ملاحظة: هذا المقال هو جزء من سلسلة من الدراسات حول المعجزات، التكلم باللغات، معمودية الروح القدس، الشفاء الأعجوبي، والمواهب الروحية.
مقدمة:
توصلنا في الجزء الأول من هذه الدراسة إلى أن العديد من الأعمال الخارقة التي صنعها الله قد توقفت بشكل واضح ولن تتكرر. ودرسنا بعد ذلك خصائص مواهب الوحي المباشر، الآيات الخارقة، والألسنة. ولاحظنا أن ما تسمى بمواهب الروح القدس في العصر الحديث لا تتسم بخصائص المعجزات الحقيقية.
لنتأمل الآن الغرض من المواهب الروحية. ماذا قصد لها الروح القدس أن تنجزه؟ وهل تنجز ما تسمى بالقوى الخارقة في العصر الحديث هذه الأغراض؟
لدينا الإنجيل اليوم ليعرفنا ما هي مشيئة الله. ولكن كيف عرف الأشخاص الذين كتبوه ماذا يكتبون؟ وكيف عرف الناس ما هي مشيئة الله أثناء وقبل اكتمال كتابة الإنجيل؟ كان الغرض من الوحي المباشر هو تلبية هذه الاحتياجات.
تثنية ١٨:١٨ـ ١٩ ـ ـ تنبأ الله أنه سيقيم نبيا آخر مثل موسى، وأنه سيجعل كلماته في فم هذا النبي، ليتكلم النبي بكل ما أمره الله. كان الغرض من النبوة هو الكشف عن مشيئة الله. (تحقق هذا في يسوع ـ أعمال ٣:٢٢، ٢٣)
متي ١٠:١٩، ٢٠ ـ ـ تكلم الروح القدس مباشرة من خلال الرجال الملهمين. (لاحظ أن هذا الوعد كان موجها للرسل ألاثني عشر ـ آية ٥)
يوحنا ١٦:١٣؛ ١٤:٢٦ ـ ـ سوف يرشد الروح القدس الرسل إلى الحق كله. تبين آية ١٥:٢٧ أن هذا أيضا كان موجها إلى الرسل (ماعدا يهوذا). [راجع ١٣:١، ٢؛ ١٨:١؛ متي ٢٦:٢٠؛ مرقس ١٤:١٧؛ لوقا ٢٢:١٤؛ أعمال ١:٢١، ٢٢]
أفسس ٣: ٣ ـ ٥ ـ ـ أوحى الروح القدس إلى الرسل والأنبياء بسر البشارة الذي ظل مكتوما حتى ذلك الحين. ثم كتبه أولئك الرجال لكي يطلع عليه الآخرون.
بطرس الثانية ١:٢١ ـ ـ حمل الروح القدس بعض الناس على أن يتكلموا من قبل الله. هذا هو أصل الكتاب المقدس (آية ٢٠).
وبالتالي، كان الغرض من موهبة النبوة والوحي المباشر هو الكشف عن ذات مشيئة الله إلى الرجال الملهمين. بلغ هؤلاء الرجال الرسالة شفويا إلى الناس في أيامهم، ودونوها لكي يتم حفظها للأجيال المقبلة. وهذه هي الطريقة التي وصلنا بها الكتاب المقدس اليوم لإرشادنا.
أرشد الروح القدس الرجال الملهمين لمعرفة مشيئة الله، ودونها لنا هؤلاء في الإنجيل (كورينثوس الأولى ١٤:٣٧؛ أفسس ٣:٣ ـ ٥؛ تيموثاوس الثانية ٣: ١٦ـ ١٧؛ وغيرها). الإنجيل هو الدليل الكامل والتام بالنسبة لنا اليوم فيما يتعلق بمشيئة الله.
لاحظ كيف يفي هذا الوحي كلية بحاجتنا إلى الإرشاد:
يوحنا ١٦:١٣؛ ١٤:٢٦ ـ ـ أرشد الروح القدس الرسل إلى الحق كله. (متي ٢٨:٢٠)
أعمال ٢٠:٢٠، ٢٧ ـ ـ أعلن بولس "تدبير الله كله" ولم يقصر في وعظهم بكل ما كان مفيدا.
بطرس الثانية ١:٣ ـ ـ فإن قدرته الإلهية منحتنا كل ما يؤول إلى الحياة والتقوى.
تيموثاوس الثانية ٣:١٦، ١٧ـ ـ هذه الرسالة الملهمة من عند الله دونت بعد ذلك في الكتب المقدسة. نتيجة لذلك، يفيد الكتاب المقدس في إعدادنا إعدادا كاملا لكل عمل صالح.
تم تسليم الحق كله إلى الرجال الملهمين في القرن الأول ثم دون في الكتاب المقدس لكي يتم حفظه للأجيال المقبلة. لم تبقى هناك أية حقائق جديدة على الإطلاق لتسليمها إلى الناس اليوم.
غلاطية ١:٦ـ ٩؛ يوحنا الثانية ٩ـ ١١ ـ ـ لهذا السبب لا يجوز لأي كان أن يأتي بتعليم يختلف عن البشارة التي سلمت في القرن الأول. لقد تسلموا الحق كله. ليست هناك المزيد من الحقائق للكشف عنها. الإتيان بتعاليم جديدة لم يتسلموها يعني ضمنا أنهم لم يتسلموا الحق كله. (متي ١٥: ١ـ ١٤؛ رؤيا يوحنا ٢٢: ١٨، ١٩).
وجه يسوع ورسله تعاليمهم إلى الجموع من عامة الناس وليس إلى نخبة من رجال الدين المتعلمين. وكان متوقعا من أولئك الذين وجهت إليهم أن يفهموها.
