عون الله لك في الصعوبات:

حلول الإنجيل للمشاكل، المعاناة، والشدائد

لكل منا متاعبه. نواجه جميعا المشاكل، المحن، الألم، والضيق. نحن بحاجة إلى القوة، الجلد، والصبر. لماذا يعاني الإنسان؟ هل تتسبب الخطايا التي يرتكبها الإنسان في التجارب التي يعاني منها؟ لماذا يسمح الله بالتجارب، القلق، الاضطراب، والصعوبات؟ هل ينبغي لنا أن نلقي باللوم على الله وأن نبتعد عنه؟ هل تصنع الصعوبات والضيقات من الشخص إنسانا أفضل؟ هل يمكننا احتمال الصعوبات التي نواجهها بإيمان؟ ما هي الحلول التي يقدمها الإنجيل لمساعدتنا على تحمل المشاكل، المحن، الشدائد، والتغلب عليها؟ 

مقدمة:

"الإنسان مولود المرأة، قليل الأيام كثير الشقاء" (سفر أيوب ١٤:١). يمكننا أن ندرك المعنى الاستثنائي لهذه الكلمات إدراكا كاملا عندما نفكر في الألم الذي احتمله قائلها. تختلف المشاكل والمحن التي يتعرض لها مختلف الناس، ويبدو أن البعض منهم يقاسي مشقات أكثر من غيره. لكننا ندرك جميعا، من خلال خبراتنا الشخصية، ومن خلال خبرات أولئك الذين نعرفهم، مدى صدق عبارة أيوب.

تثير المتاعب القلق في نفس الإنسان، ليس لأن المشقات هي عبء بحد ذاتها فحسب، ولكن لأن المحن قد تقودنا إلى التجارب الروحية أيضا. قد نشعر بأن المحنة التي نمر بها تبرر ارتكابنا للخطيئة. قد ينتابنا اليأس نتيجة للمشاكل إلى حد أننا نلقي باللوم على الله، نفقد إيماننا به، أو نبدأ في الشك في صلاحه ورحمته. كما قالت زوجة أيوب، "جدف على الله ومت" (سفر أيوب ٢: ٩).  

الغرض من هذه الدراسة هو تقديم إجابات إنجيلية للأسئلة التي كثيرا ما يطرحها الناس عن المعاناة. لماذا يعاني الإنسان؟ هل يمكن أن يكون للمعاناة نتائج مفيدة؟ هل يمكن احتمال المحن بصبر وثقة؟ ما هي الوسائل التي يمنحنا الله من خلالها القدرة على احتمال الضيقات والتغلب على التجارب التي نمر بها؟ ماذا يقول الإنجيل؟


السؤال الأول: لماذا يعاني الناس؟


تعاليم الإنجيل

هناك أسباب عديدة لمعاناة الإنسان وليس سبب واحد فقط. 

يعاني الإنسان أحيانا نتيجة لخطيئته.

عاش الملك شاول حياة بائسة وقتل في نهاية المطاف لأنه تمرد على الله (سفر أخبار الأيام الأول ١٠:١٣، ١٤).

قتل يهوذا نفسه لأنه قد خان يسوع ( إنجيل متي ٢٧: ٣ـ ٥).

كذلك في الوقت الحاضر، قد يصاب المدمنون على الكحول بالأمراض، قد يسجن اللصوص، إلى آخره.

يظن البعض أن هذا هو السبب الوحيد لمعاناة الإنسان، لكننا سنرى لاحقا أن هذا غير صحيح. 

يعاني الأبرياء أحيانا نتيجة لخطايا الآخرين.

قد ينجم هذا عن القسوة أو الحوادث، كأن يدهس سائق مخمور أبرياء على جانب الطريق، أو عندما يهاجم اللصوص ضحاياهم بعنف.

في حالات أخرى قد يلحق الأشرار الأذى بالأخيار لاستيائهم منهم. تصف العديد من الآيات هذا النوع من الاضطهاد الديني.

