جوهر الروح القدس

هل الروح القدس هو كائن روحي حي في الإلوهية؟

ما هي المصطلحات التي يستخدمها الكتاب المقدس للإشارة إلى الروح القدس؟ هل الروح هو كائن روحي حي منفصل ومتميز عن الله ألآب والابن، أم أن الروح هو مجرد قوة أو صفة من صفات الله؟ هل يمتلك الروح القدس الخصائص المميزة للآلهة، وهل يقوم بأعمال إلهية؟ هل هو أحد الكائنات في الإلوهية؟  

مقدمة:

الغرض من هذه الدراسة هو دراسة طبيعة الروح القدس وبصورة خاصة ما إذا كان الروح القدس كائنا ساميا يمتلك خصائص إلهية بوصفه عضوا في الإلوهية، مثل الله ألآب والله الابن.

إن فهمنا لطبيعة الروح القدس هو محدود بالضرورة.

تفوق الكثير من الأمور حول روحانية الله وطبيعته غير المتناهية، نطاق قدراتنا المحدودة على الفهم كبشر معرضين للخطأ. هل يمكننا الإجابة على كل سؤال حول طبيعة ألآب؟ إذا كان الجواب بالنفي، فلماذا نتوقع أن نتمكن من الإجابة على كل سؤال حول طبيعة الروح القدس؟  

نحن كثيرا ما نشعر بعدم الارتياح عند مناقشة الروح القدس، لأننا ببساطة لم ندرسه دراسة وافية. نحن نتكلم عن ألآب بكثرة بحيث أننا قد ألفنا حقيقة أن هناك الكثير مما لا نعرفه عنه. لكن لما كنا قد أهملنا دراسة الروح القدس، فإننا نشعر بالانزعاج عندما نكتشف مدى ضآلة ما نعرفه عنه. على أن هناك بعض الأمور التي لن نعرفها مطلقا حول هذا الجانب من الأبدية (سفر أيوب ٢٦: ١٤؛ ٣٦: ٢٦؛ ٣٧: ٥، ٢٣؛ ١١: ٧ـ ٩؛ نبوءة أشعيا ٥٥: ٨، ٩؛ سفر تثنية الاشتراع ٢٩: ٢٩).

من ناحية أخرى، هناك الكثير مما يمكننا معرفته عن الإلوهية.

حتى مع قدرتنا المحدودة على الفهم، يمكننا أن ندرك وجود ألآب والابن، تمتعهما بالإلوهية، وامتلاكهما لخصائص إلهية (الأزلية، المعرفة الكلية، القدرة الكلية، إلى آخره). بطريقة مماثلة، نستطيع أن نحدد ما إذا كان الروح القدس يتمتع بالإلوهية ويمتلك خصائص إلهية أم لا. ذلك هو الغرض من هذه الدراسة.


١. أسماء الروح القدس


كثيرا ما يستخدم الإنجيل مصطلحات قابلة للتبادل للإشارة إلى الأشخاص أو الأشياء. على سبيل المثال:

* أطلق على الله اسم يهوه، كلي القدرة، أو الرب العلي.
* أطلق على الكنيسة اسم ملكوت، جسد، بيت، أو عروس.
* أطلق على البشارة اسم العهد الجديد، الحق، كلمة الله، إرادة الله، أو الإيمان.
* أطلق على المسيحيين اسم أبناء الله، تلاميذ، قديسين، أو كهنة.
* أطلق على رعاة الكنيسة اسم أساقفة، مشرفون، قساوسة، أو شيوخ.

في جميع هذه الحالات، تؤكد المصطلحات المختلفة على جوانب مختلفة من نفس الشيء، الشخص، أو المفهوم. بطريقة مماثلة، سنرى أن الكتاب المقدس يستخدم عددا من الأسماء بالتبادل للإشارة إلى الروح القدس.

ا. "لروح القدس" (أو "الشبح المقدس")

من الواضح أن هذا هو التعبير الشائع. سوف نراه يستخدم مرارا خلال تقدمنا في هذه الدراسة.

[سفر المزامير ٥١: ١١؛ نبوءة أشعيا ٦٣: ١٠؛ إنجيل متي ٣: ١١؛ ١٢: ٣٢؛ ٢٨: ١٩؛ إنجيل مرقس ١٢: ٣٦؛ ١٣: ١١؛ إنجيل يوحنا ١٤: ٢٦؛ كتاب أعمال الرسل ١: ٥، ٨؛ ٢: ٤؛ ٥: ٣، ٣٢؛ ٨: ١٤ـ ١٩؛ رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ٦: ١٩]

ب. "روح الحق" و"المعزي".

إنجيل يوحنا ١٤: ١٦، ١٧، ٢٦؛ (١٥: ٢٦؛ ١٦: ٧، ١٣) ـ  وعد يسوع بإرسال "المعزي" أو "روح الحق" إلى الرسل.

لكنه في ١٤: ٢٦ يدعو هذا الذي سوف يرسله "بالروح القدس".

ومن ثم، فإن "روح الحق" و "المعزي" هنا، ما هي إلا أسماء أخرى للروح القدس. يدل هذا على استخدام مصطلحات مختلفة للإشارة إلى الروح القدس.

ج. "الروح"

يطلق على الروح القدس في كثير من الأحيان ببساطة اسم "الروح".

إنجيل متي ٢٢: ٤٣ ـ ـ تكلم داود في سفر المزامير ١١٠: ١ "بوحي من الروح". لكن الآيات الموازية في إنجيل مرقس ١٢: ٣٦ تقول أنه تكلم بوحي من الروح القدس.

