الجزء الأول: طبيعة المواهب الروحية

ملاحظة: هذا المقال هو جزء من سلسلة من الدراسات حول المعجزات، التكلم باللغات، معمودية الروح القدس، الشفاء الأعجوبي، والمواهب الروحية.

مقدمة

استخدم الروح القدس المواهب الخارقة للكشف عن مشيئة الله والتأكيد على أن الرسالة الموحاة كانت حقا من عند الله (كورينثوس الأولى ١٢:١ـ١١). سوف ندرس في هذا الجزء طبيعة تلك المواهب، خصائصها المميزة، والأعمال التي قام بها الرجال الذين نالوا هذه المواهب.

لاحظ أن الشيطان قد أتى دائما بآيات مزيفة لتقليد أعمال الله.

بصفة خاصة، يحذر الكتاب المقدس من:

* الأنبياء الكذابين ـ متي ٧:١٥؛ كورينثوس الثانية ١١:١٣ـ ١٥؛ يوحنا الأولى ٤:١؛ بطرس الثانية ٢:١؛ متي ١٥:١٤؛ أعمال ١٣:٦ـ ١٢؛ رؤيا ٢:٢.

* المعجزات الكاذبة (أعمالا مدهشة يزعم أنها من عند الله) ـ أعمال ٨:٩ـ ١٣؛ تسالونيكي الثانية ٢:٩ـ ١٢؛ متي ٧:٢١ـ٢٣؛ خروج ٧:٨ ـ١٢، ٢٠ـ ٢٢؛ ٨:٦، ٧، ١٧ـ ١٩؛ متي ٢٤:٢٤

سوف تساعدنا دراستنا لخصائص مواهب الروح الحقيقية على التمييز بينها وبين أعمال الشيطان المزيفة. سوف نرى أن المواهب الروحية الحقيقية أتسمت بخصائص لا يستطيع عمال الشيطان المزيفين تكرارها. وبالتالي يمكننا تمييز الحقيقي من المزيف بمقارنة خصائصهما.  


أولا. مواهب الوحي المباشر


بإرشاد الروح القدس المباشر، كشف الله عن إيحاءات جديدة تدريجيا إلى أن تم اكتمال الإنجيل. ماذا كانت خصائص هذا الإرشاد؟ 

يزعم كثيرون اليوم أنهم "منقادين" من قبل الروح القدس بالإضافة إلى تعاليم الإنجيل. هل تلقى هؤلاء الإرشاد المباشر الموصوف في الإنجيل؟

لفهم عمل النبي،  قارن خروج ٤:١٠ـ ١٦ ﺑ ٧:١، ٢. كان موسى فما لله لأن الله أعطاه ما يتكلم به. وبالمثل كان هارون فما لموسى أو متحدثا باسمه، لأن موسى خاطبه وجعل الكلام في فمه. يدعو خروج ٧:١، ٢ هذا العمل "بعمل النبي".

ومن ثم، كان النبي ناطقا باسم أو بلسان الله، وكانت النبوة هي القدرة على إعلان مشيئة الله عن طريق الإرشاد المباشر وإلهام الروح القدس. 

تأمل الآن خصائص الوحي المباشر الحقيقي (النبوة):

ا. كشف الوحي عن مشيئة الله بدقة دائما بكلمات من اختيار الله.

كانت الرسالة إلهية في الأصل، وليست بشرية بأي شكل من الأشكال. 

الوحي المباشر في الإنجيل

مقاطع عامة

متي ١٠:١٩، ٢٠ ـ ـ لم يكن التلاميذ في حاجة إلى معرفة ماذا يقولون أو كيف يتكلمون لأن روح الله سيتكلم من خلالهم. لم يكن التلاميذ هم المتكلمين بل أوحى إليهم الله بما يتكلمون وكيف يتكلمون.

كورينثوس الأولى ١٤:٣٧ ـ ـ كان ما كتبه بولس هو وصية الرب.

تثنية ١٨:١٨، ١٩ ـ ـ وضع الله كلامه في فم النبي، ثم خاطب النبي الشعب.

بطرس الثانية ١:٢١ ـ ـ لم تأت نبوءة قط بإرادة بشر، لكن بعض الناس تكلموا كما حملهم الروح القدس.

صموئيل الثاني ٢٣:١، ٢ ـ ـ كانت كلمة الله على لسان النبي، وتكلم روح الرب به.

بعض الأساليب المستخدمة:

  • الدعوة بصوت مسموع ـ صموئيل الأول ٣:١ـ ١٨
  • الرؤى ـ أعمال ١٠:٩ـ ١٦
  • على لسان ملاك ـ أعمال ١٠:٣ـ ٨؛ متي ١:١٨ـ ٢٥
  • في الأحلام ـ تكوين ٣٧؛ دانيال ٢
  • لاحظ أن كل وحي مباشر كان قابلا للوصف بكلمات يمكن تكرارها للآخرين. كان بوسع الشخص الذي تلقى الوحي أن يقوم بذلك حتى لو لم يكن هو نفسه قد فهم تماما التعليم المعطى بتلك الكلمات.

    "الإيحاءات" في العصر الحديث

    "توجيهات" غامضة

    كثيرا ما يختبر الناس اليوم "توجيهات" غامضة ترتكز على بعض المشاعر والانطباعات المؤثرة، أو يطغي عليهم ثمة شعور غامر بالاطمئنان، فيقتنعون نتيجة لذلك بأنهم قد نالوا الخلاص، أن المذهب الفلاني هو المذهب الصحيح، أن الكنيسة الفلانية هي الكنيسة الحقيقية، أو أنه ينبغي عليهم أتباع مسار معين من العمل. ثم يقولون أن الروح قد "أوحى" إليهم بذلك، ويزعمون أنها مشيئة الله.

    عند سؤالهم حول طبيعة هذا الوحي، لا يستطيعون وصف ما حدث أو كيفية  مجيء الوحي بوضوح ـ لا يستطيعون التعبير عنه بالكلمات. يقولون أن بإمكانهم "الشعور به بأفضل مما يمكنهم التعبير عنه".

    من الأمثلة الممتازة على هذا هي "شهادة" المورمون التي يزعمون أنهم بها يعرفون بأن مذهب المورمون هو المذهب الصحيح. إنها ليست سوى تجربة مؤثرة، لكنهم مقتنعون بأنها وحي من الروح القدس.

    ليست هذه "الإيحاءات" سوى تزوير شيطاني للإيحاءات الحقيقية. عندما تلقى الناس إيحاءات حقيقية من عند الله كان في وسعهم دائما وصف الشكل الذي جاء به الوحي بدقة، والتعبير عن مضمون الرسالة بالكلمات.

    فهم الكتاب المقدس

    يزعم آخرون أن الروح القدس يوحي إليهم فهم الإنجيل بشكل مباشر عند دراستهم له. لكن هذه ليست نبوة وليست هناك مثل هذه الموهبة الروحية في الإنجيل. لم تنطوي النبوة على فهم الكتاب المقدس لكنها كشف معصوم عن الخطأ والذي لم تأت معرفته عن طريق الدراسة. 

    ب. كانت الرؤى دقيقة دائما ـ معصومة ولا يشوبها أي خطأ

    لم يشوبها أي خطأ بأي شكل من الأشكال، بما في ذلك التنبؤ بالمستقبل.

    أمثلة من الإنجيل

    يوحنا ١٧:١٧ ـ ـ كلمة الله هي حق. (مزامير ١١٩:١٦٠، ١٤٢)

    تثنية ١٨:٢٠ـ٢٢ ـ ـ إن تكلم النبي باسم الرب ولم يتم كلامه ولم يحدث، فذلك الكلام لم يكن من الرب.

    مزامير ٣٣:٤؛ ١١٩:١٢٨؛ ١٩:٨ ـ ـ كلمة الرب صادقة.

    رؤيا ٢١:٥ ـ ـ هذه الكلمات هي صدق وحق .[١٩:٩]

    متي ٢٢:٣٢ ـ ـ  حتى صيغة الفعل الدالة على زمانه يجب أن تكون صحيحة. (غلاطية ٣:١٦)

    أمثلة من العصر الحديث

    كثيرا ما يتنبأ "الأنبياء" العصريون بأمور لا تتحقق.

    * تنبأ كثيرون بتاريخ المجيء الثاني ليسوع المسيح، وما إلى ذلك

    * نبوءات جوزيف سميث الابن ـ المورمون

  • سيعود المسيح في غضون ٥٦ سنة من عام ١٨٣٥.
  • سوف يتم بناء المعبد في غضون جيل واحد من عام ١٨٣٢.
  • سوف يعيش العديد من رسل المورمون لرؤية عودة يسوع.
  • ستكون الحرب الأهلية "نهاية جميع الأمم بالكامل".
  • "كتاب إبراهيم" (أحد كتب المورمون العقائدية) ترجم من كتاب مصري وثني حول طقوس الدفن.
  • * نبوءات جين ديكسون

  • سوف تندلع الحرب العالمية الثالثة عام ١٩٥٨.
  • سوف تضع روسيا أول رجل على سطح القمر.
  • سوف يرشح ليندون جونسون نفسه لانتخابات الرئاسة عام ١٩٦٨ (رفض القيام بذلك).
  • سوف يستقيل الرئيس فورد ويحل محله روكفلر.
  • سيكون ريغان مرشح الحزب الجمهوري عام ١٩٧٦ (فاز فورد)
  • * رفعت السيدة بيڤرلي كراولي دعوى قضائية ضد روبرت تيلتون الذي يزعم القدرة على الشفاء بالإيمان لأنه واصل طلب تبرعات مالية من السيد كراولي واعدا بشفائه. ورد في إحدى هذه الرسائل ما يلي، "كلمني الله صباح هذا اليوم عنك على وجه التحديد يا توم، وقال أنه سوف يشفيك". كان السيد كراولي قد توفي قبل خمسة أشهر من تاريخ كتابة الرسالة! ـ نقلا عن ﮔريۼ گوين، نشرة نوكسڤيل الغربية.  

    الجماعات التي تزعم أنها تعمل بإرشاد الروح، كثيرا ما تتعارض مع بعضها البعض.

