يقول البعض أن كتبة الإنجيل لم يزعموا مطلقا بأنهم قد كتبوا بإيحاء وتوجيه مباشر من الله، وينفون أن يكون الله أو كتبة الإنجيل قد نظروا إلى الكتاب المقدس باعتباره كشف عن فكر الله الذي ينبغي علينا أن نتبعه كنموذج لحياتنا، وعلى هذا النحو، فإنهم ينكرون عصمة ونزاهة الوحي الشفهي للكتاب المقدس.
يقول آخرون أن الإنجيل موحى به في أن الكتبة قد دونوا بعض أفكار الله، لكنهم ربما أضافوا إليها بعضا من أفكارهم البشرية الخاصة. على سبيل المثال، ربما أوحى الله إلى الرجال بالأفكار القويمة، لكنه ترك لهم حرية التعبير عن تلك الأفكار كما يحسن في نظرهم.
يقول فريق آخر أن كتبة الإنجيل ينطقون بالحق في مسائل الإيمان والأخلاق، لكن عندما يتكلمون في التاريخ والعلوم فإنهم يفعلون ذلك كبشر وقد يخطئون. لذلك، لا يمكن القبول باعتبارات الإنجيل للمعجزات ولحياة بعض شخصياته على أنها اعتبارات صحيحة بالضرورة.
يترتب على مثل هذه الآراء بخصوص الوحي أنه ربما وجدت بعض الأخطاء في الكلمات التي كتبها الرجال "الملهمون": قد نستطيع، بل وينبغي علينا، أن نرفض بعض أجزائه باعتبارها غير صحيحة. يطلق على مثل هذه الآراء اسم "عصرية" أو "تحررية". على الرغم من أن أولئك الذين يؤيدون هذه الآراء لا يزالون يزعمون أنهم مسيحيون وأنهم يؤمنون بالله والمسيح والإنجيل.
تتناول هذه الدراسة السؤال الأساسي: بأي معنى، أو إلى أي مدى أوحي بالإنجيل؟ ١) هل ادعى كتبة الإنجيل تلقيهم للوحي حقا؟ وهل قالوا أن ما كتبوه هو إرادة الله؟ ٢) هل أوحى الله فعلا بالكلمات التي اختارها الرجال في التعبير عن التعاليم (الإيحاء الشفهي)؟ ٣) هل يمكن أن تكون بعض الكلمات في كتابات هؤلاء الرجال صحيحة ودقيقة، لكن بعضها الآخر غير صحيح بطريقة ما؟ أم أن الإنجيل هو وحي معصوم ومنزه عن الخطأ؟
لاحظ الموضوع كما توجزه لنا رؤيا يوحنا ١٩: ٩ ـ "هذه هي كلمات الله الحقيقية".
رؤيا يوحنا ١٩: ٩ـ ـ ادعى يوحنا أن "هذه هي كلمات الله الحقيقية".
تأمل ماذا ادعى كتبة آخرون للإنجيل حول كتاباتهم. هل ادعوا فعلا أن الله قد أوحى لهم بكتاباتهم أم أن هذا هو شيء نسبه إليهم بعض العصريون من الناس على الرغم من أن الكتبة أنفسهم لم يزعموا ذلك مطلقا؟ هل هناك مجرد مرجع أو مرجعين بهذا الشأن، أم أن هناك العديد من هذه الادعاءات؟
نبوءة أشعيا ١: ٢ـ ـ إن الرب
قد تكلم.
نبوءة إرميا ١٠: ١، ٢ـ ـ اسمعوا
الكلمة التي تكلمها الرب. هكذا قال الرب ...
نبوءة حزقيال ١: ٣ـ ـ جاءت كلمة
الرب خصيصا.
سفر هوشع ١: ١، ٢ـ ـ كلمة الرب
التي كانت ... بدء كلام الرب بلسان هوشع، قال الرب ...
سفر يونان ١: ١ـ ـ كانت كلمة الرب
إلى يونان.
سفر ميخا ١: ١ـ ـ كلمة الرب التي
كانت إلى ميخا.
سفر زكريا ١: ١ـ ـ كانت كلمة الرب
إلى زكريا.
[طالع أيضا سفر يوئيل ١: ٢؛ سفر عاموس ١: ٣، ٦، إلى آخره؛ سفر عوبديا ١: ١؛ سفر صفنيا ١: ١؛ سفر حبقوق ٢: ٢؛ سفر تثنية الاشتراع ٣٠: ٩، ١٠؛ سفر العدد ١٢: ٦ـ ٨؛ ٢٣: ٥، ١٢، ١٦، ١٩؛ بالإضافة إلى المراجع في الأقسام الأخرى]
رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٤: ٣٧ـ ـ ما اكتب به إليكم هو وصايا الرب.