إنجيل مرقس ١: ١٠ وإنجيل يوحنا ١: ٣٣ ـ ـ عند تعميد يسوع، نزل "الروح" عليه بهيئة كأنه حمامة. لكن إنجيل لوقا ٣: ٢٢ يقول أن هذا كان الروح القدس.

إنجيل لوقا ٤: ١ ـ ـ كان يسوع ممتلئا من الروح القدس وكان "الروح" يقوده.

كتاب أعمال الرسل ٢: ٤ ـ ـ أمتلئ  الرسل من الروح القدس وأخذوا يتكلمون بلغات غير لغتهم على ما وهب لهم "الروح".

رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ٢: ١٠ ـ ـ تكلم الرسل والأنبياء عن إرادة الله بإلهام من "الروح". لكن آية ١٣(طبعة الملك جيمس الجديدة) وإنجيل يوحنا ١٤:٢٦؛ ١٦: ٧، ١٣ تبين أن هذا كان الروح القدس.  

رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٢: ٧ ـ ١٣ ـ ـ تلقى الرجال المواهب الخارقة من قبل "الروح"، لكن ١٢: ٣ تبين أن هذا هو الروح القدس.

رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ١: ٢٢؛ ٥: ٥ ـ ـ "الروح" هو الضمان أو عربون الميراث الذي جعله الله في قلوبنا. لكن رسالة بولس إلى أهل أفسس ١: ١٣، ١٤؛ ٤: ٣٠ تذكر أن هذا العربون أو الختم هو الروح القدس.

في جميع هذه المقاطع ليس "الروح" ببساطة سوى اسم آخر للإشارة إلى الروح القدس.

لاحظ مع ذلك أن كلمة "الروح" قد تشير في بعض النصوص الأخرى إلى روح غير الروح القدس (طالع رسالة يعقوب ٢: ٢٦؛ إنجيل متي ٢٦: ٤١؛ رسالة بولس إلى أهل أفسس ٤: ٢٣؛ إلى آخره). يجب أن يؤخذ سياق الكلام بعين الاعتبار.

د. "روح الله"

يشار إلى الروح القدس أحيانا "بروح الله"، أو قد يشير الله إلى الروح القدس ﺑ "روحي"، أو قد يشير إليه آخرون ﺑ "روحه" (عند الإشارة إلى الله).

يذكر إنجيل متي ٣: ١٦ أن "روح الله" نزل على يسوع مثل حمامة عند تعميده، لكن تذكر أن إنجيل لوقا ٣: ٢٢ يذكر أن هذا كان الروح القدس.

يقتبس كتاب أعمال الرسل ٢: ١٧، ١٨عن سفر يوئيل ٢: ٢٨، ٢٩ قول الرب "أني أفيض روحي على كل بشر". وقد تحقق هذا بقدوم الروح القدس (الآيتان ٤، ٣٣). 

رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ٢: ١١، ١٢ ـ ـ كشف "روح الله" عن إرادة الله، لكن آية ١٣(طبعة الملك جيمس الجديدة) وإنجيل يوحنا ١٤: ٢٦ تبينان أن هذا يشير إلى الروح القدس.

تجمع رسالة بولس إلى أهل أفسس ٤: ٣٠ بين المصطلحين بعبارة "روح الله القدوس".

يجمع النص في رسالة بولس الأولى إلى أهل تسالونيكي ٤: ٨؛ وسفر المزامير ٥١: ١١؛ وسفر أشعيا ٦٣: ١٠ "الروح القدس" مع "روحي" أو "روحه" عند التحدث عن الله.

يستخدم النص في كتاب أعمال الرسل ٥: ٣، ٩ الروح القدس و"روح الله" بالتبادل.

ومن ثم فإن "روح الله"، "روحي" (المتحدث هو الله)، إلى آخره، ما هي إلا أسماء أخرى للروح القدس. سؤال: هل تستطيع العثور على أي مثال يثبت أن هذه العبارات تشير إلى شخص آخر غير الروح القدس؟

[إنجيل متي ١٢: ١٨، ٢٨ مع نبوءة أشعيا ٤٢: ١؛ إنجيل متي ١٢: ٣٢؛ إنجيل لوقا ٤: ١؛ كتاب أعمال الرسل ١٠: ٣٨]


٢. كائن روحي حي


كأي من كلمات الإنجيل الأخرى، يمكن أن يكون لكلمة "الروح" معاني مختلفة وفقا لسياق الكلام. تأمل بعض الطرق البديلة التي يمكن أن تستخدم فيها كلمة "الروح" في الإنجيل. سوف نتأمل بعد ذلك ما إذا كان أي من هذه المعاني ينطبق على "الروح القدس".

ا. معاني بديلة لكلمة "الروح"

كائن روحي حي

يمكن أن تشير كلمة "الروح" إلى شخص أو إلى كائن حي يمتلك صفات شخص أو كائن حي منفصل ومتميز عن غيره من نفس النوع من الكائنات. يصف الإنجيل أنواعا مختلفة من الكائنات الحية أو أشخاصا هم كائنات روحية (أو في بعض الحالات، كما في حالة الإنسان، روحا تسكن في جسد). 