رسالة بطرس الأولى ٢: ١٩ـ ٢٣ ـ ـ يسوع هو مثال على من لم يرتكب أية خطيئة على الإطلاق، مع ذلك فقد اضطهده الأشرار وقتلوه. وهكذا قد نعاني نحن أيضا عند إتباعنا لمثاله، ليس بسبب أخطائنا، لكن بسبب عمل البر.

إنجيل يوحنا ١٥: ١٨ـ ٢٠ ـ ـ ينبغي أن تنذرنا المعاملة التي تلقاها يسوع بالمعاملة الني يمكن أن نتوقعها. فقد أبغضه العالم واضطهده، وسيفعل الشيء نفسه بأتباعه. 

رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ١١: ٢٣ـ ٢٦ ـ ـ تبين حياة بولس أن أتباع يسوع غالبا ما يضطهدون في الواقع.

رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس ٣: ١٠ـ ١٢ ـ  جميع الذين يريدون أن يحيوا حياة التقوى في المسيح سوف يعانون الاضطهاد.

(طالع أيضا رسالة بطرس الأولى ٤:١٢ـ ١٦؛ الرسالة إلى العبرانيين ١١ـ ٣٥ـ ٣٨؛ رسالة بولس الأولى إلى أهل تسالونيكي ٣: ٢ـ ٤؛ كتاب أعمال الرسل ١٤: ٢٢؛ إنجيل يوحنا ١٦: ٣٣؛ سفر التكوين ٥٠: ٢٠)

يعاني جميع البشر نتيجة لخطيئة آدم وحواء.

جعل الله آدم وحواء في البدء في حالة من النعيم بغير متاعب من أي نوع كان. لكنه حذرهما من عاقبة الخطيئة. عندما أخطئا على أي حال، حكم عليهما بتحمل الألم، المعاناة، الضيق، والموت في نهاية المطاف (سفر التكوين ٣: ١٦ـ ١٩). قاسى جميع البشر منذ ذلك الحين نفس هذه المتاعب. على الأخص، وبسبب آدم، حكم على الجميع بالموت (رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٥: ٢٢؛ الرسالة إلى العبرانيين ٩: ٢٧).

بناء عليه، لا يمكن أن تعزى المعاناة التي يكابدها البشر إلى أي خطيئة محددة ارتكبها شخص على قيد الحياة اليوم. إنه مجرد قدر الجنس البشري المشترك بسبب وجود الخطيئة في العالم.  

لا يعني هذا، كما يعظ البعض، أن الإنسان يولد اليوم في حالة الخطيئة بسبب خطيئة آدم أو أنه سوف ينال القصاص بسببها (نبوءة حزقيال ١٨: ٢٠؛ رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ٥: ١٠). إلا أننا نعاني بسببها في هذه الحياة. 

ليست المعاناة أحيانا سوى تجربة من إبليس.

يذكر سفر أيوب ١:١ـ ٢:١٠صراحة أن معاناة أيوب كانت تجربة من الشيطان. فقد رجا أن يبتعد أيوب عن الله بسبب معاناته.

هناك آيات كثيرة أخرى تبين أن إبليس هو المسؤول عن معاناة أشخاص آخرين (طالع رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ١٢: ٧ـ ١٠؛ إنجيل لوقا ١٣: ١٦؛ كتاب أعمال الرسل ١٠: ٣٨). 

                                                                                                          الدروس التي ينبغي أن نتعلمها

لا تقتصر المعاناة على الأشرار.

يعتقد البعض أن المعاناة تقتصر على الأشرار، وأن الله هو إلى جانب الأخيار وسوف يزيل جميع متاعبهم. يتبع ذلك أنه، إذا كان الإنسان يعاني، فلابد أنه قد ارتكاب خطيئة ما وينبغي عليه أن يتوب عنها.

