كما جرى في العهد الجديد. لكن عند النظر إليها في ضوء أحداث القرن الأول، يصبح معنى النبوءة واضحا. 

نبوءة أشعيا ٤٩: ٦ـ ـ العبد (المسيح) الذي سيعيد إسرائيل، سيكون أيضا نورا للأمم وسيبلغ خلاصه أقاصي الأرض. يستشهد كتاب أعمال الرسل ١٣: ٤٧ بهذه النبوءة مبينا أن الوثنيين أيضا سينعمون ببركات يسوع.

سفر عاموس ٩: ١١، ١٢ـ ـ عندما يعيد الله بناء خيمة داود (أي يقوم من نسله ملوك)، سوف يطلق اسم الرب على جميع الأمم (وليس على أمة واحدة). يستشهد كتاب أعمال الرسل ١٥: ١٣ـ ١٨بهذه النبوءة مبينا أن بوسع الوثنيين نيل الخلاص بموجب نفس الشروط التي يناله بها اليهود.

سفر التكوين ٢٦: ٤ـ ـ قطع الله عهودا عظيمة لإبراهيم، وإسحق، ويعقوب (١٢: ٣؛ ٢٢: ١٨؛ ٢٨: ١٤). وقال أن ذريتهم ستكون أمة عظيمة وأنه سيعطيهم أرض كنعان، وسوف تتبارك بنسلهم جميع أمم الأرض. 

تحقق هذا بشخص يسوع الذي أتى بوصفه المسيح وعرض المغفرة على جميع الناس من جميع الأمم (رسالة بولس إلى أهل غلاطية ٣: ٨، ١٦؛ كتاب أعمال الرسل ٣: ٢٥). لاحظ أن هذه البركة سوف تأتي من خلال نسل إبراهيم، لكنها سوف تأتي إلى الناس من جميع الأمم.

كان هذا الوعد هو الأخير من بين الوعود الثلاثة التي قطعها الله لإبراهيم. وعندما تحقق بموت يسوع، لم يعد هناك أي سبب ليكون لإسرائيل منزلة خاصة في خطة الله، فقد استوفيت جميع الوعود لشعب إسرائيل. 

إنجيل متي ٢٨: ١٩؛ إنجيل مرقس ١٦: ١٥ـ ـ الحصول على الخلاص هو الآن في متناول جميع الناس من جميع الشعوب في العالم كله على أساس نفس الشروط، وهي أن كل من آمن واعتمد يخلص.

نبوءة أشعيا ٢: ٢، ٣ـ ـ ويكون في آخر الأيام أن بيت الرب يوطد وتخرج شريعته من أورشليم، وتجري إليه جميع أمم الأرض. تحقق هذا في كنيسة العهد الجديد، التي هي بيت الرب (رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس ٣: ١٥). يمكن للوثنيين الدخول فيها أسوة باليهود (رسالة بولس إلى أهل أفسس ٢: ١١ـ ٢٠). [نبوءة هوشع ٢: ٢٣؛ ١: ٩، ١٠؛ رسالة بولس إلى أهل رومية ٩: ٢٥، ٢٦؛ رسالة بطرس الأولى ٢: ١٠]

[قارن أيضا نبوءة أشعيا ٤٢: ١ بإنجيل متي ١٢: ١٨؛ نبوءة أشعيا ٦٥: ١ وسفر تثنية الاشتراع ٣٢: ٢١ برسالة بولس إلى أهل رومية ١٠: ١٩؛ نبوءة أشعيا ١١: ١٠؛ سفر المزامير ١٨: ٤٩؛ سفر صموئيل الثاني ٢٢: ٥٠؛ سفر تثنية الاشتراع ٣٢: ٤٣؛ سفر المزامير ١١٧: ١ مع رسالة بولس إلى أهل رومية ١٥: ٩ـ ١٢؛ إنجيل لوقا ٤: ٢٤ـ ٣٤]

ب. صادق الله على اهتداء الوثنيين في العهد الجديد بوضوح من خلال المعجزات.

كما نوقش في السابق، كان الغرض من المعجزات هو التأكيد على أن التعاليم هي من وحي الله. أرسل الله العديد من المعجزات ليؤكد بجلاء التعليم بخصوص حصول الوثنيين على نعم الخلاص عن طريق البشارة على أساس نفس الشروط كاليهود.

كتاب أعمال الرسل ١٠ و١١ـ ـ قيل لأوائل المهتدين من غير اليهود في العهد الجديد أن الله لا يراعي ظاهر الناس، لكن كل من أتقاه وعمل البر من أية أمة، كان عنده مرضيا (١٠: ٣٤، ٣٥). أعطى الله لبطرس واليهود الذين كانوا معه عدة معجزات لتأكيد هذا الاستنتاج. استشهد بطرس بهذه المعجزات لتأييد صنيعه في تعميد الوثنيين (١١: ٤ـ ١٨):    

* رأى بطرس رؤيا وأمره الصوت أن لا يدعو نجسا، ما قد طهره الله (١١: ٥ ـ ١٠).