* الله ألآب ويسوع الابن ــ إنجيل يوحنا ٤: ٢٣، ٢٤؛ إنجيل لوقا ٢٣: ٤٦
* الملائكة ــ الرسالة إلى العبرانيين ١: ١٣، ١٤
* الشياطين والأرواح النجسة ــ إنجيل متي ٨: ١٦؛ ١٢: ٢٤، ٤٣ـ ٤٥؛ إنجيل مرقس ١: ٢٣ـ ٢٧
* البشر ــ رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٥: ٣٥، ٤٤؛ رسالة يعقوب ٢: ٢٦؛ إنجيل لوقا ٨: ٥٥؛ كتاب أعمال الرسل ٧: ٥٩؛ ١٧: ١٦؛ رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ٢: ١١

لاحظ أن روح كل من هذه الكائنات المستقلة هي منفصلة ومتميزة عن بقية الأرواح وعن غيرها من الكائنات الحية. على سبيل المثال، ألآب هو كائن ذو روح منفصلة ومستقلة عن أرواح الملائكة والبشر، إلى آخره، كما أن روح كل ملاك هي منفصلة ومتميزة عن روح ألآب وعن أرواح غيره من الملائكة، إلى آخره.  

الصفات، السجايا، أو الطباع التي يمتلكها الشخص

قد تشير "الروح" بهذا المعنى إلى بعض جوانب شخصية الإنسان، مزاجه، طبيعته، خلقه، إلى آخره. أمثلة: 

إنجيل لوقا ١: ١٧ــ أتى يوحنا "بروح إيليا وقوته".
رسالة بولس إلى أهل رومية ١١: ٨ ــ روح بلادة ("خدر" ـ الطبعة الأمريكية المعتمدة).
رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ٤: ٢١؛ رسالة بولس إلى أهل غلاطية ٦: ١ ــ روح وداعة.
رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس ١: ٧ ــ تتباين روح الخوف مع روح القوة والمحبة والفطنة.
رسالة بطرس الأولى ٣: ٤ ــ روح وداعة وهدوء.

يمكن أعطاء أمثلة كثيرة أخرى. روح الإنسان هي باطن الإنسان ـ الجزء الذي يشعر، يشاء، يحرض، وما إلى ذلك. لذا فإن طبيعة أو حالة الروح تحدد الطابع الحقيقي للإنسان. ومن ثم، تشير كلمة "الروح" إلى مختلف الطباع والسجايا التي تظهرها الروح.

لاحظ أن لكل فرد "روحا" واحدة فقط، بمعنى أنه كائن حي مفرد، إلا أن لديه "أرواحا" كثيرة مختلفة بمعنى مزاياه وطباعه. وفي الواقع فإن روحه (بالمعنى الأخير) يمكن لها أن تتغير بمرور الزمن.

ب. الروح القدس بوصفه كائنا روحيا حيا.

هل الروح القدس هو كائن روحي حي منفصل ومتميز عن الكائنات الروحية الأخرى، مثل ألآب، الملائكة، إلى آخره؟ أم أن الروح القدس هو مجرد خصائص أو طباع يمتلكها الله؟ هل يمكن أن يكون "الروح القدس" مجرد وسيلة للإشارة إلى قدرة، صفات، طبيعة، خصائص، أو ميول الله؟

يمتلك الروح القدس خصائص ومزايا الكائنات الروحية الحية.

تأمل فيما يلي أوصاف الروح القدس. هل من المناسب أن تقال هذه الأشياء لمجرد وصف ميزة أو خاصية؟ أم أن استخدام هذه اللغة يدل على أن الروح القدس هو شخص يمتلك خصائص ومزايا شخصية؟

* إنه يسمع ــ إنجيل يوحنا ١٦: ١٣
* يمكن أن يكذب عليه ــ كتاب أعمال الرسل ٥ : ٣
* إنه يتخذ القرارات بشأن الصواب والخطأ (مثلما يفعل البشر) ــ كتاب أعمال الرسل  ١٥: ٢٨
* يتشفع لنا ــ رسالة بولس إلى أهل رومية ٨ : ٢٦
* له فكر ــ رسالة بولس إلى أهل رومية ٨ : ٢٧
* إنه يحب ــ رسالة بولس إلى أهل رومية ١٥: ٣٠
* إنه يفحص ــ رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ٢: ١٠
* إنه يعرف (كما تعرف روح الإنسان الحي) ــ رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ٢: ١١
* إنه يمنح الهبات ــ رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٢: ٨، ١١
* له مشيئة ــ رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٢: ١١
* إنه يحزن ــ رسالة بولس إلى أهل أفسس ٤: ٣٠ (نبوءة أشعيا ٦٣: ١٠)

ليس الروح القدس مجرد خاصية أو ميزة. لكنه على الأصح كائنا حيا يمتلك صفات شخصية.

[طالع أيضا رسالة بولس إلى أهل رومية ٨: ٢٦، ٢٧؛ رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٢: ٨، ١١؛ ٦: ١١؛ إنجيل متي ١٢: ٣١؛ الرسالة إلى العبرانيين ١٠: ٢٩؛ كتاب أعمال الرسل ٥: ٩؛ ٧: ٥١؛ ٨: ٢٩؛ ١٦: ٦، ٧؛ ١٣: ٢، ٤؛ رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس ٤: ١؛ إنجيل يوحنا ١٥: ٢٦؛ ١٦: ١٣؛ ١٤: ٢٦؛ ١٦: ٧، ٨؛ رسالة بولس إلى أهل أفسس ٣: ٥؛ رؤيا يوحنا ٢٢: ١٧؛ سفر نحميا ٩: ٢٠]

يشار إليه بضمير المذكر

قد لا يكون هذا دليلا حاسما في حد ذاته بمعزل عن النقطة التي قمنا بدراستها توا. لكنه بالإضافة إلى الأدلة أعلاه، يؤكد الطبيعة الشخصية للروح.