    من الأمثلة على ذلك: المورمون، كنيسة العنصرة، الكاثوليك، وغيرهم. كيف يمكنهم أن يكونوا جميعا منقادين من قبل الروح في حين أنهم يتعارضون مع بعضهم البعض؟ كيف لنا أن نعرف أي هي الجماعة التي تعمل بإرشاد الروح حقا؟ 

    كثيرا ما يتلقى الناس "إرشادا" والذي تثبت عدم صحته.

    قد يتبعونه ويقعون في المشاكل، فيدركون أنه لم يكن من عند الله. أو قد يناقضون في الواقع ثمة "إلهام" آخر تلقوه هم أنفسهم في وقت سابق.

    عادة ما يتناسون الإلهام السابق أو يعترفون حتى بأنه لم يكن من عند الله. ولكن كيف لهم أن يثقوا بعد ذلك بأي "إرشاد" آخر؟ الحقيقة هي أن أيا منهم لم يكن من عند الله، لأنهم لا يتسمون بخصائص الإلهام الحقيقي.

    ج. اتسق الوحي دائما مع غيره من الإيحاءات التي كشف عنها الله.

    أمثلة من الإنجيل:

    أعمال ١٧:١١، ١٢ ـ ـ خضعت الإيحاءات الجديدة إلى الفحص الدقيق بمقارنتها بالإيحاءات القديمة.  

    غلاطية ١:٦ـ ٩ ـ أي وحي جديد يختلف عما سبقه من إيحاءات هو وحي كاذب.

    وبهذه الطريقة، كثيرا ما استشهد أنبياء العهد الجديد بالعهد القديم لإثبات أنهم من عند الله ـ لوقا ٢٤:٢٥ـ ٢٧؛ ٤٤ـ ٤٦؛ أعمال ٢:١٤ـ ٣٦؛ يوحنا ٥:٣٩، ٤٦؛ وغيرها.

    أمثلة من العصر الحديث:

    يمارس العديد ممن يزعمون تلقيهم للوحي المباشر اليوم، أمورا تتعارض مع الإنجيل بشكل مباشر:

    ) الحصول على الخلاص قبل أو دون الغمر في الماء (راجع مرقس ١٦:١٥، ١٦؛ أعمال ٢:٣٨؛ ٢٢:١٦؛ رومية ٦:٣، ٤؛ غلاطية ٣:٢٧؛ بطرس الأولى ٣:٢١) 

    (٢) الالتزام ببعض بنود شريعة العهد القديم (عبرانيين ١٠:١ـ ١٠؛ ٧:١١ـ ١٤؛ ٨:٦ـ ١٣؛ ٩:١ـ ٤؛ كورينثوس الثانية ٣:٦ـ ١١؛ غلاطية ٣:٢٤، ٢٥؛ ٥:١ـ ٦؛ رومية ٧:١ـ٧؛ أفسس ٢:١١ـ ١٦؛ كولوسي ٢:١٣ـ ١٧)

    ) قيام النساء بالوعظ أو التبشير (كورينثوس الأولى ١٤:٣٤، ٣٥؛ تيموثاوس الأولى ٢:١١، ١٢)

    الميزة الرابعة للوحي المباشر هي أنه كان مصحوبا دائما بآيات خارقة لتأييده. سوف نناقش هذه الميزة في إطار نقطة أخرى لاحقا.


    ٢.مواهب التأييد الأعجوبي


    لإثبات أن رسالة بعض الأشخاص كانت من عند الله، صحب الروح وعظهم بالقدرات الفائقة. ماذا كانت خصائص هذه المواهب؟ هناك كثيرون يزعمون اليوم أنهم يمتلكون نفس القدرات التي امتلكها يسوع ورسله. هل يمتلك هؤلاء الأشخاص حقا ما يصفه العهد الجديد؟

    هناك ثلاثة مصطلحات استخدمت في العهد الجديد للإشارة إلى المعجزات (أعمال ٢:٢٢؛ كورينثوس الثانية ١٢:١٢؛ عبرانيين ٢:٣، ٤). تأمل بعض هذه التعريفات.

    "معجزة"

    ترجمت إلى "عمل عظيم" أو "قدرة" في الطبعة الأمريكية القياسية. يؤكد هذا المصطلح على القدرة التي يمتلكها الشخص (الله) الذي هو مصدر الحدث.  

    "آية"

    يؤكد هذا المصطلح على الطبيعة الفريدة للحدث. إنه مستحيل الحدوث من خلال قوانين الطبيعة أو قدرات الإنسان العادية، لذلك فإن وقوعه في حد ذاته يثبت أنه قد حدث بقوة الله.

    "أعجوبة"

    تؤكد هذه الكلمة أيضا على استحالة وقوع الحدث من خلال القانون الطبيعي، وتؤكد على الطابع المدهش أو المذهل للحدث.

    لمساعدتنا على فهم طبيعة معجزات الكتاب المقدس الحقيقية، تأمل الخصائص التالية للمعجزات الحقيقية (صنفت تحت أربعة عناوين).

    لاحظ أن كل معجزة من معجزات العهد الجديد أتسمت بجميع هذه الخصائص الأربعة. في بعض الحالات، كما هو الحال مع جميع شهادات شهود العيان، هناك تفاصيل غير مذكورة؛ ولكن عند ذكر التفاصيل، نجد أن المعجزات أتسمت دائما بجميع هذه الخصائص. فيما نواصل الدراسة، سوف نذكر الاختلافات بين معجزات الإنجيل الحقيقية هذه وتلك الأحداث التي يزعم الناس اليوم أنها معجزات كمعجزات الإنجيل.  

    ا. كانت هناك أدلة قاطعة على أن الحدث الأعجوبي قد وقع حقا.

    كان وقوع الحدث واضحا للحضور بشكل جلي.

    معجزات الإنجيل

    لم يكن هناك خداع أو خفة يد. وفيما يتعلق بالشفاء الأعجوبي، كان هناك دليل واضح على وجود اعتلال عضوي، وكانت هناك دليل قاطع على زوال المشكلة. لم تكن هناك علل غير مرئية أو غير ظاهرة، ولم تكن هناك أمراضا سيكوسوماتية (اضطرابات جسدية ناشئة عن اضطرابات نفسية أو عاطفية، بحيث أن التحسن النفسي أو العاطفي يؤدي إلى زوال المشكلة).

    * لعازر ـ ـ يوحنا ١١:١٧، ٣٨، ٣٩، ٤٣ـ ٤٥. كان من الواضح لجميع شهود العيان أنه كان ميتا وبعث حيا مرة أخرى.

    * الأعمى ـ ـ يوحنا ٩:١، ٧، ١٨ـ ٢٠؛ ٢١، ٢٥. لم يكن هناك أدنى شك في أنه كان أعمى منذ الولادة، لكنه شفي وكان في وسعه أن يبصر.

    * المرأة المنحنية الظهر ـ ـ لوقا ١٣:١١، ١٣، ١٦. كان بوسع الجميع رؤية ظهرها المحني، لكنها انتصبت من وقتها عندما شفيت.

    * الكسيح ـ ـ أعمال ٣:٢، ٧، ٨، ١٠؛ ٤:٢٢. كان من المعروف لدى سكان أورشليم أنه لا يستطيع المشي، وكان واضحا أنه مشى بعد شفائه. [قارن ١٤:٨ ـ١١]

    * ابن أرملة نائين ـ ـ لوقا ٧:١١ـ ١٧.

    * عليم الساحر ـ ـ أعمال ١٣:٦ـ ١٢.

    [انظر أيضا مرقس ١:٤٤؛ ٢:١ـ ٤، ١٠ـ ١٢؛ ٤:٣٥ـ ٤١؛ ٧:٣٢ـ ٣٧؛ متي ١٢:٩، ١٤؛ ١٤:٢٢ـ ٣٣؛ يوحنا ٦:٥ ـ ١٤؛ ٢:١ـ ١١]

    ما يسمى بالمعجزات في العصر الحديث

    في حالة ما يسمى بالمعجزات في العصر الحديث، لا يوجد في كثير من الأحيان دليل على أن الشخص كان يعاني من اعتلال جسدي حقيقي أو قد لا يكون هناك دليل ملموس على زوال المرض. أو ربما كانت المشكلة قد نشأت نتيجة لحالة الشخص الذهنية وتحرر منها بسبب ثقته في الشخص المعالج، بالإضافة إلى انفعاله العاطفي في تلك اللحظة، رغبته في الشفاء، قوة الإيحاء، وقدرة الشخص المعالج على التنويم المغناطيسي. 

    بعض الأمثلة:

    ... صعدت شابة جميلة إلى المسرح وهي تعرج. لوحت بدعامة ساقها في الهواء ووقفت بحوض يميل بشدة، على ساق سليمة وأخرى قصيرة ذاوية ... صفق الجميع، وبكت الفتاة.
     
    كان هذا المشهد بالنسبة لي مقززا للغاية. كانت هذه الشابة ذاوية الساق نتيجة لمرض شلل الأطفال. كانت ساقها ذاوية الآن بقدر ما كانت قبل عشر دقائق، قبل أن تدعو كاثرين كولمان شخصا لإزالة دعامة ساقها. وقفت الآن أمام عشرة آلاف متفرج يمجدون الرب ـ وبشكل غير مباشر كاثرين كولمان ـ على شفاء لم يحدث ولن يحدث ـ نولن، كتاب الشفاء: طبيب في بحث عن معجزة، ص ٦٥.
     
    خلال الساعة والنصف التي قضتها كاثرين كولمان في شفاء الأمراض، لم أرى ولو لمرة واحدة، مريضا يعاني من مرض عضوي ظاهر يشفى من مرضه (أي من مرض يسبب تغييرا بنيويا) ـ نولن، ص ٦٦.

    شارك السكان المحليين مشاركة شخصية في المعجزات.

    أمثلة من الإنجيل

    تأثر السكان المحليون تأثرا مباشرا بالمعجزات التي جرت في مدنهم، وكان في وسع السكان المحليين أن يعاينوا الأدلة بأنفسهم.

    عندما بشر الرجال الملهمين في منطقة ما وأرادوا إقناع الناس بأن الله قد وهبهم القدرة على صنع المعجزات، لم يفعلوا ذلك بالتحدث عن المعجزات التي صنعوها في أماكن أخرى، بل فعلوا ذلك ببساطة بصنع معجزات بين سكان تلك المنطقة.