* أمر الروح القدس بطرس صراحة أن يذهب مع الرسل الذين أوفدهم قرنيليوس (١١: ١١، ١٢).

* ظهر ملاك لقرنيليوس وأمره باستدعاء بطرس الذي سيقول له ماذا ينبغي عليه أن يفعل لينال الخلاص (١١: ١٣، ١٤).

* حل الروح القدس على قرنيليوس وأهل بيته مانحا إياهم قدرات خارقة (١١: ١٥ـ ١٧).

كان الاستنتاج هو أن هذه المعجزات أكدت على أن الله قد وهب للوثنيين التوبة التي تؤدي إلى الحياة (آية ١٨). ليس رفض هذا الاستنتاج سوى مقاومة وحي الله (آية ١٧). وهذا هو بالضبط ما يقوم به اليهود اليوم عندما يرفضون خلاص الوثنيين وفقا للبشارة.

كتاب أعمال الرسل ١٥: ١، ٥، ٧ـ ١٣ـ ـ ناقش مسيحيو القرن الأول مسألة إمكانية خلاص الوثنيين على أساس طاعتهم للبشارة، وتم تسوية المسألة على أساس نبوءات العهد القديم التي استشهدنا بها سابقا، وعلى أساس المعجزات التي أيدت أعمال بطرس وبولس في هداية الوثنيين.

لعبت الأمة اليهودية دورا هاما جدا في تقديم المسيح إلى العالم. ينبغي على جميع الناس تقدير هذا الأمر حق قدره. لكن هذا العمل قد أنجز، وأصبح الخلاص الآن في متناول جميع الناس من جميع الأمم استنادا إلى نفس الأساس. نحن نعيش الآن في عصر المسيح، وليست هناك محاباة لليهود سواء الآن أو في المستقبل.

[سفر أخبار الأيام الثاني ١٩: ٧؛ سفر تثنية الاشتراع ١٠: ١٧؛ رسالة بولس إلى أهل رومية ٤: ٦ـ ١٣؛ نبوءة أشعيا ١٠: ٢٢؛ ١: ٩ مع رسالة بولس إلى أهل رومية ٩: ٢٧، ٢٩؛ نبوءة أشعيا ٦٥: ٢ مع رسالة بولس إلى أهل رومية ١٠: ٢١؛ سفر الملوك الأول ١٩: ١٠، ١٨ مع رسالة بولس إلى أهل رومية ١١: ٢ـ ٤؛ نبوءة أشعيا ٢٩: ١٠؛ سفر تثنية الاشتراع ٢٩: ٤؛ سفر المزامير ٦٩: ٢٢ مع رسالة بولس إلى أهل رومية ١١: ٨ ـ ١٠؛ طالع أيضا رفض اليهود ليسوع أدناه]


رابعا. التعاليم بشأن مملكة المسيح


يتوقع اليهود مجيء عهد المسيح في وقت ما في المستقبل. يؤمن البعض أن المسيح سيكون شخصا يتولى زمام السلطة، بينما يعتقد البعض الآخر أن إشارات العهد القديم إلى المسيح هي مجرد علامات ترمز إلى عصر قادم. 

سوف يتمتع شعب إسرائيل ببركات غزيرة في هذه المملكة كما كان في ظل حكم داود وسليمان. سوف يقوم الأموات وسوف ينتهي إغواء الخطيئة. سوف يحمي الله شعب إسرائيل من أي اضطهاد أجنبي ويثأر لهم من أعدائهم. سوف يستمر هذا العصر فترة زمنية محدودة، يحصل الناس بعدها على المكافآت الأبدية. تؤخذ الأحداث الجارية في دولة إسرائيل كعلامات تنبئ بقرب بدء عهد المسيح.

هذا هو أساسا نفس المفهوم الذي آمن به اليهود في القرن الأول. ومن ثم، يمكننا الرد عليه بنفس الطريقة التي رد بها يسوع ورسله آنذاك. وهو شبيه كذلك بعقيدة العصر الألفي السعيد بين من يزعمون أنهم مسيحيون، لذلك نستطيع إلى حد بعيد، أن نرد عليه مثلما نرد على ذلك المذهب.   

يعلم العهد الجديد أن يسوع هو المسيح وأن مملكته قائمة الآن. هذه المملكة هي الكنيسة، وهي مملكة روحية أو دينية (رسالة بولس إلى أهل كولوسي ١: ١٣؛ إنجيل متي ١٦: ١٦ـ ١٩). ليست نبوءات العهد القديم فيما يتعلق بطبيعة مملكة المسيح بنفس الوضوح الذي يعرضه العهد الجديد. مع ذلك، تؤكد العديد من مقاطع العهد القديم على الطبيعة الروحية لهذه المملكة مما يجعل من الصعب التوفيق بينها وبين وجهة النظر اليهودية.