مرقس ٧:١٤ـ ـ دعا يسوع الجمع وقال لهم: "أصغوا إلي كلكم وافهموا".
كورينثوس الأولى ١٤:٣٣ ـ ـ ليس الله إله بلبلة. بل مؤلف المدونة التي كتبها الرجال الملهمون (آية ٣٧). يترتب على ذلك أن الإنجيل ليس سبب البلبلة. إنه قابل للفهم.
أفسس ٣: ٣ـ ٥ ـ ـ كتب بولس لكي يفهم كل من يقرأ.
تيموثاوس الثانية ٣:١٦ـ١٧ ـ ـ يفيد الكتاب المقدس في التعليم والتأديب في البر ويعدنا لكل عمل صالح. إذا كنا لا نستطيع فهمه، فلن يفيدنا في أي شيء.
أعمال ١٧:١١ ـ ـ أولئك الذين يواظبون على دراسة الإنجيل ("يوميا") بأذهان مستعدة يمكنهم أن يفهموه، وسوف يفهمونه بما يكفي لتمييز الحق من الباطل.
بطرس الثانية ١: ١٢ـ ١٥ ـ ـ دون الكتاب المقدس لكي يتسنى للناس الإطلاع على رسالة الرجال الملهمين حتى بعد رحيلهم. وبخاصة الأجيال المقبلة.
بطرس الأولى ١: ٢٢ـ ٢٥ ـ ـ سوف تبقى كلمة الله إلى الأبد. إنها ليست كالعشب الذي ينبت ثم يذوي.
يوحنا الثانية ٢ ـ ـ الحق سيكون معنا إلى الأبد.
يوحنا ١٢: ٤٨ ـ ـ سوف تديننا كلمات يسوع في اليوم الأخير وستكون المعيار الذي يحدد مصائرنا الأبدية.
مزامير ١١٩:١٥٢، ١٦٠؛ أشعيا ٤٠: ٨؛ ٣٠: ٨ ـ ـ هذه هي نفس الوعود التي قطعت بخصوص العهد القديم وتم الوفاء بها بشكل تام بحيث أن الرسالة حفظت لمئات السنين حتى عهد المسيح. كانت من الكمال بحيث أن يسوع ورسله استشهدوا بها مرارا وتكرارا بوصفها سلطة إلهية دون التلميح ولو لمرة واحدة إلى أن هناك شيئا مفقودا أو مغلوطا.
قد تم قطع نفس هذه الوعود الآن بخصوص الكلمة المكتوبة بكاملها، لكي نكون على يقين من أن الله بقدرته، قد وفى بهذا الوعد بالمثل. سوف يبقى السجل المدون من قبل الرجال الملهمين موجودا دائما ومتاحا لإرشاد الناس الشرفاء.
رومية ١: ١٦ ـ ـ الكلمة الموحاة هي قدرة الله للخلاص، أولئك الذين يؤمنون بها ويطيعوها سوف يرثون الحياة الأبدية. [بطرس الأولى ١:٢٢ـ ٢٥؛ أفسس ٦:١٠ـ ١٨؛ عبرانيين ٤:١٢؛ يوحنا ٢٠:٣٠، ٣١؛ أعمال ٢٠:٣٢]
يعقوب ١: ٢٥ ـ ـ كلمة الله كاملة، وتكشف عن رسالة الله التي تفي بجميع احتياجاتنا على أتم وجه.
كانت هناك حاجة إلى مواهب الوحي إلى حين الانتهاء من كتابة الإنجيل. الآن وقد تم الانتهاء من ذلك، فإنه يخدم بمثابة الدليل الكامل والوافي بالنسبة لنا. لم تعد هناك حاجة إلى مواهب الوحي المباشر. عندما يطمح الناس أو يزعمون تلقيهم للوحي المباشر اليوم، فإنهم يظهرون بذلك عدم إيمانهم بكمال الكتاب المقدس.
كما نوقش من قبل، يأتي الشيطان بآيات مزيفة مقلدا أية عطية صالحة من عند الله. على وجه التحديد، يرسل الشيطان أنبياء كذابين يزعمون أنهم يحملون رسالة من عند الله غير أنهم في الحقيقة ليسوا كذلك.
إذا ادعى شخص أنه ملهم من قبل الله، كيف يمكن للمستمعين أن يحددوا ما إذا كانت رسالته مزيفة أم من عند الله حقا؟ كان هذا هو الغرض الرئيسي من الآيات الخارقة (على الرغم من وقوع فوائد ثانوية في بعض الأحيان مثل شفاء المرضى وما إلى ذلك). إذا كان الشخص قادرا على صنع أعمال خارقة، فسيعرف الناس أن الله يعمل من خلاله، وينبغي عليهم أن يؤمنوا برسالته.
خروج ٤:١ـ ٩، (٢٩ـ ٣١) ـ ـ عندما طلب موسى دليلا لإقناع الناس بأن الله قد أرسله حقا، أيده الله بآيات خارقة.
تثنية ٤:٣٢ـ ٤٠ ـ ـ صنع الله آيات وخوارق عظيمة أمام عيني بني إسرائيل لكي يعرفوا أنه الإله الحقيقي، ولكي يحفظوا فرائضه ووصاياه التي أعطاهم إياها عن طريق موسى.
ملوك الأول ١٨:٣٦ـ ٣٩ ـ ـ دعا إيليا أن تهبط نار من السماء (الأمر الذي لم يتمكن أنبياء البعل من القيام به) لكي يؤمن الناس بالإله الحق ولكي يعرفوا أن إيليا كان بأمر الرب يفعل كل هذه الأمور.
يوحنا ٢٠:٣٠، ٣١؛ [٥:٣٦؛ أعمال ٢:٢٢؛ متي ٩:٦] ـ ـ أتى يسوع بآيات كثيرة لكي نؤمن بأنه ابن الله ولكي تكون لنا إذا آمنا الحياة باسمه.