    كان في وسع الناس عندئذ أن يعاينوا ما حدث بأنفسهم وأن يتحققوا من المسألة. كان في وسعهم استجواب الأشخاص المعنيين، أن يتحققوا مما إذا كانوا مرضى حقا أم لا، أن يلاحظوا ما إذا كان شفائهم كاملا أم كانت هناك انتكاسات، وما إلى ذلك. ومن ثم، كان في وسعهم أن يحددوا بأنفسهم ما إذا كانت هناك معجزة حقيقية قد حدثت أم لا.

    * لعازر ـ يوحنا ١١: ١، ١٧ـ ١٩، ٣١، ٤٥ ـ ـ أقيم لعازر من الموت في بلدته ومسقط رأسه، حيث كان من المعروف أنه قد فارق الحياة وشوهد بعد ذلك حيا من جديد.

    *  الأعمى ـ يوحنا ٩: ١، ٧ـ ٩، ١٨ـ ٢٠ ـ ـ للتأكد من صحة الحدث كان في وسع الناس الاتصال بشهود العيان. لم يخشى يسوع أن يفحص الناس معجزاته للتحقق من صحتها. لم يتهمهم بأنهم على خطأ لمجرد رغبتهم في التأكد من صدق الحدث (على أنه وبخ أولئك الذين فحصوا الأدلة، ورغم ذلك لم يؤمنوا).

    * ابن الأرملة في مدينة نائين ـ لوقا ٧: ١١ـ ١٧ ـ ـ أقيم هذا الشاب من الموت في حضور "جمع كثير من المدينة" ـ أولئك الذين عرفوه حق المعرفة، عرفوا بوفاته، وكان في وسعهم أن يروا بأنفسهم أنه قد عاد إلى الحياة.

    * الكسيح ـ أعمال ٣:٢، ٩، ١٠؛ ٤:٢٢،١٦ ـ ـ كان من المعروف لدى أهل المدينة أن هذا الرجل كان كسيحا من بطن أمه، ورأته جموع من الناس بعد أن شفي من كساحه.

    ما يسمى بالمعجزات في العصر الحديث

    عند سؤال أولئك الذين يؤمنون "بالمعجزات" في العصر الحديث عن صحة معجزاتهم، نجد أنهم يجادلون ويناقشون الموضوع بالإدلاء بشهادات عن معجزات صنعوها أو شاهدوها. عادة ما تنطوي القصص الأكثر إثارة للإعجاب على أناس في أماكن نائية أو أحداث وقعت منذ عهد بعيد، أناس غير معروفين من قبل السكان المحليين والذين ليس بالإمكان استجوابهم أو التحقق منهم.

    أو يناقشون بإسهاب بعض مقاطع الإنجيل، التي يؤكدون أنها تبرهن على حدوث المعجزات اليوم. لماذا لا يعفوننا من كل هذه الأدلة والنقاشات؟ إذا كانوا يمتلكون القدرات التي امتلكها يسوع ورسله، فليصنعوا المعجزات التي صنعها يسوع ورسله. معجزات نستطيع رؤيتها والتحقق منها بأنفسنا!

    كثيرا ما صنعت المعجزات في حضور غير المؤمنين، المعلمين الكذابين، بل وحتى صانعي المعجزات المزيفة. لم يتمكن حتى أعداء الحق من إنكار حدوث هذه المعجزات.

    معجزات الإنجيل

    الرجال الذين تمتعوا بقدرات حقيقية على صنع المعجزات لم يخشوا القيام بها في حضور أناس لديهم تساؤلات أو شكوك، أو حتى أولئك الذين كانوا يعارضون تعاليمهم جهرا. بل كانوا في بعض الأحيان يتعمدون صنع المعجزات في وجود أولئك الذين يصنعون معجزات مزيفة، لكي يشهد الناس الفروق. لم يتمكن الخصوم من إنكار المعجزات التي صنعها أنبياء الله؛ وكثيرا ما اعترفوا بقدراتهم.

    * فيلبس وسمعان ـ أعمال ٨ :٥ ـ١٣ ـ ـ كان سمعان يدهش أهل السامرة بأعمال السحر حتى ظنوا أنه قدرة الله. غير أن المعجزات الحقيقية التي قام بها فيلبس في حضور سمعان أدهشته حتى أنه آمن هو الآخر.    

    * بولس وعليم الساحر ـ أعمال ١٣: ٦ـ١٢ ـ ـ عندما قاوم عليم الساحر كلمة الله، أنزل به بولس العمى. كان عليم عاجزا عن منع العمى أو التغلب عليه واعترف بالمعجزة من خلال التماس من يقوده بيده.  

    * لعازر ـ يوحنا ١١: ٤٧، ٤٨ ـ ـ بعد أن أقام يسوع لعازر من الموت، اعترف أعدائه بأنه قد أتى بآيات كثيرة.

    * الكسيح ـ أعمال ٤: ١٠، ١٤ـ ١٦ ـ ـ بعد أن شفى بطرس ويوحنا الرجل الكسيح (٣:١ـ ١٠)، اعترف خصومهما اليهود بأنهما قد صنعا آية عظيمة.

    * إيليا على جبل الكرمل ـ ملوك الأول ١٨:٢٠ـ ٤٠ ـ ـ تحدى إيليا أنبياء البعل لكي يكشف زيفهم ويحسم النزاع حول الإله الذي يمتلك قدرة حقيقية على صنع المعجزات.

    * شاول الطرسوسي ـ أعمال ٩: ١ـ ١٨ ـ بعد قيامته، ظهر يسوع لشاول الذي كان يضطهد المسيحيين لإقناعه بالقيامة.

    * الضربات العشرة ـ خروج ٨: ١٧ـ ١٩ ـ حاول سحرة فرعون أن يقلدوا المعجزات التي صنعها موسى، لكنهم اعترفوا في نهاية المطاف بأن موسى صنع المعجزات بقدرة الله. [راجع خروج ١٤: ٢٦ـ ٣١]

    ما يسمى "بالمعجزات" في العصر الحديث

    اليوم، أولئك الذين يزعمون القدرة على صنع المعجزات لا يحاولون حتى القيام بمعجزة إذا كان هناك معارضين في جملة الحضور. يقول بعضهم أنهم لا يستطيعون القيام بها في مثل هذه الظروف نظرا لعدم إيمان بعض الحضور. 

    بدلا من الاعتراف بحدوث معجزات حقيقية كتلك التي حدثت في الإنجيل، ينكرها كثيرون منا (اقرأ مرة أخرى نولن، صفحة ٦٦ أعلاه، وصفحة ٩٠ أدناه). وعندما نفعل ذلك، لا يعاني أيا منا من العواقب مثلما جرى لعليم الساحر. من الذي سوف ينزل بالمعلمين الكذابين اليوم ما أنزله بولس بعليم الساحر؟

    لاحظ أن الله كان يعلم أنه ستكون هناك "معجزات" مزيفة، وقد زودنا بوسائل لمساعدتنا على تمييز الحقيقي من المزيف. أحدى هذه الوسائل هي مقارنة خصائص هذه "المعجزات" بمعجزات الإنجيل الحقيقية. عندما نجد أنها لا ترقى إليها، فإن أولئك الذين يزعمون أن هذه الأعمال هي معجزات هم معلمين كذابين، تماما مثل أولئك الذين زعموا صنع المعجزات في الإنجيل لكنهم لم يستطيعوا القيام بما قام به صانعي المعجزات الحقيقية.

    ب. كانت المعجزات الحقيقية فورية

    المعجزات الحقيقية

    جرى الحدث الخارق حالما باشر الرجال الملهمين القيام به، أو في الوقت الذي حددوه بالضبط. لم يستغرق أياما، أسابيع أو شهورا ليتطور تدريجيا.  

    * أعمال ٣: ٧ ـ ـ اشتدت قدما الرجل الكسيح من وقته فقام وأخذ يمشي.

    * لوقا ١٣: ١١ـ ١٣ ـ ـ انتصبت المرأة على الفور بعد أن كانت منحنية الظهر.

    * مرقس ٢: ١٠ـ ١٢ ـ ـ نهض الرجل المقعد على الفور.

    * مرقس ٥: ٢٥ـ ٢٩ ـ ـ شفيت المرأة المنزوفة منذ أثني عشر عاما على الفور.

    * مرقس ٥: ٣٥ـ ٤٢ ـ ـ كانت ابنة جاريوس قد فارقت الحياة لكنها قامت على الفور عندما أخذ يسوع بيدها.

    [أعمال ١٣: ١١؛ ١٤: ٨ ـ ١١؛ يوحنا ٩: ١، ٦، ٧؛ مرقس ١: ٤٢؛ لوقا ٧: ١٤، ١٥؛ ملوك الأول ١٨: ٢٥ـ ٣٠، ٣٥ـ ٣٩؛ وغيرها]

    "المعجزات" في العصر الحديث

    في معظم حالات ما يسمى بالمعجزات في العصر الحديث، إذا حدث أي شفاء على الإطلاق، فإنه يستغرق أياما، أسابيع، أو شهورا. من الممكن ببساطة تفسير مثل هذا الشفاء التدريجي بالعمليات الطبيعية. ومع ذلك يزعمون أنها معجزات. 

    أمثلة من أورال روبرتس ـ مجلة الحياة الوافرة، أيلول ١٩٧٤:

    اتصلت تلفونيا ببرج الصلاة وطلبت صلاة من أجلي ... مرت ثلاث أيام، ولدهشة الجميع، لم أكن فقط لا أزال على قيد الحياة، بل آخذا في التحسن. وبمرور الأيام واصلت التحسن. رغم أن شفائي كان بطيئا، فإني أدرك الآن أن الله ربما كان قد خطط له كي يكون كذلك ... ـ الحياة الوافرة، صفحة ١٧.
     