إنجيل يوحنا ١٦: ١٣، ١٤ـ ـ فمتى جاء "هو" أي روح الحق، أرشدكم إلى الحق كله، و"هو" (الروح) سيمجدني (يسوع). ("الروح" هي لفظة محايدة في اللغة اليونانية، مع ذلك فإن "هو" تعبر عن ضمير المذكر في كلتا الحالتين).

رسالة بولس إلى أهل أفسس ١: ١٣، ١٤ـ ـ الروح القدس "الذي" هو عربون ميراثنا (طبعة الملك جيمس الجديدة). (هذا هو ضمير مذكر للإشارة إلى "الروح" المحايدة. لكن لاحظ أن بعض المخطوطات تذكر اللفظة المحايدة "أي" ـ الطبعة الأمريكية المعتمدة).

يشار إليه مع ألآب والابن، الذين هما بالتأكيد شخصين حيين.

إنجيل متي ٢٨: ١٩ ـ ـ أوصانا يسوع أن نعتمد باسم ألآب، الابن، والروح القدس. من الواضح أن ألآب والابن هما كائنين روحيين حيين. كيف يمكن أن تكون هذه الوصية معقولة إذا كان الروح القدس هو مجرد قدرة أو خاصية، بدلا من أن يكون كائنا حيا مثل ألآب والابن؟

رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ١٣: ١٤ـ ـ لتكن محبة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس معكم جميعا. طالما أن المسيح والله هما كائنان حيان، كيف يمكن أن يكون هذا القول معقولا إذا كان الروح القدس هو مجرد طبع أو ميزة؟ 

رسالة بطرس الأولى ١: ٢ـ ـ نحن مختارون بسابق علم الله ألآب، وتقديس الروح، لنطيع يسوع المسيح ونطهر برش دمه علينا. ألآب والابن هما كائنين حيين، لذا فلابد أن يكون الروح القدس حيا كذلك. يذكر الثلاثة جميعهم هنا لكونهم مشتركين في خلاصنا الأبدي. 

إنجيل لوقا ٣: ٢١، ٢٢ـ ـ عندما تعمد يسوع، تكلم ألآب من السماء، ونزل الروح القدس بهيئة كأنه حمامة. يدل هذا على أن الروح القدس له حياة بنفسه، مثل ألآب والابن. وقد أتخذ هيئة جسدية منفصلة.

تبين هذه الآيات أن الروح القدس يعمل بالاشتراك مع الأشخاص الآخرين. طالما أنه يتصرف كشخص جنبا إلى جنب مع سائر الأشخاص، يفهم ضمنا من سياق الكلام أنه شخص مثل بقية الأشخاص.

[طالع أيضا إنجيل يوحنا ١٤: ٢٦؛ ١٤: ١٦، ١٧؛ ١٥: ٢٦؛ ٢٠: ٢١، ٢٢؛ كتاب أعمال الرسل ١: ٤، ٥؛ ٢: ٣٢، ٣٣؛ ١٠: ٣٨؛ إنجيل لوقا ١: ٣٥؛ إنجيل يوحنا ٣: ٣٤؛ رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٢: ٤ـ ٦؛ رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ١: ٢١، ٢٢؛ رسالة بولس إلى أهل أفسس ٢: ١٨؛ ٤: ٤ـ ٦]

تدل هذه النقاط مجتمعة على أن الروح القدس هو شخص أو كائن حي. لا يمكن أن يكون مجرد صفة، أو طبع، أو قدرة، أو نفوذ (لا ينفي هذا أنه يمتلك مزايا وطباعا، لكنه أكثر من مجرد صفة أو قدرة). [طالع رسالة بولس إلى أهل رومية ١٥: ١٣، ١٩]

إنه كائن حي. يمتلك خصائص شخصية. يشار إليه بمصطلحات تدل على أنه شخص مستقل. إنه يقوم بأعمال ويتصرف ككائن حي. يوصف ويصنف جنبا إلى جنب مع سائر الكائنات الشخصية الأخرى. نستنتج من هذا أن الروح القدس هو كائن روحي حي، وليس مجرد ميزة أو جزءا من كائن آخر.


٣. تمييزه عن غيره من الكائنات الروحية


طالما أن الروح القدس هو كائن روحي حي، يجب علينا أن نتأمل بعد ذلك ما إذا كان فردا منفصلا ومتميزا عن الكائنات الروحية الأخرى أم لا.

ا. متميز عن الشياطين، البشر، والملائكة

إبليس، الشياطين، والبشر؟

من الواضح أنه يتميز عن إبليس، الشياطين، والبشر، طالما أنه روحا مقدسة بحكم طبيعته. ليس إبليس والشياطين مقدسين، وليس جميع بني البشر مقدسين. لذلك فإن الروح القدس ليس شيطانا أو إنسانا.

الملائكة؟

رسالة بطرس الأولى ١: ١٠ـ ١٢ ـ ـ شأنهم شأن أنبياء العهد القديم، يشتهى الملائكة أن ينظروا في الأمور التي أنبأ بها العهد القديم ولم يتم الكشف عنها حتى العهد الجديد. لكن الروح القدس الذي أرسل من السماء كشف عن هذه الأمور. من الواضح هنا، أن الروح القدس يتميز عن الملائكة بنفس مقدار تميزه عن البشر.

رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ٢: ١٠ـ ١٣ـ ـ لا يعرف الإنسان ما في الله، لكن الروح القدس يعرف ويكشف عما في الله. لكننا نعرف الآن أن الملائكة أيضا لا يعرفون ما في الله حتى يكشف عنه الروح القدس. لذلك، فإن الروح القدس ليس ملاكا، كما أنه بالتأكيد ليس إنسانا.  