مرقس ١٦:٢٠ ـ ـ أرسل يسوع الرسل لإعلان البشارة (آية ١٤، ١٥)، وكان يعمل معهم ويؤيد كلمته بما يرافقها من آيات (آية ١٧، ١٨).
أعمال ١٤:٣ ـ ـ عندما وعظ الأنبياء، أيدهم الله بالشهادة لكلمة نعمته، ووهب لهم أن تجري الآيات والأعاجيب عن أيديهم.
كورينثوس الثانية ١٢:١١، ١٢ ـ ـ كانت الآيات والأعاجيب والمعجزات علامات مميزة للرسول.
عبرانيين ٢:٣، ٤ ـ ـ شهد الله على رسالة الخلاص بآيات وأعاجيب ومعجزات مختلفة.
يزعم البعض أن المعجزات كانت في المقام الأول أعمال "رحمة" لسد حاجة المعتازين أو حل المشاكل. سوف نرى لاحقا أنه في حين كان لبعض المعجزات مثل هذا الأثر، لم تكن كلها كذلك. صنع بعضا منها في الواقع لعقاب أو إنزال القصاص بالأشرار. لكن الغرض كان دائما تأييد الكلمة.
كان تأييد الوحي الجديد هو الغرض الأساسي من المعجزات لأنه كان دائما الغرض المقصود، ولأنه كان العامل الذي يحدد ما إذا كان سيتم القيام بمعجزة أم لا.
عند ترجمتها على النحو الصحيح، تفيد الألسنة في التعليم والبنيان لأنها تكشف عن إيحاءات الله (كورينثوس الأولى ١٤:٥، ١٢ـ١٤، ٢٦ـ ٢٨؛ أعمال ٢:١١).
عند وجود أشخاص ممن يعرفون اللغة، ويستطيعون تمييزها بدقة رغم أنها لغة لم يسبق للمتكلم دراستها، خدم التكلم بالألسنة بمثابة علامة على أن الرسالة كانت من عند الله (أعمال ٢:٤ـ١١؛ كورينثوس الأولى ١٤:٢٢).
لوقا ١٦:٢٧ـ٣١ ـ ـ تم تأييد العهد القديم على نحو واف قبل القرن الأول وليست هناك حاجة إلى إعادة تأييده. لن يساعد صنع المزيد من المعجزات على إقناع الناس، لذلك لم تصنع.
يوحنا ٢٠:٣٠، ٣١؛ مرقس ١٦:١٥، ٢٠؛ أفسس ٣: ٣ـ ٥ ـ ـ أتى يسوع ورسله بمعجزات للتأكيد على أن يسوع هو ابن الله ولتأييد بشارته. كان هذا عهدا جديدا بوصايا جديدة وحقائق لم يسبق الكشف عنها.
[يوحنا ٥:٣٦؛ عبرانيين ٢:٢ـ ٤؛ أعمال ١٤:٣، ٧؛ كورينثوس الثانية ١٢:١١، ٢١]
وحتى بالنسبة إلينا اليوم، فإن موقفنا من البشارة كرسالة من عند الله، يستند بالكامل إلى معجزات يسوع ورسله وأنبياء القرن الأول.
يوحنا ٨ :١٧ ـ ـ في الكتاب المقدس، تكفي شهادة مرضية من قبل عدد من الشهود لإثبات صحة الحدث التاريخي. قارن هذا بالشهادة في المحاكم القضائية اليوم أو بالشهادة على وصية أو عقد زواج وغيرها. لدينا مثل هذه الشهادة فيما يتعلق بمعجزات يسوع ورسله. (متي ١٨:١٦؛ تثنية ١٩:١٥؛ ١٧:٦؛ كورينثوس الثانية ١٣:١؛ تيموثاوس الأولى ٥:١٩)
يوحنا ٢٠:٢٩ـ٣١ ـ ـ لسنا بحاجة إلى رؤية المعجزات شخصيا لكي نؤمن بها (كما اشترط توما). طوبى لنا إذا آمنا على أساس الكلمة التي دونها شهود العيان. هذه أدلة كافية تؤدي إلى الإيمان بالمسيح وبالتالي إلى الحياة الأبدية. هل هناك حاجة إلى شيء آخر؟
بالإضافة إلى يوحنا، دون كتبة آخرون شهاداتهم كشهود عيان للمعجزات: لوقا ١:١ـ ٤؛ كورينثوس الأولى ١٥: ١ـ ٨؛ بطرس الثانية ١: ١٢ـ ١٨؛ إنجيل متي، إنجيل مرقس، وأعمال الرسل.
خدمت نبوات العهد القديم أيضا بمثابة تأكيدات خارقة لأحداث العهد الجديد ـ يوحنا ٥: ٣٩؛ الفصل الثاني من كتاب أعمال الرسل؛ وغيرها.
لاحظ أنه لم يحدث أبدا أن تجادل الأنبياء الذين امتلكوا قدرات خارقة مع الحاضرين حول ما إذا كانوا يمتلكون هذه القدرات أم لا، كما أنهم لم يعتمدوا على شهادة غيرهم ممن شاهدوا معجزاتهم. إذا كان هناك أشخاص في حاجة إلى دليل، قاموا بصنع المزيد من المعجزات. حتى أعداء الحق اضطروا إلى الاعتراف بالقدرات الخارقة التي امتلكها هؤلاء الرجال.
سبب حاجتنا إلى شهادات شهود العيان اليوم هو أن هذه القدرات قد توقفت بسبب انعدام الحاجة إليها. هؤلاء الذين يقولون أن المعجزات موجودة اليوم، يجب عليهم أن يقنعونا بالقيام بها مثلما فعل الرسل. تقديمهم للشهادات هو اعتراف بأنها قد توقفت!