رسالة بولس إلى أهل أفسس ٣: ٣ـ ٥ ـ ـ صارت الأشياء التي كتبها بولس معروفة لديه من قبل الوحي. لم تكن هذه الأمور معروفة سابقا لكن الروح كشف عنها الآن إلى الرسل والأنبياء.
رسالة بولس الأولى إلى أهل تسالونيكي ٤: ١٥ـ ـ إننا نقول لكم عن قول الرب.
رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس ٤: ١ـ ـ يقول الروح صريحا.
[رسالة بولس الثانية إلى أهل تسالونيكي ٣: ١٢؛ إنجيل يوحنا ١٢: ٤٨ـ ٥٠؛ كتاب أعمال الرسل ١٦: ٣٢؛ رسالة بولس إلى أهل رومية ١: ١٦؛ رسالة بولس الأولى إلى أهل تسالونيكي ١: ٥]
إنجيل متي ١: ٢٢ـ ـ استشهد متي بما قاله الرب على لسان النبي.
إنجيل متي ٢: ١٥ـ ـ فقرة أخرى تكلم بها الرب على لسان النبي.
كتاب أعمال الرسل ١: ١٦ـ ـ تكلم الروح بلسان داود.
كتاب أعمال الرسل ٢٨: ٢٥ـ ـ قال الروح القدس ... بلسان النبي أشعيا.
الرسالة إلى العبرانيين ١: ١، ٢ـ ـ كلم الله الآباء قديما بالأنبياء، لكنه يكلمنا الآن بابنه.
إنجيل متي ١٥: ٤ـ ـ أكد يسوع نفسه أن الكتب المقدسة كانت من عند الله، فقد استشهد بالشريعة التي كشفها موسى وقال أنها ما أمر به الله.
إنجيل متي ٢٢: ٢٩ـ ٣٢ـ ـ قال يسوع أن ما يقرءونه في الكتب المقدسة هو أقوال الله.
إنجيل لوقا ١٠: ١٦ـ ـ أكد يسوع وحي العهد الجديد لأنه قال للرسل الذين كتبوه: من سمع إليكم، سمع إلي؛ ومن أعرض عنكم أعرض عني وأعرض عن الذي أرسلني.
إنجيل يوحنا ١٦: ١٣ـ ـ وعد يسوع الرجال الذين كتبوا العهد الجديد أن الروح سيرشدهم إلى الحق كله.
الشك، أو إنكار أن كتبة الإنجيل قد تكلموا من قبل الله، إنما هو إنكار ورفض لصدق عباراتهم عن أنفسهم، وعن بعضهم البعض، ولعبارات يسوع عن الكتاب المقدس.
[إنجيل متي ١٩: ٤ـ ٦؛ إنجيل يوحنا ١٠: ٣٥؛ سفر أخبار الأيام الثاني ٣٤: ١٤ـ ١٩؛ نبوءة أشعيا ٢: ١ـ ٣؛ إنجيل متي ٢٢: ٤٣؛ رسالة بولس إلى أهل رومية ١: ١، ٢؛ الرسالة إلى العبرانيين ٣: ٧؛ رسالة بطرس الأولى ١: ١٠ـ ١٢؛ رسالة بطرس الثانية ١: ٢٠؛ ٣: ١٥؛ كتاب أعمال الرسل ٤: ٢٤]
يعتقد البعض أن الكتبة قد كتبوا بعضا من أفكارهم الخاصة. وفقا لهذا الاعتقاد، فقد يحتوي الإنجيل على بضعة أمور من الله، لكنه قد يضم أيضا بضعة أمور وضعها الكتبة دون توجيه أو وحي من الله. ماذا يقول كتبة الإنجيل عن هذا؟
نبوءة إرميا ١٤: ١٤ـ ـ إذا تكلم رجل كما لو أن لديه رسالة من الله، مع أن الله لم يكلمه بها حقا، ولم تكن هذه الرسالة إلا من بنات أفكاره، فإن هذا الرجل هو نبي مزيف ويستحق العقاب والرفض لأنه ليس نبيا (٢٣: ١٦، ٢٦؛ نبوءة حزقيال ١٣: ٢ـ ٧، ١٧).