كانت هذه هي نظرية أصدقاء أيوب (سفر أيوب ٤: ٧ـ ٩)؛ تدور الفكرة الرئيسية لهذا السفر حول دحض هذه النظرية. ينشر الكثير ممن يمارسون "الشفاء بواسطة الإيمان" هذا التعليم الخاطئ، وهو أن الله سوف يزيل جميع مشاكلنا إذا كانت لنا معه علاقة صحيحة.

لكننا سبق ودرسنا أن الأخيار يعانون أيضا. هذه نقطة هامة للأسباب التالية:

* لا ينبغي أن نستنتج أننا مذنبون بارتكاب خطيئة ما كلما داهمتنا المشاكل. ربما كانت معاناتنا بسبب الخطيئة، لهذا ينبغي علينا أن نفحص حياتنا. لكننا قد نعاني لأسباب أخرى، ربما بسبب صلاحنا.

* ينبغي علينا بالتأكيد عدم رفض أي من تعاليم الإنجيل لأنه قد يؤدي إلى المعاناة. إذا كانت المعاناة ناجمة عن خطايانا الشخصية، وإذا كانت هناك سلسلة من التصرفات التي أدت إلى المعاناة، يمكننا عندئذ أن نستنتج أن السبب هو الخطيئة. لكننا سبق ورأينا أن الأتقياء غالبا ما يعانون بسبب العمل الصالح.   

* لا ينبغي أن نعتنق المسيحية لاعتقادنا أن ذلك سوف يحل جميع مشاكلنا تلقائيا. إذا كان هذا هو دافعنا، فقد نرتد عندما تلم بنا الشدائد.

لكن الدرس الرئيسي الذي ينبغي علينا أن لنتعلمه هو النقطة التالية:

لا ينبغي أن نلقي باللوم على الله لوجود المعاناة.

إذا كنا ممن يؤمنون بأن المعاناة تنجم عن خطايا الإنسان الشخصية، وإذا رأينا أن الأخيار يعانون أيضا، فقد نلقي باللوم على الله أو نشك في أنه غير صادق في وعوده. لكننا درسنا أن جميع البشر يعانون، سواء كانوا صالحين أم لا.   

ليست الوصية على احتمال المشقات سوى جزء آخر من الحياة المسيحية، شأنها شأن دراسة الإنجيل، الصلاة، العبادة، إلى آخره. عانى المسيحيون في جميع العصور؛ نحن لسنا الوحيدين. ينبغي أن نتوقع المعاناة، كي لا يتزعزع إيماننا عندما نتعرض لها. 

يقع اللوم الأول والرئيس على وجود المعاناة على عاتق إبليس فهو الذي يغوي البشر كي يخطئوا وبذلك دخلت الخطيئة إلى العالم، بينما يقع اللوم الثانوي على البشر، بما فيهم نحن، باستسلامنا للإغواء وارتكابنا للخطايا التي أدت إلى المعاناة.

نعم، حكم الله بالمعاناة كعقوبة على الخطيئة، لكن فقط بعد أن منح الإنسان حياة خالية من المتاعب وحذره من عاقبة الخطيئة. عندما اختار الإنسان الخطيئة، لم يبق على الله من لوم في إنزال العقاب به بأكثر مما على الوالد من لوم عند معاقبته ابنا متمردا (رسالة يعقوب ١: ١٣، ١٥).

تذكر، أنك بإلقاء اللوم على الله والابتعاد عنه، إنما تنفذ ما يريد منك إبليس أن تفعله بالضبط. لقد هزمك! الطريقة الوحيدة التي تستطيع بها قهر إبليس والتغلب على الشدائد هي بالمحافظة على ثقتك بالله على الرغم منها.