غلاطية ٣:١٥ ـ ـ يصح هذا على العهود بين الناس وعلى عهود الله على حد سواء.
* لنفترض أنك وقعت على وثيقة مثل عقد لشراء منزل. عندما يتم توثيقها (المصادقة عليها من قبل الشهود)، فإنك لا تحتاج إلى توقيعها مرة أخرى كل شهر أو كل سنة. يبقى التوثيق الأصلي صالحا حتى يتم الوفاء بالعقد.
* لنفترض أن شخصا قد ترك "وصية" مصدقة من قبل الشهود. ليست هناك ضرورة بعد ذلك لإعادة المصادقة عليها سنويا لكي تبقى سارية المفعول. إنها بحاجة إلى تصديق إضافي فقط إذا قرر تغييرها.
* تمت المصادقة على الدستور الأمريكي قبل قرون. لسنا في حاجة إلى التصويت عليه سنويا لكي يبقى ملزما. لكن إذا أدخلنا عليه تغييرات، يجب عندئذ إبرام هذه التغييرات.
توضح هذه الأمثلة عهود الله، الشريعة، والوعود لنا. بمجرد الكشف عنها وتأييدها بالمعجزات، ليست هناك حاجة إلى إعادة تأييدها لكل جيل لاحق.
تم تسليم العهد القديم ثم تأييده بالمعجزات.
لوقا ١٦:٢٧ـ ٣١ ـ ـ لم تكن الشريعة في حاجة إلى معجزات القرن الأول لإعادة تأييدها، بل تابعت صلاحيتها على أساس السجل المكتوب. كانت الكلمة المكتوبة في الواقع سارية المفعول كما لو كان الأنبياء لا يزالون على قيد الحياة. اقتبس يسوع ورسله عن العهد القديم بمثابة سلطة نافذة المفعول.
وبالمثل، فيما يخص البشارة، تم الكشف عن الحق كله وتأييده في القرن الأول.
كما سبق عرضه، لم يكشف الله عن أية حقائق جديدة منذ ذلك الحين. لن تكون هناك حاجة إلى مزيد من المعجزات اليوم إلا إذا غير الله عهده وكشف عن حقائق جديدة. لكن ذلك لن يحدث ولا ينبغي له أن يحدث ـ غلاطية ١:٨، ٩. لذلك ليست هناك حاجة اليوم إلى التأييد الخارق. نحن نؤمن على أساس الكلمة المكتوبة.
سبق ورأينا أنه قد تم إعطاء قدر واف من التأكيدات وأنه قد تم الكشف عن الحق كله في القرن الأول.
لذلك، لن تكون هناك إيحاءات جديدة وليست هناك حاجة إلى مزيد من التأكيدات. تذكر أن الغرض من المعجزات هو تأييد الوحي الجديد (أنظر أعلاه). لن تكون هناك حاجة إلى معجزات اليوم ما لم يعطي الله وحيا جديدا. لكننا سبق وأثبتنا أنه قد أعطى كل شيء في القرن الأول.
تدعي جماعات ذات تعاليم متناقضة تماما أن لديهم معجزات.
المورمون، الكاثوليك، جماعة العنصرة، العلم المسيحي، جموع مفتونة بالقدرات الخارقة من جميع الطوائف، وغيرهم. يزعمون جميعهم حدوث المعجزات ويقدمون جميعا "شهادات" تثير الإعجاب على حد السواء.
غلاطية ١:٨، ٩؛ يوحنا الثانية ٩ـ١١ ـ ـ من الواضح أن بعض هذه الجماعات تتبع تعاليم خاطئة. هل يؤيد الروح القدس جميع هذه المذاهب الكاذبة والمتناقضة؟
كورينثوس الأولى١٤:٣٣؛ ١:١٠، ١٣؛ يوحنا ١٧:٢٠، ٢١ ـ ـ من الواضح أن هذه الجماعات منفصلة عن بعضها البعض، مما يسهم في البلبلة الدينية. إذا كان الروح القدس يؤيدهم جميعا، ألا يجعل هذا من الروح إله بلبلة وانقسام؟
في أمثلة الإنجيل، تم تمييز الأنبياء الحقيقيين من المزيفين في أن المزيفين لم يستطيعوا الإتيان بأعمال عظيمة كتلك التي أتى بها الرجال الملهمين. ولكن لا توجد وسيلة اليوم لتمييز معجزات مختلف الجماعات الحديثة. يزعمون جميعا أمورا متطابقة ويعطون شهادات متشابهة، لكنهم لا يستطيعون في الواقع صنع أي من معجزات الإنجيل. أي هي التعاليم التي يجري تأييدها؟ لابد أن تكون الخلاصة هي أن جميعهم أنبياء كذابين!
يعترف بعض منهم بأن معجزاتهم ليست أعظم من معجزات المعلمين الكذابين. لكنهم يقولون أن بوسعك تمييز المعجزات الحقيقية بمقارنة تعاليمهم بالإنجيل.
هذا هو على وجه الضبط منهج عكسي لتمييز المعجزات الحقيقية! في الإنجيل، أكدت المعجزات أن الرسالة كانت من عند الله قبل وفي أثناء كتابة الإنجيل. لدينا اليوم الإنجيل المكتوب، ويستخدم الناس الرسالة لتأكيد المعجزات!
باحتكامهم إلى الكتاب المقدس لإثبات أنهم على حق، يعترف "صانعي المعجزات" العصريين أن الإنجيل هو دليل كاف. إذا كان الأمر كذلك، فإن إيحاءاتهم ومعجزاتهم هي عديمة الفائدة.