    لا أستطيع أن أقول أن المعجزة التي كنت في حاجة إليها جاءت فورا، أو حتى أن عام ١٩٧٣ لم يكن كابوسا في بعض الأحيان. بعد العملية الجراحية مباشرة، خضع جو مدة ستة أشهر إلى علاج كيميائي شامل أعقبه علاج أشعاعي ... أعتقد أنه سيكون في وسع الأطباء أن يعلنوا شفائه بحلول نهاية العام ـ الحياة الوافرة، صفحة ٢٠ 

    أثناء زيارة قمت بها بصحبة مسيحي آخر إلى "بيت التسبيح" في فورت وين بولاية إنديانا، أدلى أحد المرشدين بشهادة عن معجزته. كان قد أصيب بكسر في الظهر لكنه قرر أن الرب سوف يشفيه، فغادر المستشفى على الرغم من تحذيرات الأطباء من أنه سوف يموت. سألته كيف حدث الشفاء. هل قفز من السرير وجرى إلى البيت؟ أجاب أنه لم يكن في وسعه القيام بذلك بظهره المكسور! تم نقله بكرسي متحرك، ذهب إلى البيت وشفي بعد ١٥ أسبوعا. كانت معجزة. عرض علينا أن نلمس موضع الإصابة في ظهره الذي كان مكسورا لكنه التئم. قلت له أنها لم تكن معجزة لأنها لم تكن فورية، بالإضافة إلى أن المعجزة لا تترك أي أثر من آثار المرض.   

    في برنامج إذاعي يبث من لويڤيل في ولاية كنتكي، تحدى كن گرين ممارسي الشفاء الأعجوبي للمجيء إلى برنامجه والقيام بمعجزة. عندما وافق أحدهم على المجيء، استضاف كن رجلا من المعروف أنه كفيف البصر لكي يجري شفائه. حاول الواعظ أن يشفيه، لكن الرجل لم يبصر. قال الواعظ "قد يبصر غدا، في الأسبوع المقبل، أو في الشهر المقبل. متى ما أبصر، فإنها معجزة". 

    ج. كانت المعجزات الحقيقية ناجحة دائما.

    المعجزات الحقيقية

    لم يحدث أبدا أن حاول يسوع أو رسله (بعدما تلقوا معمودية الروح القدس) القيام بمعجزة وأخفقوا في ذلك. لم يكن هناك أي نوع من الأمراض عجزوا عن شفائه.

    متي ٤: ٢٣، ٢٤ ـ ـ شفى يسوع كل مرض وعلة.

    متي ١٤:٣٤ـ ٣٦ ـ ـ وجميع الذين لمسوه نالوا الشفاء.

    أعمال ٥: ١٢، ١٥، ١٦ ـ ـ وكانوا يبرئون جميعهم.

    شفى يسوع ورسله أناسا ولدوا كفيفي البصر(يوحنا ٩:١)، ولدوا مقعدين (أعمال ٣:٢؛ ٤:٢٢)، أبرئوا البرص (مرقس ١:٤٠ ـ ٤٥)، أقاموا الأموات (يوحنا ١١؛ لوقا ٧:١١ـ١٧؛ أعمال ٩: ٣٦ـ٤٢)، أعادوا الحياة إلى الأعضاء المشلولة أو المفقودة (لوقا ٢٢:٤٩ـ٥١؛ مرقس ٣: ١، ٥)، حول يسوع الماء إلى نبيذ (يوحنا٢:١)، مشى على الماء (متي ١٤: ٢٥ـ ٣٣)، أسكت الريح (مرقس ٤:٢٥ـ ٤١)، أطعم ألوف الناس ببضع سمكات وأرغفة خبز معدودة وكان الذي فضل عنهم بعد أن أكلوا أكثر مما كان متوفرا لديهم في البداية (متي ٨: ١٦، ١٧؛ ١٠:١؛ ٩:٣٥؛ ١٢:١٥؛ مرقس ٧:٣٢ـ ٣٧؛ ١٦: ١٧، ١٨).

    لم يفشلوا حتى في حضور غير المؤمنين (راجع الملاحظات السابقة)، أو عدم إيمان الشخص الذي تلقى المعجزة:

    * ليس لدى الموتى إيمان ـ لوقا ٧: ١١ـ ١٧؛ يوحنا ١١: ٣٨ـ ٤٤.

    * تلقى عليم الساحر معجزة بسبب عدم إيمانه ـ أعمال ١٣: ٦ـ١٢.

    * أغاث يسوع بطرس رغم قلة إيمانه ـ متي ١٤: ٢٥ـ ٣٣.

    * أسكت يسوع الريح بالرغم من عدم إيمان التلاميذ ـ مرقس ٤: ٣٥ـ ٤١.

    * دعا إيليا أن تهبط نار من السماء رغم قلة إيمان الشعب ـ ملوك الأول ١٨:٢٠ـ ٤٠.

    [راجع يوحنا ٩: ١، ٦ـ ٨، ٣٥ـ ٣٨؛ أعمال ٣:١ـ١٢]

    لم يكن الإيمان شرطا لتلقي المعجزات، لكن المعجزات صنعت في بعض الأحيان كمكافأة على الإيمان. في هذه الحالات، عرف رجل الله بوجود الإيمان بشكل أعجوبي (أعمال ١٤: ٨ ـ ١٠؛ مرقس ٦: ١ـ ٦). على أية حال، لم يحدث أبدا أنهم حاولوا القيام بمعجزة وفشلوا ثم أنحوا باللائمة على قلة إيمان الشعب.  

    (فشل الرسل في حالتين، متي ١٧: ١٤ـ ٢٠؛ ١٤: ٢٥ـ ٣٣. لكن هذا كان قبل تلقيهم لمعمودية الروح القدس، وذكر في كلتا الحالتين أنهم فشلوا لأنهم ـ هؤلاء الذين حاولوا القيام بمعجزة ـ افتقروا إلى الإيمان، وليس لأن الأشخاص الذين طلبوا المعجزة افتقروا إلى الإيمان).  

    "المعجزات" في العصر الحديث

    أولئك الذين يزعمون أنهم يصنعون المعجزات اليوم، لا يبرئون جميع الذين يأتون إليهم، كثيرا ما يحاولون ويفشلون، وكثيرا ما يتجنبون حتى محاولة شفاء بعض أنواع الأمراض. وعندما يفشلون، يلقي بعضهم مسئولية فشلهم على قلة إيمان طالبي المعجزة.

    أمثلة:

    ... أستطيع الكشف عن وجود روح شرير، معرفة اسمه، أو عددهم. لا تعمل هذه القدرة بشكل واضح في بعض الأحيان، ولكن عندما تعمل بوضوح، يمكنني معرفة عددهم وأسمائهم، وعادة ما امتلك القدرة على إخراجهم. لكن هذا لا يحدث دائما. ـ أورال روبرتس، المعجزات ألاثني عشر الكبرى في خدمتي الكهنوتية، صفحة ١١٦.  

    عرفت ابنتنا شارون شابا مسيحيا كان قد فقد إحدى عينيه واعتاد أن يرتدي رقعة واقية فوق المحجر الفارغ. حضر ذات مرة اجتماعا لسيدة ممن يمارسون الشفاء الأعجوبي، بينما تقدم الاجتماع، دعته المرأة إلى الوقوف لأنها تصورت أنه لا يعاني على الأكثر إلا من مجرد مرض في عينه. قالت له أن الرب قد شفاه ودعته إلى رفع الرقعة الواقية عن عينه! أجال الشاب النظر في الحضور بمحجره الفارغ قائلا، "ماذا فعلت بعيني؟ أريدها أن تعيد إلي عيني!" انفض الاجتماع على الفور واضطرت المرأة إلى مغادرة المدينة!

    مشى الشاب المصاب بسرطان الكبد مترنحا في ممر القاعة في محاولة عقيمة  لطلب "العلاج". تم رده على أعقابه، برفق، من قبل ماگي. عندما تداعى في الكرسي، كان في وسعي أن أرى بطنه المنتفخ ـ مثقلا بالورم كما كان من قبل ـ نولن، صفحة ٦٦.
     
    وأخيرا انتهى الأمر ... أمضيت بضعة دقائق أراقب المرضى في الكراسي المتحركة وهم يغادرون القاعة. المرضى المصابين بأمراض يائسة، الذين جاءوا في كراسي متحركة، كانوا لا يزالون جميعا في كراسيهم المتحركة ... وقفت في الممر مراقبا الحالات الميؤوس منها وهم يغادرون، رأيت دموع الآباء والأمهات وهم يدفعون كراسي الأطفال المقعدين في المصاعد ـ نولن، صفحة ٦٧. 

    د. كانت المعجزات الحقيقية تامة وكاملة

    المعجزات الحقيقية

    أنجزت المعجزات الحقيقية دائما ما قال الرجال الملهمون أنها ستنجزه ووفت تماما بالحاجة منها. فيما يخص الشفاء، استعاد الناس عافيتهم بشكل فوري وكامل. زالت جميع أعراض المرض. لم يكن هناك تحسن جزئي، انتكاسات، ولم تكن هناك حاجة إلى مزيد من جلسات العلاج والرعاية الطبية. 

    * متي ١٢: ١٠، ١٣ ـ ـ عادت يد الرجل المشلولة صحيحة كالأخرى.

    * مرقس ١: ٤٠ ـ ٤٥ ـ ـ أظهر الأبرص نفسه للكاهن شهادة على أنه برئ من مرضه.

    * أعمال ٣: ٨ ـ ـ قام الرجل الكسيح واثبا وأخذ يمشي.

    * مرقس ٢: ١٠ـ ١٢ ـ ـ مشى الرجل المشلول حاملا سريره.

    [راجع متي ١٤: ٣٦؛ ملوك الأول ١٨؛ يوحنا ٩: ٧، ١١؛ أعمال ١٣: ١١؛ لوقا ١٣: ١١ـ ١٣؛ ٧: ١٤، ١٥؛ مرقس ٧: ٣٢ـ ٣٧]

    "المعجزات" في العصر الحديث

    يزعم المعالجون العصريون قيامهم بمعجزات في حالات لا يظهر فيها سوى تحسن طفيف أو مؤقت، حتى لو لم يكتمل الشفاء، حتى لو تطلب الأمر مزيدا من العلاج الطبي، أو حتى إذا عاد المرض سريعا.

    أمثلة:

    ... كان الرجل المصاب بسرطان الكلى الذي تفشى إلى الحوض والعمود الفقري ... والذي كان ـ عندما زعم شفائه من المرض ـ قد طلب جلب كرسيه المتحرك إلى المسرح لعرضه على الجمهور، قد عاد الآن إلى الكرسي المتحرك. "شفائه"، حتى ولو وهميا، كان قصير الأمد للغاية ـ نولن، صفحة ٦٧. 
     