السؤال الثاني: هل يمكن أن يكون للمعاناة نتائج مفيدة؟


"حسن لي أني ذللت" (سفر المزامير ١١٩: ٧١). من المألوف ألا نتمكن في وقت الشدة من رؤية أي شيء سوى المتاعب المحيطة بنا. إذا ارتكبنا الخطيئة نتيجة لذلك، تكون هذه المعاناة ضارة بالتأكيد. لكن إذا حافظنا على الثقة، فسيؤدي ذلك إلى نتائج إيجابية. دعونا نتأمل بعضا منها. 

يتيح لنا الألم فرصة إثبات تمسكنا بالله.

رسالة بطرس الأولى ١: ٦، ٧ ـ ـ كما يمتحن الذهب بالنار، كذلك تمتحن أصالة الإيمان بمختلف المحن. إذا اقتصرت المحن على الخطاة فقط دون المسيحيين، فسيرغب كل إنسان حينئذ في أن يصبح مسيحيا، ليس بسبب محبته لله، لكن لتفادي المتاعب الدنيوية فقط.

حقيقة أن المسيحيين يعانون أيضا يعني أن المعاناة "تفصل الرجال عن الأولاد" ـ إنها تكشف عمن هم على استعداد للمحافظة على الإيمان حتى حين يصعب القيام بذلك (كتاب أعمال الرسل ٥: ٤٠ـ ٤٢؛ رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١١: ١٩؛ رسالة بطرس الأولى ٤: ١٢).

يؤدي الألم إلى النمو الروحي.

رسالة يعقوب ١: ٢ـ ٤ ـ ـ إنه لمن دواعي الفرح أن نصاب بالمحن (قلما يكون هذا هو رد الفعل الطبيعي)، لأن هذا يؤدي إلى الصبر والكمال في خدمة الله. كيف نغدو صبورين ما لم يختبر صبرنا؟

رسالة بولس إلى أهل رومية ٥: ٣ ـ ٥ ـ ـ نحن نفتخر بالشدائد، لأن الشدة تلد الثبات، الفوز بالامتحان، والرجاء.

حتى في ميادين الرياضة البدنية، ما هي أقوى العظام والعضلات؟ إنها تلك التي تواجه أكبر جهد. إذا تركت قالبا من الثلج وآخر من الطين في الشمس، فإن أحدهما سوف يذوب بينما يتصلب الآخر. أدت نفس الظروف إلى نتائج عكسية.

تروى قصة عن سكير له ولدين. أصبح أحدهما مدمنا على الخمر بينما امتنع الآخر عن شرب الخمر امتناعا تاما. فسر الاثنان ما آلا إليه بنفس الطريقة: "ما الذي تتوقعه ممن له والد كأبي؟" أدت نفس المشكلة إلى نتائج عكسية.   

تقهر التجارب بعض الناس بينما تقوي بعضهم الآخر. يتوقف الأمر على كيفية تعاملنا معها.

يبقينا الألم متواضعين ومتكلين على الله.

رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ١: ٨ ـ ١٠ ـ ـ تعلم بولس من الشدة التي مر بها ألا يثق بنفسه، بل بالله. سمح الله على الدوام أن تواجه الشعوب الحروب، المجاعات، والضيق عند ابتعادهم عنه وعجزهم عن الثقة به. غالبا ما يبين ذلك للبشر حاجتهم إلى الله.

رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ١٢: ٧ـ ١٠ ـ ـ كانت "شوكة بولس في جسده" رسولا من الشيطان، لكن الله سمح لها بالبقاء مخافة أن يتكبر بولس بسبب سمو المكاشفات التي تلقاها. يستطيع الله أن يخلق من الضعف قوة عظيمة.

سف التكوين ٥٠: ٢٠ ـ ـ أساء أخوة يوسف معاملته، لكن الله استخدم نواياهم الشريرة لينقذ العائلة من المجاعة.

يضع إبليس المتاعب في حياتنا ليلحق بنا الضرر. مع ذلك فإن أعظم برهان على قوة الله هو قدرته على استخدام تلك المتاعب لتحقيق الخير. أكبر مثال على ذلك هو موت المسيح. قصد الشيطان به قهر الله والجنس البشري، لكنه صار خلاصا للجنس البشري بأجمعه (رسالة بطرس الأولى ٢: ٢١ـ ٢٤).