بما أن "المعجزات" العصرية لا تميز بين المعلمين الحقيقيين والمزيفين، فإن الإدعاء بأنها "تؤكد الكلمة" هو تحريف للغرض من المعجزات.
يقولون أن أناسا من مختلف الجماعات سوف ينجذبون معا لأنهم يمتلكون جميعا "مواهب خارقة".
لم تؤدي المواهب الروحية إلى الوحدة في كورينثوس!
تمتع أهالي كورينثوس بمواهب وافرة (كورينثوس الأولى ١٢ـ ١٤)
كورينثوس الأولى ١:١٠ـ ١٣؛ ٣:٣، ٤؛ ١١:١٨، ١٩ ـ ـ ومع ذلك، كانت واحدة من أكثر الكنائس انقساما في الإنجيل.
في الواقع، كان أحد أسباب انقسامهم هو استخدام المواهب الخارقة ـ كورينثوس الأولى ١٢ـ ١٤!
تتطلب الوحدة بحسب الإنجيل فهم وإطاعة كلمة الله.
أفسس ٤:٣ـ ٦ ـ ـ تقوم "وحدة الروح" الحقيقية على أساس الإيمان الواحد والجسد الواحد، كما أن هناك إله واحد وأب واحد.
كورينثوس الأولى ١:١٠ـ ١٣؛ غلاطية ١:٦ـ ٩ـ ـ يجب ألا تكون هناك اختلافات، بل أن يدعوا الجميع إلى نفس التعاليم. يجب أن نعلن التعاليم التي سلمها إلينا الرجال الملهمين وليس تعليما آخر.
يوحنا ١٧:١٧، ٢٠، ٢١ ـ ـ لقد كرسنا بالحق وجعلنا بأكملنا واحدا، كلمة الله.
"الوحدة" التي تتكلم عنها حركة المواهب الخارقة ليست وحدة الإنجيل على الإطلاق. يتعبد المفتونون بهذه الحركة بطرق مختلفة، يعلمون خططا مختلفة للخلاص، لديهم أشكال مختلفة من التنظيمات، وما إلى ذلك. وجميعهم يتعارضون مع الإنجيل في واحدة أو أكثر من هذه النقاط. إذا كانوا جميعا يتمتعون بمواهب الروح القدس، فلن يثمر الروح "وحدة الروح"، بل سيكون مؤيدا ومبررا للانقسام!
في الواقع، فإن واحدة من أهم مسائل الجدل في أيامنا هذه هي مسألة ما إذا كان الناس اليوم يمتلكون قدرات خارقة!
حقيقة أن بعض الناس يزعمون امتلاكهم للقدرات الخارقة هو في حد ذاته مسألة تفرق بينهم وبين أولئك الذين لا يمتلكون هذه القدرات!
على الرغم من مزاعمهم، لا تزال الجماعات التي تزعم امتلاكها للقدرات الخارقة منقسمة إلى حد كبير. تستند الوحدة على دراسة وقبول كلمة الله، وليس على إدعاء صنع المعجزات، التي لا ترقى حتى إلى معجزات الإنجيل.
يقال لنا أن الله صنع المعجزات لمساعدة الناس في مشاكلهم بسبب محبته وحنانه (متي ١٤:١٤؛ ١٥: ٣٢؛ وغيرها). وبما أن الله لا يزال يحب البشر ولا يراعي ظاهر الناس (أعمال ١٠:٣٤، ٣٥)، فلابد وأنه لا يزال يصنع المعجزات. لذلك فعندما يعاني الناس اليوم من الأمراض،الديون المالية، قلة فرص العمل، المشاكل الأسرية، وغير ذلك، يقال لهم أن "يتوقعوا حدوث معجزة".
ولكن حتى في عصر المعجزات، لم تكن حياة المؤمنين خالية من المشاكل.
تيموثاوس الثانية ٤:٢٠ ـ ـ ترك بولس طروفيمس مريضا في ميليطش.
فيلبي ٢:٢٦، ٢٧ ـ ـ مرض أبفرديطس حتى شارف الموت. كان مريضا إلى درجة أن خبر مرضه بلغ أناس في أماكن بعيدة.
تيموثاوس الأولى ٥: ٢٣ ـ ـ كان تيموثاوس يعاني من مرض في معدته. لماذا لم يصنع بولس معجزة لشفائه؟ لماذا أوصاه بإتباع علاج طبيعي؟
كورينثوس الثانية ١٢:٧ـ ٩ ـ ـ عانى بولس نفسه من شوكة في جسده، والتي صلى إلى الله طالبا إبعادها عنه، لكن الله أبى أن يزيلها.
إذا كانت المحبة والشفقة هي الأسباب الرئيسية لصنع المعجزات، لماذا لم يبرأ جميع هؤلاء بأعجوبة؟ ألم يحب الله هؤلاء الناس؟ هل راعى الله ظاهر الناس في هذه الحالات؟
سبق أن تعلمنا أن الغرض الأساسي من المعجزات كان تلبية حاجة أعظم من الاحتياجات المادية.
لقد أثبتنا أن الغرض الرئيسي من المعجزات كان تأييد كلمة الله، لكي يؤمن بها الناس وينالوا الخلاص. كان هذا أكثر أهمية من الاحتياجات المادية. لم تصنع أية معجزة ما لم تتم تلبية هذه الاحتياج الهام أولا.
* كانت هناك العديد من المعجزات التي لم تسد أي حاجة مادية على الإطلاق.
خروج ٧:١٠ـ١٢ ـ ـ تحولت عصا هارون إلى أفعى، ثم عادت مرة أخرى.
عدد ١٧ـ ـ في وقت لاحق برعم فرع هارون وأزهر وأثمر لوزا.
متي ١٤:٢٢ـ٣١ ـ ـ مشى يسوع وبطرس على الماء.