من الواضح أنه، إذا كان كتبة الإنجيل قد كتبوا رسالة من أفكارهم الخاصة، فإن من شأن كلماتهم ذاتها أن تدينهم بوصفهم أنبياء مزيفين.
نبوءة حزقيال ٣: ٢٦، ٢٧ـ ـ لم يسمح للنبي أن يتكلم حتى يفتح الله فمه ... وعندما سمح له الله بالكلام قال، هكذا يقول السيد الرب.
إنجيل متي ١٠: ١٩، ٢٠ـ ـ لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم يتكلم بلسانكم.
رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ٢: ٤، ٥ ـ ـ لم يعتمد بولس في تبشيره على أسلوب الإقناع بالحكمة، لكيلا يستند إيمانهم إلى حكمة الناس بل إلى قدرة الله. يستند الإيمان إلى الرسالة المبشر بها (رسالة بولس إلى أهل رومية ١٠: ١٧). إذا كان الإنسان هو أصل الرسالة، آمن الناس بذلك الإنسان الذي صدرت عنه. لم يشأ بولس خصيصا أن يستند إيمانهم إلى الحكمة البشرية بل إلى حكمة وقدرة الله.
رسالة بولس إلى أهل غلاطية ١: ٨ ـ ١٢ـ ـ لم تؤخذ البشارة عن إنسان، بل بوحي من يسوع. من بشر ببشارة أخرى فليكن ملعونا. وعليه، إذا بشرنا برسالة مصدرها الإنسان جلبنا على أنفسنا لعنة الله.
رسالة بولس الأولى إلى أهل تسالونيكي ٢: ١٣ـ ـ ليست الرسالة كلمة بشر بل كلمة الله.
رسالة بطرس الثانية ١: ٢٠، ٢١ـ ـ لم تأت النبوءة قط بإرادة بشر، لكن الروح القدس حمل بعض الناس على أن يتكلموا من قبل الله.
رؤيا يوحنا ٢٢: ١٨، ١٩ـ ـ إذا زاد أحد تعاليمه إلى هذا الكتاب، زاده الله من النكبات الموصوفة فيه. لم يحظر على الرجال كتابة شيء بدافع من حكمتهم البشرية فقط، بل حرم عليهم أيضا إضافة شيء بشري إلى رسالة الله.
قال الكتبة أنفسهم أنهم لم يكتبوا أفكارا بشرية، بل إرادة الله. وقالوا أن من شأن لعنة الله أن تحل على أي شخص وضع فيه أفكارا بشرية، وأنه يستحق الهلاك. إذا زعمنا أن هناك أفكارا بشرية في هذه الكتابات، فإننا بذلك ندعو هؤلاء الرجال كذابين، ومعلمين مزيفين يستحقون العقوبة.
[سفر العدد ٢٢: ٣٥؛ الفصل الثالث والعشرين (أنظر أدناه)؛ سفر تثنية الاشتراع ١٨: ١٨ـ ٢٢؛ إنجيل متي ١٥: ٩]
لم يدعي الكتبة أن جزءا من كتاباتهم كان تعبيرا عن إرادة الله لكن جزءا منها لم يكن، بل ادعوا أن كل شيء كتبوه كان من عند الله، لذا كان كله موثوق.
حظر على الكتبة إضافة أي شيء بشري. وعليه، إذا أضافوا شيء بشري، حلت عليهم اللعنة. من هذا المنطلق، إن لم يكن أي منه بشري، فلابد أن يكون بأجمعه من عند الله.
سفر الخروج ٢٤: ٣، ٤، ٧، ٨ ـ ـ شملت إرادة الله كل ما كتب. وافق الشعب على العمل بكل ما تكلم به الرب. لا تحمل تعاليم البشر أية سلطة توجب على الناس إطاعتها دينيا (إنجيل متي ١٥: ٩). إذا توجب إطاعته كله، فلابد أن يكون كله من عند الله.
سفر تثنية الاشتراع ١٧: ١٨ـ ٢٠ـ ـ كان على الملك أن ينسخ لنفسه نسخة من الشريعة حافظا كل ما كتب فيها.
سفر يشوع ١: ٧، ٨ ـ ـ كان على يشوع أن يعمل بكل ما كتب في سفر التوراة.
إنجيل متي ٤: ٤ـ ـ يجب على الإنسان أن يحيا بكل كلمة تخرج من فم الله.
رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس ٣: ١٦، ١٧ـ ـ كل ما كتب هو من وحي الله، يفيد في التعليم والإعداد لكل عمل صالح.