ا. سيكون المسيح نبيا وكاهنا.

توقع سفر تثنية الاشتراع ١٨: ١٥، ١٨، ١٩ نبيا مثل موسى. وتحقق هذا في شخص يسوع (كتاب أعمال الرسل ٣: ٢٢، ٢٣). إذا كان المسيح أيضا نبي، ففي هذا إشارة إلى الجانب الروحي من عمله. علما أن الله سيحاسب جميع الذين يرفضون هذا النبي (كما فعل اليهود).

سفر المزامير ١١٠: ٤؛ سفر زكريا ٦: ١٢، ١٣ـ ـ سيكون المسيح كاهنا بالإضافة إلى كونه ملكا ـ كاهنا على رتبة ملكيصادق. كان ملكيصادق ملكا وكاهنا في نفس الوقت (سفر التكوين ١٤: ١٨). من الواضح أن هذه النبوءة تؤكد على الطبيعة الروحية للمملكة، والتي تحققت في شخص يسوع (الرسالة إلى العبرانيين ٥: ٦ـ ١٠؛ ٦: ٢٠؛ ٧: ١٧). [علما أن "الغصن" يشير إلى المسيح ـ سفر زكريا ٣: ٨؛ نبوءة أشعيا ٥٣: ٢؛ ١١: ١؛ نبوءة إرميا ٢٣: ٥؛ ٣٣: ١٥]

ب. سوف يرفض الشعب اليهودي مسيحه عندما يأتي.

نبوءة أشعيا ٥٣: ٣ـ ـ سيكون مزدرى ومتروكا من الناس ولن يعبأ به شعبه. [٤٩: ٧]

سفر المزامير ٢٢: ٦ـ ٨ـ ـ سوف يعيرونه، يستخفون به، ويزدرونه. [إنجيل متي ٢٧: ٤١ـ ٤٣]

سفر المزامير ١١٨: ٢٢، ٢٣ـ ـ وعلى الرغم من أنه كان حجر الزاوية عند الرب، فقد رذله البناؤون. تحقق هذا عندما رفض اليهود يسوع (كتاب أعمال الرسل ٤: ١١). [إنجيل متي ٢١: ٤٢؛ إنجيل مرقس ١٢: ١٠؛ إنجيل لوقا ٢٠: ١٧؛ رسالة بطرس الأولى ٢: ٧]

بدلا من تصوير حاكم عظيم الشرف وانتصار اليهود على أعدائهم، تقول النبوءات أن اليهود في الواقع سيرفضون مسيحهم عندما يأتي. وهذا هو بالضبط ما فعلوه وما زالوا يفعلونه نحو يسوع.  

ج. من شأن المسيح أن يتألم ويقتل.

بدلا من الملك الدنيوي المنتصر الذي توقعه اليهود، تصور الكثير من النبوءات الآم وموت المسيح.

سفر زكريا ١٢: ١٠ـ ـ سينظرون إلى من طعنوا (يتكلم السياق عن المسيح). وقد تحقق هذا (إنجيل يوحنا ١٩: ٣٧).

سفر زكريا ١٣: ٧ـ ـ سوف يستيقظ السيف على الراعي. سوف يضرب وتتبدد خرافه. وقد تحقق هذا بحسب إنجيل متي ٢٦: ٣١. [نبوءة أشعيا ٤٠: ١١؛ نبوءة حزقيال ٣٤: ٢٣؛ ٣٧: ٢٤؛ سفر ميخا ٥: ٢، ٤]

سفر أشعيا ٥٣ ـ ـ سيكون كحمل سيق إلى الذبح (آية ٧)، قد انقطع من أرض الأحياء (آية ٨). جعل قبره مع الأشرار وضريحه مع الأغنياء (آية ٩). أسلم نفسه للموت (آية ١٢). يصف السياق بكامله رجلا يموت فداء عن معاصي الآخرين (آية ٥ ـ ١٢). ينطبق هذا على يسوع في إنجيل لوقا ٢٢: ٣٧؛ كتاب أعمال الرسل ٨: ٣٢.

أحد الأسباب الرئيسية في رفض اليهود للمسيح هو عدم إيمانهم بمسيح يتألم ويموت بدلا من أن يحكم ببهاء على مملكة دنيوية. على الرغم من أن هذا هو بالضبط ما تنبأت به كتبهم المقدسة، والتي تبين كذلك الغرض الروحي من مجيئه ومن مملكته.

د. كان المسيح أعظم من أي رجل عادي.

سفر المزامير ١١٠: ١ـ ـ سيكون المسيح ربا لداود.