فكر للحظات في الأمور الهامة حقا في الحياة. هل يتحقق أي منها دون مشقة؟ ولادة طفل؟ العمل لتوفير القوت لعائلاتنا؟ خلاصنا الأبدي؟ المعاناة هي جزء لا يتجزأ من كل ما هو صالح!

يرسل الشيطان المتاعب ليلحق بنا الضرر، لكن الله يستطيع أن يجعلها تعمل لخيرنا في النهاية (رسالة بولس إلى أهل رومية ٨: ٢٨). إلا أن هذا لا يحدث ما لم نحافظ على الإيمان.


السؤال الثالث: ما الذي يضمن قدرتنا على الاحتمال؟


قد نتصور لدى مواجهة الصعوبات، "بأننا لا نقوى على الصمود". قد نحاول إقناع أنفسنا بأن توقع الاستمرار تحت وطأة هذه الظروف دون ارتكاب خطيئة، هو أشبه ما يكون بتوقع حدوث المستحيل. ولذلك قد نبرر لأنفسنا عصيان الله. لكن تأمل تعاليم الإنجيل التي تبين قدرتنا على الاحتمال.

وعود الإنجيل

رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٠: ١٣ـ ـ لن يأذن الله أن نجرب بما يفوق طاقتنا، بل يؤتينا مع التجربة وسيلة الخروج منها بالقدرة على احتمالها. 

 يعني هذا أن بإمكاننا احتمال كل التجارب دون ارتكاب خطيئة. إذا تصورت أنك "لا تستطيع أن تفعل" ما طلب الله منك أن تفعله، أو إذا حدث وبررت عصيانك لله، فقد صدقت كذبة الشيطان. ما نحتاج إلى القيام به هو أن نكف عن البحث عن الأعذار وأن نبحث بدلا من ذلك عن وسيلة للخروج!

سفر المزامير ٣٤: ١٩ـ ـ "البار كثيرة مصائبه، والرب من جميعها ينقذه". قد لا يزيل الله جميع الصعوبات، لكنه يتحقق من قدرتنا على احتمالها بإيمان ـ باجمعها

رسالة بولس إلى أهل رومية ٨: ٣٥ـ ٣٨ ـ ـ لن تفصلنا شدة أو ضيق عن الله، لكننا في ذلك كله "فزنا فوزا مبينا". إذا احتملنا التجربة دون أن نخطئ، نكون قد "فزنا" فقط. لكننا أكثر من مجرد فائزين لأن التجربة تغير الإنسان نحو الأفضل (طلع أيضا رسالة بطرس الأولى ٥: ٨، ٩؛ رسالة يعقوب ٤: ٧؛ رسالة بولس إلى أهل أفسس ٦: ١٠ـ ١٨؛ سفر الأمثال ٢٤: ١٠).  

أمثلة الإنجيل

لا يعدنا الإنجيل بقدرتنا على الاحتمال بإيمان فقط، لكنه يعطينا الكثير من الأمثلة عمن تمكنوا من القيام بذلك. إذا استطاع غيرنا أن يحتمل، فكذلك نستطيع نحن.

رسالة يعقوب ٥: ١٠، ١١ـ ـ لنتخذ من أيوب وأنبياء العهد القديم مثالا لنا في الاحتمال. هل تألمنا مثل أيوب؟ بالتأكيد لا. على الرغم من ذلك فقد حافظ على ثقته بالله وكذلك نستطيع نحن. 

رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس ١: ٨ ـ ـ عانى بولس المشقات في سبيل الرب، وعلينا نحن أيضا أن نشارك في تلك المشقات. إذا كان قد تألم دون أن يرتد، فكذلك نستطيع نحن. بولس هو مثال ينبغي علينا الاقتداء به (رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١١: ١).