الإيمان بأن علينا أن نطيع كل ما يتطلبه منا الكتاب المقدس، يسير يدا بيد مع الإيمان بأن الكتاب المقدس بأجمعه هو كلام الله. من الثابت أنه، عندما يقول الناس أن بعض أجزاء الكتاب المقدس ليست من عند الله أو أنها ليست دقيقة، فسرعان ما تجد أن هناك متطلبات إنجيلية لا يرغبون في إطاعتها.
ما لم تؤمن حقا بأن الكتاب المقدس هو بأجمعه كلمة الله، فليس هناك ببساطة ما يدعوك إلى الإيمان بأنه يجب عليك إطاعة جميع متطلباته. تؤكد مقاطع الإنجيل التي تدعو إلى وجوب طاعته كله، على أنه بالضرورة، كله من وحي الله.
رسالة بطرس الثانية ١: ٢٠، ٢١ـ ـ ما من نبوءة في الكتاب تقبل تفسيرا يأتي به أحد من عنده؛ إذ لم تأت نبوءة قط بإرادة بشر، لكن الروح القدس حمل بعض الناس على أن يتكلموا. تأمل أهمية "التفسير" هنا. يظهر السياق أن الآيات تشير إلى الأنبياء الذين كتبوا الكتب المقدسة، وليس إلى قراء الكتاب المقدس.
ملاحظة: (يفسر هذا العبارة السابقة) إذ لم تأت النبوءة قط بإرادة بشر، لكن الرجال تكلموا كما حركهم الروح القدس. تناقش هذه الآيات كيف أتت النبوءة وكيف تكلم الأنبياء، وليس كيفية دراستها.
إذا كان الله قد اكتفى بإعطاء الأفكار التي فسرها الأنبياء بأفضل ما يستطيعون، لأصبح الكتاب المقدس قابلا للتفسير الخاص (مثل الفرق بين ما يقوله رئيس الدولة وما يقوله المعلقون على الأنباء حول ما قاله الرئيس)! لكن هذا ليس هو الحال مع أية آية أو أية نبوءة.
بدلا من ذلك، تكلم الرجال كما حركهم الروح القدس. حملهم الروح معه إلى وجهة من اختياره هو، وليست من اختيار الأنبياء (مثلما يحمل الإنسان عبئا ـ إنجيل لوقا ٢٣: ٢٦، أو مثلما توجه الريح السفينة ـ كتاب أعمال الرسل ٢٧: ١٥، ١٧). يفند هذا المقطع بشكل مباشر الرأي القائل بأن الله أعطى الرجال أفكارا فسروها هم بأفضل ما تستطيعه الحكمة الإنسانية.
رسالة بطرس الثانية ٣: ١٥، ١٦ـ ـ ينطبق مفهوم الوحي هذا على العهد الجديد أسوة بالقديم، لأن بطرس قال في وقت لاحق من نفس الكتاب أن رسائل بولس في العهد الجديد هي مثل "الكتب المقدسة الأخرى". [قارن رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس ٥: ١٨ بإنجيل لوقا ١٠: ٧]
[إنجيل يوحنا ١٤: ٢٦؛ ١٦: ١٣؛ سفر تثنية الاشتراع ٣١: ٩ـ ١٣؛ ١٨: ١٨ـ ٢٢؛ سفر يشوع ٢٣: ٦؛ نبوءة إرميا ٢٥: ١٣؛ ٣٠: ١ـ ٤؛ ٢٦: ١ـ ٤؛ كتاب أعمال الرسل ٣: ٢٢، ٢٣؛ إنجيل متي ٢٨: ١٨ـ ٢٠]
رؤيا يوحنا ١٩: ٩ـ ـ هذه هي بحق أقوال ("كلمات" ـ الطبعة الأمريكية المعتمدة) الله. لم يكتفي الله بمجرد إعطاء الأفكار ثم سمح للرجال باختيار الكلمات للتعبير عنها. وجه الله الرجال إلى اختيار الكلمات ذاتها بحيث أن كل كلمة هي الكلمة التي أرادها الله، وليست الكلمات التي اختارها الرجال بحكمتهم البشرية. هذا هو بالضبط ما تقوله رسالة بطرس الثانية ١: ٢٠، ٢١. لاحظ بعض المقاطع أخرى.