يتبع هذه الحقائق أنه، بالإضافة إلى أن الروح القدس ليس ملاكا، فإنه في الواقع فوق مستوى الملائكة، مثلما هو فوق مستوى البشر. [لاحظ أنه لا يمكن للروح أن يكون حيوانا أو نباتا، طالما أن هؤلاء ليس فيهم روح.]

ب. متميز عن الله ألآب ويسوع.

هل الروح القدس هو كيان مستقل ومتميز عن ألآب والابن، أم أنه مجرد اسم آخر، أو ربما جزء من ألآب أو الابن؟

تكون يسوع في أحشاء مريم بقوة الروح القدس إنجيل متي ١: ١٨، ٢٠.

هل كون يسوع نفسه في أحشاء مريم. بالتأكيد لا، فلابد أن يكون الروح القدس شخصا مستقلا ومتميزا عن يسوع. [إنجيل لوقا ١:٣٥]

كان الثلاثة جميعهم حاضرون في معمودية يسوع ـ إنجيل لوقا ٣: ٢١، ٢٢.

كان يسوع على الأرض عند تعميده، تكلم ألآب من السماء وأعلن أن يسوع هو أبنه، وظهر الروح القدس بهيئة كأنه حمامة. الثلاثة جميعهم حاضرون هنا ومتميزون أحدهم عن الآخر. وبالتالي يتميز الروح القدس عن ألآب وعن الابن، تماما كما يتميز الابن عن ألآب.

التجديف على يسوع هو ليس نفسه التجديف على الروح القدس ـ إنجيل متي ١٢: ٣١، ٣٢

يمكن للتجديف على الابن أن يغتفر لكن التجديف على الروح القدس لن يغتفر. لكن إذا كان الروح القدس هو مجرد اسم آخر ليسوع أو مجرد جزء من يسوع، لكان التجديف على الروح القدس إذن تجديفا على يسوع.

المعمودية هي باسم ألآب، الابن، والروح القدس ـ إنجيل متي ٢٨: ١٩.

ألآب والابن هما شخصين منفصلين ومتميزين. ليس الابن مجرد اسم آخر للأب، وهو ليس مجرد جزء من ألآب. لذا وبطريقة مماثلة، ليس الروح القدس مجرد اسم آخر للأب أو الابن، وهو ليس مجرد جزء من ألآب أو الابن. تدرج الآية ثلاثة كائنات روحية حية ومتميزة.

قام ألآب والابن بإرسال الروح القدس

إنجيل يوحنا ١٥: ٢٦؛ ١٦: ٧ ـ ـ عندما كان يسوع على وشك الموت والعودة إلى أبيه في السماء (١٤: ١٢، ٢٨؛ ١٦: ٧، ١٠)، وعد بأنه سوف يرسل الروح القدس بعد حين لإرشاد الرسل. لدينا هنا كائن حي مستقل يرسل كائنا حيا مستقلا آخر للقيام بعمل.

إنجيل يوحنا ١٤: ١٦، ٢٦؛ ١٥: ٢٦ـ ـ أرسل ألآب أيضا الروح. اشترك ألآب والابن كلاهما في إرسال الروح القدس. لكن إذا كان الابن كائنا مختلفا عن الروح القدس وقد أرسل الروح القدس بوصفه كائنا منفصلا، فلابد أن يكون ألآب بالمثل كائنا منفصلا والذي أرسل الروح القدس.

الروح هو معزي أخر بالإضافة إلى يسوع ـ إنجيل يوحنا ١٤: ١٦.

بإرسال الروح القدس، أرسل يسوع (معينا) "آخر". ["آخر" مأخوذة عن كلمة يونانية تعني "واحد آخر من نفس النوع".]

لكن إذا كان الروح القدس هو مجرد اسم آخر ليسوع أو جزء من يسوع، فإنه لم يرسل معينا "آخر" على الإطلاق، لكنه أرسل نفس المعين. 

تدرج رسالة بولس إلى أهل أفسس ٤: ٤ـ ٦ هي الأخرى الروح بشكل منفصل عن ألآب والرب (يسوع).

تذكر هذه الآية سبعة أشياء والتي ليس هناك سوى واحدة فقط من كل منها في خطة الله الحقيقية للوحدة وخلاص الإنسان. لكن كل بند منها منفصل ومتميز عن البنود الأخرى المدرجة:

الجسد ليس هو الرجاء، المعمودية ليست هي الرب، والإيمان ليس هو الله، إلى آخره. بطريقة مماثلة، يتميز الروح الواحد (اسم للروح القدس) عن الرب الواحد (يسوع) وعن الله الواحد وألآب.

رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ١٣: ١٤؛ رسالة بطرس الأولى ١: ٢

تدرج كل من هذه الآيات الروح القدس إلى جانب ألآب والابن. لكن ألآب والابن هما كائنين روحيين حيين ومنفصلين عن بعضهما البعض، لذا فلابد أن يكون الروح كذلك أيضا.

وبالتالي فإن الروح القدس هو كائن روحي حي منفصل، مثل ألآب والابن تماما. لكنه ليس ألآب أو الابن، وهو كذلك ليس مجرد جزء من ألآب أو الابن. بل هو على الأصح، شخص متميز. إذا استطعنا أن نفهم أن ألآب والابن يمكن أن يتواجدا كشخصين منفصلين، يمكننا عندئذ أن نفهم أن الروح القدس يمكنه أن يتواجد كشخص منفصل.