    [كانت السيدة سوليڤان قد زعمت شفائها من مرض سرطان الظهر]. "في الساعة الرابعة من صباح اليوم التالي، استيقظت من النوم على أثر ألم فظيع في ظهري. كان الألم من الشدة بحيث إني لم أجرؤ على التحرك ... اتصلنا بالطبيب في الصباح وذهبت إلى المستشفى حيث أظهرت الأشعة أن إحدى الفقرات قد انهارت جزئيا. قال الطبيب أن سبب ذلك على الأرجح هو التقويس والجري الذي قمت به [في جلسة الشفاء الأعجوبي]. بقيت في المستشفى مدة أسبوع، وعندما عدت إلى المنزل اضطررت إلى استخدام الدعامة الطبية ثانية ... 
     
    توفت السيدة سوليڤان من جراء سرطان الظهر بعد أربعة أشهر من "شفائها" على يد كاثرين كولمان في اجتماع مكرس للشفاء الأعجوبي ـ نولن صفحة ٩٩.

    ﻫ. موجز: المعجزات الحقيقية هي أحداث مستحيلة عن طريق القانون الطبيعي

    تمتلك كل معجزة حقيقية جميع الخصائص الأربعة المذكورة أعلاه. برهن هذا للحضور أن الحدث كان مستحيلا عن طريق القانون الطبيعي، وأنه كان ولابد تدخلا إلهيا.

    سوف نرى أن هذا كان ضروريا لكي تنجز المعجزات الغرض منها وهو تأييد الكلمة التي يجري التبشير بها. عندما يزعم الناس اليوم أن بعض الأحداث التي لا تمتلك جميع هذه الخصائص هي معجزات، فهذا يدل على: (١) إما أنهم يسيئون فهم معجزات الإنجيل، أو (٢) أنهم صانعي معجزات مزيفين، كأولئك المذكورين في الإنجيل الذين لم ترقى أعمالهم إلى المعجزات الحقيقية التي صنعها رجال الله.

    سبق وقدمنا العديد من الأمثلة التي زعم فيها المبشرون العصريون أن بعض الأحداث التي تفتقر إلى الخصائص اللازمة هي معجزات. يمكن أعطاء أمثلة كثيرة أخرى عن أحداث هي من الواضح ليست مستحيلة بحسب القانون الطبيعي، لكنهم مع ذلك يزعمون أنها معجزات.

            مع رسالتي التالية إلى الأخ روبرتس، بعثت إليه مبلغا وافرا من بذور الإيمان ... أولا، حصل زوجي على زيادة في الراتب. ثم فتح الرب باب المعجزات على مصراعيه. كنا قادرين على بناء بيت جديد! ـ نقلا عن كتاب الحياة الوافرة، ص ١٧.

           هذه الجامعة هي واحدة من عدد قليل من الكليات التي حققت اعتمادا كاملا في مدى [ست سنوات] ـ و ... منحت مدة العشر سنوات الكاملة عندما اعتمدت في المرة الأولى ... معجزة أخرى! روبرتس، المعجزات الأثني عشر العظمى ... صفحة ١٣١

    "معجزة برامجنا الرياضية" ـ في غضون ست سنوات، تحسن فريق جامعة أورال روبرتس "بشكل لا يصدق إلا إذا كنت تؤمن بالمعجزات". فقد سجل رقما قياسيا لدى الرابطة الوطنية لرياضة الجامعات، نهض من تعثره متصدرا الأمة، شارك في الدعوة الوطنية للبطولة وفاز بالمباراة! ـ روبرتس، المعجزات ألاثني عشر العظمى ... صفحة ١٣٣.

    يميز الكتاب المقدس بين المعجزات وبين الأحداث التي تجري استجابة للصلاة وفقا للقانون الطبيعي.

    سبق لنا أن وصفنا المعجزات الحقيقية وأيضا المعجزات الكاذبة. على أن هناك فئة ثالثة من الأحداث التي يستجيب فيها الله للصلاة، لكنه يفعل ذلك من خلال العمل في إطار القانون الطبيعي. هذه الأحداث هي نعم من لدن الله ينبغي أن يشكر عليها، إلا أنها تصنف في عداد المعجزات بصورة غير صحيحة لأنها ليست مستحيلة وفقا للقانون الطبيعي ولأنها لا تنجز الأغراض المقصودة من المعجزات. [متي ٧:٧ـ١١؛ يعقوب ١:١٧]   

    إليك بعض الأمثلة التي توضح الفروق بين المعجزات وبين الاستجابة للصلاة من خلال القانون الطبيعي:

    * إذا صلينا من أجل قوتنا اليومي (متي ٦:١١)، ثم حصلنا على وظيفة وكسبنا دخلا (أفسس ٤:٢٨) أو زرعنا وحصدنا الأرض، فتلك هي نعمة من الله استجابة للصلاة من خلال القانون الطبيعي. لكنها ليست معجزة بحسب مفهوم الإنجيل لهذا المصطلح. ما يعد معجزة هو: (١) استخدام وجبة طعام فتى صغير لإطعام ألوف الناس بحيث أن ما فضل عنهم في النهاية كان أكثر مما كان متوفرا لهم في البداية. (متي ١٤:١٣ـ ٢١)، أو (٢) نزول من من السماء جاهز للالتقاط من على وجه الأرض (خروج ١٦:١٤ـ ١٦)، أو (٣) تحويل الماء إلى خمر (يوحنا ٢:١).  

    * إذا أنجب رجل وزوجته طفلا عن طريق التناسل الطبيعي (تكوين ٤:١، ٢)، فتلك هي نعمة من الله (مزامير ١٢٧ و ١٢٨). إذا كانا قد صليا إلى الله كي يمنحهما هذا الطفل، كان ذلك استجابة للصلاة. لكنها ليست معجزة، بما أنها حدثت وفقا للقانون الطبيعي. ما يعد معجزة هو خلق الله للمرأة من ضلع الرجل (تكوين ٢:٢١، ٢٢)، أو تكوينه ليسوع في أحشاء فتاة عذراء (متي ١: ١٨ـ ٢٥).

    * بالمثل، إذا صلينا من أجل الصحة والعافية (يوحنا الثالثة ٢)، فقد ينعم علينا الله بالشفاء وفقا لعمليات شفاء الجسد التدريجي الطبيعية. قد يحدث ذلك نتيجة لخضوعنا إلى علاج طبي أو جراحي، إتباعنا لنظام غذائي، ممارسة الرياضة البدنية، وغير ذلك. يعد هذا الشفاء نعمة من الله استجابة للصلاة، لكنه ليس معجزة بما أنه يتوافق مع القانون الطبيعي. لكن من الواضح أن معجزات الشفاء الأعجوبي الموصوفة سابقا، لم تحدث وفقا للقانون الطبيعي.      

    ينبغي علينا أن نؤمن بأن الله يجيب الصلوات ويلبي احتياجاتنا اليومية من خلال القانون الطبيعي. لكن هذا لا يعني أن هذه الأحداث هي معجزات لأنها لا تطابق الخصائص المميزة للمعجزات، كما أنها لا تحقق الغرض من المعجزات. لا يدعو الكتاب المقدس مثل هذه الأمور معجزات قط.

    خاتمة

    عند نهاية تحقيقاته لمعجزات كاثرين كولمان، اختتم الدكتور نولن:

    عند الحديث مع هؤلاء المرضى حاولت أن أكون أمينا، متفهما، وموضوعيا إلى أقصى حد ممكن. الشيئين الوحيدين الذين رفضت الاستغناء عنهما ـ لم يكن بوسعي الاستغناء عنهما حتى لو كنت قد حاولت ـ كانا المنطق السليم ومعرفتي الطبية. أصغيت باهتمام إلى كل ما قالوه لي وتابعت بحث كل ما من شأنه أن يؤدي، ولو من بعيد، إلى تأكيد حدوث معجزة. بعد أن فعلت كل هذا توصلت إلى استنتاج لا مفر منه: لم يكن أي من المرضى الذين عادوا إلى مينياپوليس ليؤكدوا من جديد الشفاء الذي زعموا أنهم قد نالوه في اجتماع المعجزات، كانوا في الواقع، قد برئوا من أي شيء سواء من قبل كاثرين كولمان أو من قبل الروح القدس.

    نحن نؤمن بأن الله يستطيع، وأنه يشفي الناس اليوم بالاستجابة للصلاة من خلال القانون الطبيعي. إلا أننا نتفق مع الاستنتاج الذي خلص إليه نولن فيما يتعلق بالمعجزات. نحن ننكر بكل ما في الكلمة من معنى أن صانعي المعجزات في العصر الحديث يصنعون نفس نوع المعجزات الحقيقية التي صنعها يسوع المسيح ورسله. إنهم يخدعون الناس ويقومون في الحقيقة بأعمال مزيفة.


    ٣. التكلم بالألسنة


    يحتوي الكتاب المقدس على عدة أمثلة عن موهبة التكلم بالألسنة ـ أعمال ٢:١ـ١٣؛ ١٠:٤٤ـ٤٦؛ ١٩:١ـ٧؛ كورينثوس الأولى ١٢ـ١٤؛ مرقس ١٦:١٧ـ ٢٠. خدمت هذه الموهبة غرضين هما الكشف عن الوحي وتأييد الوحي.

    يزعم كثيرون اليوم امتلاكهم لهذه الموهبة. يقولون أنهم يريدون اختبار "معجزة يوم الخمسين". نحن نتساءل عما إذا كان أولئك الذين يزعمون التكلم بالألسنة اليوم يقومون حقا بما تم القيام به في الإنجيل، أم أن أعمالهم مزيفة. تذكر أن الشيطان يرسل معجزات مزيفة ومواهب مزيفة محاولا أن يؤدي بالناس إلى الضلال.

    لتحديد ما إذا كانت "الألسنة" في العصر الحديث حقيقية أم لا سنقوم بدراسة طبيعة الألسنة في الإنجيل ومقارنتها بما يفعله الناس اليوم. هل ترقى الألسنة اليوم إلى تلك التي في الإنجيل؟

    لاحظ بعناية خصائص التكلم بالألسنة.

    ا. كانت الألسنة لغات قائمة من قبل.