إنجيل متي ٢٢: ٤١ـ ٤٦ـ ـ سأل يسوع اليهود في أيامه كيف يكون هذا. يؤمن اليهود أن المسيح هو مجرد سليل لداود وأنه سيكون ملكا مثله. لماذا إذا دعاه داود سيده وربه؟ لم يتمكن اليهود في القرن الأول من الإجابة، ويصدق الشيء نفسه على اليهود العصريين.

يبين العهد الجديد أن المسيح كان إلها. لم يكن مجرد رجل دنيوي من أحفاد داود. وكان أيضا ابن الله، الخالق الأزلي، الله في الجسد (إنجيل يوحنا ١: ١، ١٤؛ ٢٠: ٢٨). ومن ثم، فقد كان حفيد داود (سليله)، وسيد داود ("ربه")، على حد سواء.

من الصحيح أنه يمكن لبعض مقاطع العهد القديم، عند تفسيرها وفقا للمعنى الحرفي، أن تصور مملكة دنيوية بحتة. لكن يجب أن نتذكر، أنه لا يجوز لنا تفسير الكثير من النبوءات حرفيا، بل مجازيا أو رمزيا.

تتعارض جميع المقاطع التي استشهدنا بها مع وجهة نظر اليهود بشأن مملكة المسيح، بينما تنسجم جميع هذه المقاطع مع مفهوم العهد الجديد عن عهد روحي أو ديني. يعطي العهد الجديد تفسيرا من الوحي لنبوءات العهد القديم هذه، مبينا تحققها في شخص يسوع. تذكر أن المعجزات التي أتى بها يسوع ورسله تؤيد تعاليم العهد الجديد. 


خامسا. التعاليم  بشأن يسوع.


ينكر اليهود عموما أن يسوع هو المسيح الذي تنبأ به العهد القديم. يقبل به بعضهم باعتباره معلما عظيما، بل وحتى بوصفه نبيا. لكنهم ينكرون معجزاته، قيامته، إلوهيته، أو كونه المسيح. أسباب رفضهم له هي: 

* أنه أسس مملكة روحية، وليس دنيوية.

* أنه ادعى الإلوهية.

* أنه تألم ومات.

* أنه رفض وانتهك الأعراف الشفوية.

* علم أن المغفرة وبركات المملكة هي نفسها بالنسبة إلى جميع الناس، دون محاباة اليهود.

* علم أن شريعة موسى سوف تزال.

* وبخ قادة اليهود على نفاقهم، والذين أصابتهم الغيرة بعد ذلك بسبب إتباع الناس له (إنجيل متي ٦: ١ـ ١٨؛ ١٣: ١٠ـ ١٥؛ الفصل الثالث والعشرين؛ ٢٧: ١٨؛ إنجيل يوحنا ٧: ٧؛ ١٢: ٤٢؛ إلى آخره).

سبق وتناولنا جميع هذه النقاط بصورة دقيقة في أقسام أخرى من هذه الدراسة. تأمل الآن إدعاءات يسوع والأدلة على صدق هذه الإدعاءات.

ا. إدعاءات يسوع

* ادعى أنه سيقوم من الموت (إنجيل متي ١٦: ٢١ وغيرها من الأمثلة أدناه).

* قبل سجود الناس له (إنجيل متي ٢٨: ٩؛ قارن هذا بإنجيل متي ٤: ١٠).

* ادعى القدرة على مغفرة الخطايا (إنجيل مرقس ٢: ١ـ ١٢).

* ادعى أنه صنع المعجزات (إنجيل متي ٩: ١ـ ٨؛ ١١: ٢ـ ٦؛ ١٢: ٢٢ـ ٣٧؛ ١٧: ١ـ ٨؛ إنجيل يوحنا ٥: ١ـ ١٨، ٣٦؛ ٩: ١ـ ٤١؛ ١٠: ٣٧؛ ١١: ٤٧؛ إلى آخره ـ طالع الملاحظات السابقة عن المعجزات).

* بارك الأشخاص الذين دعوه إلها وابن الله (إنجيل يوحنا ٢٠: ٢٨ـ ٣١؛ إنجيل متي ١٦: ١٥ـ ١٨).

* ادعى أنه لابد للناس من الإيمان به باعتباره مخلص الجنس البشري وإلا فإنهم يموتون في خطاياهم (إنجيل لوقا ١٩: ١٠؛ إنجيل يوحنا ٨: ٢٤).

* ادعى أنه المسيح (إنجيل متي ١٦: ١٦؛ إنجيل لوقا ٤: ١٦ـ ٢١).

إذا كان اليهود يرفضون جميع هذه الادعاءات، فكيف يمكنهم قبوله بوصفه رجلا صالحا أو معلما عظيما؟ فإما أن تكون ادعاءاته صادقة وأنه حقا من يدعي أنه هو، أو أن ادعاءاته باطلة، وأنه محتال، كذاب، دجال، وكافر.