[كتاب أعمال الرسل ١٠: ٣٨]


٤. إلوهية الروح القدس


إذا كان الروح القدس كائنا روحيا حيا، لكنه ليس ألآب أو الابن، فما هو المنصب الذي يشغله؟ ما هو مستوى السلطة التي يمتلكها وكيف ينبغي أن ينظر إليه؟

ا. إنه ليس شيطانا، إنسانا، أو ملاكا.

الروح القدس هو كائن روحي حي، لكننا أثبتنا أنه ليس بشيطان، أو بإنسان، أو بملاك. المركز الوحيد المتبقي هو ذاك الذي للإله.

لا يصف الإنجيل أي نوع آخر من الكائنات الروحية ما عدا تلك التي ذكرناها. طالما أن الروح القدس ليس من هذه الأنواع الأخرى من الكائنات، فلابد أنه إله.

علاوة على ذلك، قد درسنا أنه فوق كل هذه المستويات الأخرى من الكائنات، يؤكد هذا على أن منصبه لابد أن يكون إلهيا. أولئك الذين يعتقدون خلاف ذلك يجب عليهم أن يثبتوا وجود مراتب أخرى من السلطة.

ب. يشار إليه بعبارات تدل على الإلوهية.

كتاب أعمال الرسل ٥: ١ـ ١١

كذب حننيا على الروح القدس ـ آية ٣.

وبذلك فقد كذب، لا على الناس، بل على الله ـ آية ٤.

لذلك، يشترك الروح القدس في صفاته وطبيعته مع الله، وليس مع البشر. إنه يتمتع بالإلوهية. الكذب عليه هو كالكذب على الله.

إنه "روح الله".

أشرنا عند دراسة أسماء الروح، إلى المقاطع التي سمي فيها الروح القدس ﺑ "روح الله" (طالع إنجيل متي ٣: ١٦، قارن إنجيل لوقا ٣: ٢٢؛ رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ٢: ١١، ١٢، قارن إنجيل يوحنا ١٤: ٢٦؛ رسالة بولس إلى أهل أفسس ٤: ٣٠). لكن كيف يمكنه أن يكون "روح الله" ما لم يشارك في خصائص وطبيعة الله؟  

تمتلك روح الإنسان طبيعة وخصائص تشترك فيها مع سائر البشر ـ البشرية. تمتلك روح الشيطان طبيعة وخصائص تشترك فيها مع سائر الشياطين ـ ما هو شيطاني. تمتلك روح الملاك طبيعة وخصائص تشترك فيها مع سائر الملائكة ـ ما هو ملائكي. يتبع ذلك بالضرورة أنه لا يمكن للروح القدس أن يكون "روح الله" إلا إذا امتلك وشارك في طبيعة الله ـ الإلوهية.

لكننا أثبتنا بالفعل أن الروح القدس هو كائن روحي حي، وأنه كائن متميز عن ألآب والابن. وبالتالي فإن الروح القدس هو كائن روحي حي يمتلك طبيعة وخصائص إلهية. إنه أحد الكائنات في الإلوهية، تماما مثل ألآب والابن.

ج. يتمتع بصفات الله ويعمل أعمال الله.

الخلق، ديمومة الخلق، والوجود الأزلي

سفر التكوين ١: ٢ ـ ـ كان روح الله (الروح القدس) حاضرا في الخلق ومشتركا فيه، بالتساوي مع ألآب والابن.

سفر المزامير ١٠٤: ٣٠ ـ ـ يصف سياق الكلام عناية الله بالحيوانات والمخلوقات. إنه يرسل روحه فيخلقون ويتجددون.

سفر أيوب ٢٦: ١٣ ـ ـ  بروحه زين السماوات.

[سف أيوب ٣٣: ٤؛ ٣٤: ١٤، ١٥]

حاضر في كل مكان

سفر المزامير ١٣٩: ٧ـ ١٢ ـ ـ يوصف الله بأنه كلي المعرفة (الآيات ١ـ ٦) وحاضر في كل مكان، يتساءل داود، "أين أذهب من روحك؟" ثم يصف كيف أن الروح يستطيع أن يراه في كل مكان.

كلي المعرفة ومصدر الوحي

إنجيل مرقس ١٣: ١١ـ ـ عندما تكلم الرجال الملهمون عن الله، لم يكونوا هم المتكلمين بل الروح القدس. 

إنجيل يوحنا ١٦: ١٣ـ ـ أرشد الروح، أولئك الذين أوحي إليهم، إلى الحق كله. إنه يعرف كل شيء وهو مصدر كل المعرفة. هذا هو بالتأكيد عمل إلهي. هل يمكن إطلاق هذه الصفات على كائن لا يتمتع بالإلوهية؟ [١٤: ١٦، ١٧، ٢٦؛ ١٥: ٢٦؛ ١٦: ٧ـ ١٤]

كتاب أعمال الرسل ١: ١٦ـ ـ تكلم الروح القدس بلسان داود. [إنجيل مرقس ١٢: ٣٦؛ كتاب أعمال الرسل ٢٨: ٢٥؛ الرسالة إلى العبرانيين ٣: ٧] 

رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ٢: ١٠ـ ١٤ـ ـ يعرف الروح القدس (آية ١٣) ما في أعماق الله ويكشفه للبشر (كما يعرف روح الإنسان فكره).

رسالة بولس إلى أهل أفسس ٣: ٣ـ ٥ ـ ـ كشف الروح عن سر المسيح، الذي لم يطلع عليه بنو البشر في القرون الماضية.   