سفر الخروج ٤: ١٤ـ ١٦؛ ٧: ١، ٢ـ ـ في دعوة موسى، حدد الله عمل النبي. كان هارون "نبيا" لموسى مثلما كان موسى نبيا لله. النبي هو الناطق بلسان شخص آخر. يضع باعث الرسالة كلماته في فم النبي.
النقطة الأساسية هي أن موسى ادعى أنه ثقيل اللسان. فقد ظن أن من واجبه التعبير عن الأفكار التي أعطاها الله إياه (مثلما يظن بعض الناس اليوم). قال الله أنه سيكون مع فم النبي. لم يترك الله قرار اختيار الكلمات إلى النبي. إنه ينطق بالكلمات التي وضعها الله في فمه فحسب.
سفر الخروج ٢٤: ٣، ٤، ٨ ـ ـ قص
موسى على الشعب جميع أقوال الرب.
سفر تثنية الاشتراع ١٨: ١٨ـ ٢٢ـ ـ
جعل الله كلامه في فم النبي.
سفر صموئيل الثاني ٢٣: ٢ـ ـ روح
الرب تكلم بي وكلمته على لساني.
نبوءة أشعيا ٥١: ١٦ـ ـ أنا [الله]
قد جعلت كلامي في فمك.
نبوءة أشعيا ٥٩: ٢١ـ ـ كلامي الذي
جعلته في فمك.
نبوءة إرميا ١: ٤ـ ٩ـ ـ ها إني قد
جعلت كلامي في فمك.
نبوءة إرميا ٣٠: ١ـ ٤ـ ـ اكتب
جميع الكلمات التي كلمتك بها.
نبوءة إرميا ٣٦: ١ـ ٤ـ ـ اكتب كل
الكلام الذي كلمتك به.
نبوءة حزقيال ٣: ٤ـ ـ كلمهم
بكلامي.
سفر زكريا ٧: ١٢ـ ـ الكلام الذي
أرسله رب القوات بروحه.
إنجيل متي ١٠: ١٩، ٢٠ـ ـ سيعطيكم
الروح ماذا وكيف تتكلمون.
رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ٢: ٤ـ ـ لم يبشر بولس بكلمات بشرية، كيلا يستند الإيمان إلى حكمة الناس بل إلى قدرة الله. ليس هذا ممكنا إلا إذا كانت الكلمات قد أعطيت من قبل الروح، وليست من اختيار الإنسان.
رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ٢: ١٠ـ ١٣ـ ـ أعطى الروح إلى الرجال الرسالة التي بشروها. ثم نطق الرجال بالكلمات التي علمهم إياها الروح وليس البشر. إذا كان الروح قد أعطى الرجال الأفكار فحسب، ثم اختار الرجال الكلمات، لكان هذا العكس تماما مما تعلمه هذه الآية.
هذا هو ما يسمى أحيانا بالإيحاء "الشفهي". إذا كنا نؤمن حقا أن الإنجيل قد أوحي به، فلابد لنا من أن نؤمن بأن كل كلمة هي الكلمة التي أرادها الله بالضبط.
لا يعني هذا عدم وجود العنصر البشري في الكلمات، لأن الله استخدم الرجال كما هم، بلغتهم البشرية، بمفردات هذه اللغة البشرية، بأشكال التعبير البشرية، وحتى بالمعرفة التي اكتسبوها أحيانا عن طريق تقصي ما قاله شهود العيان، وما إلى ذلك (إنجيل لوقا ١: ١ـ ٤؛ رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٥: ١ـ ٨). لكن الله استخدمهم كما كانوا ووجههم لينطقوا بالكلمات التي تعبر عن إرادته بدقة.
[سفر الخروج ٣٢: ١٥، ١٦؛ ٢٤: ١٢؛ ٣٤: ١، ٢٧، ٢٨؛ ٣١: ١٨؛ ٢٠: ١؛ سفر العدد ٢٢: ٣٥؛ ٢٣: ٥، ١٢، ١٦؛ نبوءة حزقيال ١: ٣؛ سفر هوشع ١: ١؛ رسالة بطرس الثانية ١: ٢٠، ٢١؛ نبوءة إرميا ٢٥: ١٣]
رؤيا يوحنا ١٩: ٩ـ ـ هذه هي بحق أقوال الله. يقول البعض؛ إذا كان الرجال قد اختاروا الكلمات التي جاءت في الكتاب المقدس، فربما أدى ذلك إلى وجود أخطاء فيه. لكن إذا كانت كل كلمة هي من عند الله، فلا يمكن أن تكون هناك أخطاء لأن الله معصوم عن الخطأ ولا يرتكب أخطاء.