إنجيل يوحنا ٨: ١٧، ١٨؛ سفر تثنية الاشتراع ١٩: ١٥؛ ١٧: ٦ـ ـ تذكر أن إدانة أو براءة أي شخص يجب أن تتحدد بناء على شهادة الشهود. تأمل شهادة الشهود فيما يتعلق بادعاءات يسوع.

ب. معجزات يسوع

ناقشنا في وقت سابق الأدلة التي تتعلق بمعجزات يسوع، وبذلك تحققنا من صدق مزاعمه على أساس شهادة الشهود. تفوق قوة الأدلة التي تتعلق بمعجزات يسوع ما حظي به أي نبي آخر بما في ذلك موسى، إيليا، وغيرهم من أنبياء العهد القديم. إذا كان اليهود ينكرون معجزات يسوع، فيجب عليهم إنكار معجزات أنبيائهم أيضا.

لكن الغرض من المعجزات هو التأكيد على أن النبي يتكلم بتوجيه من الله. إذا كنا نسلم بصحة معجزات يسوع، فلابد لنا إذن من الاعتراف بصدق كل واحدة من مزاعمه.

ج. النبوءات التي حققها يسوع.

إنجيل يوحنا ٥: ٣٩ـ ـ زعم يسوع أنه حقق معجزات العهد القديم ولذلك لابد من أن تكون ادعاءاته صادقة. إليك بعضا من النبوءات التي حققها:

* ولد في بيت لحم ـ سفر ميخا ٥: ٢ (إنجيل متي ٢: ١، ٦).

* كان من سلالة داود ـ سفر صموئيل الثاني ٧: ١٤ (كتاب أعمال الرسل ١٣: ٢٢).

* ولد من عذراء ـ نبوءة أشعيا ٧: ١٤ (إنجيل متي ١: ٢٣؛ إنجيل لوقا ٢: ٢٦).

* أرسل الله نبيا ليعد له الطريق ـ نبوءة أشعيا ٤٠: ٣؛ سفر ملاخي ٣: ١ (إنجيل متي ٣: ٣؛ ١١: ١٠؛ إنجيل لوقا ٣: ٤، ٥؛ إنجيل يوحنا ١: ٢٣).

* كان هو نفسه نبيا ـ سفر تثنية الاشتراع ١٨: ١٥ـ ١٩(كتاب أعمال الرسل ٣: ٢٢، ٢٣).

* كان كاهنا ـ سفر المزامير ١١٠: ٤(الفصل الخامس ـ الفصل السابع من الرسالة إلى العبرانيين).

* صنع المعجزات ـ نبوءة أشعيا ٥٣: ٤ (إنجيل متي ٨: ١٧).

* الإلوهية ـ سفر المزامير ٤٥: ٦؛ ١١٠: ١؛ ٩٧: ٧ (الرسالة إلى العبرانيين ١: ٦ـ ٨، ١٣؛ إنجيل متي ٢٢: ٤٢ـ ٤٦؛ إنجيل يوحنا ١: ١، ١٤؛ ٢٠: ٢٨).

* الدخول إلى أورشليم وسط الهتافات ـ سفر زكريا ٩: ٩ (إنجيل متي ٢١: ٥؛ إنجيل يوحنا ١٢: ١٥). 

* غدر به صديقه لقاء ثلاثين قطعة من الفضة ـ سفر المزامير ٤١: ٩؛ سفر زكريا ١١: ١٢ (إنجيل يوحنا ١٣: ١٨؛ إنجيل متي ٢٧: ٩، ١٠).

* قتل (بما في ذلك العديد من التفاصيل حول موته) ـ سفر زكريا ١٣: ٧؛ ١٢: ١٠؛ نبوءة أشعيا ٥٣؛ سفر المزامير ٢٢: ١٨؛ سفر الخروج ١٢: ٤٦؛ سفر العدد ٩: ١٢؛ سفر المزامير ٣٤: ٢٠ (إنجيل يوحنا ١٩: ٣٦، ٣٧، ٢٤؛ إنجيل متي ٢٦: ٣١؛ إنجيل لوقا ٢٢: ٣٧؛ كتاب أعمال الرسل ٨: ٣٢).

* أقيم من الموت ـ سفر المزامير ١٦: ١٠ (كتاب أعمال الرسل ٢: ٢٥ـ ٢٨؛ ١٣: ٣٣ـ ٣٥).

* رفضه اليهود (طالع الملاحظات السابقة).

بالإضافة إلى ذلك، تنبأ يسوع نفسه بالعديد من الأمور التي تحققت فيما بعد (إنجيل متي ١٦: ٢١؛ الفصل الرابع والعشرين؛ ٢٦: ٣٣ـ ٣٥؛ إنجيل يوحنا ١٣: ٢١ـ ٣٠).