رسالة بطرس الثانية ١: ٢١ـ ـ لم تأت نبوءة قط بإرادة بشر، لكن الروح القدس حمل بعض الناس على أن يتكلموا من قبل الله. 

رسالة الكتاب المقدس هي رسالة الله (رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس ٣: ١٦)، لكن الروح القدس هو المصدر القادر على الكشف عنها.

تصرف الرجال كناطقين رسميين أو رسل، لكنهم أوضحوا أنها هذه لم تكن رسالتهم. لم يكونوا هم مصدرها أو أساسها، كما أنها لم تستند إلى سلطانهم. لكن عمل الروح القدس يتباين مع عمل المعلمين من بني البشر، في أن الروح (جنبا إلى جنب مع ألآب والابن) هو مصدر الرسالة والسلطة من ورائها. يضع هذا الروح القدس بمستوى الآلهة، وليس بمستوى الكائنات الأدنى. إنه يعزو إلى الروح القدس أعمال وقدرات الله.

[نبوءة أشعيا ٤٠: ١٣]

قدرة كلية وسلطان مطلق

المعجزات

يتحدث الإنجيل عن الروح القدس بوصفه مصدر المعجزات، لكن المعجزات هي الإثبات على قدرة الله.

إنجيل متي ١: ١٨ـ ٢٠ـ ـ حبلت مريم في الولادة العذرية بقوة الروح القدس.

كتاب أعمال الرسل ١: ٨؛ ٢: ٤، ٣٣ ـ ـ حل الروح القدس على الرسل ومنحهم القدرة على التحدث بالألسن. [ ١٠: ٤٤ـ ٤٦؛ ١٩: ٦]

الرسالة إلى العبرانيين ٢: ٣، ٤ ـ ـ شهد الله على الرسالة التي نقلها الرسل بالعلامات، العجائب، المعجزات، ومواهب الروح القدس.

رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٢: ٤ـ ١١ ـ ـ جميع القدرات الخارقة هي من الروح (الروح القدس ـ آية ٣). فقد وزع هذه المواهب على البشر بحسب مشيئته.

من هو الذي، إلى جانب الله، يمكن أن يتكلم عنه الإنجيل على هذا النحو باعتباره مصدر المعجزات؟ هل يمكن لأي إنسان أو ملاك أن يوزع مثل هذه القدرات بحسب مشيئته؟  

كثيرا ما أتى الرجال بالمعجزات، لكنهم نفوا مرارا وتكرارا أنهم كانوا مصدر تلك القوة (قارن كتاب أعمال الرسل ٣: ١٢؛ ٤: ١٠). بحكم طبيعة المعجزات نفسها والغرض منها، لابد أن يكون مصدرها هو الله ـ الإلوهية. مع هذا يرد ذكر الروح القدس مرارا وتكرارا على أنه مصدر هذه السلطة. هذا دليل على الإلوهية.

المعمودية

إنجيل متي ٢٨: ١٩ ـ ـ أوصيت جميع الأمم بالتعمد باسم ألآب والابن والروح القدس. تضع هذه الآية الروح القدس على قدم المساواة مع ألآب والابن في السلطة. المعمودية هي باسم الثلاثة جميعهم. اسم أو سلطان الروح القدس هو أساس المعمودية جنبا إلى جنب مع ألآب والابن.

لإدراك أهمية هذا الأمر، هل أوصى الله في أيما وقت مضى بعمل شيء ما باسم ألآب، الابن، وأحد البشر أو حتى الملائكة؟ هذه سذاجة إلى درجة التجديف. إذا كنا نعمل شيئا ما باسم الله فما هي أهمية إضافة أسم أي إنسان أو ملاك؟

قارن رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١: ١٠ـ ١٣ ـ ـ انقسم أهالي كورينثوس بسبب إتباعهم للمبشرين بدلا من يسوع. يعلمهم بولس في الفصول ١ـ ٤ أهمية التأكيد على الله وليس على البشر، طالما أن البشر هم مجرد ناقلين للرسالة (٣: ٣ـ ١١؛ ٤: ١، ٢). ينبغي علينا أن نمجد الرب، وليس البشر (١: ٢٩، ٣١؛ ٢: ٥؛ ٣: ٢١).

على سبيل المثال، يتساءل بولس إذا كان قد صلب من أجلنا (آية ١٣). لا، فالمعبود هو المهم، وليس الإنسان. تمجيد أي إنسان أو ملاك كما لو كان قد مات من أجلنا يعتبر تجديفا.

ثم يسأل ما إذا كنا قد تعمدنا باسم بولس (آية ١٣). مرة أخرى، ينبغي أن نمجد الله، لأننا تعمدنا باسم الله. المعمودية باسم أي كائن غير الله تعتبر تجديفا. لكننا تعمدنا باسم الروح القدس مع ألآب والابن. لذلك، يتمتع الروح القدس بالإلوهية مثل ألآب والابن تماما.

يعمل الروح القدس ويمتلك أسما/سلطانا لا يمتلكه سوى الله وحده. لذلك، فإن الروح القدس هو إله.

[إنجيل متي ١٢: ٢٨؛ رسالة بولس إلى أهل رومية ١٥: ١٩؛ رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ١٣: ١٤]

المغفرة، الفداء، والتقديس

إنجيل متي ٢٨: ١٩ـ ـ نحن نعتمد باسم ألآب والابن والروح القدس. لكن ما هو الغرض من المعمودية؟ مغفرة الخطايا! طالع إنجيل مرقس ١٦: ١٥، ١٦؛ كتاب أعمال الرسل ٢: ٣٨؛ ٢٢: ١٦؛ رسالة بولس إلى أهل رومية ٦: ٣، ٤؛ رسالة بولس إلى أهل غلاطية ٣: ٢٧؛ رسالة بطرس الأولى ٣: ٢١. إذن، يقف سلطان واسم الروح القدس وراء مغفرة خطايانا، بالتساوي مع ألآب والابن.