الرسالة إلى العبرانيين ١٢: ١ـ ٤ ـ ـ يسوع (والأتقياء من شخصيات العهد القديم) هم شهود على ما يمكننا احتماله تحت وطأة التجارب. ليست تجاربنا بأشد من تجاربهم. تدل كل هذه الأمثلة على أن الله سيبقي على وعوده في مساعدة شعبه على الاحتمال بإيمان (رسالة بطرس الأولى ٢: ١٩ـ ٢٣).


السؤال الرابع: ما هي البركات التي يفيضها علينا الله لمساعدتنا على الصمود؟


"الله معتصم لنا وعزة، وقد وجدناه نصرة عظيمة في المضايق" (سفر المزامير ٤٦:١). وعد الله بمساعدتنا على الصمود، لكن علينا أن نستفيد من العون الذي يوفره لنا. دعونا نلخص بعضا من الطرق التي يعيننا بها الله. 

الإنجيل

رسالة بولس إلى أهل رومية ١٥:٤ ـ ـ "... حتى نحصل على الرجاء بفضل ما تأتينا به الكتب من الثبات والتشديد". سبق ورأينا الطرق العديدة التي يعزينا ويشددنا فيها الكتاب المقدس عندما نتألم:

* يساعدنا على إدراك أننا سوف نتألم، لكن ذلك سيفضي إلى خيرنا.

* يؤكد لنا قدرتنا على الاحتمال كما فعل غيرنا.

* يعطي دليلا على حكمة الله، قوته، وصدقه في مواعيده. يشدد هذا من عزيمتنا لأن الله ليس بقادر على مساعدتنا فحسب، لكنه سوف يساعدنا على الاحتمال.

إلا أن الإنجيل لن يوفر لنا أي من هذا العون ما لم نواظب على دراسته.

الصلاة والعبادة

رسالة يعقوب ٥: ١٣ ـ ـ "هل فيكم متألم؟ فليصل".

رسالة بولس إلى أهل فيلبي ٤: ٦، ٧ ـ ـ "لا تكونوا في هم من أي شيء كان، بل في كل شيء لترفع طلباتكم إلى الله بالصلاة والدعاء والشكر".

سفر أيوب ١: ٢٠ ـ ـ عندما أبتلي أيوب، ذهب وسجد إلى الله. غالبا ما نفعل عكس هذا بالضبط في أوقات الشدة، فنهمل العبادة، لأننا ببساطة لا نرغب في ذلك. 

(رسالة بطرس الأولى ٥: ٧؛ إنجيل متي ٧:٧)

لا تمنحنا هذه المقاطع تعهدا بأن الله سوف يزيل جميع متاعبنا، لكنها تعد بأنه سوف يوفر لنا القوة التي نحتاج إليها للتحمل بثبات على الرغم من المتاعب. صلى يعقوب وبولس بشأن الصعاب، واستجاب الله لصلواتهما، لكن الصعوبات لم تختفي. بدلا من ذلك منحهما الله القوة على الاحتمال (إنجيل متي ٢٦:٣٦ـ ٤٦؛ رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ١٢:٧ـ ١٠).

 المسيحيين الآخرين

رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ١: ٣، ٤ ـ ـ بالإضافة إلى العزاء الذي يفيضه الله، فإن المسيحيين الآخرين قادرين على تعزيتنا أيضا. وينبغي لنا أن نبذل غاية جهدنا في تعزية غيرنا.

رسالة بولس إلى أهل غلاطية ٦:٢ـ ـ "ليحمل بعضكم أثقال بعض". لا ينبغي لنا أن نترك مسيحيا آخر ليعاني وحده خلال الأزمات الحادة إذا كنا نستطيع مساعدته بأية وسيلة.