تؤكد كتب اليهود ذاتها صدق ادعاءات يسوع. كيف يمكنه أن يحقق جميع هذه النبوءات وألا يكون المسيح؟ إذا كانت كتب اليهود المقدسة صحيحة، فإن يسوع إذن هو المسيح. إنكار أنه المسيح، هو إنكار لصحة كتب العهد القديم.

د. قيامة يسوع

بشر الرسل في كل مكان أن يسوع قام من الموت (رسالة بولس إلى أهل رومية ١: ٤؛ كتاب أعمال الرسل ٢: ١٤: ٣٦؛ إلى آخره). إذا كان يسوع قد أقيم من الموت حقا، فإن هذه هي بالتأكيد معجزة عظيمة تثبت صدق مزاعمه. تأمل قوة الشهادة التي تتعلق بقيامته. وتذكر أن الشريعة نفسها تعلم بوضوح أن تحديد الحقائق التاريخية يجب أن يتم بناء على شهادة الشهود.  

عدد البيانات

تقدم كتب العهد الجديد التالية شهادة عن الأحداث المحيطة بموت يسوع:

* إنجيل متي ٢٧، ٢٨

* إنجيل مرقس ١٥، ١٦

* إنجيل لوقا ٢٣، ٢٤

* إنجيل يوحنا ١٨ـ ٢١

* كتاب أعمال الرسل ١، ٢، ٩ (وغيرها من خطب الرسل)

* رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٥

عدد شهود العيان

تدرج رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٥: ٣ـ ٨ عددا من الظهورات إلى مختلف شهود العيان. كما تورد الكتب المدرجة أعلاه ظهورات إضافية. بالإجمال، تراءى يسوع لأكثر من ٥٠٠ شخص بعد موته.

طبيعة البيانات

سجلت هذه الأحداث برصانة مع الكثير من التفاصيل التاريخية، ظهر يسوع للناس، تكلم معهم، أكل معهم، وسمح لهم أن يلمسوه. النبرة واقعية تماما، وليست متعصبة أو خيالية.

تراءى يسوع لأفراد ومجموعات كبيرة تحت مختلف الظروف وفي مختلف الأماكن. لم يكن الشهود سذجا، بل راودتهم الشكوك وطالبوا بإثباتات، ولم يصدقوا إلا بعد إعطائهم أدلة قاطعة.

طالما أن الصدق يقوم على أساس شهادة الشهود (سفر تثنية الاشتراع ١٩: ١٥؛ إلى آخره)، كيف يمكن تفسير هذه الشهادة؟ هل يمكن إثبات عدم أهلية الشهود؟ إذا كان الجواب بالنفي، يجب على اليهود إذن، أن يقبلوا بصدق إدعاءات يسوع، على أساس مبادئ شريعتهم ذاتها.

القبر الفارغ

لا يمكن إنكار أن جثمان يسوع قد اختفى من القبر. لو لم يكن هذا قد حدث، لأبرز اليهود الجثمان كدليل لدحض إدعاءات التلاميذ حالما شرع هؤلاء في التبشير بقيامة يسوع.  

كيف يمكن تفسير القبر الفارغ؟ ماذا حدث للجثة؟

عدم وجود أدلة متناقضة في القرن الأول

بدأ التلاميذ يبشرون بالقيامة في غضون أسابيع قليلة من حدوثها. أنكر الكثير من الخصوم هذه الإدعاءات ولو كان في وسعهم أن يدحضوا هذه الإدعاءات لفعلوا ذلك بكل سرور. إذا كان من الممكن دحضها، فإن أفضل من يستطيعون القيام بذلك هم أولئك الذين كانوا حاضرين في ذلك الوقت، فقد كان لديهم من الأسباب لمحاولة دحضها، ما لا يقل عما لدى اليهود اليوم.

إلا أن المحاولة الوحيدة التي قاموا بها لدحض هذه الأدلة، هي الإدعاء بأن التلاميذ سرقوا الجثة بينما كان الحرس نيام (إنجيل متي ٢٨: ١١ـ ١٥). لكن كيف تمكن هؤلاء الرجال من معرفة ما حدث أثناء نومهم؟ علما أن عقوبة فقدان أحد السجناء بسبب النوم أثناء نوبة الحراسة، هي الموت. إذا كان هذا هو ما حدث في الواقع، كيف يمكن للحرس أن يعترفوا به؟ لماذا بشر التلاميذ بالقيامة وعانوا وماتوا دون أن يتراجعوا عن ذلك، إذا كانوا يعلمون أنها مجرد كذبة؟ 