ملوك الأول ١٨:٣٠ـ ٣٩ ـ ـ صلى إيليا لكي تهبط نار من السماء وتأكل المحرقة.
ما هي المشاكل المادية التي حلتها هذه المعجزات؟ لا شيء! لكنها أكدت على أن الرجل كان رسولا من عند الله.
* عندما كان من الواضح أنها لن تؤدي إلى الإيمان، لم تصنع المعجزات، على الرغم من أنها كانت ستسد احتياجا ماديا.
يوحنا ٦:٢٦ـ ٣١، ٣٦ ـ ـ رفض يسوع إطعام الجموع بأعجوبة عندما أدرك أنهم لم يطلبوه لأجل شخصه بل من أجل الخبز الذي أطعمهم إياه.
متي ٤:١ـ٧ ـ ـ حاول الشيطان إغراء يسوع للقيام بمعجزة من أجل منفعته المادية، لكن يسوع رفض ذلك.
متي ١٣: ٥٨ ـ ـ رفض يسوع أن يصنع معجزة في مسقط رأسه ذاته، لأنه كان يعرف مسبقا أن الناس لن يؤمنوا. [راجع ١٢:٣٨ـ٤٢]
لوقا ٤:٢٣ـ٢٧ ـ ـ استشهد يسوع صراحة بأمثلة من العهد القديم لم تصنع فيها المعجزات رغم أنها كانت ستحقق منافع مادية لأناس في أمس الحاجة إليها.
يمكننا أن ندرج هنا ثانية الأمثلة المذكورة آنفا عن المرضى الذين لم يتم شفائهم.
مرة أخرى، ألم يحب الله هؤلاء الناس؟ هل تثبت هذه الحالات أن الله يراعي ظاهر الناس؟ إذا كان الجواب بالنفي، يمكنه إذن أن يرفض القيام بالمعجزات اليوم دون أن يراعي ظاهر الناس ودون أن يفتقر إلى المحبة.
* في الواقع، سببت بعض المعجزات مشاكل مادية وصنع بعضا منها كعقوبة للخطيئة.
عدد ١٦: ٢٨ـ ٣٥؛ ملوك الثاني ١:٩ـ١٢؛ أعمال ٥:١ـ١١ ـ ـ سقط الناس قتلى في بعض الأحيان.
أعمال ٩:٨، ٩؛ ١٣:٦ـ ١٢ ـ ـ فقد البعض بصرهم.
خروج ٧:١٢ ـ ـ ضرب الله أرض مصر بعشرة خوارق.
هل كانت هذه أعمال شفقة لتخفيف مشاكل الناس المادية؟ من الواضح أنها لم تكن كذلك، لكنها كلها خدمت غرض تأييد رسالة الرجل الملهم.
لا يزال الله يلبي حاجات أبنائه، وفقا للقانون الطبيعي.
من الأمثلة على الفروق بين المعجزات وبين الاستجابة للصلاة من خلال القانون الطبيعي:
* إذا صلينا طالبين خبزنا اليومي (متي ٦:١١) ثم حصلنا على وظيفة تدر دخلا (أفسس ٤:٢٨) كان ذلك نعمة من الله من خلال القانون الطبيعي، لكن المعجزة هي كما يلي: (١) إطعام آلاف الناس باستخدام وجبة طعام فتى صغير ورفع فضلات تفوق ما كان متوفرا في البداية (متي ١٤:١٣ـ ٢١)، أو (٢) إطعامهم بالمن الآتي مباشرة من السماء (خروج ١٦:١٤ـ ١٦)، أو (٣) بتحويل الماء إلى خمر (يوحنا ٢:١).
* القانون الطبيعي هو أن ينجب رجل وزوجته طفلا عن طريق التناسل الطبيعي (تكوين ٤:١، ٢). إذا كانا قد صليا إلى الله كي يمنحهما هذا الطفل، كان ذلك نعمة من الله (مزامير ١٢٧ و ١٢٨) عن طريق إجابة الصلاة. المعجزة هي صنع امرأة من ضلع رجل (تكوين ٢:٢١، ٢٢)، أو تكوين جنين في أحشاء فتاة عذراء (متي ١:١٨ـ ٢٥).
* بالمثل، إذا صلينا من أجل الصحة الجيدة (يوحنا الثالثة ٢)، فقد نشفى من خلال عمليات الجسد الطبيعية، ربما بالاستجابة للعلاج الطبي، إتباع حمية غذائية، ممارسة التمارين الرياضية، وغيرها. يكون هذا نعمة من الله في إجابة الصلاة من خلال القانون الطبيعي. لكن من الواضح أن الشفاء الخارق الطبيعة الذي تم وصفه سابقا لم يحدث وفقا للقانون الطبيعي.
حقيقة أن الله لا يصنع المعجزات اليوم لا يبرهن على أنه يفتقر إلى المحبة أو الشفقة أو أنه يراعي ظاهر الناس. إنه لا يزال يعين أبنائه بإجابته للصلاة (متي ٦:٣٣؛ يعقوب ١:١٧). إلا أنه يجيب من خلال العمليات الطبيعية لا عن طريق المعجزات.
عندما نصلي، يمنحنا الله طلباتنا في بعض الأحيان، ويأبى ذلك في أحيان أخرى، تماما كما شفي بعض الناس بالمعجزات ولم يشفى البعض الآخر. سبب هذا هو وجود الخطيئة في العالم ولابد للجميع أن يعانوا نتيجة لذلك. (المراجع التي تورد أن الله لا يراعي ظاهر الناس تتكلم عن الخلاص، وليس عن النعم المادية. بخلاف ذلك، يتعين على الله أن يبارك شعبه كله ماديا بالتساوي. (راجع متي ٥:٤٥).