لكن لا أحد يقدر أن يغفر الخطايا غير الله وحده ـ إنجيل مرقس ٢: ٥ ـ ٧. طالما أن المعمودية تغفر الخطايا، فإن المعمودية باسم أي شخص آخر ما عدا الله تعتبر كفرا! لكننا نعتمد باسم الروح القدس ، بالإضافة إلى ألآب والابن؛ وبالتالي فإن الروح القدس هو إله. [قارن رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٢: ١٣]

رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ٦: ١١ ـ ـ قد بررنا باسم الرب يسوع وبروح إلهنا (الروح القدس). وبالتالي فإن الروح القدس يبرر من الخطيئة، لكن الله هو الوحيد القادر على التبرير من الخطيئة. لذلك فالروح القدس هو إله.

رسالة بطرس الأولى ١: ٢ـ ـ نحن مختارون بسابق علم ألآب، وتقديس الروح، لنطيع يسوع ونطهر بدمه. مرة أخرى، تشترك الكائنات الثلاثة جميعا في خلاصنا. لكن التقديس هو بالتأكيد أمر ضروري لخلاصنا مثله مثل اختيارنا ودم يسوع. لا يستطيع أحد القيام بهذا سوى الله. يشرك هذا المقطع الروح في عمل خلاصنا بالكامل مثله مثل الكائنات الإلهية الأخرى.  

رسالة بولس إلى أهل رومية ١٥: ١٦ـ ـ يقبل الله الوثنيين، لأن الروح القدس قد قدسهم.   

يمتاز الروح القدس بخصائص يمتلكها الله وحده ويقوم بأعمال لا يستطيع أحد القيام بها سوى الله. لذلك، يمتلك الروح القدس الإلوهية مثل ألآب والابن تماما.

[رسالة بولس الثانية إلى أهالي تسالونيكي ٢: ١٣؛ رسالة بولس إلى أهل غلاطية ٦: ٨؛ رسالة بولس إلى أهل أفسس ٢: ١٨]

خاتمة

تبين دراسة الروح القدس أنه أكثر من مجرد قوة أو صفة من صفات الله، لكنه كائن روحي حي يتحلى بصفات شخصية. إنه ليس مجرد اسم آخر للأب أو الابن، وهو ليس مجرد جزء منهما، لكنه كائن منفصل ومتميز عن كل منهما.

كما أنه يتمتع بخصائص ويقوم بأعمال لا يقوم بها سوى الله. يشار إليه بصفة إله ويصنف مع الآلهة جنبا إلى جنب مع ألآب والابن. لذا فهو عضو في كيان الله.

يمكننا أن نفهم أن ألآب والابن هما كائنين روحيين حيين ومتميزين، مع هذا يمتلك كل منهما الإلوهية، وينبغي لذلك أن ينظر إليهما باعتبارهما الله. بنفس الطريقة ينبغي علينا أن نفهم أن الروح القدس هو فرد ثالث متميز يمتلك الإلوهية أيضا. ومن ثم، فإن الله الذي نعبده يتألف من ثلاثة كائنات مستقلة ومتميزة، لكنهم يشكلون معا الإله الحقيقي الواحد والحي.

حقوق الطبع محفوظة ٢٠٠٣، ديڤيد أي. پرات

يسمح للأفراد وكذلك للكنائس المحلية بتوزيع هذا المقال كنسخة مطبوعة أو كبريد الكتروني، بشرط أن يستنسخ بكامله حرفيا وبدون تغيير المحتوى أو تحريف المعنى بأي طريقة كانت، وبشرط أن يظهر اسم المؤلف وعنوان صفحتنا الالكتروني بصورة واضحة (David E. Pratte, https://gospelway.com)، وبشرط عدم فرض أجور مادية من أي نوع كان لهذه المواد. تستطيع الصفحات الالكترونية أن تتبادل الاتصال مع هذه الصفحة ولكن لا يسمح لأي منها أن تعيد إنتاج هذا المقال على صفحات الكترونية أخرى. 

اضغط هنا لدراسة الإنجيل باللغة الانجليزية

 

عد إلى الصفحة الرئيسية من أجل مقالات أخرى لدراسة الإنجيل باللغة العربية.

ترجمة ساهرة فريدريك

Please bookmark our site in your favorites.

THE GOSPEL WAY | COURSES / COMMENTARIES, etc. | BIBLE | SALVATION | CHURCH | CHRISTIAN'S LIFE | GOD | MORALITY | MANKIND | INVITATIONS | FAMILY | CREATION | AUDIO | ARTICLES | TOPICS | RELIGIONS | PUBLICATIONS | VIDEO | GOVERNMENT | EMAIL ARTICLES

Subscribe to our free Bible study email lists. E-mail us at the Gospel Way Gospelway icon

We welcome links to us from other sites :
gospelway.com - The Gospel Way: Free Bible Study Materials & Guides

See our Frequently Asked Questions (FAQ) if you have questions about our site.

Scripture quotations are generally from the New King James Version (NKJV), copyright 1982, 1988 by Thomas Nelson, Inc. used by permission. All rights reserved.

Hit-meter: 51292158