بدلا من إنكار القيامة، اعترف بها العديد من اليهود في القرن الأول وأصبحوا مسيحيين. أما الباقي فقد اضطهدوا المسيحيين لمجرد إسكاتهم. لكن لم يدحض أحد منهم على الإطلاق إدعاء القيامة. إذا لم يتمكن الناس آنذاك من دحضها، فكيف يمكن لأي شخص اليوم أن يأمل في القيام بذلك؟

أسباب رفض اليهود لها

لا ينبغي أن يدهشنا رفض اليهود لإدعاءات يسوع، فقد سبق وأن تنبأ الكتاب المقدس برفضهم له (طالع المقاطع المذكورة سابقا)، كما رفضوا رسل الله طوال تاريخهم (نبوءة أشعيا ٦: ٩؛ إنجيل متي ٢٣:٢٩ـ ٣٧؛ كتاب أعمال الرسل ٧: ٣٨ـ ٤١؛ ٥١ ـ ٥٣). ليس في رفضهم له ما يثير الدهشة، الشيء المذهل هو قبولهم به!

لا يثبت رفض اليهود ليسوع أنه ليس المسيح. إنه مجرد إثبات على صدق ولائهم لممارسات الأجيال الماضية! من الضروري أن يفتح اليهود النزيهين قلوبهم للنظر في الأدلة بشأن شخص يسوع، وألا يرفضوه لمجرد أن اليهود قد قاموا بذلك على نحو تقليدي من جيل إلى جيل.


سادسا: التعاليم بشأن مغفرة الخطايا


يعترف اليهود عموما أنهم ينتهكون شريعتهم من وقت لآخر. كيف يمكن لهذه الخطايا أن تغتفر؟

لن يحصلوا على الغفران من خلال تضحية المسيح.

مات يسوع ليخلص اليهود بالإضافة إلى سائر الناس. لكن اليهود يرفضونه ويرفضون التضحية التي قدمها، ولذلك لا يمكن لخطاياهم أن تغتفر من خلالها (إنجيل يوحنا ٨: ٢٤؛ إنجيل مرقس ١٦: ١٦). وهم ينكرون بالإضافة إلى ذلك، أن المسيح سوف يموت من أجل خطاياهم عندما يأتي. ومن ثم، لا يمكنهم الحصول على الغفران من خلال تضحية المسيح.

لن يحصلوا على الغفران من خلال ذبائح العهد القديم.

نبوءة حزقيال ١٨: ٢٠ـ ـ النفس التي تخطأ هي تموت. يدين العهد القديم جميع الذين يصنعون أية معصية مخالفة للفرائض. السبيل الوحيد لتجنب الإدانة بموجب تلك الشريعة هو التقيد بها بكاملها (سفر الأحبار ١٨: ٥). [رسالة بولس إلى أهل غلاطية ٣: ١٠، ١٢؛ سفر تثنية الاشتراع ٢٧: ٢٦؛ رسالة بولس إلى أهل رومية ١٠: ٥؛ سفر التكوين ٢: ١٧]

يستشهد بولس في رسالته إلى أهل رومية ٣: ١٠ـ ١٨، ٢٣ بالعديد من مقاطع العهد القديم التي تبين أن اليهود لم يحافظوا على شريعتهم دون ارتكاب أية معصية. ومن ثم، فقد أدين الجميع بموجبها.

نبوءة إرميا ٣١: ٣٤ـ ـ تنبأ إرميا أنه خلافا للعهد القديم، سوف يوفر العهد الجديد طريقة تمحى بواسطتها الخطايا فلا تعود تذكر بعد ذلك. كما يفسر العهد الجديد، لم تكن الذبائح بموجب العهد القديم سوى ذكرى للخطايا في كل عام (الرسالة إلى العبرانيين ١٠: ٣ـ ٦، ١٧).

وبالتالي، حتى إذا قرب اليهود الذبائح، فإن خطاياهم لن تمحى بشكل دائم. إنهم من خلال سعيهم إلى البقاء في إطار هذا النظام، يحاولون مواصلة التمسك بنظام يدينهم بسبب خطاياهم دون أن يوفر حلا للمشكلة!

في الواقع، لم يعد اليهود يقدمون الذبائح اليوم. 

منذ تدمير الهيكل في عام ٧٠ بعد الميلاد، لم تقدم أية ذبائح على الإطلاق. يؤمن اليهود اليوم أنه ليست هناك حاجة إلى الذبائح؛ إنهم يؤمنون بدلا من ذلك أن خطاياهم تغتفر ببساطة عن طريق التوبة والصلاة.

لكن الشريعة، التي يزعمون أنها لا تزال سارية المفعول، تقتضي بوضوح تقدم الذبائح (طالع مقاطع الكتاب المقدس المذكورة سابقا). بالكف عن تقديمها، يحرم اليهود أنفسهم من أي سبيل إلى المغفرة. بل إنهم في الواقع، يضاعفون خطاياهم بعصيان الأوامر المتعلقة بتقديم الذبائح. 