سفر العدد ٢٢: ٣٥، ٣٨؛ ٢٣: ٥، ١٢، ١٦، ١٩، ٢٠ـ ـ يجب على النبي ألا يقول سوى ما يقوله الله. لكن الله لا يكذب ولا يندم. لا يقول عمدا أشياء ليست صحيحة. لا يمكنه أن يخطئ بسبب الافتقار إلى المعرفة طالما أنه يعرف كل شيء. لذلك لا يمكن أن يكون هناك شيء غير صحيح في ما يوحي به.
سفر تثنية الاشتراع ١٨: ١٨ـ ٢٢ـ ـ اختبار النبوة هو، إذا تكلم النبي بأمور لم تتم ولم تحدث، فهو ليس من الله، فلا تهابه.
ملاحظة: إذا ادعى رجل أنه نبي، لكن ما تنبأ به لم يحدث ولم يتحقق، عرفت عندئذ أن الله لم يرسله فلا تقبل أي شيء يتكلم به وكأنه من الرب. إنه في الحقيقة معلم مزيف. يقول البعض أنهم يقبلون بجزء من الإنجيل، لكنهم يرفضون أجزاء أخرى منه؛ يوضح هذا المقطع أنه يجب علينا أن نقبل به كله أو أن نرفضه تماما.
سفر المزامير ١٩: ٧ـ ٩ـ ـ
شريعة الرب هي كاملة، صادقة، ومستقيمة.
سفر المزامير ٣٣: ٤ـ ـ كلمة الله
مستقيمة وجميع صنعه أمانة.
سفر المزامير ١١٩: ١٢٨، ١٤٢، ١٦٠ـ
ـ كل تعاليم الرب هي حق.
إنجيل يوحنا ١٧: ١٧ـ ـ كلمة الله
هي حق.
رسالة بولس إلى أهل رومية ٣: ٤ـ ـ
صدق الله، وكذب كل إنسان.
رسالة بولس إلى تيطس ١: ٢، ٣ـ ـ
الله، الذي لا يكذب، أظهر كلمته.
رسالة بولس إلى العبرانيين ٦: ١٨ـ
ـ من المستحيل
على الله أن يكذب.
رؤيا يوحنا ٢١: ٥ ـ ـ هذا الكلام
صدق وحق.
إذا زعم أحد أن الإنجيل يخطئ، يتعين عليه عندئذ أن يرفض تماما أن الإنجيل هو إرادة الله، وإلا فهو يقول أن الله ليس معصوما عن الخطأ. لأن الإنجيل يقول أنه بأجمعه من عند الله، ويقول أنه ينبغي علينا أن نرفض أي معلم يقول أنه يتكلم من قبل الله إذا لم يكن كذلك. إذا كان هناك أي خطأ في الرسالة، فإما أن المتكلم ليس من الله أو أن الله قد أخطأ!
من ثم، لابد لنا من أن نستنتج أنه ليست هناك أية أخطاء في جميع كتابات الكتاب المقدس. هذا هو ما نشير إليه بقولنا أن الكتاب المقدس هو "معصوم ومنزه". لكي نؤمن حقا أن الإنجيل موحى به يجب علينا أن نؤمن أنه ليست هناك أية أخطاء في ما كتبه الرجال.
[سفر المزامير ١٤٧: ٤، ٥؛ سفر أيوب ٣٧: ١٦؛ رسالة بطرس الأولى ٥: ١٢؛ رسالة بولس إلى أهل غلاطية ١: ٢٠؛ إنجيل يوحنا ١٠: ٣٥؛ رسالة يعقوب ١: ٢٥]
تأمل العواقب الناجمة عن قول البعض أن كلمات الإنجيل ليست كلها كلمات الله وأن بعضا منها هي بشرية في الأصل، أو عندما يقولون أن هناك أخطاء في الإنجيل.