أحد أفضل الأماكن للحصول على التشجيع في أوقات الضيق هو اجتماعات الكنيسة للعبادة (الرسالة إلى العبرانيين ١٠: ٢٤، ٢٥). لكن، مرة أخرى، يجب أن نذهب إلى الاجتماعات ونتحدث إلى المسيحيين الآخرين لنحظى بالعون الذي نحتاجه (طالع أيضا رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٢: ٢٦؛ رسالة بولس الأولى إلى أهل تسالونيكي ٥: ١١، ١٤).

الرجاء في الحياة الأبدية

رسالة بولس إلى أهل رومية ٨: ١٦ـ ١٨ ـ ـ نحن ورثة الله إذا شاركنا يسوع في آلامه. لا تعادل آلام الزمن الحاضر المجد المزمع أن يتجلى فينا.

رسالة يعقوب ١: ١٢ـ ـ طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة، لأنه ينال أكليل الحياة.

إنجيل متي ٥: ١٠ـ ١٢ـ ـ افرحوا وابتهجوا (لا تمتعضوا وتتذمروا) عندما تتعرضون للاضطهاد، لأنكم تتألمون كما تألم الأنبياء من قبلكم، وعظيم هو أجركم في السماوات (رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ٤: ١٦، ١٧؛ رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس ١: ١١، ١٢؛ ٢: ١٢؛ رسالة بطرس الأولى ١: ٣ـ ٧؛ ٤: ١٣).

خاتمة

سوف يتألم المسيحيون المؤمنون، مع ذلك فإن الحياة المسيحية هي الأفضل، لأن المسيحيين المؤمنين هم الوحيدين الذين لديهم ضمان في القدرة على الاحتمال، في أن الله سوف يعينهم، في أن النتيجة ستكون في صالحهم، وفي أننا في النهاية سوف نحصل على الحياة الأبدية. 

"أستطيع كل شيء بالمسيح الذي يقويني" ـ رسالة بولس إلى أهل فيلبي ٤: ١٣ (طالع أيضا سفر المزامير ٢٣).

حقوق الطبع محفوظة ١٩٩٨، ديڤيد أي. ﭘرات

يسمح للأفراد وكذلك للكنائس المحلية بتوزيع هذا المقال كنسخة مطبوعة أو كبريد الكتروني، بشرط أن يستنسخ بكامله حرفيا وبدون تغيير المحتوى أو تحريف المعنى بأي طريقة كانت، وبشرط أن يظهر اسم المؤلف وعنوان صفحتنا الالكتروني بصورة واضحة (David E. Pratte, https://gospelway.com)، وبشرط عدم فرض أجور مادية من أي نوع كان لهذه المواد. تستطيع الصفحات الالكترونية أن تتبادل الاتصال مع هذه الصفحة ولكن لا يسمح لأي منها أن تعيد إنتاج هذا المقال على صفحات الكترونية أخرى. 

اضغط هنا لدراسة الإنجيل باللغة الانجليزية

 

عد إلى الصفحة الرئيسية من أجل مقالات أخرى لدراسة الإنجيل باللغة العربية.

ترجمة ساهرة فريدريك

Please bookmark our site in your favorites.

THE GOSPEL WAY | COURSES / COMMENTARIES, etc. | BIBLE | SALVATION | CHURCH | CHRISTIAN'S LIFE | GOD | MORALITY | MANKIND | INVITATIONS | FAMILY | CREATION | AUDIO | ARTICLES | TOPICS | RELIGIONS | PUBLICATIONS | VIDEO | GOVERNMENT | EMAIL ARTICLES

Subscribe to our free Bible study email lists. E-mail us at the Gospel Way Gospelway icon

We welcome links to us from other sites :
gospelway.com - The Gospel Way: Free Bible Study Materials & Guides

See our Frequently Asked Questions (FAQ) if you have questions about our site.

Scripture quotations are generally from the New King James Version (NKJV), copyright 1982, 1988 by Thomas Nelson, Inc. used by permission. All rights reserved.

Hit-meter: 51283018