    الألسنة في الإنجيل

    تعريف

    أحد تعريفات كلمة "لسان" باللغة الإنجليزية هو: "لغة أو لهجة شعب معين" (قاموس كلية راندوم هاوس).

    كثيرا ما نشير اليوم إلى أناس يتكلمون "بلسانهم" أي بلغتهم الأصلية.

    أمثلة من الإنجيل استخدمت فيها كلمة "لسان" للإشارة إلى لغات طبيعية، محلية، وبشرية:

    رؤيا يوحنا ٥:٩ ـ ـ افتدى يسوع لله بدمه أناسا من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة.

    رؤيا يوحنا ١٤:٦ ـ ـ بشر ملاك المقيمين في الأرض من كل أمة وقبيلة ولسان وشعب بالبشارة الأبدية.

    [راجع أيضا رؤيا يوحنا ٧:٩؛ ١٠:١١؛ ١١:٩؛ ١٣:٧؛ ١٧: ١٥؛ وغيرها]

    ومن ثم، كانت الألسنة لغات. من الأمثلة في العصر الحديث، اللغة الإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية، الألمانية، الروسية، وغيرها.

    مثال إنجيلي حول موهبة التكلم بالألسنة الفائقة الطبيعة ـ أعمال ٢

    هذا هو أوضح مثال إنجيلي عن الألسنة. إنه المثال الأول، وسجل عندما حل الروح القدس على الرسل في الإصحاح الثاني من كتاب أعمال الرسل. كانت الموهبة التي حلت على أهل بيت قرنيليوس في الإصحاح العاشر من كتاب أعمال الرسل "موهبة مماثلة" (انظر ١١: ١٥ـ ١٧)

    آية ٤ ـ ـ حل الروح القدس على الرسل ومنحهم القدرة على التكلم "بلغات" أخرى.

    آية ٥، ٩ـ١١ ـ ـ كان هناك أناس من كل أمة تحت السماء مجتمعين في أورشليم. تكلم هؤلاء لغات طبيعية، محلية، تختلف باختلاف بلدانهم، كما في الأمثلة المذكورة أعلاه.

    آية ٦، ٨، ١١ ـ ـ عندما تكلم الرسل، كان كل منهم يسمعهم يتكلمون بلغة بلده. أي أن الألسنة التي تكلم بها الرسل كانت "اللغة" الأم للسامعين. يوضح لنا المقطع كلمة "ألسنة". كانت لغات!

    "الألسنة" في العصر الحديث

    يوحنا الأولى ٤:١ ـ ـ يوجد الكثير من الأنبياء الكذابين لذلك ينبغي علينا أن نختبر الأنبياء. وعليه، فإن من العدل والإنصاف اختبار أولئك الذين يزعمون أنهم يمتلكون اليوم موهبة الألسنة التي في الإنجيل. 

    يوحنا ٨:١٧ ـ ـ قال يسوع أن بإمكاننا الحكم على ممارسات الناس بناء على شهادة الشهود. [متي ١٨:١٦؛ كورينثوس الثانية ١٣:١؛ تيموثاوس الأولى ٥:١٩؛ عبرانيين ١٠:٢٨؛ تثنية ١٧:٦؛ ١٩:١٥]

    لاحظ أن شهادة الشهود لبست هي السلطة التي نستخدمها لتحديد الصواب والخطأ، ما يرضي أو يغضب الله. ذلك تحدده كلمة الله (في هذه الحالة، تحدد كلمة الله خصائص التكلم بالألسنة الحقيقي). سوف نقتبس عن الشهود لكشف ممارسات ما يسمى بمتكلمي الألسنة في العصر الحديث؛ ثم نقارن ذلك بالإنجيل، لمعرفة ما إذا كانت ممارساتهم صحيحة أم خاطئة.  

    لا يزعم معظم "المتكلمين بالألسنة" العصريين أنهم يتكلمون لغة بشرية قائمة.

    بما أن الألسنة في الإنجيل كانت لغات. وطالما أن هناك من يزعمون اليوم أنهم يمتلكون نفس الموهبة، فمن المناسب أن نسألهم: "ما هي اللغة التي تتكلمون؟"

    لا يزعم أغلبهم أنهم يتكلمون لغة معينة، حتى يعرض عليهم الدليل المذكور أعلاه (وحتى عندئذ، لا يزعم كثيرون منهم أنهم يتكلمون لغة معينة).

    قال أحد "المتكلمين بالألسنة" في النهاية، أظن أني أتكلم اللغة الكورية. فقلت له أن بإمكاننا التحقق من ذلك بسهولة، وعرضت العثور على بعض الكوريين للاستماع إلى خطبته وترجمتها لكنه رفض!

    إذا كانوا في الحقيقة يختبرون "تجربة يوم العنصرة" مثل الرسل، ينبغي على متكلمي الألسنة العصريين أن يتكلموا لغات طبيعية قائمة ومعروفة. سر الرسل بوجود أشخاص بين الحاضرين ممن يعرفون اللغة للإصغاء إليهم، وكانوا يتعمدون توجيه الكلام إلى هؤلاء لكي يسمعوا! لماذا إذن، يرفض متكلمي الألسنة اليوم أن يستمع إليهم أناس من لغات أخرى لتحديد اللغة التي يتكلمون؟ 

    الكلام المنطوق في ما يسمى بالألسنة في العصر الحديث هو كلام غامض خالي من المعنى. إنه ليس لغة.

    أخذت العديد من الاقتباسات أدناه من كتاب دليل الاقتباسات الدينية بقلم دوسون وماكآرثر.

    أعطيت تسجيلات لبعض "المتكلمين بالألسنة" العصريين إلى خبراء اللغات لفحصها. تأمل النتائج:

    "جرد وتصنيف المادة المسجلة يدل بوضوح على أن الكلام المسجل لا يشبه أية لغة فعلية تعامل معها أي مترجم في أي وقت مضى ... على أساس ما تعلمته حول هذا النوع من ظواهر "الألسنة" في أنحاء أخرى من العالم، يبدو أن هناك نفس الاتجاه لاستخدام أصوات من اختيار المرء في توليفات غير مفهومة، ولفظها بطريقة تحاكي ملامح لغة أجنبية" ـ يوجين نيدا كما استشهد به ڤ. ريموند أدمان، "إلهي أم شيطاني؟" كرستيان هيرالد، أيار ١٩٦٤، صفحة ١٦ (نقلا عن دليل الاقتباسات الدينية، صفحة ١٦٩). 
     
    "ويجب أن أعلن دون تحفظ، أن العينة التي عرضت علي لا تبدو كلغة بنيويا ... ليست كل الحروف الساكنة وحروف العلة مشابهة للغة الإنجليزية (اللغة الأم للمتكلم)، إلا أن أنماط الترنيم هي إنجليزية أمريكية بكل معنى الكلمة بحيث أن الأثر الإجمالي يثير الضحك بعض الشيء" وم. ويلمز، أستاذ اللغات الأفريقية في جامعة كاليفورنيا في ولاية لوس أنجلوس، رسالة إلى المحرر، المسيحية اليوم، ٨ نوڤمبر ١٩٦٣، ص ١٩ـ ٢٠ (نقلا عن دليل الاقتباسات الدينية، صفحة ١٦٨).   

    وبالتالي قال خبراء اللغة بصراحة أن "الألسنة" الحديثة ليست لغات. بل ذهبوا أبعد من ذلك بكثير وقالوا أنهم يعرفون ما هي. "الألسنة" هي أصوات مألوفة لدى المتكلم، ينطقها في توليفات خالية من المعنى متصنعا نبرات "أجنبية". بكلمات أخرى، فإن المتكلم لا يستخدم حتى أصوات لغات أجنبية، لكنه يأخذ أنماط الكلام المألوفة لديه ويدمجها بطرق هراء لمحاكاة ما يظن هو أنه لغة أجنبية. 

    باختصار، إنه هراء خالي من المعنى! كالأطفال الصغار الذين يلفظون أصوات لا معنى لها لتقليد "لغة أجنبية". هذا هو ما يقوله المتكلمين بالألسنة لاشعوريا أو بغير علم.

    وعليه، رغم أن المتكلمين بالألسنة لا يعرفون ما هي اللغة التي يتكلمون، فإننا نعرف حقيقة ما يتكلمون. نعرف أنها ليست لغة. نعرف أنه هراء خالي من المعنى!

    ب. نقلت الألسنة رسالة حقيقية ذات معنى قابل للتفسير.

    الألسنة في الإنجيل

    كما هو الحال مع اللغات الطبيعية، بلغت الألسنة الفائقة الطبيعة رسالة أو معنى، والذي كان قابلا للفهم من قبل أولئك الذين يعرفون اللغة وكان قابلا للتفسير أو الترجمة إلى لغات أخرى.

    أولئك الذين كانوا يعرفون اللغة كانوا قادرين على فهم معنى ما قيل، ليتعلموا منه ويتشددوا به.  

    لاحظ كتاب أعمال الرسل ٢:١١. أولئك الذين سمعوا الألسنة، لم يميزوا اللغة فقط، بل فهموا الرسالة وأدركوا ماهية الموضوع وهو تسبيح الله. كما هو الحال مع أي وحي إلهي آخر، بلغت الألسنة رسالة أو معنى حقيقي تم التعبير عنه بالكلمات. أولئك الذين عرفوا اللغة أمكنهم أن يتعلموا، يزدادوا معرفة، وينالوا البنيان بتلك الرسالة.  

    كورينثوس الأولى ١٤: ٥ ـ ١٢، ١٩، ٢٦ ـ ـ نقل المتكلمون في اجتماعات الكنيسة رسالة يمكن للجميع فهمها والاستفادة منها. وبالتالي أوصاهم بولس باستخدام الألسنة في الاجتماعات إذا ترجمت فقط، لكي يتمكن الحاضرين من فهمها. 

    كورينثوس الأولى ١٤: ٢٨ ـ ـ ولكن إذا لم يكن هناك من يفهم الرسالة لكي يترجمها للآخرين، ينبغي على متكلم تلك اللغة أن يلزم الصمت.

    ومن ثم، تضمنت الألسنة الحقيقية رسالة قابلة للفهم، من أجل بنيان الجماعة. إذا لم يكن بينهم من يفهم الرسالة، تعين عليهم عدم استخدام اللغة عند اجتماع الجماعة.