يوضح سفر الأحبار ١٧: ١١ أن التكفير عن الخطيئة يتطلب إراقة الدم. عقوبة الخطيئة هي الموت (على النحو الموصوف أعلاه). يسمح الله للبريء أن يموت بدلا من المذنب. لكن الحياة هي في الدم. لذا لابد من سفك الدم للحصول على مغفرة الخطايا (الرسالة إلى العبرانيين ٩: ٢٢).

كان تقديم الذبائح مجرد رمز يتطلع إلى ذبيحة يسوع الكاملة. لكن بدون ذبيحة، لا توجد مغفرة، واليهود اليوم هم من غير ذبيحة. 

يقف كل يهودي مدانا بموجب نفس الشريعة التي يدعي الولاء لها. إنها تدين خطاياه دون تقديم صفح دائم. لم يعد اليهود يحاولون حتى الحصول على الصفح المؤقت الذي تقدمه الشريعة، وهم يرفضون تضحية المسيح. بالتالي، تحكم الشريعة على اليهود بأنهم خطاة دون أي سبيل إلى المغفرة!

خاتمة

الخلافات الموجودة بين اليهود والمسيحيين اليوم هي نفس الخلافات التي وجدت بيننا دائما. لذلك، يجب علينا أن نقدم لهم نفس الأدلة التي قمنا بتقديمها إليهم دائما. لن يكون في وسعهم تلقي البركات الحقيقية التي تقدمها شريعتهم إلا بقبول البشارة.

تتمم البشارة العهد القديم. وهي تعد بأن جميع البشر، سواء كانوا يهودا أم وثنيين، يمكنهم نيل الخلاص عن طريق تضحية يسوع.

نبوءة أشعيا ٥٩: ٢٠ـ ـ "ويأتي الفادي إلى صهيون، وإلى الراجعين عن المعصية من يعقوب، يقول الرب". ولكن لنيل الخلاص، لابد لليهود من أن يؤمنوا بهذا الفادي (نبوءة أشعيا ٢٨: ١٦). تحققت هذه النبوءات في شخص يسوع. ويمكن لجميع اليهود الذين يريدون المغفرة الحصول عليها مجانا من خلاله. لكن أولئك الذين لا يؤمنون سوف يموتون في خطاياهم (إنجيل يوحنا ٨: ٢٤).

يحسن بكل يهودي على وجه الأرض أن يبتهج بقبول بشارة يسوع. لقد أتى مسيحهم، فليقبلوه وليتهللوا به!

[رسالة بولس إلى أهل رومية ١١: ٢٦؛ ٩: ٣٣؛ سفر حبقوق ٢: ٤؛ رسالة بولس إلى أهل غلاطية ٣: ١١]

حقوق الطبع محفوظة ٢٠٠٠، ديڤيد أي. ﭘرات

يسمح للأفراد وكذلك للكنائس المحلية بتوزيع هذا المقال كنسخة مطبوعة أو كبريد الكتروني، بشرط أن يستنسخ بكامله حرفيا وبدون تغيير المحتوى أو تحريف المعنى بأي طريقة كانت، وبشرط أن يظهر اسم المؤلف وعنوان صفحتنا الالكتروني بصورة واضحة (David E. Pratte, https://gospelway.com)، وبشرط عدم فرض أجور مادية من أي نوع كان لهذه المواد. تستطيع الصفحات الالكترونية أن تتبادل الاتصال مع هذه الصفحة ولكن لا يسمح لأي منها أن تعيد إنتاج هذا المقال على صفحات الكترونية أخرى. 

اضغط هنا لدراسة الإنجيل باللغة الانجليزية

 

عد إلى الصفحة الرئيسية من أجل مقالات أخرى لدراسة الإنجيل باللغة العربية.

ترجمة ساهرة فريدريك

Please bookmark our site in your favorites.

THE GOSPEL WAY | COURSES / COMMENTARIES, etc. | BIBLE | SALVATION | CHURCH | CHRISTIAN'S LIFE | GOD | MORALITY | MANKIND | INVITATIONS | FAMILY | CREATION | AUDIO | ARTICLES | TOPICS | RELIGIONS | PUBLICATIONS | VIDEO | GOVERNMENT | EMAIL ARTICLES

Subscribe to our free Bible study email lists. E-mail us at the Gospel Way Gospelway icon

We welcome links to us from other sites :
gospelway.com - The Gospel Way: Free Bible Study Materials & Guides

See our Frequently Asked Questions (FAQ) if you have questions about our site.

Scripture quotations are generally from the New King James Version (NKJV), copyright 1982, 1988 by Thomas Nelson, Inc. used by permission. All rights reserved.

Hit-meter: 51292028