عندما تكون الحاجة الأساسية هي العناية بمشاكل أبنائه المادية، يستطيع الله تلبية هذه الاحتياجات عن طريق العمليات الطبيعية. استخدمت المعجزات فقط عندما كانت الحاجة الأساسية هي تأييد الكلمة (على الرغم من أن النعم المادية كثيرا ما جرت كفائدة ثانوية). العامل الحاسم في حدوث أو عدم حدوث معجزة هو ما إذا كانت هناك حاجة إلى تأييد الكلمة.
لكن الكلمة اليوم قد تم تأييدها بالكامل، وبالتالي ليست هناك حاجة إلى المعجزات على الإطلاق. الإدعاء بأن المعجزات تلبي الاحتياجات المادية فقط هو تحريف للغرض من المعجزات.
قد لا يدرك الناس سواء بوعي أو دون وعي أن هذا هو سبب تأكيدهم على القوى الخارقة، ولكن إذا كانوا قد اختبروا "المعجزات"، وخصوصا التكلم بالألسنة، فإنهم يقتنعون بأنها علامة على أنهم مقبولين لدى الله. إنهم يطلبون دليلا واضحا على أن الله راض عنهم. عندما يتبين من الكتاب المقدس أنهم على خطأ في نقطة ما (حتى فيما يتعلق بشروط الخلاص)، غالبا ما يجيبون بأنهم لابد وأن يكونوا مرضيين لدى الله وإلا لما كانوا قد حصلوا على هذه القوى الخارقة؟
تقنع "المعجزات" بعض الناس بأنهم ناضجين روحيا، لأنهم يتمتعون بشيء لا يمتلكه غيرهم. أو تلبي بعض الاحتياجات العاطفية لدى البعض الآخر. إنها تمنحهم "شعورا طيبا" حول علاقتهم مع الله.
لكن المواهب الروحية لم تكن أبدا علامة على القبول أو النضج الروحي.
يحتوي الكتاب المقدس على أمثلة عن أناس جرت المعجزات لأجلهم أو من خلالهم، لكنهم لم يكونوا مقبولين أو ناضجين روحيا.
بالتأكيد، لم يكن كل من تلقى معجزة خلال فترة حياته مرضيا لدى الله، وكما وصفنا سابقا، فإن العديد منهم لم يكونوا من المؤمنين.
عدد ٢٢: ٢٨ـ٣٣ ـ ـ تكلم الله من خلال حمار بلعام. هل كان الحمار في شركة مع الله؟ هل كان ناضجا روحيا؟ في وقت لاحق، تكلم الله من خلال بلعام، على الرغم من أنه لم يكن مرضيا لدى الله. (عدد ٢٤:١؛ ٣١: ٨، ١٦؛ بطرس الثانية ٢:١٥، ١٦؛ رؤيا يوحنا ٢: ١٤؛ صموئيل الأول ١٩: ١٨ـ ٢٤؛ يوحنا ١١:٤٩ـ٥٣).
نعمت كنيسة كورينثوس بمواهب روحية وافرة (كورينثوس الأولى ١٢ـ ١٤). لكنها كانت مع ذلك واحدة من أقل الكنائس نضجا وقبولا لدى الله في العهد الجديد (كورينثوس الأولى١ـ ٥، ١١ـ ١٤).
في الواقع، كانت الطريقة التي استخدموا فيها مواهبهم الروحية واحدة من المجالات الرئيسية التي أغضبوا فيها الله وأظهروا عدم نضجهم (كورينثوس الأولى ١٢ـ ١٤). تم توبيخ كثيرين منهم لاستخدامهم المواهب كوسيلة للغرور، مثلهم مثل كثيرين اليوم.
كما وصفنا سابقا، يزعم أناس من مختلف المذاهب القدرة على صنع المعجزات ويعطون شهادات متماثلة.
غير أنهم يتعارضون مع بعضهم البعض في التعاليم والممارسات بل ويتعارضون حتى مع الإنجيل (مثل شروط الحصول على الخلاص وفقا لما جاء في إنجيل مرقس ١٦:١٦؛ أعمال ٢:٣٨؛ ٢٢:١٦؛ وغيرها).
غلاطية ١:٨، ٩؛ يوحنا الثانية ٩:١١ ـ ـ مرة أخرى، من الواضح أن بعض هذه الجماعات تتبع تعاليم مضلة. هل يؤكد الروح على خلاص أعضاء من جميع هذه الجماعات الكاذبة والمتناقضة؟
كورينثوس الأولى ١٤:٣٣؛ ١:١٠، ١٣؛ يوحنا ١٧:٢٠، ٢١ ـ ـ من الواضح أن هذه الجماعات منفصلة عن بعضها البعض، مما يسهم في خلق بلبلة دينية. إذا أيد الروح حصولهم جميعا على الخلاص، ألا يجعل هذا من الروح إله بلبلة وانقسام؟
لم يتمتع جميع الذين حصلوا على الخلاص بمواهب روحية.
كورينثوس الأولى ١٢:٢٩، ٣٠ ـ ـ لم يتكلم الجميع بالألسنة، ولم يبرأ الجميع من أمراضهم، إلى آخره (أنظر أعلاه).
إذا كانت المعجزات علامة على فضل الله، فلماذا لم تعطي هذه العلامة إلى جميع الذين حصلوا على الخلاص؟ من شأن هذا أن يجعل الله محابيا للوجوه في مسألة الخلاص!
السبيل الوحيد لمعرفة ما إذا كنا مرضيين لدى الله أم لا هو مقارنة حياتنا بتعاليم الإنجيل.
يوحنا الأولى ٢:٣ـ ٦ ـ ـ نحن نعلم ما إذا كنا نعرف الله أم لا، ليس من خلال وجود معجزات في حياتنا أم لا، بل في ما إذا كنا نحفظ وصاياه أم لا (كما جاء في كلمته ، كورينثوس الأولى ١٤:٣٧).