إنجيل متي ٢٢: ٣٢ـ ـ قال يسوع أن لغة الإنجيل هي من الدقة بحيث يمكننا التوصل إلى براهين بالاعتماد على صيغة الفعل. لكن إذا كانت هناك في واقع الأمر أخطاء في الكتابات، فلن يمكننا الوثوق بمثل هذه البراهين. كيف لنا أن نعرف ما هي الأجزاء الصحيحة التي يمكن الوثوق بها وما هي الأجزاء غير الصحيحة التي لا يمكن الوثوق بها؟
رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس ٣: ١٦، ١٧؛ إنجيل يوحنا ١٠: ٣٥؛ كتاب أعمال الرسل ٣: ٢٢، ٢٣؛ إنجيل متي ٢٨: ١٨ـ ٢٠؛ إنجيل يوحنا ١٢: ٤٨ـ ـ قال كتبة الإنجيل أن الكتب المقدسة هي مصدر موثوق للسلطة والإرشاد في الدين لأن الكتب تعبر عن إرادة الله. قالوا أنه يجب علينا أن نقبل كل ما جاء فيها وإلا فسوف ندان. قالوا أننا سنحاكم بحسب هذه التعاليم. قالوا أنه يجب علينا أن نرفض جميع التعاليم البشرية التي تختلف عن الكتاب المقدس (إنجيل متي ١٥: ٩؛ رسالة بولس إلى أهل غلاطية ١: ٨، ٩). لكن إذا كانت هناك أخطاء في الكتاب المقدس، فينبغي علينا إذا إطاعة الأجزاء الصحيحة فقط. كيف يمكننا تحديد ما هو صحيح وما هو غير صحيح؟
عندما نؤيد الرأي القائل بأن الإنجيل قد يكون على خطأ في بعض النقاط، فإننا نبدأ بشكل ثابت تقريبا في الشك وفي إنكار المزيد ثم المزيد مما يعلمه. فقد يبدأ الناس في قول أنهم لا يؤمنون بأن الخلق (أو الطوفان، أو أية معجزة أخرى) قد حدث بالطريقة التي يصفها الإنجيل. أو قد يقولون أنهم لا يؤمنون بأن الإنجيل على حق في تعاليمه حول خضوع المرأة للرجل، أو أنهم يرفضون كتابات بولس.
لكن مثل هذا الإنكار لا يترك لنا أسبابا للإيمان بأي شيء آخر يقوله الإنجيل. يبدأ عدم الإيمان في التزايد تدريجيا. كلما قلنا، "أنا أعرف أن الإنجيل يعلم كذا، لكني لا زلت غير قادر على القبول به كحقيقة"، نكون قد فتحنا الباب إلى المزيد والمزيد من الشكوك، ونكون قد بدأنا في السير باتجاه منحدر زلق. ليست هناك نقطة توقف منطقية، إذ سرعان ما نبدأ بعد ذلك في إنكار المزيد والمزيد من المعجزات أو المزيد ثم المزيد من التعاليم، وما إلى ذلك. لأننا قد قوضنا أساس الإيمان.
كما رأينا سبقا، قال الكتبة أنهم قد تكلموا من قبل الله، وأنهم لم يتكلموا بأفكارهم الخاصة. كل ما قالوه كان من قبل الله، لذلك ليس فيه أي خطأ. رفضنا لهذه الدعوات إنما يعني أنهم كانوا كذابين أو مجانين، أو أنهم على أية حال، لم يكونوا معلمين حقيقيين من قبل الله، لكنهم عن طريق عباراتهم الشخصية لابد أن يكونوا معلمين مزيفين. إذا كان الأمر كذلك، لا ينبغي لنا أن نتبع أقوالهم باعتبارها سلطة دينية، بل ينبغي علينا أن نرفضها تماما كما نرفض القرآن أو كتاب المورمون.
كما تقدم، لا تسمح لنا أقوال كتبة الإنجيل بقبول حلول وسطى كما يحاول المتحررون أن يفعلوا. يجب علينا إما أن نقبل الإنجيل بكامله بوصفه كلمة الله ـ وأنه ليس كلمة البشر، وأن كل كلمة فيه معطاة من الله دون أية أخطاء محتملة ـ وإلا يجب علينا أن نرفضه تماما كما لو لم يكن له أية سلطة دينية على الإطلاق. يتعين علينا في تلك الحالة أن نخلص إلى أن الإنجيل هو نتاج رجال أشرار ومنافقين. لا نستطيع أن نقول أن الإنجيل هو كتاب جيد لكنه قد يعلم أخطاء في بعض الأحيان.
يريد البعض أن يقولوا أنهم يؤمنون بيسوع، لكنهم لا يؤمنون بالضرورة أن كل شيء في الإنجيل هو صحيح.