    كما هو الحال مع اللغات الأخرى، كانت الرسالة المبلغة بالألسنة قابلة للترجمة إلى لغات أخرى.

    كورينثوس الأولى ١٤: ٥ ـ ـ المتنبئ أفضل من المتكلم بلغات، إلا إذا كان يترجم لتنال الجماعة بنيانها.

    كورينثوس الأولى ١٤: ٢٧ ـ ـ إذا تكلمتم بلغات فليتكلم اثنان أو ثلاثة على الأكثر، كل بدوره، وليكن فيكم مترجم.

    [كورينثوس الأولى ١٢: ١٠؛ ١٤:١٣، ٢٦]

    كثيرا ما تستخدم كلمة "تفسير" في الإنجيل كمرادف للترجمة من لغة إلى أخرى عن طريق الوسائل الطبيعية:

    أعمال ٩: ٣٦ ـ ـ وكان في يافا تلميذة أسمها طابيثة، أي ظبية.

    يوحنا ١: ٣٨ ـ ـ قالا له، "رابي" (والتي تعني، عند ترجمتها،  يا معلم)...

    يوحنا ١:٤٢ ـ ـ قال يسوع لبطرس، "أنت سمعان بن يونا. وستدعى كيفا" (أي صخرا، عند ترجمتها).

    يوحنا ٩: ٧ ـ ـ قال له يسوع، "أذهب، واغتسل في بركة سلوام" (أي رسول).

    عبرانيين ٧:٢ ـ ـ أدى إبراهيم العشر إلى ملكيصادق، وتفسير اسمه أولا "ملك البر" ثم ملك شليم أي "ملك السلام".

    يزعم البعض أن "الألسنة" في كورينثوس الأولى ١٢ـ ١٤ تختلف عنها في كتاب أعمال الرسل ٢.

    ويقولون أن هذه "الألسنة" ليست لغات بشرية بل لغة صلاة وجدانية أو "لغة الملائكة" (كورينثوس الأولى ١٣:١)، والتي لا يفهمها أحد (١٤:٢، ١٤، ١٩).

    * إلا أن نفس الكلمة ("لغة") استخدمت هنا كما في الإصحاح الثاني من كتاب أعمال الرسل. لا ينبغي لنا أن نفترض أنها موهبة مختلفة دون سبب قهري.

    * تضمنت هذه اللغات رسالة قابلة للفهم والتفسير، شريطة وجود من يفهم اللغة بين الحاضرين (كورينثوس الأولى ١٢:١٠؛ ١٤:٥، ١٣، ٢٧). سبب عدم فهم الألسنة في حالة أهالي كورينثوس، هو أنه لم يكن بين الحاضرين من يعرف اللغة (١٤:٢). وقال بولس، أنه في تلك الحالة، ينبغي عليهم عدم استخدامها!

    * في تعبير "ألسنة الناس والملائكة" لابد وأن تعني كلمة "لسان" الشيء نفسه بالنسبة "للملائكة" و"الناس": لغات قابلة للترجمة. لم تكن لغة صلاة خاصة، والتي لا يستطيع أحد فهمها. سواء استخدمت من قبل البشر أو الملائكة، كانت لغات قائمة استخدمت لتبليغ رسالة ذات معنى.

    * يبين التعبير الذي استخدمه بولس أن التكلم بلغة الملائكة هو شيء نادر.

    فلماذا يكاد البعض اليوم لا يتكلمون "لغة الناس" قط (الموهبة المعتادة)، ويتكلمون فقط لغة الملائكة (الموهبة النادرة)؟ يبين المثال الوارد في الإصحاح الثاني من كتاب أعمال الرسل الغرض الذي قصده الله من التكلم بالألسنة: التكلم بلغات يمكن للناس فهمها والاسترشاد بها. حتى الألسنة في الإصحاح الرابع عشر من كورينثوس الأولى كانت قابلة للتفسير. لماذا يتكلم الناس اليوم دائما تقريبا لغات لا يمكن تفسيرها بالوسائل الطبيعية؟ 

    * يزعم البعض اليوم أنهم يختبرون "تجربة يوم العنصرة". ولكن عند استجوابهم، يزعمون على الفور أنهم لا يختبرون ما حدث يوم العنصرة ولكن شيء مختلف!

    * الحقيقة هي أننا نعرف ماذا يتكلم المتكلمون بالألسنة العصريون! إنها ليست لغة على الإطلاق، سواء بشرية أو ملائكية. يدرك دارسي اللغات ما هي: أصوات مألوفة لدى المتكلم، دمجت مع بعضها البعض على نحو خالي من المعنى. يمكن تمييزها كرطانة!

    * سوف نرى أيضا أن "الألسنة" في العصر الحديث تفتقر إلى اتساق التفسير. ومن ثم، فإنها لا تطابق الإصحاح الرابع عشر من كورينثوس الأولى (انظر أدناه).

    أي أن الألسنة في الإصحاح الرابع عشر من كورينثوس الأولى لم تختلف في طبيعتها عن تلك المذكورة في الإصحاح الثاني من كتاب أعمال الرسل، كانت فقط قد استخدمت بشكل مختلف، وقال لهم بولس، عن طريق الوحي، أن يوقفوا استخدامها!

    الألسنة في العصر الحديث

    كثيرا ما تستخدم "الألسنة" العصرية في اجتماع الجماعة دون تفسير، وعليه، لا يتلقى أي شخص رسالة مفهومة من أجل البنيان. وفي هذا انتهاك واضح للفقرات أعلاه.

    مرة أخرى، تمت دراسة "الألسنة" وثبت عدم قابليتها للتفسير، لأنها ليست لغات. إنها رطانة خالية من أي معنى حقيقي.

    قد حضرنا العديد من الاجتماعات التي تضمنت كلا من التكلم بالألسنة وتفسيرها، ولاحظنا أن أغلب التفسيرات كانت ذات طابع عام للغاية. بعد فترة من التكلم بلسان آخر، عادة ما يبدي أحد الحاضرين استعداده للترجمة مفسرا أن المتكلم قد شكر وسبح الله على نعمه الوافرة، أو أنه طلب القوة والإرشاد لنفسه وللآخرين.ا
     
    مع ذلك، وربما في ثلث عدد هذه الاجتماعات، قدم المترجمون تفسيرا محددا لما قاله المتكلم، لكنهم نادرا ما "فسروا" الكلام عبارة عبارة وجملة جملة. من أجل التحقق من صحة هذه التفسيرات، أخذنا على عاتقنا تسجيل نماذج من التكلم بالألسنة وقمنا بعرضه في جلسات خاصة على عدد من مترجمي الألسنة هؤلاء. لم يكن هناك أي تشابه في التفسيرات. يجسد ما يلي النتائج التي توصلنا إليها: قال أحد المترجمين أن المتكلم صلى من أجل صحة أبنائه؛ بينما ترجم شخص آخر نفس التسجيل على أن المتكلم قد أعرب عن امتنانه لنجاح جهود الكنيسة مؤخرا في جمع التبرعات.  
     
    نحن نعرف رجلا تربى في أفريقيا، ابن لوالدين مبشرين، والذي قرر اختبار تفسير الألسنة بنفسه. أثناء زيارة لاجتماع جرى فيه التكلم بالألسنة، حيث كان شخصا غريبا تماما، وفي اللحظة المناسبة، نهض وتلا الصلاة الربية باللهجة الأفريقية التي كان قد تعلمها في شبابه. عندما جلس، نهض أحد مترجمي الألسنة وقدم على الفور معنى ما قاله الرجل. فسر ذلك على أنه رسالة بشأن قرب المجيء الثاني للمسيح ـ الدكتور جون كيلدال، علم نفس التكلم بالألسنة، هارپر و رو، ١٩٧٢، صفحة ٦٢. (نقلا عن كتاب الاقتباسات الدينية، صفحة ١٦٩)

    ومن ثم، فإن "الألسنة" الحديثة ليست لغات من أي نوع كان (سواء بشرية أو ملائكية)، لا تحتوي على رسالة متسقة، وهي ليست قابلة للتفسير. لذلك، فإنها ليست نفس موهبة التكلم بالألسنة التي وردت في الإنجيل. إنها مزيفة.

    ج. لم تتم دراسة الألسنة من قبل أولئك الذين نطقوها بأعجوبة.

    الألسنة في الإنجيل

    لم يجري أبدا تعليم الناس كيف يتكلمون "بالألسنة" بل حلت عليهم القدرة فجأة وبشكل فوري.

    أعمال ٢ ـ ـ امتلأ الرسل "بغتة" من الروح القدس وأخذوا يتكلمون بلغات ليست لغتهم (آية ٢ـ ٤). الرجال الذين تكلموا كانوا كلهم من مكان واحد (الجليل ـ آية ٧)، لكنهم تكلموا بلغات أناس من كل أمة تحت السماء (آية ٥، ٨ ـ١٢). كان السامعين في حيرة لأن كلا منهم كان يسمعهم يتكلمون بلغات لم يسبق لهم تعلمها.   

    أعمال ٤:١٣ ـ ـ كان أولئك الرجال "أميون من عامة الشعب". يؤكد هذا أنهم لم يتعلموا هذه اللغات بالوسائل الطبيعية.

    أعمال ١٠:٤٤ـ ٤٦؛ ١٩:٦ ـ ـ بدأ الناس يتكلمون لغات أخرى فجأة دون سابق إنذار أو إعداد.

    لم تكن موهبة التكلم بالألسنة الحقيقية قد درست أو لقنت، ولم تكن نتيجة تدريب تلقاه الرجال بل حدثت فجأة مثل معجزات الشفاء الأعجوبي. على وجه العموم، لم تكن لدى الناس أية فكرة عن أنها قادمة، لم يكونوا يتوقعوها، ولم يكن بإمكانهم السيطرة عليها عندما جاءت.

    كانت معجزة التكلم بالألسنة هي أن الناس تكلموا لغات قائمة لم يسبق لهم دراستها، وأنهم تكلموها بطلاقة بحيث أن أولئك الذين كانوا يعرفونها بصفة اللغة الأم، كان في وسعهم التعرف عليها وفهم الرسالة! 