متي ٧:٢١، ٢٨ ـ ـ شأنهم في ذلك شأن بعض الناس اليوم، ادعى هؤلاء الأشخاص أن قدراتهم الخارقة تبرهن على أنهم مرضيين لدى الله. إلا أن يسوع قال أنه لم يعرفهم قط، لأن أعمالهم كانت آثمة. أولئك الذين سيرثون الملكوت هم الذين يفعلون إرادة ألآب.
تيموثاوس الثانية ٣: ١٥ـ ١٧ـ ـ تفيد الكتب المقدسة في تعليمنا وتأديبنا في البر وإعدادنا لكل عمل صالح، وتجعلنا حكماء فنبلغ الخلاص. [أعمال ١٧:١١]
غلاطية ١: ٦ـ ٩ ـ ـ يمكننا أن نعرف ما إذا كانت التعاليم التي يجري تدريسها لنا صحيحة أم لا بمقارنتها مع البشارة التي بشرها الرجال الملهمون ودونوها في الكتاب المقدس. [يوحنا الأولى ٤: ١ـ ٦]
كورينثوس الثانية ٥: ٧؛ رومية ١٠:١٧ ـ ـ لأننا نسير في الإيمان، لا في العيان. يأتي الإيمان بسماع كلمة الله، وليس بالحصول على القدرات الخارقة. رغبتنا في ثمة خبرة شخصية كنوع من الضمان يعني فشلنا في الثقة بكلمة الله. ويعني أننا نسير في العيان بدلا من الثقة بكلمة الله.
يوحنا ٢٠:٢٩ـ ٣١ ـ ـ عندما طلب توما دليلا شخصيا لكي يؤمن، أجاب يسوع أنه، في المستقبل، لن تكون هذه هي الوسيلة التي يؤمن الناس من خلالها. بركات الله اليوم ـ الإيمان والنضج الروحي الحقيقيين ـ يأتيان عن طريق الإيمان على أساس الكلمة المكتوبة، لا على أساس رؤية الآيات شخصيا!
مرة أخرى، الإيمان بأن المعجزات هي علامة على فضل الله يشكل تحريفا للغرض من المواهب الروحية.
يطلب معظم "المعالجين بالإيمان" مالا أو يجمعون التبرعات ـ قبل البدء بالعلاج عادة. ينطوي مذهب "بذور الإيمان" وما يماثله من التكتيكات على أنه يجب على المرء أن يعطي هبة قبل أن يتوقع حدوث معجزة، وحتى أنه كلما عظمت الهبة، عظمت المعجزة. نتيجة لذلك، أصبح كثير من المعالجين بالإيمان أغنياء بشكل لا يعقل.
هل طلب يسوع أو تلاميذه أو أي من أنبياء الكتاب المقدس في أيما وقت مالا من أولئك الذين شفوهم أو قاموا بجمع الهبات في اجتماعات مخصصة لطقوس الشفاء؟
بطرس الثانية ٢:٣، ١٥ ـ ـ حذر الله من طمع المعلمين الكذابين الذين يستغلون الناس بكلام ملفق. مثل بلعام الذي أحب أجر الإثم
ملوك الثاني ٥:١٤ـ ١٦، ٢٠ـ ٢٧ ـ ـ بعد شفائه لنعمان الأرامي من البرص بأعجوبة، أبى أليشاع قبول هدية منه. عندما استغل خادم أليشاع الشفاء لأخذ هدية، ضرب الخادم بالبرص.
أعمال ٣: ٦ ـ ـ قال بطرس أنه لا يملك ذهبا أو فضة (ولم يطلب هذا أو ذاك). رغم ذلك شفى رجلا لم يمشي من قبل.
أعمال ٨:١٨ـ ٢٠ ـ ـ عرض سمعان المال على بطرس مقابل الحصول على قدرة منح المواهب الخارقة. لم يرفض بطرس المال فقط بل ووبخ الرجل الذي عرض عليه ذلك قائلا أن قلبه لم يكن مستقيما.
متي ٨:٢٠ ـ ـ صنع يسوع معجزات عظيمة، لكنه لم يطلب أبدا أموالا من أولئك الذين أبرأهم، كما أنه لم يصبح غنيا نتيجة ذلك.
من المؤسف أن العديد من "المعالجين بالإيمان" قد أصبحوا أثرياء بشكل لا يعقل عن طريق أخذ المال من أناس هم الأقل قدرة على العطاء، بما في ذلك أولئك الذين أفضت بهم أمراضهم إلى الفقر. هؤلاء الذين يفعلون ذلك يتركون انطباعا أن عطايا الله المادية تشترى بالمال. هذا هو تحريف فظيع للغرض من المواهب الروحية.
إن عدم التقدير لكفاية الكتب المقدسة هو قلب وجوهر السعي إلى المعجزات في العصر الحديث. عندما بفهم المرء أن الإنجيل يكشف عن وحي ومشيئة الله بالكامل، يمكنه عندئذ أن يرى أنه ليست هناك حاجة إلى المعجزات الحديثة. يسعى الناس إلى المعجزات فقط عندما يخفقون في فهم الغرض من المعجزات ويفقدون بالتالي الإيمان بكفاية الإنجيل.
حقوق الطبع محفوظة ٢٠٠٠،
ديڤيد أي پرات
Please bookmark our site in your favorites.
We welcome links to us from other sites :
gospelway.com
- The Gospel Way: Free Bible Study Materials & Guides
Scripture quotations are generally from the New King James Version (NKJV), copyright 1982, 1988 by Thomas Nelson, Inc. used by permission. All rights reserved.