كيف يمكن لك أن تعرف أن يسوع هو ابن الله وأنه نبي حقيقي دون الالتجاء إلى الكتاب المقدس؟ في الحقيقة، ماذا ينفعك أن تؤمن بيسوع دون الأسفار المقدسة، طالما أنه لن تكون لديك أية فكرة عما صنعه أو علمه؟
استشهد يسوع بالعهد القديم بوصفه موثوق، وقال أن الروح القدس سوف يرشد كتبة العهد الجديد. إذا قلنا أن هذا ليس صحيحا، نكون بذلك قد رفضنا يسوع وتعاليمه كما رأينا في النقطة الأخيرة، ونكون بذلك قد رفضنا كتبة الإنجيل أيضا.
إنجيل لوقا ١٠: ١٦ـ ـ علاوة على ذلك، قال يسوع أننا إذا قبلنا رسله وأنبيائه فقد قبلناه، لكن إذا رفضناهم فقد رفضناه ورفضنا أبيه. ومن ثم، إذا قلنا أن هؤلاء الرجال ربما علموا أخطاء، فإننا بذلك وكما رأينا، نكون قد رفضنا أقوالهم، وبالتالي رفضناه هو.
قولنا أن هناك أخطاء في الكتاب المقدس هو رفض لادعاءات كتبة الإنجيل ولادعاءات يسوع نفسه. لا نستطيع أن نكفر بهذه التعاليم وأن نحصل على النعم التي تفيضها في نفس الوقت.
رسالة بولس إلى أهل غلاطية ١: ٨، ٩ـ ـ إذا بشرنا بإنجيل مختلف، نكون ملعونين. لكن الإنجيل يقول، حتى في سياق هذه المقاطع (آية ١١: ١٢)، أن الرسالة هي من الله وليست من الإنسان، لذلك فهي معصومة، إلى آخره. إذا قلنا أن الأمر ليس كذلك، فنحن نعظ ببشارة مختلفة، ونحن ملعونين.
رسالة بولس الأولى إلى أهل تسالونيكي ٤: ٨ ـ ـ رفضنا لما قاله الرجال الملهمين إنما هو رفض، ليس للرجال، بل لله، لأن الله أرشد الرجال بواسطة الروح القدس. قال الرجال أن ما كتبوه هو كلمة الله، وليس كلمتهم الخاصة. إذا كان هذا صحيحا ورفضته، تكون قد رفضت كلمة الله نفسه.
ليست هناك حلول وسطى، يجب علينا أن نقبل الإنجيل كما يدعي هو بالضبط. أي أنه: كلمة الله المعصومة عن الخطأ التي أوحى بها شفهيا. بخلاف ذلك، يجب علينا أن نرفضه تماما وألا نعطيه أي وزن للسلطة في حياتنا على الإطلاق.
لكي نتخذ قرارا حول الإيمان أو عدم الإيمان به، يجب علينا أن نتأمل الأدلة في أنه من الله أو ليس منه (النبوءات المحققة، الوحدة، المعجزات، إلى آخره). هذه هي مواد لدراسة أخرى. لكن قبولنا بالحلول الوسطى وقولنا أننا نؤمن ببعض منه ولكن ليس به كله، هو اتخاذ لموقف لا يسمح به الإنجيل نفسه.
ما هي وجهة نظرك في الكتاب المقدس، هل تقبل به؟ إذا كان الأمر كذلك، هل أطعته؟
حقوق الطبع محفوظة ١٩٩٣، ٢٠٠٢، ديڤيد أي. ﭘرات
يسمح للأفراد وكذلك للكنائس المحلية بتوزيع هذا المقال كنسخة مطبوعة أو كبريد الكتروني، بشرط أن يستنسخ بكامله حرفيا وبدون تغيير المحتوى أو تحريف المعنى بأي طريقة كانت، وبشرط أن يظهر اسم المؤلف وعنوان صفحتنا الالكتروني بصورة واضحة (David E. Pratte, https://gospelway.com)، وبشرط عدم فرض أجور مادية من أي نوع كان لهذه المواد. تستطيع الصفحات الالكترونية أن تتبادل الاتصال مع هذه الصفحة ولكن لا يسمح لأي منها أن تعيد إنتاج هذا المقال على صفحات الكترونية أخرى.
اضغط هنا لدراسة الإنجيل باللغة الانجليزية
عد إلى الصفحة الرئيسية من أجل مقالات أخرى لدراسة الإنجيل باللغة العربية.
ترجمة ساهرة فريدريك
Please bookmark our site in your favorites.
We welcome links to us from other sites :
gospelway.com
- The Gospel Way: Free Bible Study Materials & Guides
Scripture quotations are generally from the New King James Version (NKJV), copyright 1982, 1988 by Thomas Nelson, Inc. used by permission. All rights reserved.