    الألسنة في العصر الحديث

    ما يسمى بالمتكلمين بالألسنة في العصر الحديث كثيرا ما "يتعلمون" التكلم بالألسنة عن طريق الاستماع إلى غيرهم ممن يفعلون ذلك، بمحاولتهم القيام بذلك، وبتدريبهم كيفية القيام بذلك. سواء شعوريا أو لاشعوريا، فإنهم يتعلمونها من الآخرين. 

    يوعز هارولد بريديسن إلى الذين يطمحون إلى الألسنة بما يلي:

    ) بالتفكير البصري والمادي، بدلا من التفكير النظري أو التجريدي؛ على سبيل المثال، أن يحاولوا تصور المسيح كشخص (٢) أن يخضعوا وبوعي كامل، أصواتهم وأعضائهم الصوتية إلى الروح القدس؛ (٣) وأن يكرروا بعض الأصوات البدائية مثل "با ـ با ـ با" أو شيئا من هذا القبيل. ثم وضع يديه على رأس كل من ملتمسي التكلم بالألسنة، صلى من أجلهم، وتكلم هؤلاء بالألسنة بالفعل ـ نقلا عن ستانلي د. والترز، كتاب شباب في العمل، أيار، ١٩٦٤، صفحة ١١ (نقلا عن كتاب دليل الاقتباسات الدينية، ص ١٦٧).
     
    لقد لاحظت نفس الروتينية في كل مكان ذهبت إليه: (١) اجتماع مخصص للتركيز الشديد على التكلم بالألسنة، يليه (٢) مناخ متزايد من التأثر بكلمات كبير المتكلمين بالألسنة، وبعد ذلك (٣) يصبح المبتدئ قادرا على إخراج الأصوات التي لقن أدائها ـ كيلدال، علم نفس التكلم بالألسنة، ص ٧٤ (نقلا عن كتاب دليل الاقتباسات الدينية، ص ١٧١). 

    إذا كان الناس اليوم يتكلمون بالألسنة حقا كما في الإنجيل، فمن شأنهم أن يصبحوا قادرين فجأة على تكلم اللغة الفرنسية، الإسبانية، الروسية، وغير ذلك، دون أن يكونوا قد تعلموها أو مارسوها في أيما وقت مضى.

    لكن هذا ليس هو ما يحدث في حالة الألسنة العصرية. إنهم لا يتكلمون لغات حقيقية. وما ينطقونه قد تعلموه من خلال مراقبة الآخرين وحتى عن طريق تلقي تعليمات حول كيفية القيام بذلك.

    د. كان التكلم بالألسنة شيئا مستحيلا عن طريق القانون الطبيعي

    ما جعل موهبة الألسنة شيئا فائق الطبيعة هو طريقة حدوثها.

    تتألف الكثير من معجزات الإنجيل من أعمال قد تحدث بصورة طبيعية، إذا جرى القيام بها بطريقة مختلفة. ما جعلها خارقة الطبيعة أو أعجوبة هو أنها قد جرت بطريقة تستحيل طبيعيا.

    أمثلة:

    * يمكن للناس أن يشفوا من كثير من الأمراض بشكل طبيعي، لكن يسوع ورسله أبرئوا المرضى فورا بمجرد نطقهم للكلمات، إلخ.

    * يمكن للعواصف أن تهدأ بشكل طبيعي، لكن يسوع هدأ العاصفة فورا بزجره إياها.

    * يمكن للطعام أن ينمو على مدى عدة أشهر من زراعة البذور في الأرض، لكن الله أرسل المن من السماء بشكل دقيق على وجه البرية، وأطعم يسوع ألوف الناس من وجبة طعام فتى صغير.

    بنفس الطريقة، تشير كلمة "ألسنة" إلى لغات محلية. يمكن أن تكون طبيعية أو فائقة الطبيعة. ما جعلها معجزة هو الطريقة التي مكن بها الروح الناس من الكلام. لم يكونوا قد درسوا اللغة أو تعلموها، لكنهم كانوا قادرين فجأة على التحدث بها بطلاقة.

    الألسنة في العصر الحديث

    لا يلزم أن يكون المرء متكلما بالألسنة كي يلقي خطبة بلغة أخرى . سجل آل كارلسون من جامعة كاليفورنيا خطبة لأحد المتكلمين بالألسنة خلال ممارسة روحية؛ وسجل في وقت لاحق خطبا لمتطوعين لا يتكلمون بالألسنة، والذين طلب إليهم أن يتكلموا عفويا بلغة غير معروفة، ثم طلب من المتكلمين بالألسنة تقييم التسجيلين فلم يستطيعوا التمييز بينهما. أجرى ويرنير كوهن من جامعة كولومبيا البريطانية اختبارا مماثلا وحصل على نتائج مطابقة ـ التكلم بالألسنة، جڤيدن، صفحة ١٦٣ 
     
    يزعم المسلمون إتيان المعجزات، ويعتقدون أن هذه المعجزات تظهر فضل الله وتؤكد صحة عقائدهم. أحد هذه المعجزات المزعومة هو التكلم بالألسنة. يصف الهجويري القدرات العجائبية لأحد الأولياء المسلمين ويقول أنه "يستطيع تحويل نفسه، الانتقال إلى مكان آخر، التكلم بألسنة متنوعة، إحياء الموتى ..." وأمثلة أخرى مذكورة في كتاب بعنوان، الإسلام الصراط المستقيم بقلم كينيث مورغان ـ جڤيدين، صفحة ٧٥
     
    يمكن العثور على عدد من ممارسات التكلم بالألسنة في الأديان القديمة والحديثة؛ الشرقية والغربية؛ الراسخة والمنشقة، كما يمكن العثور عليها في مختلف الطبقات الثقافية، من القساوسة غير المسيحيين إلى المشعوذين، بين الأسكيمو بجانب خليج هدسون، الوثنيين في شمال بورينو، عابدي الشيطان في الصين وشرق إفريقيا وكذلك بين المسيحيين. يخلص بردك إلى ما يلي:
     
    "لقد أظهر هذا التقرير أن التكلم بالألسنة هو شيء شائع جرت ممارسته منذ القدم. في الواقع، من المحتمل أن يكون التكلم بالألسنة قد مورس منذ أن عرف الإنسان كشف الطالع، العلاج بالشعوذة، السحر، واسترضاء الأرواح ... أيا كان التفسير، فمن الواضح أن الوثنيين بالإضافة إلى المسيحيين لهم تجاربهم فيما يتعلق بالألسنة". جيڤيدن، صفحة ٧٤، ٧٥
     
    لقد لاحظت نفس الروتينية في كل مكان ذهبت إليه: (١) اجتماع مخصص للتركيز الشديد على التكلم بالألسنة، يليه (٢) مناخ متزايد من التأثر بكلمات كبير المتكلمين بالألسنة، وبعد ذلك (٣) يصبح المبتدئ قادرا على إخراج الأصوات التي لقن أدائها. إنه نفس الإجراء الذي يستخدمه أخصائيو التنويم المغناطيسي، وكما في حالة المنومين المغناطيسيين، ينجح كبير المتكلمين بالألسنة مع بعض الأشخاص ويفشل مع البعض الآخر" ـ كيلدال، علم نفس التكلم بالألسنة، صفحة ٧٤ (نقلا عن كتاب دليل الاقتباسات الدينية، ص ١٧١)

    وبالتالي فإن التكلم بالألسنة في العصر الحديث ليس ظاهرة خارقة غير قابلة للتفسير الطبيعي.

    لا يتكلم المتكلمون لغة قائمة على الإطلاق، يرتكز كلامهم على ما تعلموه، والوسائل المستخدمة في تعليمهم هي وسائل معروفة تشبه أساليب التنويم المغناطيسي.

    لقد جرى تكرير نفس السلوك في جميع أنحاء العالم من قبل أناس هم بشكل واضح على ضلال، بما في ذلك المسلمين، الوثنيين، وأولئك الذين يتعمدون "التظاهر بذلك زورا".

    إذا كان يمكن تكرير ما يفعله المتكلمين بالألسنة اليوم من قبل أناس هم على ضلال، فكيف يمكن للمتكلمين بالألسنة معرفة ما إذا كانوا يتمتعون بموهبة حقيقية؟ كيف يمكنهم استخدام هذه الموهبة (كما يفعلون غالبا) لإثبات أنهم مرضيين لدى الله؟

    من الواضح أن التكلم بالألسنة في العصر الحديث ليس حدثا خارقا أو فائقا للطبيعة.

    خاتمة

    من شأن فهم طبيعة المواهب الروحية الحقيقية أن يساعدنا على تقدير العظمة الحقيقية لتلك المواهب، ويساعدنا أيضا على تمييزها من المواهب العصرية المزيفة. تنطوي موهبة الألسنة في الإنجيل على تكلم المتكلمين بلغات قائمة دون أن يكون قد سبق لهم تعلمها. كانت النتيجة رسالة ذات معنى حقيقي قابل للفهم والترجمة من قبل أولئك الذين عرفوا اللغة.

    لقد فشل "التكلم بالألسنة" في العصر الحديث من كل جانب. إنه زيف ودجل، أرسله الشيطان ليخدع الناس بقبولهم لعقائد باطلة.

    اضغط هنا لدراسة المقال التالي في هذه السلسلة حول المواهب الروحية.

    حقوق الطبع محفوظة ٢٠٠٠، ديڤيد أي. پرات

     

    Please bookmark our site in your favorites.

    THE GOSPEL WAY | COURSES / COMMENTARIES, etc. | BIBLE | SALVATION | CHURCH | CHRISTIAN'S LIFE | GOD | MORALITY | MANKIND | INVITATIONS | FAMILY | CREATION | AUDIO | ARTICLES | TOPICS | RELIGIONS | PUBLICATIONS | VIDEO | GOVERNMENT | EMAIL ARTICLES

    Subscribe to our free Bible study email lists. E-mail us at the Gospel Way Gospelway icon

    We welcome links to us from other sites :
    gospelway.com - The Gospel Way: Free Bible Study Materials & Guides

    See our Frequently Asked Questions (FAQ) if you have questions about our site.

    Scripture quotations are generally from the New King James Version (NKJV), copyright 1982, 1988 by Thomas Nelson, Inc. used by permission. All rights reserved.

    Hit-meter: 51508986